أزف إليك كلماتي من قارورة الشجن..
وأتلو على جرحك زفراتي الملبدة بالغيوب..
مآسينا نهر تفرع من أرضك وترابك لتصب في صدري..
حيث قلاعك تسكن في القلوب..
ما أسهل أن أوقد الشمعة من ألق أنوارك..
ولكن الغصة عالقة، واليزيديون يقسمون أن ينتهكوا حرمتك في كل
عام..
بالأمس : أخرجك عن الصواب زعيمهم..
واليوم أخرجونا بزعمهم أننا مجوس !!
هم أولى بالنار منا صليا كما قلت سيدي، فلقد أشعلوا الخيام
ناراً عندك..
وعندنا أطلقوا النار مجدداً يستقبلوا به جدهم عمر بن سعد !!
لقد وطأت خيولهم صدرك في كربلاء..
وسياراتهم تدهسنا كل يوم لحبنا إياك، فهل لهذا الدهس من ثمن
عندك؟!
نبالهم اخترقت خدور نساءك وأحرقت..
ورصاصاتهم اخترقت نساءنا في السيارات والدور فأصيبت..
لم يبقى لهم بعد المجزرة في كربلاء..
إلا أن يمدوا الجسور والفجور بمزيد من المجازر..
فألف عمر بن سعد قد ركب دبابة ومدرعة ليدعوا بالحرب ضدك..
وألف حرملة أمتشق رشاشه وبندقيته ليبحث عن رضيع آخر..
وألف شمر أطلق الرصاص على الأبرياء من شيعتك..
حتى تساقطت الشهداء والجرحى، ورزء الآباء وثكلت الأمهات
والنسوة..
ليشاطروا العقيلة في المصاب..
لن يتمكنون من اقتلاع شجرة المحبة والمودة من قلوبنا..
لقد رشقوا الوابل قبل أوانه هذا العام خلافاً للعادة..
يظنون أن بمقدورهم حجب شمس شهادتك التي وقعتها في كربلاء..
واقتلاع رايتك التي نصبت على قبتك السامقة..
أولم يسمعوا حديث شقيقتك زينب وهي تقول:
" وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه، فلا
يزداد أثره إلاّ ظهوراً، وأمره إلاّ علوّاً "!! |