الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

الشعائر الحسينية... نصر في الدنيا وفوز بالآخرة

من فكر المرجع السيد صادق الشيرازي

محمد حميد الصواف

شبكة النبأ: لعبت الشعائر الحسينية على امتداد القرون السالفة وحتى الآن، دورا محوريا على أكثر من صعيد سياسي واجتماعي، الى جانب كونها تمثل نزعة عقائدية لا تنسلخ عن ثوابت الشريعة الاسلامية لعدة اعتبارات لا تقل اهمية عن بعض المرتكزات في الدين الاسلامي الحنيف.

فالى جانب دورها الحيوي في إحياء أمر آل بيت النبوة صلوات الله عليهم أجمعين، وكشف المظلومية التي لحقت بهم في الماضي والحاضر، كانت تعد منذ نشاها أبرز وسيلة متاحة للمسلمين الشيعة في تصديهم للحيف الذي يقع عليهم على مدى التاريخ، ولا تزال تمثل حافزا معنويا لمقارعي الظلم نظرا للرمزية الجامعة لأوجه الصراعات بمختلف أشكالها.

مما جعل من تلك الشعائر ممارسة تعبدية وإنسانية في الوقت ذاته، لما لها مردودات على الصعيد الدنيوي أولا وأخروية ثانيا، كونها تنتصر لقضية دينية وحقوقية أيضا.

فالشعائر الحسينية كانت على الدوام تمثل انتصارا معنويا لجانب الحق على جانب الباطل، سيما أنها تكرس في طياتها سيرة وعطاء آل بيت النبوة وحجم التضحيات التي بذلوها في سبيل الشريعة الإسلامية ألحقه، وما أريد بالإسلام كدين والمسلمين كمجتمع متكامل، يغلب عليه العدل والمساواة والحرية، بعد أن حيدت الشريعة الإسلامية عن مسارها القويم، إثر تسلط المفسدين على رقاب الأمم والشعوب بين الفينة والأخرى، منذ وفاة نبي الإسلام الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم وحتى عهدنا القائم.

فقد جهد الطغاة على مر العصور للنيل من تلك الشعائر، وسعوا في طمس معالمها على الدوام، بعد أن باتت مصدر امتعاض وقلق مستمر، لما لها من بأس شديد في تحدي الظلم والبغي، ووسيلة متاحة لمعظم المسلمين تداولوها للجم شريعة الشيطان بكافة أشكالها في كل زمان ومكان، مما جعل منها مصدر رعب كبير لكل مستبد ظلوم، ولكون إن الله يأبى إلا أن يتم نوره، كانت مساعي الطغاة تعود وبالا وخسران عظيم، كما يحدثنا التاريخ دائما.

يقول سماحة المرجع اية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي: (من أجل ذلك نجد الظالمين عبر التاريخ ومنذ أن قتل الإمام الحسين سلام الله عليه وحتى اليوم، يواجهون الإمام الحسين سلام الله عليه ومجالسه وعزائه وشعائره، ويحاربونه ويحاربونها، ويحاولون بكل الطاقات طمس آثار الإمام الحسين سلام الله عليه وكل ما يرتبط به بأساليب شتّى مثل تخريب وهدم وتفجير مدينته المقدسة بين حين وآخر وقتل الأبرياء والشيوخ والنساء والأطفال خلال ممارساتهم لشعائره المقدسة، ونشر ثقافة معاوية ويزيد، والاستهزاء بثقافة الإمام الحسين سلام الله عليه وشعائره).

لذا تبرز لنا الشعائر الحسينية كمصدر قوة ونصر لكل من آمن بها، وعمل على أحيائها، انطلاقا من انتصار الإمام الحسين عليه السلام في معركته الأزلية ضد الطاغوت، حيث يؤكد سماحة المرجع على أهمية تلك الشعائر، باعتبارها لم تعد مجرد ممارسة سنوية لاستذكار مصيبة الإمام الحسين عليه السلام في عاشوراء وما حل به وأهل بيته وأنصاره، بل أصبحت منهج وسنة على جميع المسلمين بشكل عام وأتباع أهل البيت بشكل خاص سلوكه وانتهاجه في حياتهم اليومية، لما لها من فضائل ومكارم تضفي على الإنسان هالة ربانية. يقول دام ظله: (إن الله سبحانه وتعالى جعل قضية الإمام الحسين صلوات الله عليه قضية استثنائية، فبواسطة القضية الحسينية المقدسة يدخل الناس الجنة سريعاً، وبسببها أيضاً يدخلون النار سريعاً والعياذ بالله، وهذا يصدق على أهل العلم أيضاً. فأهل العلم يبتلون بمسائل وأمور كثيرة على طول السنة).

ففي الوقت الذي يشدد المرجع الشيرازي على ضرورة أن تكون الشعائر رسائل إنسانية في المناسبات، يرى إنها امتداد للسنة النبوية وإرادة إلهية أريد بها تمحيص المرء واختبار إيمانه وعزمه. حيث يقول سماحته: (إن الكثير من المؤمنين والمؤمنات قتلوا في سبيل القضية الحسينية المقدسة على مرّ التاريخ، وخصوصاً في زمن بني أمية وبني العباس، فلمدة قرن كان القتل والتعذيب والسجن ومصادرة الأموال والأملاك مصير كل من يشترك بعزاء الإمام الحسين صلوات الله عليه أو من يذهب إلى زيارته، وحتى من كان يسمّي ولده حسيناً كان يتعرّض للسجن والقتل. ومع كل هذه المظالم التي تعرّض لها زوّار الإمام الحسين صلوات الله عليه ومحبّو أهل البيت صلوات الله عليهم).

ويتابع: (لكن وعد الله تعالى للإمام الحسين سلام الله عليه ـ وعبر لسان جدّه سيد المرسلين صلى الله عليه وآله ـ بأن ذلك كلّه لا يزداد به الإمام الحسين سلام الله عليه وخطّه وثقافته وشعائره إلاّ بقاءً ودواماً وعلوّاً وارتفاعاً، فقال صلى الله عليه وآله: «وليجتهدنّ أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه، فلا يزداد أثره إلاّ ظهوراً وأمره إلاّ علواً).

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 7/كانون الأول/2011 - 11/محرم الحرام/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م

annabaa@annabaa.org