الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

زيارة الأربعين تاج يكلل مدينة كربلاء

رسالة التعايش ووحدة الكلمة والقلوب في حضرة الإمام الحسين (ع)

علي حسين عبيد

 

شبكة النبأ: بقلوب ملؤها الإيمان وأرواح مطمئنة، بدأ زوار ثائر الإنسانية العظيم الإمام الحسين (ع) بمغادرة كربلاء المقدسة بعد أن أحيوا مراسيم زيارة الأربعين المباركة في أجواء حافلة بالخشوع والورع والأمل الذي لا يغادر قلوب المؤمنين قط بالوصول إلى رضى الله تعالى من خلال شفعائه وأوليائه الخالدين.

وقد أشارت الإحصائيات الرسمية إلى أن أعداد الزوار الكرام تجاوز الإثني عشر مليون زائر، بينما تقول إحصاءات أخرى موثوقة ان عدد الزوار بلغ أربعة عشر مليون زائر.

 ولأول مرة في تأريخ الزيارات الحسينية المقدسة تهفو أعداد كبيرة ومباركة كهذه من خارج العراق وداخله إذ وصل عدد الزائرين من دول آسيوية وأوربية وأفريقية وغيرها مئات الآلاف الزوار، حيث اكتظت المطارات ومنها (مطار النجف) ومناطق العبور الحدودية بآلاف مؤلفة من الزوار الكرام الذين قدموا الى حضرة سيد الشهداء الامام الحسين (ع) لكي يستذكروا مبادئه العظيمة وملحمته الخالدة التي شكلت ولا تزال أعظم بارقة أمل للإنسانية  في مقارعة الظلم ووأد الطغيان ونشر الحرية والسلام في ربوع المعمورة.

ولعلنا عشنا تفاصيل هذه الزيارة المباركة ميدانيا ومن خلال وسائل الاعلام كالفضائيات الكريمة التي أسهمت بدورها الكبير في نقل وقائع هذه الزيارة المباركة على مدى أكثر من عشرة أيام، حيث وصلت الوقائع الجليلة الى أقصى بلدان ومناطق العالم وهم يرون كيف تحولت الشوراع والساحات والاراضي الشاسعة لمدن العراق من اقصاه الى اقصاه الى كتل من الاجساد المتراصة الزاحفة الى حضرة الامام الحسين (ع) ترفرف فوقهم أرواحهم المؤمنة المطمئنة الزاخرة بالايمان والشوق الى تقبيل تربة كربلاء المقدسة المشفوعة بالدم الطهور لسيد الشهداء (ع).

وإزاء هذه الملايين التي تدفقت على ارض كربلاء الطاهرة على مدى النهارات والليالي الماضية، لم يكن أمام المؤمنين الأفاضل سواء من أهالي كربلاء المقدسة او المدن الاخرى سوى أن يقدموا أقصى ما يمكنهم من خدمات كثيرة ومتنوعة لجميع الزوار الكرام وعلى مختلف أعمارهم واجناسهم، حيث الطفل والمرأة والشيخ وذوي الحاجات الخاصة جميعا وجدوا ما يحتاجونه من مأكل ومنام واماكن راحة وماء وما الى ذلك مشفوعا بأرق الكلمات وأخشع القلوب وأصفى النفوس حيث يشعر الجميع  بأفضال الزوار عليهم بل ويلمسون بركاتهم المستمدة من بركات الحسين لمس اليد، فليس الخادم هول المتفضل، بل الزائر الكريم هو صاحب الفضل الذي يتسبب للجميع بأكبر الثواب عند الله تعالى بشفاعة حبيبه الامام الحسين (ع)، وهكذا كنا نرى كربلاء المقدسة /مركزا/ وأحياء سكنية/ وأطرافا وقد تحولت الى خلية نحل كبيرة وعظيمة تعاونت فيما بينها لتقدم جهودا استثنائية للزوار الكرام الذين يستحقونها وأكثر.

وأكثر ما يُبهج النفس ويُفرح القلب تلك المشاهد التي تفوق الخيال ممثلة بالمحبة القصوى والتعاون العفوي الخالص بين الجميع وكأن الاسلام بتعاليمه الخالدة تجسد بوضوح وروعة في هذه المشاهد التي أظهرت المعدن الأصيل للمسلمين وهم يتعاونون ويتقاربون ويتكافلون ويتعاضدون فيما بينهم تحت بيرق الحسين الكبرى، هذه المظلة التي ظللت رؤوس المسلمين من اقصى المعمورة الى اقصاها معطرة بأريج دم الشهادة وبمبادئ الحق والخير والحرية والاصلاح والسلام الانساني الذي نشر ظلاله الكبرى في هذا اليوم الخالد على ارض كربلاء المقدسة ممتدا الى عموم سماء العراق والعالم أجمع.

وهكذا كانت الجهود التي رافقت إحياء هذه الزيارة المباركة المتفردة بمستوى حجمها الكبير، لاسيما من لدن الناس البسطاء والمؤمنين الذين لم يدخروا جهدا في إرضاء الزوار الكرام الذين يكمن خلف رضاهم رضى الحسين (عليه السلام) ومن ثم رضى الله تعالى، فتداخلت هذه الجهود مع بعضها لتصبح تاجا مشعّا كلل رأس المدينة المقدسة التي فتحت أذرعها واحضانها لأحبابها من زوار الحسين (ع) فاحتضنتهم بدفئها المعطّر بأريج سبط النبي ودمه الطهور، فدخلوها أهلا ونزلوها اهلا وغادرها أهلا ... لأن هذا اللقاء المقدس ما بين الحسين (ع) وزواره كان وسيبقى أزليا ما دامت جذور الظلم على قيد الحياة، ودامت الارض تتنفس هواء الله تعالى .

وما يُبهج النفس أيضا، تلك الجهود المباركة التي بذلها رجال الدين والاخوة الذين قاموا على حماية الزائرين الكرام، والمسؤولون الذين حاولوا أن يهيئوا جميع الوسائل الخدمية للزوار بأقصى ما يستطيعون، فكانت هذه الزيارة المليونية متميزة بحق وهي مدعاة للفخر والابتهاج كونها إن دلت على شيء إنما تدل على الفرص الكبيرة والمتجددة للتقارب بين المسلمين الذين توجهوا الى ارض الحسين المقدسة من أقصى بقاع العالم ومن أقربها ليجتمعوا تحت خيمة الامام الخالد (ع) في وحدة الصوت والكلمة والقلوب والنفوس والنوايا والاعمال، لكي يرسلوا رسالتهم السلمية الى الآخرين أيا كانت توجهاتهم ومساراتهم.

فها أننا المسلمون نمد يد السلام والمحبة والاحترام إلى الجميع من ارض كربلاء المقدسة وتحت بيرق الامام الحسين ومبادئه الكريمة التي لا ولن يختلف عليها كائنان عاقلان، كونها مبادئ الاسلام والمحبة والتآخي ومبادئ الانسانية جمعاء ممثلة برفض الظلم والطغيان وإشاعة التسامح والتعايش بسلام بين الجميع.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 8/شباط/2010 - 23/صفر/1431

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م

[email protected]