الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

لبس السواد عقيدة حسينية أم سلوك إنساني؟

عصام حاكم

 

شبكة النبأ: ما أن تاتي ذكرى واقعة الطف في كربلاء يوم استشهاد سبط النبي المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام حتى تتشح النساء والاطفال وبعض الرجال في محيطنا العراقي على وجه التحديد وبعض الدول العربية والاسلامية الاخرى بالسواد والابتعاد نهائيا عن ارتداء الملابس البيضاء والملونة الى ما بعد العشرين من صفر موعد زيارة الاربعين ومن اجل استيعاب وفهم تلك الفلسفة التقينا كلا من.

الحاجة ام كامل تصف لتا هذا التصرف بانه سلوك انساني شائع وهو تعبير صريح عن حالة الحزن لما حل بسيد شباب اهل الجنة في مثل تلك الايام في سنة61 للهجرة.

وتضيف: وهناك شعوب عربية وغير عربية وحتى اوربية تتبع ذات الاسلوب وطالما شهدت بام عيني مناسبات غير سعيدة أي حزينة في اوربا وامريكا ووجدنا الرجال مع النساء يرتدون البدلات السوداء والقاتمة ومن هنا تتضح فلسفة لبس السواد وهي ليست حكرا على الشيعة او المسلمين.

العلاقة بين السواد ومصيبة الامام الحسين عليه السلام

الشيخ على الخزاعي باحث اسلامي يعتبر السواد طاقة تختزن الكثير من معاني الالوان والحزن هو حالة ضغط نفساني شديد بحيث تصبح النفس منفعلة بدرجة الانفجار الباطني والانسان الحزين يحتاج الى فترات ليخرج ماهو في باطنه من طاقة الحزن وياتي هنا دور البكاء والعاطفة لتكون هي الوسيلة الاكثر تأثير في التعبير عن ذلك.

ويضيف: فهنا تناسب بين الحزن والسواد في كليهما طاقة فيها تخزين لكن السواد خازن الى الالوان بينما الحزن خازن الى ردود فعل على ظلم او فكر منحرف او فقد عزيز فالتشابه والتناسب بينهما كبير.

ويتابع قائلا: وبهذا نحن الشيعة عندما تمر علينا عاشوراء نرتدي الثياب السوداء بجميع اشكالها للتعبير عن تلك الطاقة النفسية الرافضة لكل اشكال الظلم والمعلنة لكل أصناف الولاء لاهل البيت عليهم السلام.

فيما يقول الإعلامي أشرف اللهيبي، لا يمكن الجزم باصل لبس السواد وأبعاده التاريخية ولكن شيئا ما يربط بين حالة الحزن واللون الاسود لان بقية الالوان لها سحر براق وتأثير نفسي محفز على التفاؤل والانشراح وعند ذاك نستدل بان اللون الاسود له انعكاسات مؤثرة على النفس البشرية وتبعث في الروح حالة من الاطمئنان والسكينة والاستقرار بعيدا عن التشنجات والانفعالات الزائفة.

الشيخ طارق الاسدي يستدل الى ذلك وقد روي عنهم (عليهم السلام): (رحم الله من أحيا أمرنا)، فإذا ارتدى عامة الناس من الرجال والشباب والأطفال الثياب السود، كان ذلك ظاهرة اجتماعية تلفت نظر الغريب فيسأل: ماذا حدث؟ بالأمس كان الأمر طبيعي، وكانت ألوان ثياب الناس مختلفة، وأما اليوم فقد لبسوا كلهم السواد.

ويكمل: فعندما يوضح له بأن اليوم يوم حزن ومصيبة على ريحانة الرسول (صلى الله عليه وآله) الإمام الحسين (عليه السلام)، كان هذا الأمر في حد نفسه إحياء لأمره (عليه السلام)، ولهذا اشتهر أن بقاء الإسلام بشهري محرم وصفر، وذلك لأن حقيقة الإسلام والإيمان قد أحيى بواقعة كربلاء، وهذا دليل لابد من المحافظة عليه لتراه الأجيال القادمة ماثلاً أمامهم، فيحصل لهم اليقين به، فأن الإمام الحسين (عليه السلام) نفسه قد أثبت أحقية التشيع، وأبطل سائر ما سواه.

اما ابو حمزة وهو احد المشاركين بالمراسيم في كربلاء فقال: من خدام الحسين عليه السلام، لا يعرف على وجه الدقة من الناحية التاريخية، أول من لبس السواد حزنا. ولكن بات من المتعارف عليه بين شعوب المعمورة أن ارتداء السواد يدل على الحزن، ومن المؤكد أن مختلف شعوب الأرض إلا من لم ندري عن تفاصيل عاداتهم، يرتدون السواد حزنا لفقد عزيز.

ويضيف: ويتفاقم إظهار الحزن عند أتباع آل البيت"ع" بشكل واضح فلا يكتفي محبوهم بارتداء السواد بل ينشرونه رايات على منازلهم ومحلاتهم، فيما يذهب البعض إلى توشيح منزله من الداخل بأشرطة سوداء لذات السبب، أي إظهار الحزن على الإمام الحسين وتحديدا أيام عاشوراء.

 ويستدرك ابو حمزة قائلا: لكن ما يدعو إلى التأمل هو مدى شعورنا بالحزن الحقيقي على الحسين، بين ما نظهره شكلا، وما نعيشه حقيقة، بمعنى هل يكفي لبس السواد وأداء بعض الممارسات خلال عاشوراء ليكون مقياسا لمدى حبنا وحزننا لمصيبة الحسين؟.

ويتابع: أعتقد أننا بحاجة لأن نجسد الإنتماء إلى الإمام الحسين بشكل واقعي على مختلف صعد حياتنا اليومية، فتمثله قيما وسلوكا وخلقا ومنهجا، أكثر من حاجتنا لتمثله برداء أسود، فالحسين استشهد ليضعنا على الطريق الصحيح، ولا فائدة من كل علامات الحزن فيما لو كنا لا سمح الله بعيدين عن هذه الطريق.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 30/تشرين الثاني/2011 - 4/محرم الحرام/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م

annabaa@annabaa.org