لنكون ضد تبسيط الأمور وتسطيحها وتجاهل مشاعر الآخرين والقفز
فوق آراءهم ومعتقداتهم ومحاولة جرهم الى غير ما يؤمنون به وما
يضمرونه في قلوبهم....
لذا أجد من الإنصاف الاعتراف بان هناك أمويون جدد في العقيدة
والرأي والمنهج والسياسية، أمويون جدد يشعرون إن كربلاء ما تزال
تمثل شاهدا فضائحيا لكل مستحضرات التجميل والتقنع والتبرق ولكل
فضائيات غسل الأدمغة، ودباغة الضمائر، وبنوك تبديل العقيدة.
إن كربلاء بفضائها الاستشهادي الدامي ما تزال شاهدا على جرائمهم
في قتل سيد الأحرار وسبط الرسول في زمن الأمويين والعباسيين وفي
زمن المغول والعثمانيين وأمراء الاستعمار ورؤساء أحزاب ذبح
الشعوب..
إن عاشوراء تصيبهم بإحراج شديد، فهي تبعث في الأمة حيوية الثورة
ضد الظلم، وترسخ في الإنسان قيم الرسالة الإسلامية ومبادئها
الإنسانية، وهي بطقوسها رسالة احتجاج جماهيرية لكل التعسف والجور
والانحراف الذي يعاني منه المجتمع، وهي براءة من ظلم الحكام
الظالمين، واستهتار أعوان الظلمة بإرادة المجتمع.
علينا أن نعترف إن عاشوراء باستحضار ذكراها ومبادئها، والتشبع
بثقافتها كل عام يؤدي بالأمة الى الفرقة، فرقة تريد استعباد
المسلمين واسترقاقهم بطرق وعقائد منحرفة ما انزل الله بها من سلطان
وليس لها من قصد وغاية سوى خدمة الدكتاتور وحاشيته المستبدة بأموال
الشعب والمتسلطة على رقاب الجماهير، والمنتفخة بطونها بسفك الدماء
وانتهاك الإعراض.
وسلطة أخرى ما تزال تلتحق بمعسكر الحسين (ع) حيث تؤمن بالعدل
وتعمل بالحق وتسير على نهج رسول الله لا تأخذها في الحق لومة لائم،
ولا تزلزل مواقفها أرصدة البنوك أو مناصب السلطة، ولا يزعزع
مواقفها سيوف الظلم ومؤامرات الغادرين و لاشماتة الحاقدين، صحيح
إنها فرقة المستضعفين، لكنها تؤمن تماما إن دم الشهادة وكل نزف
طاهر في سبيل الحق حتى وان كان دمعة طفل سوف ينتصر على سيف الظلم
وكل سلاح الجور حتى ولو كان أعظم الجيوش الطاغوتية.
إذن فلا نستغرب من الأمويين الجدد اعتراضهم على الحداد
العاشورائي، لا نستغرب من الأمويين الجدد لو أزعجتهم الدموع
الحسينية، بل لا نستغرب لو قالوا إن كل من يحب الحسين ويسير على
نهجه هو خارجي فتلك مقولة أميرهم يزيد والذي أعلن في بيان رقم واحد
للأمة الإسلامية وللتاريخ العربي ما يأتي:
لعبت هاشم بالملك فلا***خبر جاء ولا وحي نزل
بل إنني استغرب حينما لايفعل الأمويون الجدد ما جبلوا عليه، وهو
أن يقتلوا الحسين (ع) في كل عاشوراء سواء عن طريق اغتيال سياسي أو
شنق مطالبات الجماهير المستضعفة أو عن طريق استباحة صناديق
الانتخابات، وكالمعتاد يطوف الأمويون الجدد بآلامنا و أوجاعنا على
رماح استهتارهم بمقدساتنا في جميع الفضائيات.
[email protected] |