الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

لمْ أَعُدْ أفهَمُ مَا الحُزنْ

فريد النمر

عُدْ كمَا أنتَ عَلى حُلمِ المَساءَات غريْبَا وارْتَشِفْ آمَالنا التَعْبىْ عَلى جَمْرِ الحَنِينْ

أنتَ مَازلتَ عُيُونُ الشَمْسِ في مِشْعَرِ هذا الحُزنِ تنسَابُ جَريْئَا يَرْمُقُ الأوْجَاعَ مَا بَينَ الزَوَاياَ فِيْ مَسَاءِ المُتْعَبينْ

رَسَمَتْكَ الّلحْظةُ البُكْرُ بمَاءٍ للصبَاباتِ امتثالا.. أوْرَقتْ للقَدَرِ المَحْتُومِ جُرْحَا فارْتَخَى الغَيْمُ عَلى ضِفّةِ هذا القلبِ مَسْكُونَا بآلامِ السّنينْ

لكَ يَا "طفُ" نُثَارُ الوَقْتِ في عَينيْ مَلاكٍ يُشْرعُ الأوْطَانَ في صَدْري..

فتَمْتَدّ على أرْصِفةِ المَاءِ ضَحَايَا اليَاسَمِينْ

لكَ يا "طفّ" سُؤالُ الليْلِ هَلْ للقمَرِ المَنْهوكِ فيْ أقصَى الضّياءِ الآنَ منْ وَمْضٍ جَريْحٍ يُورِيْ نَارَ الحُبّ مَشْنوقُ الشَظَايَا.. منْ دُمُوْعِ السَائِلِينْ

كيفَ أضْنَاكَ غُبَاُرُ البُؤسِ خَسْفاً..كيفَ عَادَتْ مِنْ ثَنَاياَكَ الأمَاني رَشْفةً سَكْرَى.. وعَادَتْ نَوْبَةُ الآلاءِ تَكْسُوهَا بطِينْ

هَلْ أعَارَتْكَ السَمَاءُ الآنَ أشْلاءً تُصَليْ سَجْدَةَ الجّرْحِ عَلَى كَفّ النّوَاحِي..

فاطْلِقْ الآنَ مِنَ الأعْمَاقِ يُنْبُوعَاً وَعَرّيْ لذّةَ اللّيْلِ سُؤَالاً..

فَفَمُ الرّمْلِ ضَمِيْرٌ.. يَا صُمودَ المُهْتَدِينْ

لمْ أعُدْ أفهَمُ مَا الحُزْنُ!

ومَاذا قدْ تُخبّي قِصّةُ الأمْوَاتِ في قَلبِ المَدَائِنْ..

وَهْيَ تُطلي بِسَوادِ العُمْرِ فَجْرَاً مِن بَقايَا الأَولِينْ

 لمْ أعُدْ أشْرَبُ نَخْبَ الحُزْنِ كَأساً كرْبَلائِيّا فبَعْضُ الجُرْحِ مَازَالَ طَرِيّا..كانْسِرَابِ الأفقِ فِي جَوفِ الأنِيْن

أنَا مَنْ تَعْزِفُنِي الأَعْوَادُ نَزْفَاً أخْضَرَاً , قدْ أتَى يَحْنُو عَلى الشّوكِ المُبَعْثرِ فيْ مَآقِي البَائِسِينْ

كُلّمَا جَائَتْنِي عَاشُوْرَاءُ أوْرَاقَ احْتِضَارٍ , سَرَقَتْنِي لأبْتِداءِ الطّيْنِ أشْجَانُ المَرَايَا

أَنَا لاْ أبْكِي عَلَى المَوْتَى وَلَكِنْ هِيَ عَيْنُ اللهِ تُبْكيْ.. وَعَيوْنُ اللهِ مُرْآةُ اليَقِيْنْ

ألمَحُ الآنَ خَلايَاكَ الوَحَيْدَةَ بالتّرَابِ.. تَنْقُشُ الأضْوَاءَ في جِسْرِ السّمَوَاتِ الكّبَارْ

ألمَحُ الأشْلاءَ طُوفَاناً مِنَ الوَجْدِ الإلَهِيّ يَخُطّ النّورَ شَلّالَ ابَاءْ

ألمَحُ الغُصّة تَمْشِي خِلسَةً بَينَهَا أدْمُعُ أنْثَى..

أدْرُكُ الآنَ دِمَاءَ الوَاقِفِيْنَ..وانْزِلَاقَ الرَاعَشَاتْ..واحْمِرَارَ التّرْبِ والفَجْرَ الجَرَيْحِ..

وَحَدِيْثُ الدّمْعِ يَرْويْ رَمَقَ الرّفْضِ بعَيْنَيْكَ سَلَامَاً..يَا حُقُولَ الثَائِريْنْ

عِنْدَمَا تَسْتَفْرِدُ المّوْتَ وَحِيْدَا يُوْلَدُ النّجْمُ فَضَائِيّاً عَلى جُنْحِ ظَلَامٍ يَعْتُقُ اللّونَ المُسَجّى في جُفُونِ الحَالِمِيْن

كُلمَا بَالَغَ فِيْ الجُرْحِ السّلاحُ عُدْتَ وَضّاءً تَشُدّ العِطْرَ أيْمَاءَ صَلَاةٍ فِيْ قِرَاءَاتِ الجَبَينْ

رَمَقُ الخِنْجَرِ يَمْتَدّ نُدُوْبَاً وَدُرُوْبْ.. تَفْتَحُ السَوْسَنَ أطْوَاقَ نَجَاةٍ فيْ صَهِيْلِ الأمْسِيَاتْ ,

حينَهَا تَمْنَحُ مِنْ خُبْزِ النَجَاوَىْ لمْلَمَاتِ المُعْدَمَينْ

أنتَ يَا صَوْتاً حُسَيْنيَاً....تَنَاهَى في عُرُوجْ الطّيْنِ مَازلْتَ نَدَيَاً

ذيْ سُلَالُ الغَيْبِ حُبْلَى..والأَمَانِيّ أسَاريْرٌ مِنَ البّوحِ بهَمْسِ السّنْبُلاتْ ,

وأَغَانِيْهَا لحُونُ اللهِ في وَقْتِ الجفَافْ.. ,كمْ تُغَنِتْهَا عَلى الشّوْقِ حَنَايَا الوَالِهِيْنْ

أنتَ يَا صَوْتَا عَلى شَهْقَةِ هَذا الفَجْرِ صَلّتْ وَطَنَا مِن جَوْقَة الآهَاتِ ما زَالَ صَدَاهَا يُنْبُتُ الطفّ دَمَاءً بَيْنَ زَيْتُونٍ وَتِيْنْ

قَوْسُكَ المَكْلِومِ بالوَجْدِ إشُارَاتُ خُلوْدٍ وقَرَابِينَ عُرُوجٍ فيْ زِجَاجِ المُخْلَصَيْنْ

وعَلى مُوكِبُكَ القُدْسِيّ يَطْويْنَا فُرَاتُ الفَاجِعَاتِ ,ويُغَذّينَا بعِشْقٍ عَطشُ القلْبِ المُدَمّى

قدْ عَشِقْناَكَ حُسَيْنْ....شُرُفَاتٍ..."سَوفَ نَأتِي زَاحِفِيْنْ"

فاشْعِلِ الدّمْعَ فَوَانِيْسَ إبَاءٍ واسْكُنْ النَبْضَ ضَرَيْحَاً كَرْبَلَائَيّا سَجينْ..

إنّ بَهْوَ النَبْضِ مَأوَىْ العَاشِقِيْنْ "يَا حَبَيبْي يَا حُسَيْنْ.....نُوْرَ عَيْنِي يَا حُسَيْنْ"

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 14/كانون الأول/2010 - 7/محرم/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م

[email protected]