شبكة النبأ: إنصافا للحقائق
التاريخية الخالدة التي وردت عن أدبيات الطف الحسيني، وهي تروي لنا
بان اول ناعي على الحسين هو بشر بن حذلم حينما دخل المدينة ينعى
الحسين عليه السلام، الا ان الواقع يشير الى ان المراثي الحسينية
بدأت عند استشهاد الإمام الحسين عليه السلام أثناء عودة السبايا من
كربلاء الى الكوفة ومن ثمة الى الشام.
ومصدر الندب الحسيني كان على لسان من تبقى من نساء بيت الرسالة
المحمدية، ممثله بالسيدة زينب الكبرى شقيقة الحسين عليهما السلام،
وبقية النسوة اللواتي فقدن أزواجهن وأبنائهن وإخوانهن أثناء
المعركة الشهيرة.
ومن هنا نستدل بان المأتم النسائية هي الأساس ومن ثمة جاءت
المجالس الحسينية للرجال مع الفارق بينهما خصوصا وان الثاني يتخذ
من المنبر الحسيني مجال للوعظ والإرشاد وسرد أحداث الثورة الحسينية
وتعبئة المتلقي تاريخيا ودينيا.
وتمتاز المآتم الحسينية النسائية بنزعته الشعورية والعاطفية
الممزوجة بالثراء النغمي والإيقاعي، المصاحب لدور الملاية على صعيد
عذوبة صوتها وقدرتها على تحريك مشاعر وأحاسيس النسوة، عبر استذكار
مصاب اهل بيت النبوة في تلك المعركة الأليمة.
المنشدة الحسينية ملوك 74 سنة، تعلمت الإنشاد منذ نعومة أظفارها
تقول، "كما لشيوخ المنابر الحسينية طرائق متعددة وأساليب تكاد ان
تميز هذا الخطيب عن ذاك".
وتتابع،، المنشدات الحسينيات ينطبق عليهن ذات المعنى فهناك من
تعتمد طريقة الثراء الفكري ومحاولة استنهاض الوعي الديني لدى
النساء من خلال شرح الآيات القرآنية والتعرض للأحاديث النبوية
الشريفة وأقوال الأئمة الأطهار عليهم السلام وتناول الواقعة على
اعتبارها جزء مكمل للرسالة المحمدية".
أما الملاية ام زينه لها من العمر48 عاما، تقول، "مع إطلالة شهر
محرم الحرام أتفرغ تماما لإحياء ليالي عاشوراء، وهو ما أجده فيه
واجبي كمسلمة إزاء السيدة زينب وأمها الزهراء عليها السلام".
وتضيف، "لا يعنيني ما احصل عليه من هدايا او مكافآت لجهودي في
مجالس العزاء النسوية، بل ما يهمني الأجر والثواب في الدنيا
والآخرة".
ولدى سؤالنا الأخت أم رباب وهي من النساء التي تنظم في باحة
منزلها المجلس الحسينية بشكل منتظم، عن مواصفات القارئة الحسينية
(الملاية) التي تحيي المجلس أجابت، "ذلك يتبع شهرة الملاية وسعرها،
بالإضافة الى سهولة الحصول عليها في شهر محرم الحرام، لان اغلبهن
ملتزمات بمجالس كثيرة".
وتضيف، "ومما لا شك فيه انني ابحث عن صاحبة الصوت الشجي،
والمثقفة حسينا بشكل كبير، لان تضفي على الحضور وقعا جيد على صعيد
التفاعل وغزارة المعلومة التي تملكها". |