ظُلمةُ الأفقِ هذهِ أم نجيعُ؟
|
|
ونجومٌ عَانَقْنَهُ أم دموعُ؟
|
تتراءى للناظرينَ محيًّا
|
|
باسمًا وهو شاحبٌ وجزوعُ
|
أَدْمُعٌ ترفضُ الظلامةَ رفضًا
|
|
وهيَ للثائرينَ حصنٌ منيع
|
أَدْمُعٌ تقصدُ السماءَ مقرًّا
|
|
فخنوعٌ أن تنحني وخضوع
|
صاغَ منها الإلهُ أنجمَ
هديٍ
|
|
وأضاء الفضاءَ وهو البديع
|
نثرتها عينُ البتولِ فهبَّ الـ
|
|
أفقُ في جمعِها فطابَ الرجوع
|
نثرتها لفقدِ خيرِ البرايا
|
|
وأبيها وهو النبيُ
الشفيع
|
وتنادي ـ وقد توشحت الدمـ
|
|
ـعَ ـ: «حبيبي عُدْ، فالفراقُ فظيع»
|
يا رحيمًا ويا عطوفًا أتدري
|
|
أن قلبي مُذ بنِْتَ عني مروع؟
|
أبتاهُ، يا من جهرتَ بحقي
|
|
أوتدري بأنّ حقي يضيع؟
|
أبتاهُ، لفقدِك العرشُ يبكي
|
|
والسماواتُ والفضاءُ الوسيع
|
وإليك الصلاة حنّت وناحت
|
|
ونعاكم سُجودُها والركوع
|
وعلى قبرِكَ الكتابُ تهاوى
|
|
حزنًا لاطمًا وضجَّ الخشوع
|
وحريٌ لو ساخت الأرضُ حُزنًا
|
|
والسما انهدَّ سقفُها المرفوع
|
وأنا البضعةُ الحبيبةُ هل لي
|
|
وقفُ دمعي وهل تراهُ يُطيع؟
|
ليتني متُّ قبل هذا وأصبحـ
|
|
ـتُ ـ حبيبي ـ نسيًا فقلبي وجيع
|
|
*** |
|
أبتي قرَّ في ترابِكَ وأهنأ
|
|
فأنا فاطمٌ وشأني رفيع
|
لا تخفْ إنني بعينِ أُناسٍ
|
|
عرفوني وعهدَهم لم يبيعوا
|
لو سمعتَ العزاءَ كيفَ تلوهُ
|
|
بِفُنونٍ صِيغَ الخطابُ البديع
|
وَلَوَ انْ قد رأيت كيف أتوني
|
|
بحنوٍ فطابَ منهم صنيع
|
رأوا الدار بعدَ فقدِكَ ظلما
|
|
ءَ فعطفاً قد أُوقدت لي شموع
|
ولحسنِ الفعالِ هذي تراهُ
|
|
وجهيَ أحمرَّ، فالجميلُ مَريع!!
|
|
*** |
|
حِرتُ يا والدي أَأرثيك حتى
|
|
أتناهى أسىً وكلّي دموعُ؟
|
أم سأشكو الذي عليَّ تجرى؟
|
|
فجنيني هوى، وهُدَّت ضلوع
|
وهمومي لو فوقَ شُمِّ الرواسي
|
|
لَتَهاوتْ حيثُ الهمومُ صُدوع
|
إنَّما كيفَ لي أبُثُّكَ حُزني
|
|
ومصابي يشيبُ منهُ الرضيع؟
|
|
*** |
|
أبتي، والفؤادُ أذَّنَ بالعطـ
|
|
ـفِ فهل أنتَ يا عطوفُ سميع؟
|
صار يومي بُعيد فقدك ليلٌ
|
|
وفصولي قد ضاعَ منها الربيع
|
كنتَ شمسًا تشعُّ بالحبِّ حتى
|
|
غِبتَ عني فما إليها طلوع
|
أبتي هل أعيشُ بعدَكَ عامًا
|
|
وبصدري جرحُ الفراقِ شنيع؟
|