من ينكر التاريخ الأموي الظالم الذي أحل دم الامام الحسين بن
علي عليه السلام فهو ظالم لنفسه ناكر لأسمى مبادئ الدين الاسلامي
ناصب العداء لأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم من دون أي شك،
ولا يمكن قبول أي عذر أو حجة أو فلسفة فقهية كانت أو تاريخية!. أما
من يعتقد أن يوم عاشوراء يوم فرح وسرور فهو يتجه عكس العقيدة
الاسلامية، فهو ليس مخالفا بل مشكوك في أمر إسلامه!.
ولكن أمثال هؤلاء لن ينقصوا من عقيدتنا شيئا ولن يستطيعوا تجريد
قلوبنا من الحزن على سيد الشهداء!.
هي مشاعرنا التي تتجدد في الحزن على الحسين، هي أرواحنا التي
تتصاعد نحو قبر الحسين، هي أجسادنا التي تتقطع بسيوف أعداء الحسين،
هي قلوبنا التي تدمي من عمق جراحات الحسين هي عيوننا التي تسكب
الدمع على مصيبة الحسين، هي نفوسنا التي ترخص في حب الحسين. فداء
لك يا سيدي.
فداء لك أرواحنا ونفوسنا فداء لك قلوبنا وعيوننا وأجسادنا يا
سيدي يا حسين!. ليزداد النواصب فرحا كلما بكت عيوننا حزنا على
الحسين وليزداد المخالفون سرورا كلما لطمنا على صدورنا لوعة على
الحسين وليزداد ابتهاج بني أمية كلما فوق المنابر ذكرنا الحسين!.
طبع الله على قلوب بني أمية النصب والعداء والبغض لأهل البيت
الذين كانوا أنوار في الأصلاب الشامخة فلا حول لنا بتغيير ما طبع
الله على قلوبهم وهم لا ولن يستطيعوا أن يطفئوا أنوار آل بيت النبي
(ص) بأفواههم مهما طال الزمن وبأي حيلة ومكر وفتنة جاؤوا بها لأنها
أنوار إلهية مصونة وترعاها حماية ملائكة الرحمن عز وجل!.
فلن يستطيع صاحب مركز «الفتنة» أن يطفئ أنوار الحزن في سماء
محرم لأن الله سجل هذا الشهر باسم الإمام الحسين عليه السلام فهو
سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة.
خيب الله سعي هذا الأموي، وعلينا ألا نسلط الضوء على مركزه
الملعون حتى يفرح بسواد وجهه ويبتهج بالظلام حتى يدخله سرور
الجنون! وهو يستحق اللعن فوق المنابر حتى ينال غضب الله ولا تشمله
رحمته!.
فو الله إني أرى أننا بدل فرحه وسوف نزيده تعاسة وخيبة وبؤسا
وضلالة كلما سمع من فوق المنابر الحسينية :
ولزينب نوح لفقد شقيقها تدعوه يا ابن الزاكيات الركع
اليوم أصبغ في عزاك ملابسي سودا وأسكبها طلات الأدمع
www.aldaronline.com |