الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

عاشوراء.. صرخة الحرية

مرتضى بدر

لا يوم كيومك يا أبا عبدالله.. ولا صرخة كصرختك في كربلاء التضحية والفداء يا أبا الأحرار.. إنك يا سيدي بوقفتك الشجاعة في وجه طاغوت زمانك في العاشر من محرم قد أسست مدرسة جهادية ونضالية قلّ نظيرها في تاريخ البشرية.. إنك يا مولاي قد رسمت للأمة منهاج حياة وطريق نجاة..

قد كنت يا سيدي ومازلت وستبقى ما بقي الدهر مصباحَ هدىً وسفينةَ نجاة.. لقد دعوتنا أن نكسر القيود والأغلال المادية والنفسية التي قيّدنا بها أنفسنا فتكاسلنا.. وفي يوم المجزرة الكبرى نصحت أعداءك أن يكونوا أحراراً في دنياهم إذا هم لا يؤمنون بدين أو لا يخافون المعاد، وقد بيّنت لهم بكلماتك النورانية أن قيمة الإنسان وكرامته تكمن في حريته، بمعنى أن الحرية سبقت العقيدة.

هذه القيمة الأساسية التي يشترك فيها جميع البشر بمختلف أديانهم ومعتقداتهم بمن فيهم من لا يؤمن بأيّ دين. أردت من خطابك أن تبيّن لهم أن العقل والحرية صفتان يُميَّز بهما الإنسان عن سائر البهائم، لقد طالبتهم أن يرجعوا إلى فطرتهم التي فطرهم الله عليها، وخاطبت ضمائرهم؛ لعلها تستفيق، لكن أصحاب الضمائر الميتة ركنوا إلى الجبت والطاغوت، فعميت قلوبهم، وبإرادتهم اختاروا طريق الذل والهوان، وفضّلوا حياة البهائم على الحرية، فخسروا بذلك خسراناً مبينًا.

صرختك المدوية يا سيدي مازالت تصدع في أرجاء المعمورة، والملايين من عشّاقك يهتفون باسمك، ويحيون ذكراك، ويجدّدون البيعة، ورغم أنك قد أصبحت خالداً ومخلدًا، ورمزاً للحرية والفداء، ومعلماً لطالبي الحرية، وبالرغم من أن أعدائك قد مُحِيَت أسماؤهم وذكراهم إلا أن هناك قلة قليلة من أتباع الفئة الباغية ما زالت تعيث في الأرض فسادًا، فتسفك الدماء، وتقتل الأبرياء في أرجاء العراق، وخاصة في مدينتك الباسلة (كربلاء).

 بالأمس القريب سقط عشرات القتلى والجرحى من زوّار قبرك الشريف جرّاء عملية إجرامية قامت بها جماعة إرهابية ورثت الحقد والبغض. هذه الأحقاد الدفينة مازالت تفعل فعلتها الدنيئة، فتبرز رأسها بين الفينة والأخرى لتقول: "نحن أعداء الحسين ونهجه مازلنا هنا، نسعى للحيلولة دون إيجاد الوحدة والوئام بين الأمّة وأهل القبلة الواحدة"، لكن صرختك المدوية "هيهات من الذلة" في يوم عاشوراء، والصرخات المتجدّدة لعشّاقك "لو قطعوا أرجلنا واليدين نأتيك زحفاً سيدي يا حسين" كانت وستكون رداً قاسياً على جماعات الظلام وأعداء الحرية.

أناديك يا سيد الشهداء، لأنني مؤمن بأن الشهيد حي ويُرْزَق بنعمة الله، ويسمع النداء، مصداقاً لقوله تعالى في محكم كتابه الكريم: "ولا تحسبن الذين قُتِلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يرزقون".

 إنك يا سيدي ستبقى شعلة الحرية التي تنير درب طالبيها، ورمز التضحية والفداء، قلوبنا تهفو إليك قربة إلى الله، وحباً لرسوله الكريم، راجين من الله أن يثبتنا بالقول الثابت في الدنيا والآخرة، وأن يوفقنا بالسير على نهج سيد شباب أهل الجنة، ويرزقنا شفاعته يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، قلب مليء بالإيمان والإحسان وحبّ محمد وآله الأطهار النجباء ومن سار على نهجهم.

اللهم بحقّ شهيد كربلاء طهّر قلوبنا من النفاق، وأعمالنا من الرياء، وألسنتنا من الكذب، وأعيننا من الخيانة، اللهم قرّب بين قلوبنا، ووحدّ كلمتنا، وانصرنا على أعدائك، واجعلنا للمظلومين عونًا، وللظالمين والفاسدين خصمًا، آمين رب العالمين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 13/كانون الأول/2010 - 6/محرم/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م

[email protected]