الشيعة في السعودية: اعتداءات على الشعائر الحسينية وبيانات تحريضية وهابية

شبكة النبأ: في حملات منهجية لقمع الحريات الدينية وحقوق الانسان عمدت السلطات السعودية لإزالة العشرات من اللافتات العاشورائية في عدد من المدن والقرى الشيعية بمحافظة القطيف في تصرف اعتبرهُ الأهالي استفزازاً مقصوداً من السلطات.

وبموازاة هذا التصعيد الحكومي أصدرَ عشرات من رجال الدين الوهابيين في السعودية بياناً تحريضياً ضد المسلمين الشيعة على خلفية الاشتباك القائم بين المملكة والمقاتلين الحوثيين في شمال اليمن حيث يحاول الوهابيون الربط بين الحوثيين الثائرين في اليمن وبين شيعة السعودية الذين هم مواطنين قبل كل شيء.

وفي هذه الغضون كشف تقريرَ حقوقي عربي عن تزايد وتيرة انتهاكات حقوق الانسان في السعودية على صعيد الاعتقال التعسفي واستهداف الناشطين السياسيين والتمييز بحق المرأة والتمييز ضد مواطنيها الشيعة.

فيما اشتكى عدد من المنتسبين الشيعة في الجيش السعودي من استبعادهم من مناصبهم واخضاعهم لرقابة دائمة داخل وحداتهم العسكرية على خلفية النزاع الذي يخوضه الجيش مع الحوثيين اليمنيين.

السلطات تزيل اللافتات العاشورائية من شوارع المدن

وذكر الأهالي في القطيف أن أعداداً من سيارات ورافعات البلدية شنّت بحراسة الشرطة والمباحث حملة واسعة لازالة اللافتات والشعارات الحسينية من على أعمدة الانارة وجدارن المنازل الواقعة على الشوارع العامة.

وفيما اعتبره الأهالي تصرفا استفزازيا بالغا عمد عناصر الشرطة لحرق العشرات من تلك اللافتات امام مرأى المارة في شمال بلدة العوامية. بحسب شبكة راصد الاخبارية.

وحوت العديد من اللافتات المحروقة أحاديث نبوية شريفة اعتاد الأهالي تعليقها في المناسبات الدينية وأبرزها عاشوراء ذكرى استشهاد الامام الحسين التي صادفت الأحد الماضي.وسادت المنطقة حالة من السخط برزت في مشاركات الأعضاء في المواقع والمنتديات الالكترونية.

وقال متابعون أن هذه المرة الأولى التي تعمد فيها السلطات إلى ازالة اللافتات العاشورائية على هذا النحو.

واتجهت تعليقات القراء نحو اعتبار تصرف السلطات استفزازا غرضه اثارة أهالي المنطقة بعد أيام قلائل على انتهاء ذكرى عاشوراء أكبر الاحتفالات الدينية وأوسعها انتشارا في المنطقة.

وهابيو السعودية يحرضون على الشيعة ويدعون الحكومة للتوبة

من جانب آخر أصدر عشرات من رجال الدين الوهابيين في السعودية بيانا تحريضيا ضد المسلمين الشيعة على خلفية الاشتباك القائم بين المملكة والمقاتلين الحوثيين في شمال اليمن.

واتهم البيان الذي تداولته مواقع متشددة إيران بالمسئولية عن الحرب بدعمها جماعة الحوثي الذي "تديره يد صفوية رافضية النّزعة تطمع في وثنية جديدة على أرض الحرمين" بحسب الموقعين.

وانطوى البيان الذي حصلت شبكة راصد الاخبارية على نسخة منه على لغة تحريضية دعت المسلمين إلى "أخذ الحيطة والحذر ومدافعة المد الرافضي.. واتخاذ التدابير الأمنية والدعوية والإعلامية كافة لتحجيم هذا المد الخطير" في اشارة للمذهب الشيعي.

وبلغ عدد الموقعين 42 شيخا وهابيا أبرزهم الشيخ ناصر العمر الذي تلقبه المعارضة السعودية بالنازي لدعواته الاستئصالية بحق أتباع المذاهب الاسلامية والأديان الأخرى.

البيان الأخير وأغلب الأسماء الموقعة عليه يذّكران بسلسلة البيانات التحريضية ضد الشيعة أبان تصاعد النزاع الطائفي في العراق عقب تدمير مرقد الامامين العسكريين في سامراء عام 2006.

وكان لافتا ارجاع الموقعين لسبب نشوب النزاع مع الحوثيين إلى "فشو الذنوب والمعاصي والمجاهرة بها وإعزاز المفسدين والتضييق على المصلحين".

وتضمن ذلك على ما يبدو اشارة ضمنية إلى اقالة عضو هيئة كبار العلماء الشيخ سعد الشثري الشهر الماضي لاحتجاجه على السماح بالاختلاط بين الجنسين في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا.

تقرير عربي يشير إلى تدهور أوضاع حقوق الإنسان في السعودية

وكشف تقرير حقوقي عربي عن تزايد وتيرة انتهاكات حقوق الانسان في السعودية على صعيد الاعتقال التعسفي واستهداف الناشطين السياسيين والتمييز بحق المرأة والتمييز ضد مواطنيها الشيعة.

وقال التقرير الصادر عن مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان بأن أوضاع حقوق الإنسان في السعودية "ماضية الى المزيد من التدهور" بالرغم من ما وصفها بالتغييرات الادارية المحدودة التي استحدثها الملك عبدالله.

التقرير الذي جاء بعنوان "حقوق الإنسان فى العالم العربي واحة الإفلات من المحاسبة والعقاب" رصد منع السلطات السعودية مواطنيها الشيعة من أداء الشعائر الدينية واعتقال ومطاردة رجال الدين الشيعة.وذكر من هؤلاء داعية الحقوق والحريات الدينية الشيخ توفيق العامر والشيخ حسين العمار والشيخ نمر النمر. وانتقد التقرير الازدواجية السعودية بين رعاية حوار الأديان فى الخارج وقهر الأقليات الدينية فى الداخل.

وانتقد التقرير قمع الزائرين الشيعة في المدينة المنورة شهر فبراير الماضيكما انتقد حجب العديد من المواقع الإلكترونية ذات الصلة بالطائفة الشيعية من بينها موقع شبكة راصد الاخبارية.

إلى ذلك تناول التقرير موضوع الاعتقال التعسفي والمحاكمات بإسم الحرب على الإرهاب في المملكة. مشيرا الى اعتقال السلطات منذ عام 2003 نحو تسعة آلاف من المشتبه بتورطهم في الارهاب دون توجيه تهم محددة بخلاف نظام الاجراءات الجزائية. واعتبر معدو التقرير بأن السعودية بمثابة "بيئة معادية للنشاط السياسي والحقوقي".

مشيرا إلى أن النشطاء السياسيون والمطالبون بالإصلاح والمدافعون عن حقوق الإنسان ظلوا باستمرار هدفا لضغوط حكومية شتى.

إغلاق حسينيات الشيعة واعتقال القائمين عليها

وأغلقت السلطات السعودية قبل أيام معدودة من بداية شهر محرم الجاري جميع مجالس الذكر من حسينيات ومجالس أهلية مع اعتقال عدد كبير من القائمين على هذه المجالس في المناطق التي يسكنها اتباع اهل البيت (ع) منها مدينة جدة حسب موقع الحرمين.

واوضح موقع الحرمين ان في حي النزهة أغلق كل من مجلس الشيخ محمد عطية المعروف بمجلس أهل الشرقية، ومجلس الشيخ صالح، ومجلس الشيخ منصور، كما اخذ تعهد خطي على القائمين على هذه المجالس بعدم إحياء اى مظهر من مظاهر عاشوراء، وكذلك جميع المجالس التي في حي الصفا والمنطقة المعروفة بكيلو 14 وحى البوادي.

وقد شهدت مساجد جدة في الفترة الأخيرة تصعيد غير مسبوق ضد اتباع اهل البيت، وحمل خطباء ومشايخ معظم المساجد الرئيسية في جدة حملة ضخمة للتحريض ضدهم بوصفهم بأقبح الصفات مما أدى إلى شحن النفوس خصوصا من أحداث البقيع الاخيرة.

وعدد اتباع اهل البيت في مدينة جده في تزايد مستمر ومعظمهم من أهل المدينة والمحافظات القريبة منها، وتشير بعض الإحصائيات ان عددهم في مدينة جده وحدها يقارب المائه ألف وأكثر ومتمركزين في أحياء معروفة.

لعل هذه القرار متوقع لو كانت مدينه جده تمر في ظروفها الطبيعية إلا إن الوضع الإنساني لا يسمح بل لا يعطي مجال للتركيز إلا على تصحيح الأوضاع المأساوية لمتضرري السيول.

هذا وقد شهدت قبل عدة أشهر من هذه السنة شبكات الانترنت والمنتديات ذات الفكر السلفي تكثيف واسع على حركه التشيع في الحجاز وبالأخص في مدينه جده.

وعلل احد رجال الأمن المسؤولين على حركة إقفال المجالس الحسينية "خوفنا من حدوث تفجيرات أو أثارت شغب من قبل المتطرفين السلفيين ضد هذه الفعاليات العاشورائية" فكل الدلائل تشير إلى وضع مشحون يكاد يظهر على السطح على شكل اشتبكات أو تعديات مثل التي حدثت خلال الأشهر الماضية في بعض أحياء المدينة المنوره ذات الغالبية الشيعية.

اقصاء متعمَّد للمنتسبين الشيعة في الجيش السعودي

واشتكى عدد من المنتسبين الشيعة في الجيش السعودي من استبعادهم من مناصبهم واخضاعهم لرقابة دائمة داخل وحداتهم العسكرية على خلفية النزاع الذي يخوضه الجيش مع الحوثيين اليمنيين.

وذكر عدد من هؤلاء لشبكة راصد الاخبارية أن ألوية في الجيش اتخذت اجراءات تعسفية بحق المنتسبين الشيعة باستبعادهم من مناصبهم التي قضى بعضهم فيها أكثر من عشر سنوات.

وقالوا بأن الإجراءات التي بدأت الشهر الماضي على خلفية النزاع الذي يخوضه الجيش مع الحوثيين اليمنيين شملت استثنائهم من الوحدات التي توجهت للمرابطة في مكة المكرمة خلال موسم الحج.

وكشف أحد المنتسبين الشيعة في لواء عسكري مرابط أقصى شمال المملكة بأنه وزملاءه يخضعون للرقابة والاستجواب بشكل متكرر داخل وحداتهم منذ بدأ الجيش السعودي هجماته ضد الحوثيين.

 وروى عشرة عسكريين شيعة أنهم ابلغوا عبر قادة السرايا التابعين لها بمنعهم من السفر اثناء الاجازه وإبعادهم عن مناصبهم السابقة في المستودعات والتدريب ونقلهم الى مناصب اعتبروها هامشية.

ولم تردهم أي مبررات واضحة للإجراءات التي وصفوها بالتعسفية.وتحفظوا جميعا على ذكر مسمى اللواء الذي ينتسبون له خوفا من تعرضهم لمزيد من الاجراءات التعسفية.

الصفار يدين التمييز الطائفي ويصف مرتكبيه بالخارجين على القانون

وأكد الشيخ حسن الصفار في محاضرة ألقاها مؤخرا في مجلس المبارك في محافظة القطيف أن الوقت بات ملائما لطرح مشكلة التمييز الطائفي القائمة في السعودية.

وأوضح بأن "النظام الأساسي" للمملكة يخلو من أشكال التمييز بين المواطنين السعوديين ويضمن المساواة في الحقوق والواجبات.

مستشهدا في ذلك بالمادة الثامنة لنظام الحكم. مستدركا "رغم حضر القانون للتمييز، إلا أن هناك شريحة قليلة متشددة تمارس التمييز ضد المواطنين الذين كفل النظام لهم التساوي في الحقوق والواجبات".

والمحاضرة التي حضرها نحو ألفي شخص، بينهم حضور من مختلف مناطق المملكة شدد الصفار فيها على أن الوقت بات ملائما لطرح مشكلة التمييز الممارسة من قبل شريحة اجتماعية مستفيدة من بقاء الوضع على حاله.واصفا مطبقي التمييز بـ"الخارجين عن القانون".

ورأى بـ"أن بعض الملفات لم تلقَ النقاش والطرح على الصعيد الوطني (سابقا)، إلا أنها في الوقت الحاضر فُتحت ملفاتها مثل حقوق الإنسان والفقر". في إشارة منه لتحقق إصلاحات عدة قدمها مسؤولو المملكة وعلى رأسهم الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

السلطات تسحب جوازات سفر عشرات المواطنين الشيعة

وسحبت سلطات الأمن السعودية خلال الأيام الأخيرة جوازات سفر العشرات من المواطنين الشيعة القادمين من زيارة العتبات المقدسة في العراق.

وذكر الأهالي لشبكة راصد الاخبارية أن نحو خمسين مواطنا شيعيا قادمين من العراق عبر مملكة البحرين تعرضوا لمعاملة مهينة عند المنفذ الحدودي على جسر الملك فهد.

وسحبت سلطات الأمن جوازات السفر الخاصة بالقادمين وجميعهم من مدينة صفوى في محافظة القطيف وطالبتهم بمراجعة ادارة المباحث العامة في مدينة القطيف.كما صادرت سلطات الجمارك جميع الهدايا التي حملت طابعا رمزيا للمراقد المقدسة والتي حملها القادمون لأحبائهم في الوطن.

ووفقا لشهادات الأهالي تعمد عناصر الجمارك القاء الكثير من الهدايا المصادرة في سلة المهملات وبصورة مهينة أمام أعين الزوار.وعادة ما يتجه الآلاف من السعوديين الشيعة في العطل الرسمية لزيارة مكة المكرمة والعتبات المقدسة في المدينة المنورة وسوريا وايران والعراق بالرغم من المنع الرسمي لزيارة الأخيرة.

السلطات تطلق ثلاثة مواطنين شيعة بينهم نجل الشيخ النمر

وأطلقت السلطات السعودية سراح ثلاثة شبان من منطقتي العوامية وصفوى بمحافظة القطيف معتقلين على خلفية اعتصامات احتجاجية شهدتها محافظة القطيف شهر مارس الماضي.

وذكرت مصادر مقربة لشبكة راصد الاخبارية ان الشابين ناجي حسين الزاهر ومحمد نجل الشيخ نمر النمر اطلق سراحهما بكفالة بعد اعتقال دام نحو أربعة أشهر.

كما ذكرت المصادر نبأ الافراج عن المعتقل كامل الأحمد شقيق المعارض السعودي المقيم في امريكا علي الأحمد بعد نحو ثمانية اشهر على اعتقاله.

وكان الشابان النمر والزاهر معتقلان بتهمة المشاركة في اعتصام شعبي شهدته بلدة العوامية شهر مارس الماضي بعد محاولة فاشلة للشرطة في اعتقال الشيخ نمر النمر المطارد من السلطات.

واعتقلت قوات الامن نحو 20 شابا على خلفية الاعتصام واطلقتهم لاحقا بعد ثلاثة أشهر قضوها رهن الاعتقال.هذا وتحفظت السلطات لأسباب غير معروفة على السجين منير الجصاص الذي اعتقل من مقر عمله قبل أيام.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 11/كانون الثاني/2009 - 25/محرم/1431