هنالك عادات وتقاليد تمتاز بها الشعوب والامم وتصبح العلامة
التي من خلالها تعرف هوية صاحبها فاذا ما تجولت في شوارع اي دولة
اوربية وشاهدت رجل يرتدي العقال واليشماغ تعلم انه عربي، واذا ما
وجد في حي ما جامع ستعلم ان هذا الحي يقطنه المسلمون واذا ما دخلت
في هذا الجامع فانك تستطيع ان تميز المصلين من خلال طريقة ادائهم
للصلاة.
ولكن هنا المهم كيف تستطيع ان تميز الحسيني عن غيره؟
العلامة الوحيدة والبارزة والتي تضيء كالشمس هي الشعائر
الحسينية فاذا ما رايت السواد في محرم فاعلم ان الساكن هنا حسيني،
واذا ما رايت طابور من قدور الطبخ وموائد الطعام فاعلم ان صاحبها
حسيني واذا ما رايت التكايا وهي متالقة بالقناديل والشمعدان
والاضوية فاعلم ان الايام عاشورائية واذا ما رايت الطبول وصوت
الرواديد فاعلم ان الحاضرين هم حسينيون.
الشعائر الحسينية هي احدى الوجوه المشرقة للقضية الحسينية وحتى
يعلم العالم اجمع ان الحسينيين في تزايد كلما اطلع منصف على القضية
الحسينية فانه عقلا سيكون حسيني فيجب ان توضع الدلالات والعلامات
في كل مكان يرتاده او يقطنه حسيني حتى وان كانت بحجم بسيط لان
القضية عالمية.
وفي نفس الوقت نؤكد على تهذيب هذه الشعائر من الشوائب واجتناب
السلبي حتى تظهر بابهى صورة تجعل من لا يعلم من هو الحسين عليه
السلام يسال عن الشعائر وصاحبها، كما وانه لابد من اقامة الشعائر
وحجم استيعاب عقول الوسط الذي تقام فيه بحيث تتماشى ومستوى تفكيرهم
والانتقال تدريجيا الى الصور الاخرى للقضية الحسينية، ونامل ان
تكون نصوص القصائد التي تقرأ في عاشوراء مستوحاة من صميم الواقعة
وبعيدا عن الخيال المبالغ فيه او المحرف.
تكثير السواد له مدلولاته فاذا ما اقيمت الشعائر الحسينية في كل
بقعة يقطنها الحسينيون وان لايستصغروا نشاطهم لانها كبيرة عند
المصطفى واله عليهم السلام كما وانها ستلفت انتباه من يجهل الحسين
عليه السلام وفي نفس الوقت تثبت عالمية القضية. |