مدينة كربلاء المقدسة تعلن البدء بمراسيم زيارة عاشوراء

محمد حميد الصواف

شبكة النبأ: مع بداية أول أيام شهر محرم الحرام تتشح مدينة كربلاء المقدسة بالسواد، اعلان منها عن التزامها الحداد وانطلاق مراسيم زيارة عاشوراء، وذلك احياء لذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام في واقعة الطف الشهيرة، التي وقعت في ذات المدينة.

حيث شهدت مدينة كربلاء بدأ اقامة الشعائر الحسينية، في الاول من محرم هذا العام، فيما بدت الاستعدادات تسير على قدم وساق من جانب مختلف الأطراف الرسمية والدينية والشعبية في المحافظة.

فقد أعلن الأستاذ نصيف جاسم الخطابي نائب رئيس مجلس محافظة كربلاء عن استكمال محافظته الإجراءات والاستعدادات الأزمة لاستقبال الحشود المليونية الوافدة لإحياء مناسك عاشوراء هذا العام.

وشدد الخطابي خلال تصريحه استعداد المحافظة على تأمين الخدمات اللوجستية والأمن المطلوب لتوفير أفضل الأجواء خلال زيارة عاشوراء. وأشار، تم التنسيق بين مجلس محافظة كربلاء والحكومة الاتحادية متمثلة ببعض الوزارات الأمنية والخدمية.

وتابع، شكل مركز قيادة مشترك بعضوية الحكومة المحلية وقيادة شرطة الفرات الأوسط إلى جانب قيادة عمليات الفرات الأوسط. ونوه ايضا، هناك جهود مضافة لتأمين عودة الوافدين الى محافظاتهم لتلافي ازمة النقل التي تحدث ما بعد انتهاء مراسم الزيارة. وأضاف الخطابي، كما تم التنسيق بين الحكومة المحلية في المحافظة وكل من وزارات النقل والتجارة والدفاع لتوفير اكبر عدد مستطاع من الحافلات لنقل الزائرين الى محافظاتهم، الى جانب الأمانة العامة للروضة الحسينية والعباسية.

فيما ناشد الخطابي في نهاية حديثة الحكومة المركزية الالتفات للحاجة الفعلية التي تتطلبها المحافظة، سيما على صعيد الميزانية المالية، وذلك لتأمين وديمومة الخدمات التي تقدم لأهالي المدينة والملايين من الزوار، خصوصا على صعيد البنى التحتية، كالطرق والجسور والمرافق الضرورية الأخرى.

على صعيد متصل قامت العديد من الهيئات والمنظمات الأهلية بتهيئة الأجواء الخاصة بمراسم عاشوراء لا سيما المواكب والهيئات الحسينية وادارة العتبتين المقدستين في وسط المدينة.

حيث تم استبدال الرايات الحمراء التي تعتلي كل من قبتي الإمام الحسين وأخيه العباس عليهما السلام، برايات سوداء وذلك بعد أذان صلاة المغرب ليلة الاول من شهر محرم الحرام، السابع والعشرين من تشرين الأول، وذلك في إعلان  رسمي عن بدء مراسم احياء ذكرى عاشوراء لهذا العام.

فيما انتشرت المئات من المواكب والتكايا في الطرق الداخلية للمدينة وخارجها، وعلى امتداد الحدود الإدارية للمحافظة، وعلى مداخل الثلاث، جنوب وشمال وشرق المحافظة، كما غطت اللافتات السوداء معظم جدران مباني المدينة القديمة وسط مركز كربلاء.

وفد محافظة الأنبار

في سياق متصل اعلنت العتبة الحسينية المقدسة في محافظة كربلاء اليوم عن اشتراك وفد من محافظة الانبار المجاورة في مراسم استبدال الرايات السوداء فوق القباب المطهرة للعتبتين المقدستين.

حيث قال السيد جمال الشهرستاني مدير قسم العلاقات في الامانة العامة للعتبة الحسينية، "ان السيد فارس طه ال فارس الفهداوي عضو مجلس محافظة الانبار بالاضافة الى عدد من وعدد من وجهاء الرمادي شاركوا في تلك المراسم".

وبين الشهرستاني، "تعد مبادرة هي الاولى من نوعها". واضاف، "انه دليل على التواصل الاجتماعي بين مكونات الشعب العراقي، بعيدا عن المذهبية والجهوية التي طغت على الجهات السياسية طيلة السنوات المنصرمة".

وتعبر مراسيم تبديل راية الامام الحسين من الحمراء الى السوداء الاعلان عن انطلاق احياء ذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام والتي تستمر طيلة على مدى اربعون يوما الى العشرين من شهر صفر من كل عام، وهي شعائر دينية متبعة منذ عقود. ويتخلل مراسم تبديل الراية مشاركة رسمية وشعبية كبيرة من داخل وخارج العراق، نظرا لأهمية المناسبة لدى عموم المسلمين.

الجدير بالذكر ان توترات شديدة سادت قبل شهور بين محافظة الانبار ومحافظة كربلاء، على خلفية اختطاف وقتل عدد من أهالي كربلاء أثناء عودتهم في سوريا اثناء سلوكهم الطريق الدولي المار بمحافظة الانبار.

خطط إستباقية

من جهته أعلن مدير صحة محافظة كربلاء الدكتور علاء حمودي عن قيام رئاسة صحة كربلاء باستكمال  الاستعدادات اللازمة لخطة طوارئ زيارة عاشوراء لهذا العام، كاشفا تهيئة الكوادر والملاكات الطبية بمختلف اختصاصاتها لديمومة تقديم الخدمات الصحية للأهالي والوافدين إلى المدينة خلال الأيام القادمة.

وقال حمودي، ستكون غرفة عمليات الدائرة في حالة استنفار قصوى على مدار الفترة القادمة، كما تم التنسيق مع وزارة الصحة ودوائر صحة المحافظات المجاورة، إلى جانب التنسيق مع كل من مديرية الشرطة والطبابة العسكرية وإدارة العتبات المقدسة في المحافظة.

وشملت الخطة بحسب حمودي، تهيئة 35 فرق طبية وخمس مستشفيات حكومية إلى جانب مستشفين أهليين، بالإضافة إلى تهيئة 19 فرقة صحية تتبع شعبة الرقابة لإجراء الفحوصات بشكل مستمر على الأطعمة والمشروبات التي سوف تقدم من قبل المواكب والهيئات الحسينية المشاركة في الزيارة.

وأضاف حمودي، تم توزيع 86 سيارة إسعاف ستكون 40 منها داخل المدينة، والمتبقي منها ستنتشر على المنافذ الرئيسة الثلاث للمدينة. مشيرا، قامت كلا من دائرة محافظة النجف وبابل بإرسال عشرين سيارة إسعاف أيضا للمشاركة في الخطة الطبية، فضلا عن تنسيق الجهود مع مديرية صحة كربلاء لتوزيع بعض ملاكاتها وسيارات إسعاف الأخرى على الطرق التي يسلكها الوافدين إلى المدينة.

مختتما، قسمت الخطة على أربعة محاور هي بغداد والنجف وبابل بالإضافة إلى وسط المدينة. يذكر إن محافظة كربلاء تشهد في زيارة عاشوراء من كل عام إقبال حشود مليونية للوافدين من داخل وخارج العراق، لإحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي عليه السلام في واقعة الطف الشهيرة.

تحذر التجار من رفع الأسعار

في حين قال رئيس اللجنة الاقتصادية في مجلس محافظة كربلاء، إن المجلس وجه "إنذارا شديدا" لأصحاب المحال التجارية والغذائية والتجار والموردين للمواد الغذائية من مغبة رفع الأسعار خلال زيارة العاشر من محرم، مشيرا إلى انه دعا التجار النزيهين إلى رفد السوق بالمواد المختلفة لتفويت الفرصة على أصحاب من اسماهم بالنفوس الضعيفة.

وأوضح طارق كطيفة الخيكاني "مع اقتراب موعد زيارة العاشر من محرم بدأت بعض أسعار المواد الغذائية بالارتفاع وهذا بسبب زيادة الطلب عليها "، مضيفا "نحن نحذر جميع التجار وأصحاب المحال التجارية والغذائية والتجار والموردين للسلع والبضائع من مغبة رفع الأسعار تحت هذه الذريعة". بحسب اصوات العراق.

وتابع "رفع الأسعار ستوقع مسببها تحت طائلة القانون "، موضحا"طلبنا من التجار النزيهين بضرورة رفد السوق المحلية بمختلف البضائع خلال الأيام المقبلة لتكون خزينا لأيام الزيارة ". ولفت الى ان "هذه الطريقة ستفوت الفرصة على ضعاف النفوس من استغلال مثل هذه المناسبات".

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 28/تشرين الثاني/2011 - 2/محرم الحرام/1433