عاشوراء والانتظار في سِفر المقدس الشيرازي

مؤتمر قراءات دينية ومعرفية في فكر السيد محمد رضا الشيرازي (قده)

تقرير: عصام حاكم

شبكة النبأ: بمناسبة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام انطلقت فعاليات مؤتمر(عاشوراء والانتظار) حيث يمثل ذلك الملتقى اللبنة الأولى في سجل القراءات الفكرية المهتمة بالجوانب المعرفية والذاتية للفقيه المقدس آية الله السيد محمد رضا الحسيني الشيرازي (اعلى الله درجاته)، حيث ابتدأ المؤتمر بتلاوة معطرة من آيات الذكر الحكيم تلاها الحاج مصطفى الصراف المؤذن، ومن ثم تلتها كلمة الشيخ ناصر الاسدي عضو مكتب المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي، وبعد ذلك جاء دور الدكتور عبود جودي الحلي رئيس جامعة أهل البيت عليهم السلام ومن ثم جاءت مساهمة السيد محمد باقر القزويني.

 وقد حضر المؤتمر الشيخ عبد الكريم الحائري، عميد حوزة كربلاء المقدسة (ابن فهد الحلي)، والشيخ مرتضى معاش رئيس مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام، والدكتور احمد باهض مدير مركز الفرات للدراسات والبحوث، والشيخ فاضل الفراتي أمين عام مؤسسة محمد الأمين، بالإضافة إلى  الوفود القادمة من القطيف والبحرين وبعض من رموز المجتمع الكربلائي وشيوخ العشائر وجمع مبارك من أبناء المحافظة.

ومن اجل التواصل مع أصداء البحوث المقدَّمة وما تشير إليه من قيمة معرفية وتاريخية وإنسانية، استطلعَ مراسل (شبكة النبأ المعلوماتية) آراء المؤتمرين بهذه التظاهرة الفكرية والإنسانية والدينية القيّمة:

وتحدث الشيخ عبد الكريم الحائري، عميد حوزة كربلاء قائلاً: المعروف بين أكابر أهل الكلام أن الأمم برجالها، فكلما كان في الأمة رجال كلما كانت مسيرتها صحيحة وها هي ذكرى الفقيه المقدس آية الله محمد رضا الشيرازي تحمل ذات المعنى، حيث استطاع من خلال مداركه المعرفية أن يوجد علاقة وارتباط وثيق بين الإمام الحسين عليه السلام  والإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه، سيما وأننا نؤمن بأن الإمام المنتظر (عج) له ممهدون يمهدون لقيامه ومن خلال ذلك يمكن أن نؤكد على أن ثورة الإمام الحسين عليه السلام هي تمهيد لثورة الإمام الحجة (عج)".

وأضاف الشيخ الحائري لـ شبكة النبأ،" وهذا ما نجده واضحا في زيارة الإمام الحسين عليه السلام في عاشوراء حينما يربط الزيارة بالولاية فترى في الثلث الأول يذكر الإمام مرة ويكون ذكر الإمام في المرة الثانية، وبعد أن يتجاوز النصف من الزيارة ومعنى ذلك أن الإمام الحجة موجود في أذهان الموالين حينما يزورون عاشوراء مرتين، ومن اجل هذا أكد السيد المقدس الراحل على هذه المسائلة بما تحمله من معاني عميقة في تهيئة النفوس لاستقبال الإمام وهذه الأمور ضرورية للتمهيد إليه.

فيما أشار الشيخ ناصر الاسدي إلى معطيات مهمة أثناء تنقله في معرض السيرة الذاتية للفقيه المقدس وقد تناول أدق التفاصيل الحياتية والبحثية وكأني به يشير إلى ضرورة التفاعل الإنساني بين القول والفعل حيث أكد على مزايا  التواضع والسخاء والبحث العلمي وحالة الخلق العالي واحترام الآخرين وعدم الإسراف واحترام الوعد وكلها تنصب باتجاه تشخيص السلوك الاعتيادي للفقيه المقدس كما أذن إلى ضرورة الإتيان بحالة التدبر الإيماني وحالة التزود المعرفي التي كان يدن بها اية الله محمد رضا الشيرازي حيث خلف من وراءه 26 كتاب و800 قرص وهما خلاصة عمل دؤوب من اجل رفد المسيرة العلمية بأساس ديمومتها وازدهارها.

من جهة أخرى تحدثت ورقة الدكتور عبود جودي الحلي، رئيس جامعة أهل البيت، عن مجمل السلوكيات الأدبية والعلمية للفقيه المقدس، وهي توضح حالة الترابط الوثيق بين القراءات الفكرية التي جاء بها والده الراحل المجدد الثاني الإمام السيد محمد الشيرازي (قده)، حيث لا تجد ثمة فواصل شاسعة بين ما ذهبا إليه من حيث إيجاد المناخات المعرفية والثقافية، والإسهام بشكل مباشر في رفد الموسوعة الثقافية والدينية بالعديد من الأفكار الناهضة ذات البعد المعاصر سيما وأن التجربتين أثبتتا حضورهما الحقيقي والفاعل من خلال تماسهما على ارض الواقع.

ومن ناحية أخرى ذكر الشيخ صالح المجاهد، مدير مؤسسة الرسول الأكرم الثقافية أسباب أقامة المؤتمر، حيث أشار إلى ذكرى رحيل الفقيه المقدس محمد رضا الشيرازي (قده) مبيناً انه،" من الواجب الاحتفاء بتلك الشخصية العظيمة والوصول إلى أفكاره ورؤيته وإعادتها من جديد إلى ارض الواقع"

وأضاف الشيخ صالح،" كان الفقيه الشيرازي يوجه أنظار الناس إلى عاشوراء والانتظار، وهما يشكلان حالة انتظار الفرج لقيام دولة الإمام المهدي، كما يشكل ذلك المطلب رفع مستوى الشيعة ثقافيا، ومن اجل تعزيز ذلك الدور وتلك المعتقدات جاء المؤتمر باعتباره الأول الذي يهتم بتناول أفكار وقراءات الفقيه الشيرازي".

وفي نهاية المؤتمر تم توزيع جوائز تقديرية على نخبة من الباحثين المشاركين وبعض من ضيوف الشرف الحاضرين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 9/شباط/2010 - 24/صفر/1431