عند إقامة شعائر ذكرى معركة الحق والفداء (معركة كربلاء) كل عام
تشمخ دائما صورة سيد الشهداء الحسين بن علي بن ابي طالب وفق أسس
التضحية والفداء وعزة النفس وعدم الخنوع لحكم آل أمية الطلقاء.
ومع مرور الزمن يزداد شغف الملايين بهذه الذكرى التي ضربت صورة
رائعة لفئة قليلة العدد من آل بيت النبوة مع جمع صغير من مريديهم
وانصارهم الشجعان ليسجلوا ضمن سير التاريخ العربي والاسلامي ملحمة
الفداء والاستشهاد البطولية التي رفعتهم للاعالي شهداء مكرمين
وانزلت جزاريهم الى أسفل درك في التاريخ.
لكن ما يزيدنا غرابة موقف البعض من المسلمين الذي لا يعترف
البعض منهم بهذه التضحية الجليلة ويفتش عن علل وأسباب لدمغها
وادانتها بحجة خروج الشهيد الحسين على ولي الأمر وكلنا نعرف من كان
ولي الأمر انذاك، والطاعة لا تكون ملزمة مطلقا في حالة الولاية
التي تشوبها شوائب وتضعضعها المعاصي كولاية يزيد بن معاوية أو بني
أمية عموما أبناء الطلقاء كما قال لهم رسول رب العالمين. ولذلك
ينقلون عن عبد الله بن عمر بن الخطاب انه قال: (إذا كان الإمام
عادلاً فله الأجر وعليك الشكر، وإذا كان الإمام جائراً فله الوِزر
وعليك الصبر)، وبذا قطعوا طريق الخروج على الحاكم الظالم مهما بدر
منه، وبهذا الأسلوب الديماغوجي وثقافة الهيمنة الكلية، وطرق تركيع
الجماهير للحكام من قبل وعاظهم ورث العرب ثقافة الخنوع للحاكم
والتعلق به والتصفيق له والحمد والتمجيد باسمه.
إذن لماذا جهز البعض وصرف مليارات الدولارات لليانكي الأمريكي
وساركوزي الصهيوني من اجل إسقاط بعض الحكام في الوقت الحاضر إذا
كان حديث ابن عمر صحيحا ؟.
ويذهب البعض ليس لإنكار التضحية بل للاحتفال بنصر بني أمية على
حفيد رسول الله وقرة عينه كما يحصل في بلدان بعينها تدع الإسلام
فيسمون يوم العاشر من محرم الحرام يوم استشهاد سيد الشهداء بـ (يوم
الظفر). أو يحرض البعض على صوم يوم العاشر وفي أنفسهم ما يخفونه من
إيفاء للنذر باستشهاد أبن فاطمة الزهراء بضعة الرسول، وهو بالتالي
أيضا يوم صوم يهودي.
ترى هل تتجزأ المحبة ؟ هذا سؤال جد مهم لان من يدع حب رسول الله
يجب أن لا يجزئ حبه ويتوقف عند حب ذريته فهو القائل (فاطمة بضعة
مني)، وأحب للام أبنائها من غيرهم والحسين ابن فاطمة !!.
ولكن بعض العرب من المسلمين لن يتحرروا من عقد الجاهلية
وأمراضها وهم دائما كما قال تعالى: (الاَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا
وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ
اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ){التوبة: 97}.
www.alsaymar.org |