لنا غصصٌ تموج بكلِّ صدرِ
|
|
وحزنٌ قد أطاح بكلِّ صبرِ
|
إذا ذُكرَ الحسينُ نذوبُ شجواً
|
|
وتنشدُ مقلةٌ أعتابَ قبر
|
وتبكي أعينٌ وينوح قلبٌ
|
|
وآهاتٌ تجلجلُ يا لثأر
|
ننادي كلَّ آنٍ : يا حسينٌ
|
|
ونرجو أن يقوم وليُّ عصر
|
رزيةُ زينبٍ فوق الرزايا
|
|
وأمر السبط يعلو كلَّ أمر
|
يحطّان الرحال ، بيوم عشرٍ
|
|
فويلي ، ما جرى في يوم عشر ؟!
|
فابنُ محمدٍ من غير رأسٍ
|
|
وابنةُ فاطمٍ من غير خدر
|
و عارٍ ستره رملُ البوادي
|
|
وبارزةٌ غدت من غير ستر
|
فتلك سبيّةَ الطلقاء أمستْ
|
|
وذاك دمٌ له في الطفِّ يجري
|
حسينٌ قد تلقى خيرَ كفٍّ
|
|
وخلّفَ زينباً في كفِّ شرّ
|
فأولادُ النبيِّ غدوا يتامى
|
|
أسارى ركبُهم للشام يسري
|
ويا للشام كم أذكتْ مصاباً
|
|
وأورتْ في الحشا أنّات جمر
|
فرأس السبط ينكثه يزيدٌ
|
|
ويشربُ فوقه أنخاب خمر
|
وينشد عنده أبيات شعرٍ
|
|
وينكر دينه يا ليت شعري
|
وأشياخٌ له يا ليتَ كانوا
|
|
شهوداً إذ عدلناه ببدر
|
وزينب ترقب الشمّات قهراً
|
|
وترقبها العيون بكلِّ مكر
|
فويلي ثم ويلي ثم ويلي
|
|
على قلبٍ يقاسي أيَّ قهر
|
وتلك رقيّة تبكي وتبكي
|
|
وتدني ثغرها من خير ثغر
|
تعانق رأس والدها وتغفو
|
|
وتشكو حالها من بعد أسر
|
تخاف فراقه بعد التقاءٍ
|
|
كسارٍ في الدجى يحظى ببدر
|
فتسعى نحوه من غير خوفٍ
|
|
تموت فيلتقي درٌ بدرّ
|
وترقب زينبٌ جسداً صغيراً
|
|
تمدد ساكناً من فوق نحر
|
وزين العابدين يقول : ماتتْ
|
|
فيا بنتَ الحسين فداكِ عمري
|
لنا غصصٌ يُجددها ضلالٌ
|
|
تخفّى خلف تجديدٍ وفكر
|
له رأيٌ سقيمٌ ليس يخفى
|
|
على من كان ذا تقوى وبرّ
|
تنكَّر للشعائر وهو يدري
|
|
وليس لناكر من أي عذر
|
وليسوا واحداً صاروا عديداً
|
|
سمومهمُ بجسم الدين تسري
|
فحلِّلْ موقفاً وابكِ بوعيٍ
|
|
ولا تصببْ لعائنَ فوق شمر
|
أقمْ حزناً حضارياً ودع ما
|
|
يراهُ مخالفٌ عنوانَ سخر
|
دعاة تقدمٍ ، ودعاةُ زيفٍ
|
|
وفكرٍ بالزخارف راح يُغري
|
فمأساة الحسين بأن بعضاً
|
|
يرون عزاءه بالعقل يُزري
|
مجانيناً مجانيناً سنبقى
|
|
ونمضي بالجنون بكلِّ فخر
|
شعائرنا نقدسها احتراماً
|
|
ولن نرضى بتغيير وبتر
|
مراجعنا أقرتها جميعاً
|
|
وهل قول المراجع قول هذر
|
فمن يأبى فإما كان نصباً
|
|
وإما جاهلاً ما كان يدري
|
شعائرنا سنحيها لترضى
|
|
علينا فاطمٌ في كلِّ أمر
|
ولن ننسى مصيبتها ، أ ننسى
|
|
فعالَ القوم في جيدٍ وصدر
|
ولا سقطاً ولا باباً سننسى
|
|
ولا كسراً لضلع بعد عصر
|
مآسيها تذكرنا بيومٍ
|
|
به الأوداجَ شمرٌ راح يفري
|
فلعناتٌ على عمَرِ بنِ سعدٍ
|
|
على شمرٍ وحرملةٍ وزَجر
|
نواسيها بيوم كان أدهى
|
|
به جَزرَ الطغاةُ شموسَ فهر
|
شعائرنا بعاشوراءَ تبقى
|
|
على مرِّ الزمان وطولِ دهر
|
نورِّثها لجيلٍ بعدَ جيلٍ
|
|
فنرعاها ونحفظها ونُثري
|
بلطم الصدر ، أو شجٍّ لرأسٍ
|
|
ومشيٍ فوق نيرانٍ وجمر
|
وليس عزاؤنا ترفٌ (طقسٌ) ولكن
|
|
حدودٌ بين إيمانٍ وكفر
|
فعرسَ القاسم العريّس نُحي
|
|
ونُشعلُ شمعهُ في كلِّ عصر
|
حوائجنا سنعقدها نذوراً
|
|
وذا العريّسُ يُوفي كلَّ نذر
|
دعونا من فلاسفةِ المعاني
|
|
ومحرومين من ودٍّ وأجر
|
كفوفُ الضاربين كفوفُ هديٍ
|
|
وليستْ كفَّ عدوانٍ وغدر
|
رؤوس الضاربين رؤوس عشقٍ
|
|
ومن عشقٍ لها تسعى لطبر
|
لنا غصصٌ ، كما ولنا حسينٌ
|
|
ولقيانا به في يوم حشر
|
ومن عشقَ الحسينَ فليس يرضى
|
|
بأي نفائس أغرتْ ، فيشري
|
ولا يخشى جهنّمَ أو لظاها
|
|
فليس له بها من مستقر
|
لنا مهجٌ تفور وليس تهدا
|
|
وترقب غائباً يأتي بثأر
|
تنادي كلَّ آنٍ : يا حسينٌ
|
|
وترجو أن يقوم وليُّ عصر
|
|
|
|