مشاركة الأطفال في الخدمة الحسينية... الأسباب والنتائج

تحقيق: عبد الأمير رويح

شبكة النبأ: أطفال بعمر الزهور تسابقوا كطيور في سماء عاشوراء الخالدة ليشاركوا أبائهم الأجر والثواب ويقدموا ما يستطيعوا من خدمات لزوار سيد الشهداء(ع) هامات مرتفعة بالعز كقمم الجبال نزلت في مواكب الحزن المحمدي ليلطموا الصدور ويشاركوا في ذلك المصاب الجلل والخطب العظيم صورة من صور الوفاء لثورة الحسين(ع) شبكة النبأ المعلوماتية كانت لها هذه الوقفة القصير مع طفولة عاشوراء لتتعرف على بعض الآراء بخصوص أسباب ونتائج هذه التجربة الحسينية الرائعة فقد التقت أولا بالأخ: عقيل قاسم من هيئة شباب أنصار المهدي والذي تحث لنا قائلا: لدينا موكب عبد الله الرضيع وهو موكب متخصص بعزاء الأطفال ينطلق هذا الموكب في يوم التاسع من المحرم وأعمار المشاركين في هذا الموكب تتراوح مابين (أربع سنوات وعشر سنوات) يتم اعدادهم لهذه المشاركة الحسينية لكي تترسخ لديهم بعض المفاهيم عن ثورة عاشوراء الحسين(ع) كما و يشارك الأطفال بتقديم الخدمات الضرورية لزوار أبي عبد الله.

كما ونسهم أيضا في توعية هذا الجيل من خلال تقديم النصح والإرشاد والحمد لله قد أثمرت هذه التجربة ولدينا اليوم أطفال استطيع ان اقول عنهم قمة في الالتزام الديني فهم يقيمون الصلاة في أوقاتها ويتجنبوا الإساءة والمحرمات الأخرى.

وسام فهد حميدي متطوع من أهالي البصرة يشارك أبناء كربلاء الخدمة الحسينية شاركنا الحديث قائلا: هي تجربة رائعة تسهم في بناء شخصية الطفل ونحن نسعى لتعريفهم و توعيتهم على قضية الحسين(ع) وبالخصوص قصة عبدالله الرضيع وعظمة هذا الإمام الشهيد ليكون لهم قدوة وأسوه.

برير عباس عبدالله من هيئة صنف الصاغة يقول لشبكة النبأ: الأطفال ورقة بيضاء يتأثرون بما ينقله الكبار لذا فالطفل يتأثر بابوية بصفتهما المثل الأعلى لذا فهو يطبق ما يفعلون ومن هذا الباب نلجأ لإشراك الأطفال في هذه المراسيم الحسينية لغرض تطبيعهم وتعريفهم بقضايا الإمام الحسين(ع) وثورته العظيمة هو أسلوب من أساليب التربية وهذا يدفع لتغير في سلوك وتصرفات وهو المطلوب تحقيقه.

نصير محي نجم خريج كلية الآداب قسم الفلسفة من المعروف ان الطفل يتطبع من البداية بمجموعة من التصرفات والأفعال ويعمل على اكتسابها وبتالي سيعمد الى تجربتها بشكل واقعي ومشاركة الأطفال في مثل هكذا تجارب وهو شيء ايجابي لأنه سوف يؤثر في بناء شخصية هذا الطفل ويضيف في بعض الأحيان يكون الانسان ميال الى السلبية والعدوانية في بعض تصرفاته ولكن هذه العقائد وهذه المراسيم والشعائر تجعله يعود الى نقطة معينه وبعد مقارنتها بتصرفاته وسيخرج بتحسين خلق.

خطوة اشراك الأطفال في هذه الخدمات وهذه الشعائر شيء جيد يحتاج الى دراسة جيدة ومدروسة لتزداد بذلك نسب النجاح في إعداد جيل ملتزم وخلوق يحمل صفات استثنائية وقادرة على التأثير.

الحاج جواد محمد رضا من هيئة شباب المنتظر يقول: موضوع مهم أخذناه من الأئمة الأطهار عليهم السلام ونحن دروس الأمس فقد تعلمنا هذه الخدمة من آبائنا وأجدادنا والموروث الحسيني سيستمر بهذه الدماء الفتية التي ترونها اليوم.

ويضيف لشبكة النبأ : نحن نشرك أبنائنا في هذه الموكب وهذه الخدمات بكافة المناسبات لكون مسألة الحسين مسألة عظيمة عند الله فيها فخر وعز وهيبة للانسان الذي يقدمها بهذه المفاهيم وهذه المعاني نسعى لتربية أبنائنا ونقوم أيضا بترسيخ قضية الإمام الحسين(ع) في أذهان هذا الجيل وباعتقادي ان الطفل يحفظ جميع ما يتعلم وبدوره سوف يعمم ذلك على زملائه ونحن نسعى لاستقطاب أطفال بكثرة وهذا سيكون شوكة بعين الأعداء ويتعلمون الموعظة من مجالس الإرشاد والفقه التي تقام والنتائج المتحققة من هذه الخدمة ستثبتها الأيام والسنوات القادمة انشاء الله.

 الحاج محمد جبار الساعدي من موكب طرف المخيم يقول: هذه الموكب هي مدارس خاصة للأطفال تسهم في بناء النفس والذات فعند ممارستهم لهذه الشعائر الحسينية سيتمسكون بأهم مبادئ الإسلام ومن خلالها ستصلح حياتهم وتقديم تلك الخدمات سيخلق في داخلهم حب التعاون والمساعدة لان ما يقدموه لايقدر بثمن, هذا نوع من أنواع التربية المهمة لأنها ترتبط بقيم السماء

ويستشهد الحاج محمد بفترة النظام السابق أيام منع الموكب الحسينية وكيف أثرت بشكل سلبي على تصرفات الأطفال وجعلت منهم جيل يعيش في بؤر الانحلال والتفسخ الأخلاقي اما اليوم فالوضع مختلف فالمحافل القرآنية والدينية تقام وتستقطب الأطفال وتحتضنهم ويضيف لشبكة النبأ الحسين عبرة وعبرة ومبادئ الأخلاق متجسدة في شخصه الكريم وهي خير ما نعلمه لهذه الشريحة المهمة.

 وقفة مع اصحاب التجربة

 أمير صالح كردله من مواليد 1990كفيل هيئة الطفل الرضيع طرف المخيم يقول لشبكة النبأ: تأسست الهيئة في عام 2006 بمناسبة استشهاد الإمام الحسن (ع)، واتت هذه الفكرة لإنشاء هيئة مستقلة للأطفال تأخذ على عاتقها تحمل المسؤولية ومشاركة الآباء في مراسيم العزاء والخدمة كانت بدايتنا متواضعة لكن مع تشجيع الخيرين استمر عملنا وتتسع والهيئة اليوم تتكون من(75-100 عضو) تبدءا أعمارهم من سن (6سنوات الى13 سنه) مدربين على الخروج في مواكب العزاء ولدينا نخبة من الرواديد الأطفال ونحن في هذه الهيئة نمارس طقوسنا في جميع المناسبات الدنية على مدار السنة ونقدم الخدمات كافة ولنا نشاط سنوي خاص في 8 من المحرم حيث نقوم بالخروج بزي ملائكة يحملون نعش الطفل الرضيع وذلك لاستذكرا هذه الفاجعة المؤلمة.

ويضيف كردله: لقد أثمرت هذه التجربة وزرعت في نفوس الأطفال روح الإيثار ونكران الذات كما ونقوم أيضا باحتضان المواهب و نعمل على إعدادها إعدادا صحيحا وذلك من خلال إشراكهم في دورات مهمة تسهم في تنمية قدراتهم وكانت النتيجة مفرحة فقد برز العديد من الرواديد والشعراء على المستوى المحلي وتنقلوا في بعض المحافظات مثل (بغداد وبابل والبصرة) ولدينا أيضا مشروع مدرسة للرواديد والمنشدين الحسينيين ولدينا العديد من المشاركات في بعض الفعاليات منها معرض فني لمواهب الأطفال وقد أحرزنا المرتبة الثانية في معرض أقيم بمناسبة استشهاد الزهراء (ع).

 هذه المشاركات وهذه الخدمة أثرت كما ذكرت في نفوس الأطفال وانعكس ذلك على التزامهم الديني والأخلاقي ونقوم كمشرفين في هذه الهيئة بتشجيع الأطفال من خلال تقديم بعض الهدايا والشهادات التقديرية التي تمنح للجميع في نهاية شهر محرم الحرام كما ونقوم بمساعدة المحتاجين من أعضاء الهيئة بما يتيسر لدينا من مبالغ لتعزيز أواصر الإخوة بين أعضاء الهيئة وينوه أمير قائلا: كل ما نقوم به هو بتمويل ذاتي وبمساعده محبي الإمام الحسين(ع) ولا يوجد أي دعم من أي جهة نتمنى من الجميع تشجيع واحتضان مثل هكذا تجارب.

منتظر صاحب حسين كفيل هيئة عبد الله الرضيع طرف المخيم للأشبال يقول: تأسست الهيئة بتوجيه المرحوم هادي كردله في بداية السقوط والذي شجعني على ذلك وبدأت وقتها بخيمة صغيرة ومن ثم توسعت وبفضل دعم الخيرين والأعداد تزداد في كل عام نبدأ بتقديم الخدمات والتي تتمثل بتوزيع الحليب والكيك من الساعة 6 صباحا الى ما بعد منتصف الليل وطيلة أيام عاشوراء ويتناوب عليها أعضاء الهيئة ولدين في كل يوم مجلس توعية وإرشاد مخصص للأطفال وبعده يبدءا عملنا الحسيني وأكثر أعضاء الهيئة رواديد مدربين وموزعين على الهيئات الحسينية هذه الممارسات كانت لها مردودات ايجابية في حياة الأطفال فقد أسهمت وبشكل فعال بالتحسين من سلوكيات البعض بعد الانتماء الى الهيئة ونحمد الله على هذه النعمة.

ويضيف منتظر لشبكة النبأ: نحن نعمل بمجهود فردي ولسنا مدعومين من أي جهة سواء كانت دينية أو حزبية ومشكلتنا الوحيدة هي ارتفاع أسعار بعض المواد في مثل هكذا مناسبات.

هذا وقد التقت شبكة النبأ المعلوماتية بعض الأطفال كان منهم الردود سيد حيدر الياسري والذي تحدث قائلا: بسم الله الرحمن الرحيم عظم الله أجورنا وأجوركم بمصاب أبي عبد الله الحسين(ع) نحن هنا في هيئة عبد الله الرضيع للخدمة الحسينية جئنا من كل أرجاء كربلاء لخدمة زوار الحسين وانا في حقيقة الأمر فرح جدا بما أقدمه من خدمات لزوار الامام الحسين ومشاعري لا توصف حينما احصل على دعاء بالتوفيق لهذه الخدمة.

ويضيف حيدر سابقا كنت شخصية مشاكسة غير مبالية اما اليوم فانا أحس بتغير كبير فقد أصبحت متعاون مسارع في تقديم الخدمات والمساعدة بصراحة أحس أني خلقت من جديد وأصبحت بفضل الله وبركات الإمام الحسين(ع) رادود حسيني وهي أحسن وأثمن الأشياء واطلب من الله الأمن والأمان لعراقنا الحبيب.

 أكرم علي امجد طفل أخر تحدث بعفوية قائلا: اتيت هنا كي أشارك في خدمة أبي عبد الله الحسين(ع) لا لشيء بل لأحصل على الشفاعة والثواب ونحن نقدم خدماتنا لزوار الكرام ومنذ أربعة سنوات اطلب من الله التوفيق ومواصلة هذه الخدمة.

 سيف الكربلائي رادود اخر هو نتاج لهذه التجارب الحسينية تحدث لشبكة النبأ قائلا: لي الفخر ان أتشرف بخدمة زوار الامام الحسين(ع) أقدم ذلك لأجل إرضاء الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم ,التحقت بهذه الهيئة بتشجيع من الأهل ولدي موهبة وطموح ان أصبح رادودا اخدم سيدي ومولاي الحسين(ع) نمت هذه الموهبة والتحقت بمدرسة الرواديد الناشئين وتمرنت وانا اليوم وبفضل الله رادود وخادم في هذا الموكب أشارك اخوتي هذا الثواب وهذه الخدمة ويسترسل سيف قائلا: أرجو من جميع الإخوة ان يلتفتوا الى دراستهم ويحضروا واجباتهم المدرسية لأنهم يسهموا ومن خلال تفوقهم بنصرة الامام الحسين((ع) وإعلاء راية العلم والمعرفة وسيكونون بناة فعلا، والعلم نور يهدينا الى جادة الصواب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 5/كانون الأول/2011 - 9/محرم الحرام/1433