الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

المؤمن أقوى من المعادلات المادية

السيد حسين الشيرازي: المؤمن في ميدان العمل في سبيل الله لا يُبالي بالمعادلات المادية مهما عظُمتْ أو كبرَتْ

شبكة النبأ: قال فضيلة السيد حسين الشيرازي إن الأنبياء عليهم السلام عندما كانوا يمرّون بأرض كربلاء المقدسة وكانوا يتعرّضون للمحنة، وكان ينزل عليهم بلاء، وعندما كانوا يسألون الله عزّ وجلّ عن سبب ذلك، كان الجواب الإلهي لهم: مواساة لسبط خاتم الأنبياء الحسين صلوات الله عليه.

جاء هذا الحديث عندما قام بزيارة المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله جمع من الإخوة المؤمنين زوّار الإمام الحسين صلوات الله عليه من مملكة البحرين، في بيته المكرّم بمدينة قم المقدسة، يوم الثلاثاء الموافق للعاشر من شهر صفر المظفّر 1431 للهجرة، حيث ألقى نجل سماحته حجّة الإسلام والمسلمين فضيلة السيد حسين الشيرازي دام عزّه كلمة قيّمة فيهم تناول فيها موضوع «زيارة الإمام الحسين صلوات الله عليه وإقامة شعائره المقدسة على خوف»، بحسب مؤسسة الرسول الاكرم.

 واستهلَّ حديثه بالآيات الكريمة التالية:

«وَهَلْ أَتاكَ حَديثُ مُوسى، إِذْ رَأى‏ نارًا فَقالَ ِلأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نارًا لَعَلِّي آتيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النّارِ هُدًى، فَلَمّا أَتاها نُودِيَ يا مُوسى، إِنّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى»، وقال:

هذه الآيات الكريمة هي خطاب من الله تعالى إلى كليمه النبي موسى على نبيّنا وآله وعليه أفضل الصلاة والسلام، وهذا الخطاب ينبئ عن موضوع مهم جداً وهو إن الله سبحانه طلب من موسى أن يخلع نعليه عندما دخل وادي طوى، ووادي طوى هي أرض كربلاء المقدسة كما صرّحت بذلك الروايات الشريفة.

وقال: إن الأنبياء عليهم السلام عندما كانوا يمرّون بأرض كربلاء المقدسة كانوا يتعرّضون للمحنة، وكان ينزل عليهم بلاء، وعندما كانوا يسألون الله عزّ وجلّ عن سبب ذلك، كان الجواب الإلهي لهم: مواساة لسبط خاتم الأنبياء الحسين صلوات الله عليه.

وعقّب فضيلته: كل من يتعرّض إلى الأذى أو تصيبه محنة ما وهو في طريقه إلى زيارت الإمام الحسين صلوات الله عليه أو في إقامة الشعائر الحسينية أو في إقامة العزاء الحسيني، فليعلم بأن هذا الأذى وهذه المحنة هي فخر له وأنها من علامات القبول، وعليه أن يستبشر بذلك. فالبلاء والأذى الذي يتعرّض له الإنسان في سبيل القضية والشعائر الحسينية المقدسة تارة يكون لنيل الدرجات الرفيعة، وتارة يكون لتطهير النفس مما اقترفته من المعاصي، وهذا الأخير ـ أي تطهير النفس ـ هو أيضاً عناية ورعاية من الله تعالى ومن الإمام الحسين صلوات الله عليه، وهي سعادة لا مثيل لها.

وذكر فضيلته قصص بهذا الصدد وقال: إن زيارة الإمام سيد الشهداء صلوات الله عليه، وخدمة قضيته وإحياء شعائره المقدستين بمشقة وأذى لها قيمة عظيمة جدّاً. فأكبر وأعظم الشرف هو أن يوفّق الإنسان لزيارة الإمام الحسين صلوات الله عليه ولخدمة قضيته وإحياء شعائره وأن يرى في ذلك المتاعب والأذى.

من جانب آخر تطرّق فضيلته في حديثه إلى بيان أهمية زيارة الإمام الحسين صلوات الله عليه ومقام زوّار الإمام وقال: توجد الكثير من الروايات حول فضل زيارة وزوّار الإمام الحسين صلوات الله عليها، ومنها:

عن أبي عبد الله سلام الله عليه قال: «قال الحسين صلوات الله عليه لرسول الله صلى الله عليه وآله: ما جزاء من زارك؟ فقال: يابني من زارني حيّاً أو ميّتاً، أو زار أباك، أو زار أخاك، أو زارك، كان حقّاً عليّ أن أزوره يوم القيامة حتى أخلّصه من ذنوبه».

وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: «يَاعَلِيُّ مَنْ زَارَنِي فِي حَيَاتِي أَوْ بَعْدَ مَوْتِي، أَوْ زَارَكَ فِي حَيَاتِكَ أَوْ بَعْدَ مَوْتِكَ، أَوْ زَارَ ابْنَيْكَ فِي حَيَاتِهِمَا أَوْ بَعْدَ مَوْتِهِمَا، ضَمِنْتُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ أُخَلِّصَهُ مِنْ أَهْوَالِهَا وَشَدَائِدِهَا حَتَّى أُصَيِّرَهُ مَعِي فِي دَرَجَتِي».

وأردف فضيلته مشيراً إلى آداب زيارة أهل البيت صلوات الله عليهم وبالأخصّ زيارة الإمام الحسين صلوات الله عليهم، وقال:

عَنْ نَوْفٍ البكالي عَنْ الإمام أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ صلوات الله عليه قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَوْحَى إِلَى الْمَسِيحِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عليه السلام: قُلْ لِلْمَلأ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَدْخُلُوا بَيْتاً مِنْ بُيُوتِي إِلاّ بِقُلُوبٍ طَاهِرَةٍ وَأَبْصَارٍ خَاشِعَةٍ وَأَكُفٍّ نَقِيَّةٍ، وَقُلْ لَهُمْ إِنِّي غَيْرُ مُسْتَجِيبٍ لأحَدٍ مِنْكُمْ دَعْوَةً وَلأحَدٍ مِنْ خَلْقِي قِبَلَهُ مَظْلِمَةٌ».

يجدر بالذين يتشرّفون بزيارة الإمام الحسين صلوات الله عليه ويرجون قبولها من الله تعالى يجدر بهم أن يتصفوا بما ذكره الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه في الحديث أعلاه وهي:

1. قلوب طاهرة: أي أن تكون قلوبهم خالية من الكبر والحرص والطمع والحقد والحسد وما شابه ذلك من الأمراض النفسية.

2. أبصار خاشعة: على الزائرين أن تكون عليهم هيئة الخشوع، ومن علامات الخشوع غضّ البصر عما حرّم الله سبحانه النظر إليه.

3. أكفّ نقية: أي أن لا تكون للزائرين مظلمة لأحد عليهم، أي يكونوا بعيدين عن الظلم أو التعدي على الآخرين أو هضم حقوقهم، سواء باللسان أو الجوارح، أو القلب.

يجدر بالمؤمنين أن يزوروا الإمام الحسين كل يوم

وقال فضيلة السيد حسين الشيرازي: أنا شخصياً رأيت عن قرب مسيرة الزوّار المشاة إلى زيارة الإمام الحسين صلوات الله عليه في العراق، فو الله رأيت مشاهد رائعة وعجيبة ومحيّرة ومدهشة للعقول، سواء من المشاة أو من الذين يقدّمون الخدمات للزوّار، وهذه المشاهد تدلّ وتعبّر عن مدى وعمق حبّ الشعب العراقي المظلوم والجريح للإمام سيد الشهداء وتمسّكهم به وتفانيهم وتضحيتهم لأجله صلوات الله عليه.

جاء ذلك عندما زارَ المرجع الشيرازي دام ظله جمع من الشباب والإخوة المؤمنين أعضاء (هيئة الحيدريون الدينية) من مدينة أصفهان، في بيته المكرّم بمدينة قم المقدسة، يوم الخميس الموافق للثاني عشر من شهر صفر المظفّر 1431 للهجرة.

وأضاف فضيلة السيد حسين مستشهداً بقصة حدثت في كربلاء: كان رجل في كربلاء اسمه عبد الرضا وكان يعمل حفّاراً للقبور في الروضة الحسينية المطهرة وكان رجلاً متديناً وملتزماً.

جاءوا إليه ذات يوم بامرأة من إحدى القرى في أطراف كربلاء وطلبوا منه أن يدفنها. وكان من المعمول عند دفن المرأة أن يقوم أحد من محارمها بإنزالها في القبر ولكن هذه المرأة لم يكن لديها من المحارم سوى ولد صغير وكان لا يستطيع فعل ذلك، فطلبوا من عبد الرضا أن يفعل ذلك.

في ذلك الزمان كان السرداب تحت الروضة الحسينية المطهرة خالياً ومهيّأً لدفن الأموات، فلم تكن عملية دفن الميت في هذا المكان تستغرق أكثر من عشر دقائق. فدخل عبد الرضا إلى السرداب ليدفن المرأة والناس ينتظرون فلم يخرج، فانتظروه لفترة أخرى فلم يخرج أيضاً، فنادوه ولكنهم لم يسمعوا جواباً. فدخلوا السرداب فوجدوا عبد الرضا ملقى على الأرض وهو مغمى عليه. فأخرجوه وبعد أن سكبوا الماء على وجهه أفاق وسأل عن ابن المرأة المتوفاة. وعندما جاء الولد سأله عبد الرضا: هل كان لأمّك ارتباط خاص بمولانا سيد الشهداء سلام الله عليه؟

قال الولد: لا أظن، ولكن أمّي كانت ملتزمة بالواجبات وكانت تزور الإمام الحسين سلام الله عليه اسبوعياً وكان تواظب أيضاً على باقي الزيارات الخاصة بالإمام سلام الله عليه في المناسبات. ولدينا بستان صغير ورؤوس من الغنم وكانت أمّي تبيع محصول هذا البستان والحليب واللبن لنرتزق بها، ولكنها في ليالي الجمع كانت تقوم بتوزيع محصول البستان والحليب واللبن مجاناً على زوّار مولانا سيد الشهداء سلام الله عليه.

قال عبد الرضا: عندما دخلت القبر لأنزل المرأة فيه جهدت كثيراً في أن لا تلامس يدي جسد المرأة وأقوم بإنزالها من خلال مسك أطراف الكفن وفي هذه الأثناء وجدت نفسي في حديقة كبيرة جداً ومليئة بالخضار وبالفاكهة وبطيور جميلة ورأيت فيها شخصاً أظن أنه مولانا الإمام الحسين سلام الله عليه. فمن دهشتي أغمي عليّ وسقطت على الأرض.

وعقّب فضيلته قائلاً: أنا شخصياً رأيت عن قرب مسيرة الزوّار المشاة إلى زيارة الإمام الحسين صلوات الله عليه في العراق، فو الله رأيت مشاهد رائعة وعجيبة ومحيّرة ومدهشة للعقول، سواء من المشاة أو من الذين يقدّمون الخدمات للزوّار، وهذه المشاهد تدلّ وتعبّر عن مدى وعمق حبّ الشعب العراقي المظلوم والجريح للإمام سيد الشهداء وتمسّكهم به وتفانيهم وتضحيتهم لأجله صلوات الله عليه.

من جانب آخر تطرّق فضيلته في حديثه إلى بيان فضائل زيارة الإمام الحسين صلوات الله عليه ومقام الزوّار وقال: لقد ذكرت الروايات الشريفة عن أهل البيت صلوات الله عليهم فضائل كثيرة لزوّار الإمام الحسين صلوات الله عليها، ومنها:

عن أبي عبد الله سلام الله عليه قال: «قال الحسين صلوات الله عليه لرسول الله صلى الله عليه وآله: ما جزاء من زارك؟ فقال: يابني من زارني حيّاً أو ميّتاً، أو زار أباك، أو زار أخاك، أو زارك، كان حقّاً عليّ أن أزوره يوم القيامة حتى أخلّصه من ذنوبه». ومعنى (حقّاً عليّ) هو أنه في ذمّة رسول الله صلى الله عليه وآله وهو أشرف الخلق وحبيب إله العالمين أن يردّ جميل زوّار الإمام الحسين صلوات الله عليه بتخليصهم من ذنوبهم ومن أهوال يوم القيامة، فياله من فخر ووسام عظيم، بل هل تجدون فخراً ووساماً أعظم وأشرف من هذا؟

وعنْ الإمام الصادق صلوات الله عليه قَالَ: «مَنْ زَارَ الْحُسَيْنَ سلام الله عليه مُحْتَسِباً لا أَشِراً وَلا بَطِراً وَلا رِيَاءً وَلا سُمْعَةً مُحِّصَتْ عَنْهُ ذُنُوبُهُ كَمَا يُمَحَّصُ الثَّوْبُ فِي الْمَاءِ، فَلا يَبْقَى عَلَيْهِ دَنَسٌ، وَيُكْتَبُ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَجَّةٌ، وَكُلَّمَا رَفَعَ قَدَماً عُمْرَةٌ».

وأكّد السيد حسين الشيرازي دام عزّه: يجدر بالمؤمنين والمحبّين للإمام الحسين صلوات الله عليه أن يهتمّوا ويسعوا إلى زيارة الإمام سيد الشهداء صلوات الله عليه دوماً وبالخصوص في يوم الأربعين فإن لهذه الزيارة شأن عظيم جداً. وأما الذين لا يتمكنون لسبب ما من الذهاب إلى زيارة الإمام الحسين صلوات الله عليه فليزوروا الإمام من بعيد، فربّ زيارة الإمام من بعيد لها ثواب وأجر أكبر وأكثر من زيارته صلوات الله عليه عن قرب.

كما يجدر بالمؤمنين أن يزوروا الإمام الحسين صلوات الله عليه كل يوم أو كل اسبوع أو كل شهر أو كل سنة ولو بقولهم: «السلام عليكم ياأبا عبد الله الحسين صلوات الله عليه»، فقد ذكرت الروايات الشريفة: عن حنان بن سدير عن أبيه سدير قال:

قال أبو عبدالله الصادق صلوات الله عليه: «ياسدير تزور قبر الحسين سلام الله عليه في كل يوم؟ قلت: لا. قال: ما أجفاكم. قال: أتزوره في كل جمعة؟ قلت: لا. قال: فتزوره في كل شهر؟ قلت: لا. قال: فتزوره في كل سنة؟ قلت: قد يكون ذلك. قال: ياسدير ما أجفاكم بالحسين صلوات الله عليه، أما علمت أن لله ألف ملك شعثاً غبراً يبكونه ويرثونه لا يفترون زوّاراً لقبر الحسين، وثوابهم لمن زاره».

النصر الإلهي مقرون باقتحام الشدائد وبالصبر والمثابرة

وقال فضيلة السيد حسين الشيرازي: عندما يخوض المؤمن ميدان العمل في سبيل الله وفي سبيل إقامة الدين عليه أن لا يبالي بالمعادلات المادية مهما عظمت ومهما كانت كبيرة، بل عليه أن يثق بالله سبحانه، ويتوكّل عليه تبارك وتعالى ويجعل المعادلات الإلهية وسنن الله عزّ وجلّ نصب عينيه دوماً.

وجاء ذلك عندما قام بزيارة المرجع الشيرازي دام ظله جمع من أساتذة الحوزة العلمية والخطباء وأئمة الجمعة والجماعة من محافظات العراق الأعضاء في (مؤسسة الغري للمعارف الإسلامية) من مدينة النجف الأشرف على مشرّفها صلوات الله وسلامه، وذلك في بيته المكرّم بمدينة قم المقدسة، يوم الأربعاء الموافق للرابع من شهر صفر المظفر 1431 للهجرة، ودعا سماحته لهم بالتوفيق وقبول الأعمال والطاعات.

وتحدّثَ السيد حسين الشيرازي حول ضرورة امتثال الإنسان للمسؤولية الشرعية والدينية في إقامة الدين، خلال استشهاد بالآية الكريمة: «إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الأنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً»، وقال: على المؤمن أن يمتثل لأداء هذه المسؤولية، وأن يتحلّى بالتوكّل على الله تعالى، وبالصبر وتحمّل الأذى والمشاكل والصعوبات، والمثابرة والصمود، وعدم التقاعس والانهزام مهما كانت قوّة وإمكانات الأعداء، فإن الله تبارك وتعالى هو الذي تعهّد ووعد بنصر عباده المؤمنين، حيث قال عزّ من قائل: «إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ»، وقال سبحانه: «وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً».

وشدّد فضيلته بقوله: إن الإنسان في مجال العمل الديني تكون المعادلات الاجتماعية أغلب الأحيان غير مساعدة له أو ضدّه، ولكن إذا اقتحم ميدان العمل وصبّر وثابر وتحمّل الصعوبات والمشاكل ولم يهتمّ ولم يبالي بقوّة العدوّ وإمكاناته، وحقّق جزءاً واحداً مما يهدف إليه في سبيل إقامة الدين، فإن الله تعالى سيقلب كل المعادلات التي كانت ضدّه أو غير مساعدة له ويجعلها بصالحه، ويعطي لعمل هذا الإنسان ثمرات عظيمة في الدنيا والآخرة، فضلاً عما لهذا الإنسان من التوفيق العظيم والنصر الكبير في الدنيا، والمقام الرفيع والدرجات الرفيعة في الآخرة، وذلك اقتداء وتأسّياً برسول الله صلى الله عليه وآله وبمولانا الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه.

وأكّد دام عزّه: عندما يخوض المؤمن ميدان العمل في سبيل الله وفي سبيل إقامة الدين عليه أن لا يبالي بالمعادلات المادية مهما عظمت ومهما كانت كبيرة، بل عليه أن يثق بالله سبحانه، ويتوكّل عليه تبارك وتعالى ويجعل المعادلات الإلهية وسنن الله عزّ وجلّ نصب عينيه دوماً.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 3/شباط/2010 - 18/صفر/1431

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م

[email protected]