شبكة النبأ: موكب من مواكب كربلاء
القديمة وطرف من أطرافها احتضن الولاء ورفع شعار الإصلاح ونصرة
المظلوم تأسيا بسيد الشهداء فتجسد ذلك في الشعارات والقصائد التي
يرددها جمهور هذا الطرف والتي ذاع صيتها ونتشر منذ سنوات التأسيس
حتى وقتنا الحاضر, تلك الشعارات والردات الهادرة الممزوجة بحزن
فاجعة الإمام الحسين(ع) وثورته المتجددة كانت سبب في محاربه
الحكومات لهذا الطرف والذي تحداها بإصرار وعزيمة ودفع التضحيات
لأجل إيصال صوت الحقيقة.
شبكة النبأ المعلوماتية كانت لها هذه الوقفة القصيرة مع الشاعر
الحسيني رضا حسن النجار الكربلائي احد شعراء موكب جمهور طرف
العباسية والذي تحدث عن تاريخ هذا الموكب الحسيني الرائد قائلاً:
يعتبر طرف العباسية من أقدم الأطراف في كربلاء و يرجع تاريخ تأسيسه
الى عام( 1888) وفي وقتها كان أعضاء المحلة وسكانها يمارسون طقوس
محرم على شكل مجالس تقام داخل البيوت والجوامع والحسينيات, في ليلة
التاسع والعاشر من المحرم كانوا يلبسون السواد وينزلون بشكل مجاميع
لتعزية الإمام صاحب العصر والزمان(عج) بذكرى استشهاد ابو الأحرار
الإمام الحسين(ع).
استمرت هذه الحالة حتى عام(1919) حيث نصبت أول تكية لعزاء
العباسية في شارع العباس(ع) بالقرب من خان هادي الدخيل وفي عام
1920 تحولت التكية الى شارع العباس قرب بيت الراجح إحدى الشخصيات
الهندية في وقتها مقابل مقهى الزوراء حاليا وفي عام 1959 وبعد
توسيع شارع العباس تحولنا الى فلكه العباس في محل فالح وعدنان وفي
عام 1960انتقلت التكية الى خان السيد عبدالامير الشامي وبقينا فيه
أربع سنوات انتقلنا بعدها الى محل السيد هاشم الحداد الموسوي وأخر
مرحلة كانت في محل عبدالله الحفار والذي يعتبر هو المكان الأخير
حتى عام 1979 عندما منع النظام السابق الموكب الحسينية من أداء
المراسيم وضغط على الهيئات والشخصيات الدينية والوطنية وقدم طرف
العباسية في وقتها العديد من التضحيات.
ويسترسل النجار بالقول : لهذا الطرف دور مهم في نصرة القضايا
الوطنية بل وحتى العربية فقد ساند الكثير من الثورات واشترك في
العديد من المظاهرات ورفع شعارات الحرية التي أسس لها الإمام
الحسين (ع) فقد شارك في التظاهرات الوطنية التي شهدها العراق منذ
العهد العثماني عام 1916وعام 1926ومظاهرات 1932ضد الحكم الملكي وفي
عام 1941 شهد العزاء تحول استثنائي فقد تحول من العزاء الحسيني
المعروف الى العزاء الحسني الإصلاحي حيث أصبح لدينا اهتمام بالردات
العقائدية كما يقال وهي ردات تجمع ما بين مصيبة الإمام الحسين(ع)
وبين تطلعات ورغبات الشارع العراقي.
فكانت أول رده في هذا العام هي ضد هتلر النازي عندما ارد ان
يغزو العالم فقلنا (الشعب ضد النازية يبو الثور يهتف بصوت الحرية
كلنا أحرار يابو الثوار يا بو الأحرار) وفي انتفاضة عام1952(ردنا ع
الهد ماشين بالقسمة راضين ولي يريد الغانمة يشد ع المنية) وفي عام
1956 في الاعتداء الثلاثي على مصر خرجنا بمظاهره وردننا(هذا الشعب
ثار يا ابو الأحرار يساند مصر العربية ضد الهجمة رجعية ويبعث
استنكار يا ابو الأحرار) وفي عام 1966 عندما بداء الضغط على
المواكب الحسينية خرجنا متحدين السلطة وفي وقتها وردننا (أحذو
الأشرار هذا الحكم هيهات يبقى الظلم, دوار هذا الفلك فرعون قبلك
هلك هيهات يبقى الحكم)على اثر ذلك القي القبض على مجموعة من وجهاء
العباسية وتم إبعادهم الى مدينه الموصل وهم تسعة أشخاص كانوا (
حسين كاظم الموسوي وحبيب الكركوشي وعباس الجصاص و صاحب مهدي ابو
الباسكلات و عباس الشامي و رسول السماك وعبد على خاجي و المتحدث
رضا حسن النجار).
مؤسسو وشعراء الطرف
المؤسسون لهذا العزاء من الرواد والذين وضعوا ألبنة الأولى
لهذا الطرف هم كل من المرحوم مله على المختار و مله حيدر المختار
وأسطى حسن النجار والسيد عبدالامير الشامي وعواد القرعاوي و كاظم
العبيس الوزني و ميري العبيس الوزني و المرحوم رستم علي و محمد علي
جابع.ومحمد الخضر وكاظم الموسوي وعباس الحداد وحسن الحداد وحسن
المختار وجوده الكعبي وعبد كريدي وعثمان الوزني وابراهيم الجصاص
وعمران الجصاص وحجي حسين البهادلي ومهدي حسن النجار وعبد الحسين
النجار.
اما ابرز الشعراء والرواديد في هذا الطرف فهم الشيخ كريم ابو
محفوظ وهو أول من ارتقى المنبر في عزاء العباسية في عام 1928 ومن
بعده محمد علي قرنجه وسيد موسى ابو المعالي وجاسم محمد الكلكاوي
وعزيز محمد الكلكاوي وأمير الشعر كاظم المنظور الكربلائي ومهدي
الأموي وعبد الأمير الترجمان وحمزة السماك رزاق حسن نقش وناصر حسين
خاتون و رضا الخباز و حسن فيضي ورسول السماك ومله حسن وحسن الكواز
وصالح الأموي وعبدالامير الأموي وحسين كاظم المنذور رضا حسن النجار
وعبد علي خاجي وعبدالزهرة الشرطي ومحمد حسين صالح.
اليوم لدينا نخبة من الشعراء الشباب اخذوا على عاتقهم تحمل
المسؤولية واكمال طريق الحسين كما بداء أسلافهم وانطلاقا من( يضل
موكب طرفنا ينشد الإصلاح شعاره من ابو اليمه بسمنا لاح حب حسين
دستوره صارت واضحة الصورة يا حسين بضمايرنا) .
سنوات الظلم والطغيان
ولهذا الطرف قصص وذكريات تخلدها صور الشهداء الذين سقطوا من
اجل العقيدة ويذكر لنا النجار قائلا: بعد عام 1979 بعد المنع كانت
مجالسنا تقام بسرية تامة في البيوت والبساتين استمر ذلك حتى عام
1992 حيث بدئنا بإقامة المجالس والمأتم الحسينية بشكل شبه علني مع
التحفظ من أزلام النظام فكانت تقام تلك المجالس في الحسينية في
البيوت والجوامع الى اواخر عام 1998 حيث بداء تنظيم المجالس بشكل
علني لكن من دون تكيات وقبل سقوط الصنم كان لهذا الطرف موقف تحدي
واضح فقد أعاد طرفنا شعائر ركضه طويريج في يوم العاشر من المحرم
وهذا ما أزعج أزلام النظام الذين قاموا بحملة اعتقالات طالت أبناء
الطرف وشخصياته المعروفة وقد اعدم البعض منهم في تلك الحادثة
واستمر عزاء العباسية بتحدي الطاغية حتى أخر أيام سقوطه من دون
توقف واستذكر هذه الأهزوجة التي تقول (حاربنا الطغاة وهاي حفنة
سنين وقدمنا الضحايا من اجل حب حسين أهل الطرف بالتضحية معروفين...
ما ضينا أي والله يشهد)
وأول عزاء نزل الى الشارع بعد سقوط الطاغية هو عزاء العباسية
وتلك الردة المعروفة والتي رددها الكثير من أبناء العراق فيما بعد
والتي تقول ( ما خضعنا ولا جزعنا.. رادو نعوفك وننسى يا حسين
..شلون ننسى وأنت رمز الثائرين... ما خضعنا ولا جزعنا).
ويضيف النجار لشبكة النبأ: ويقدم موكبا العديد من الخدمات
المهمة التي يحتاجها الزائر الكريم والمتمثلة بتقديم المأكل
والمشرب والمنام العلاج وعلى مدار السنة أي في كل المناسبات
الدينية التي تشهدها كربلاء ومن ناحية التمويل فهو ذاتي من قبل
شخصيات بارزه في الطرف من قبل ابناء الطرف وغير مدعومين من أي جهة
سياسية او دينية. |