الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

دماء تسفك بأيدي التكفيريين والعالم صامت!!

علي ال غراش

هل من يقوم بقتل الإنسان المدني الأعزل الامن، ويسفك الدماء البريئة. يحمل ذرة من الإنسانية والإيمان والحرية والخوف من المعبود؟

لماذا هولاء التكفيريون والانتحاريون والإرهابيون حياتهم رخيصة لهذه الدرجة، مستعدون أن يضحوا بها في سبيل قتل الآخرين المختلفين معهم في الدين والمذهب والفكر؟

هل الدعاة والفقهاء والعلماء الذين يفتون بتكفير الآخر بأنه كافر وزنديق وفاجر وغير ذلك من عبرات تكفيرية تثير الفتن والنعرات الطائفية العفنة، هم السبب في تبرير العمليات الانتحارية وقتل الناس الأبرياء لدى من يؤمن بفكرهم، فمن يحاسبهم؟

الحياة منحة إلهية لا يجوز الاعتداء عليها

الحياة هي أعز وأغلى شيء لدى الإنسان - لا يقدر بأي ثمن -، لأنها منحة إلهية لمخلوقاته ومنها الإنسان، وليس من حق أي إنسان مهما كان، ومهما كانت الأسباب أن يعتدي على حياة الآخرين، بل ليس من حقه الاعتداء والتصرف في ما يملكه من حياة "نفس" لأنها أمانة، وإذا اعتدى عليها - بما لا يتفق مع شرع الله جلا جلاله - فذلك يعتبر عملية انتحارية ورمي النفس إلى التهلكة، يعاقب على تصرفه من قبل مالك الحياة وصاحب النفس الحقيقية وهو الخالق عز وجل الله جلا جلاله - ، وقد نهى الله عز وجل من الاعتداء على الحياة "النفس" من أي ديانة أو مذهب أو قومية أو لون أو قبيلة بأنه اعتداء على البشرية جمعاء وليس فقط على حياة المعتدى عليه قال تعالى في كتابه الكريم:{من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعاً ومن أحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعاً}. [المائدة].

 وفي موقع آخر حذر خالق النفس عز وجل من قتل الإنسان المؤمن بالعمد، مهددا بان جزاءاه الخلود في جهنم كما قال تعالى:{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً}. [النساء].

القتلة عقيدتهم سفك الدماء

هل من قاموا - أو أفتوا وشجعوا ومن رضوا وصمتوا - بعمليات التفجير وقتل الناس الأبرياء في العراق بمدينة كربلاء وفي أي موقع آخر كمدينة كراتشي. يؤمنون بالقران، وهل سمعوا بالآيات السابقة؟، اما انهم لا يؤمنون بأي ملة سماوية أو خوف من عقوبة، وانما يؤمنون بالتكفير والإرهاب، وعقيدتهم قتل وسفك دماء كل من يختلف معهم؟!.

عاشوراء تتجدد في الأربعين من جديد!

إن ما حدث خلال احياء ذكرى أربعينية شهادة الإمام الحسين (ع) في العراق وباكستان من عمليات انتحارية وتفجيرات دموية وقتل وإصابة المئات من الناس الأبرياء رجال ونساء وأطفال، يعبر عن مدى الحقد والكراهية لدى المجرمين للإنسانية وللديانات السماوية وللإسلام وبالخصوص للإمام الحسين ولجده الرسول الكريم محمد (ص) ولأبيه أمير المؤمنين الإمام علي ولأخيه الإمام الحسن وللائمة الطاهرين من أهل البيت (ع)، ولشيعة علي (ع). وان هولاء القتلة هم بلا دين ولا إنسانية ولا حرية؛ كقتلة الحسين في يوم عاشوراء.

فهولاء يكررون ما حدث في مصيبة عاشوراء المفجعة من خلال الاعتداء على كل من يحيي صوت ثورة الإمام الحسين، ففي يوم عاشوراء سنة 61 هـ قام جيش المجرم يزيد الأموي، والقاتل عبدالله ابن زياد وبقيادة الشقي  عمر ابن سعد ابن أبي وقاص، بارتكاب مجزرة مفجعة مازالت اثارها حية لغاية اليوم، عندما قاموا بقتل الحسين حفيد الرسول (ص) وقتلوا أخوته وأبنائه - أهل بيت النبي - وأصحابه، ثم تم فصل رؤوسهم عن أجسادهم، ثم قاموا برض الأجساد بحوافر الخيل لتحطيم الأضلاع وتقطيع الأجساد. في عملية تمثيل شنيعة للتأكيد على عملية القتل.

وفي ذكرى أحياء يوم الأربعين قام من يسير على خطى يزيد وبقية قتلة الحسين بعملية شنيعة حديثة، وهي قتل محبي الحسين عبر التفجير الانتحاري لقتل اكبر عدد ممكن، ولتأكيد عملية القتل قاموا بتفجير السيارات التي تنقل الضحايا والمصابين بالقرب من المستشفيات!!.

وكأن التاريخ يعيد نفسه ليكشف للعالم حجم المأساة التي وقعت في يوم عاشوراء، وما تعرض ويتعرض له شيعة الحسين من ظلم وجور لغاية اليوم. وكيف حاول ويحاول أعداء الإسلام والرسول والحسين وشيعته وأعداء الإنسانية والحرية، لتغييب الحقيقة وتشويه التاريخ.

بأي ذنب قتلوا؟ "لعشقهم الخارق للحسين"

هولاء الضحايا "شيعة الحسين" لم يغترفوا أي ذنب أو جرم سوى انهم عشاق الإمام الحسين، ويلبون النداء بالقول "لبيك يا حسين"، عشقوا الحسين حتى الجنون كما فعل أصحابه وأكدها احد الشهداء بين يديه عابس ابن شبيب بالقول: "حب الحسين جنني".، وأنهم يسيرون مشيا مئات الكيلو متر إلى مدينة كربلاء، ويتوجه ملايين المحبين للحسين من داخل العراق ومن دول العالم إلى كربلاء في اكبر تظاهرة مليونية في العالم، ولان شيعته يحيون ذكرى ثورته الخالدة في كل مكان من العالم.

ان هذه الأعمال الإجرامية والاعتداءات الدموية، والتضييق وكذلك المنع بحق الشيعة، لم ولن تمنع الشيعة من أحياء مبادئ ثورة الإمام الحسين، والسير على منهجه، فالشيعة رضعوا الإسلام الأصيل المحمدي، بالإيمان والذوبان مع النبي الأعظم محمد (ص)، وبولاية الإمام علي، والسير بمنهج الحسنين والأئمة الأطهار، لا يهابون القتل والموت والشهادة فهم يقولون كما قال سيد الساجدين الإمام علي ابن الحسين (ع):" إن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة".

الإعلام والعالم شريكان في الجريمة

لقد مارس الإعلام والكتاب في عهد النظام الأموي وما بعده من أنظمة (..) - ترى في قضية الإمام الحسين خطرا عليها- جميع الأساليب لتغييب حقيقة ما جرى في عاشوراء، وتشويه الحقائق، والعمل على تبرئة القتلة وتحميل آخرين المسؤولية، وللأسف مازالت نفس العقلية مستمرة لغاية اليوم، فالإعلام يحاول تهميش حركة واجتماع ملايين البشر لأحياء عاشوراء في كربلاء والعالم، والأجهزة الأمنية تلاحق كل محب للحسين!. "إن الله يمهل ولا يهمل"، و"من سل سيف البغي قتل به".

أين الإعلام العربي والكتاب والأحرار في العالم، والمؤسسات الحقوقية العربية والدولية، والجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة، مما يقع على أبناء الأمة العربية والإسلامية من اعتداءات دموية مفجعة، الا يستحق هولاء البشر الأخوة في الوطن والقومية والدين والإنسانية من كلمة تضامن، وتنديد بالمجرمين؟ الم يسمعوا كلمة الإمام الحسين (ع): " كونوا أحرارا في دنياكم.. ان كنتم عربا كما تزعمون"؟. انهم شركاء في الجريمة من خلال صمتهم!.

لكم الله يا شيعة الحسين!!، يا من تصرخون بنداء: "لبيك يا حسين"، و"هيهات منا الذلة". وتؤمنون بـ "إن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة". وترددون: "لو قطعتم أرجلنا واليدين نأتيك زحفا سيدي ياحسين". وتحية لجميع الأحرار في العالم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 8/شباط/2010 - 23/صفر/1431

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م

[email protected]