الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

العمل الطوعي وانعكاساته الإنسانية والسلوكية والوطنية

 زيارة الأربعين نموذجاً

تحقيق: عصام حاكم

 

شبكة النبأ: تشكل ظاهرة العمل الطوعي المقترن بمواكب الخدمة الحسينية المنتشرة في ربوع وطننا من شماله إلى جنوبه  انعطافة إنسانية كبيرة تشكلت معالمها بعد زوال الطاغية في عام 2003، وتكمن أهمية هذه الظاهرة المتجذرة من رصيد عال في التعبير عن الذات الإنسانية وحالة التواصل الوجداني غير المتهيب من عناوين الربح أو الخسارة ولا من التضحيات المادية والأضرار الجسدية التي يمكن أن تحققها تلك الأنشطة، سيما وأنها أمست مراس اعتيادي وطبيعي له كامل الحرية في خلق برنامج التكافل الاجتماعي والوطني بين مكونات الشعب الواحد خصوصا في أيام الزيارات المليونية التي تقام في النجف والكاظمين وسامراء وآخرها تلك التي نعيشها اليوم في كربلاء الشهادة بمناسبة ذكرى أربعينية الإمام الحسين عليه السلام. حيث تجد هناك أسباب الخدمة الطوعية المتمثلة بالمأكل والمشرب والمنام واستحضار المستلزمات الطبية والعلاج الطبيعي وكلها مجانية وفي سبيل الله.

ومن اجل الوقوف على أبعاد هذه التجربة الإنسانية ومراميها كان لـ شبكة النبأ المعلوماتية هذه الجولة للتعرف على خبايا العمل الطوعي أو  المجاني المختص في المناسبات الدينية.

أيام في خدمة زوار الحسين (ع)

"قد أعددنا العدة وأغلقنا أبواب بيوتنا وتوجهنا صوب كربلاء مصطحبين أطفالنا ونسائنا من اجل خدمة زوار أبا عبد الله الحسين (ع)"، هذا ما بدأ به حديثه المواطن أبو محمد من قضاء الخالص في محافظة ديالى شرق بغداد.

ويضيف ابو محمد" إنها لفرصة ثمينة أن نجند طاقاتنا وأهلنا وإمكانيتنا المادية والجسدية نساءً ورجالا صغارا وكبارا من اجل أن نقدم الخدمة لزوار الحسين (ع)، وكيف لا وهي من أجمل اللحظات وأسعدها أن نكون في ركب المواسين لرسول الله (ص) في أربعينية ابن بنته الإمام المعصوم المظلوم".

ويتابع،" إن السعادة الكبيرة والأهم باعتقادي تتركز بزوال أئمة الكفر والإلحاد ودكتاتور العصر صدام فقد كان يمنعنا هو وأزلامه ولكن الله هو من يعز عباده الصالحين، فقد ذهب صدام إلى غير رجعة وها هو الحسين (ع) باقِ مناراً لكل الثائرين وكل العظماء وهم يتصاغرون أمام عظمته".

الحسين (ع) نقطة تحول في ضمير الإنسانية

ومن جانب آخر يقول الأستاذ علي جاسم خليفة، وهو مخرج مسرحي له أربعة أنشطة فنية تعرض حاليا  في كربلاء وفق أسلوب العمل المتنقل من خلال العرض في الهواء الطلق،" إن السبب من وراء تجربتي هذه يعزى إلى ضرورة إيصال الفكرة الحسينية إلى أبعد نقطة من العراق على اعتبار أن مناسبة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام تستوعب اكبر عدد ممكن  من الناس وهي تجمع مليوني لا مثيل له في البلاد".

ويضيف الأستاذ علي لـ شبكة النبأ المعلوماتية ،" بأن المسرح هو جزء لا يتجزء من ملحمة الطف لأن كلاهما يعبّر عن واقع الأمة ويحمل همومها وتقع على عاتقه مهمة الإصلاح والتغيير".

ويتابع،"، اعتقد ان  تجربتي الفنية هذه هي مكمل لبرنامج العمل الطوعي خصوصا وأن القائمين على هذه الأعمال المسرحية من ممثلين ومعدين ومخرج لا ينشدون الكسب المادي أو الإعلامي بقدر تعلق الأمر بحالة التوظيف الفني والإبداعي لنصرة القضية الحسينية".

الكوادر الشبابية طاقة يجب استغلالها

ومن أجل تعزيز دور الشباب وصقل مواهبهم ومحاولة رفدهم بمقومات العمل الوطني والإنساني والديني أخذت مديرية الشباب والرياضة في كربلاء ومن خلال مديرها الأستاذ وليد تركي على عاتقها مهمة تفعيل المواكب الحسينية لخدمة الزائرين، وقد كانت التجربة تمارس وعلى مدى السنوات السابقة من خلال توزيع العناصر الشبابية على المستشفيات وفي بعض المواقع الأمنية للمساعدة بتفتيش الزائرين.

كما عمدت إلى استغلال تلك الطاقات من اجل عمل العلاج الطبيعي والمساج للزائرين، أما هذا العام وفي مناسبة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام فكانت هناك إجراءات رسمية وبالاتفاق مع وزارة الشباب، حيث تم بناء مخيمات معدّة لإيواء وعلاج ومنام الزائرين وتقديم بعض الوجبات السريعة حيث تتسع فعاليات هذا البرنامج إلى 100 شاب ومن أعمار مختلفة، وهناك مشاركات شبابية من محافظات أخرى مثل بابل والأنبار وباقي المحافظات.

ضرورة تعميم التجربة على باقي القطاعات

ويقول الحاج حازم جاهل وهو من أهالي بغداد من مدينة الوشاش تحديداً،" عوّدتنا تجارب الأمم السابقة أن تكون التجربة الناجحة مفتاح للتطبيق وربما نحن ومن خلال العمل الطوعي الذي تتبناه شرائح المجتمع المختلفة عبر نافذة الوعي الحسيني فقد لمسنا حرصا أكيداً من قبل الجميع على أن يكونوا في موقع المسؤولية  وأن تقع عليهم مهمة  الخدمة ليستشعروا حالة المساعدة والإعانة  حتى وأن اقتضى الأمر تقديم المال أو تقديم المأكل".

ويضيف لـ شبكة النبأ المعلوماتية ،" هناك من يفضل العمل لتأتي النتيجة الحتمية لذلك الفعل هي الرضا والقبول من قبل رب العزة والجلالة، وأن تكون تلك الخدمة في ميزان حسناتهم،  علماً بأن الجميع يتمتع بواعز السعادة والهناء وعدم التململ أو الضجر أو التقاعس، وهذه هي أحدى مكتسبات التجربة الحسينية  التي يجب أن تعمم على باقي القطاعات.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 2/شباط/2010 - 17/صفر/1431

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م

[email protected]