الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

الشعائر الحسينية منهج لبناء الحياة المعاصرة

قبسات من فكر المرجع الشيرازي

شبكة النبأ: من الاقوال والقواعد المتفق عليها بين جميع الافراد والامم، قاعدة (لا يصحّ إلا الصحيح)، وقد أثبتت مسيرة الانسانية عبر مراحلها الشاقة، صحة هذه القاعدة، لسبب بسيط أن الافكار والافعال الصحيحة تستند الى الحق، وفي قاعدة اخرى (الحق يعلو ولا يُعلى عليه) وهكذا نلاحظ الترابط الجوهري بين القاعدتين المذكورتين واستنادهما الى بعضهما، الامر الذي يؤكد أن الصحيح والحق صنوان لا يفترقان ابدا، ناهيك عن كونهما أساسا للنجاح الدنيوي والأخروي على حد سواء.

الشعائر من تقوى القلوب

ولا يختلف المؤمنون في أن (الشعائر من تقوى القلوب)، فكلما التزم الانسان بالشعائر كلما كان أقرب الى الله تعالى والى التقوى الشاملة، وهذا هو عين الحق والصحيح، اذن طالما أن الشعائر حق، وأن منهجها ينتمي الى الصحيح دائما، فإن فعلها وحضورها وتأثيرها يبقى ازليا، وأن من يقف ضدها سيصاب عاجلا أم آجلا بالخسارة والخذلان.

ففي كلمة بهذا الخصوص، ألقاها مؤخرا سماحة المرجع الديني، آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله)، بحشد من المؤمنين، قال فيها سماحة المرجع: (على الرغم من كل تلك المحاولات في محاربة وعرقلة الشعائر الحسينية نرى ونجد اليوم أن العزاء الحسيني قد انتشر في الدنيا كلها. فالبهلوي الأول وياسين الهاشمي وأمثالهما ظنوا أنهم يقدرون على عرقلة الشعائر الحسينية ومنعها، ولكنهم خابوا وفشلوا، فلو كان بإمكانهم اليوم أن يُخرجوا رؤسهم من قبورهم ويروا اتساع العزاء الحسيني لرأوا خيبتهم وخسرانهم وفشل محاولاتهم. فهؤلاء ومن تبعهم ويتبعهم في محاربة الشعائر الحسينية، في الواقع هم تعساء بل لا عقل لهم ومجانين، بل أسوَأ من  ذلك).

خطر اللامبالاة والكسل

ولكن مع ذلك يحتاج الحق الى من يؤازره دائما، ويحتاج الفعل والفكر الصحيح الى الاسناد والتقويم والتصويب الدائم كذلك، بمعنى لابد أن يكون هناك تواصل دائم مع الحق والصحيح من الافكار والافعال، والسبب لأن الجهات المعادية لذلك موجودة دائما، وهي تقوم بدورها التخريبي والتشكيكي دائما، لأنها تقف الى جانب الباطل ولا يروق لها الحق ابدا، لذلك ليس صحيحا أن يُصاب المؤمنون باللامبالاة والكسل والتراجع ازاء الشعائر الحسينية، ولابد من مغادرة هذا الاسلوب الى العمل الفاعل والدائم، وذلك لاسناد الشعائر الحسينية وتعضيدها وإقامتها على الدوام، وفي جميع الظروف التي تسنح لذلك، لذا يقول سماحة المرجع الشيرازي في هذا الصدد: (إن اللامبالاة تجاه الشعائر الحسينية وتجاه كل ما يرتبط بالإمام الحسين صلوات الله عليه، لا معنى لها. فلذا يجب علينا أن نقوم بخدمة القضية الحسينية وتعظيمها وإحيائها بكلّ ما نملك ونقدر عليه).

حماية الشعائر ونشرها

وطالما أن المغرضين موجودون على الدوام، وأن اصحاب الباطل يتشبثون بخبثهم ومحاربتهم للشعائر وللحق عموما، فإن التنبّه لهذا الامر ينبغي ان يكون حاضرا ومتوثبا على الدوام، من لدن اصحاب الحق ومسانديه على الظلم والشر والباطل، وقد يواجه المؤمنون مصاعب كثيرة وكبيرة اثناء عملهم المتواصل، والمؤمن في خدمة الشعائر الحسينية واقامتها، لكن هذا لا يعني التخلي او الانسحاب تحت مثل هذه الضغوط أو غيرها، بمعني ينبغي أن يكون هناك اصرار على حماية وادامة الشعائر الحسينية على الدوام.

لذا يؤكد سماحة المرجع الشيرازي في كلمته هذه قائلا: (يجب علينا أن لا نستسلم وأن لا ننسحب من خدمتنا للشعائر الحسينية إذا واجهتنا أدنى صعوبة أو أذى).

وهذا الهدف يتطلب وسائل كثيرة، ينبغي أن يلجأ إليها المؤمنون بالفكر الحسيني والشعائر الحسينية، لا سيما الشباب، بمعنى لابد أن يكون العمل لادامة الشعائر مخططا ومنهجيا وعلميا في آن، ولابد ايضا من استثمار وسائل الاعلام الحديثة، كالفضائيات وسواها في هذا المجال، وينبغي توظيف القدرات التكنولوجية بأقصى ما يمكن من اجل نشر الفكر الحسيني الى ابعد المديات الممكنة، ويؤكد سماحة المرجع الشيرازي قائلا في هذا الصدد: (ينبغي الاستفادة من التكنلوجيا الجديدة، المتيسّرة اليوم للجميع, أحسن وأفضل استفادة، في إيصال ثقافة عاشوراء إلى البشرية كافة، بمختلف لغاتهم. وعلينا أن لا ننسى بأن العمل الإعلامي هو نصف القضية والنصف الآخر والمكمّل لها بل والأهم هو الدفاع والحماية، فإن العمل على توسيع رقعة إقامة الشعائر الحسينية المقدّسة بحاجة إلى الحماية والدفاع من قبل الجميع، وبالخصوص الشباب).

فوائد الشعائر الحسينية

ويبقى العمل المخلص في هذا المجال، أي على طريق خدمة الفكر الحسيني، ذا فائدة كبيرة للانسان قبل غيرة، بمعنى انه سيكون بخدمته وموقفه هذا، اكثر قربا الى الله تعالى، والى رسوله الاعظم وآل بيته الاطهار عليهم السلام، ناهيك عن السمو في الجانب الروحي والايماني للانسان، حيث تتصاعد في ذاته وتيرة الايمان الصحيح، ويتحصن ضد الزلل في جميع المجالات، وهو ما يعود عليه بالربح في الدنيا والآخرة معا، يقول سماحة المرجع الشيرازي في هذا الصدد بكلمته المذكورة نفسها: (نحن وأنتم بإقامتنا للشعائر الحسينية وتعظيمها، نكون في الواقع نحن المستفيدين, حيث نبغي بذلك علوّ الدرجات، ولكي نزداد قرباً إلى الله تعالى وإلى أهل البيت وأن تشملنا رعايتهم ودعاءهم صلوات الله عليهم، وإلاّ فإنّ أيَّ شيء وأيَّ عمل, مهما كبر وعظم, فإنه لا يجبر دم الإمام الحسين صلوات الله عليه أبداً,كما صرّحت بذلك الروايات الشريفة).

وطالما أن الفائدة الفردية والجماعية مضمونة، على الصعيدين المادي والروحي معا، فإن العمل المتواصل على نشر هذه الشعار يعد من أعمال وافكار الخير، لانها تهدف اولا واخير الى تقويم شخصية وفكر الانسان وعمله، وتهدف الى حماية الانسان من الانحدار في وادي العصيان وما شابه، لذلك ينبغي أن تتضاعف اعداد البشر الذين يدعمون هذا الخط، الذي يهدف بدوره الى ترسيخ ركائز الحق والخير في نفوس البشرية جمعاء، لذا يقول سماحة المرجع الشيرازي في هذا المجال: (لا شك كلما كثر المحامون والمدافعون، ازدادت الشعائر الحسينية نمواً، واتسعت رقعتها وانتشرت في الدنيا أكثر. وهذا الأمر لا يتحقق إلاّ بالجدّ والاهتمام).

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 15/كانون الأول/2011 - 19/محرم الحرام/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م

[email protected]