شبكة النبأ: ان الحديث عن عاشوراء
الحسين (ع) ينقلنا الى أجواء خاصة فيها الكثير من العبر والمعاني
ومن المعلوم ان مسيرة كربلاء واجهت الكثير من العقبات والمعارضة من
قبل الرافضين لنهج سيد الشهداء (ع) فاستخدموا كل صيغ المنع
والترهيب لمكافحة الشعائر الحسينية، لكن تلك الثورة استمرت رغم
رحيل الإمام الحسين(ع) عن أعين المحبين وأثمرت تلك التضحيات عن
تكوين مدارس عِلم ودين فيها رجال مخلصين أحبوا الحسين(ع) فبايعوه
وعاهدوه ان يبقوا خدَماً له ولزواره رغم كيد الاعداء ومحاربتهم
لذكراه الخالدة.
مع هذه السطور القليلة نبرز بعض القصص عن ممارسة العزاء الحسيني
في كربلاء وكيف كان محبوا آل محمد (ص) يؤدون طقوسهم العاشورائيه
رغم منع أجهزة الأمن البعثية لهم، كلمات وحكايات أعادت سنوات الألم
والعذاب التي تعرضوا اليها بسبب موالاتهم لسيد الشهداء(ع).
عن تلك الأيام يقول حميد كريم، من هيئة أولاد حسين عباسية،" في
الستينيات من القرن الماضي كانت كربلاء تتمتع بشيء من الحرية في
ممارسة الشعائر الحسينية، وكانت أعداد سكانها اقل بكثير مما هو
عليه الان, وقد مُنعت هذه الشعائر تدريجياً وحوربت من قبل النظام
البعثي البائد لكنها لم تنتهي ولم تندرس فهي شعيرة من شعائر الله،
وكنّا نمارسها في الخفاء داخل البساتين وغيرها من الأماكن البعيدة
عن أعين الجلاوزة".
ويضيف كريم لـ شبكة النبأ المعلوماتية،" كنّا ندفع بعض الأموال
لرجال الأمن وغيرهم من الحزبيين لغرض ممارسة بعض الطقوس الخاصة
ومنها الطبخ وتوزيع الوجبات السريعة على الزوار".
ويتابع كريم،" من أفضال الإمام الحسين على خدَمه سواء بالنسبة
لي او لغيري هي البركة والخير علينا بفضل موالاتنا لأهل بيت النبوة
ورمزهم الكبير الإمام الحسين(ع)، فقد كنت فقيراً لا أملك قوت يومي،
واليوم أصبحت ممن رزقهم الله وأصبحت من أصحاب الأملاك ولا زلت
مواظباً على خدمة زوار الإمام، وأتشرف بهذه الخدمة التي أدعو من
الله ان يوفقنا لأدائها والاستمرار بها.
ويضيف كريم في قصة ينقلها لنا عن كرامات أهل البيت (ع) انه في
إحدى السنوات وأيام المنع امرَت سلطات البعث البائد بمنع خروج
مواكب العزاء الحسيني وعمدت الى اغلاق الأبواب، وهيئت كل أسلحتها
لمواجهة المعزّين، لكن ذلك لم يمنع ولم يرهب أشياع آل البيت (ع)
لذا بدأت الهتافات تتصاعد ومن جهة اخرى تعطلت الأسلحة عن العمل،
وتقطعت السلاسل الموضوعة على الأبواب، واستمر العزاء وخابت سبل
أعداء آل البيت..هذه القصة اكدها لنا بعض الإخوة لكن مع اختلاف
الاماكن حيث قالوا انها حدثت في مدينة النجف الاشرف ايام الاحتلال
العثماني.
الحاج ابراهيم من موكب طرف المخيم، تحدث عن مراسيم العزاء في
السابق وقال لـ شبكة النبأ المعلوماتية،" كانت المواكب بسيطة
ومتواضعة وكانت كربلاء تتكون في السابق من سبعة اطراف تقيم العزاء،
ومؤسسيها كانوا أناس بسطاء اغلبهم من الكسبة يجمعون تبرعاتهم
اليومية فيما بينهم لغرض إقامة العزاء ومواساة السيدة الزهراء(ع)،
اما اليوم فقد توسعت وازدادت اعداد الموكب الخدمية التي تتشرف
بخدمة زوار أبي الأحرار".
ويضيف الحاج ابراهيم،" تعرضت مراسيم العزاء الى الكثير من
المضايقات في زمن النظام الصدامي البائد وقد حاربتها الدولة في زمن
البعث واستخدموا كل الأساليب لمعرفة وتشخيص المشاركين في بعض
المراسيم التي توصف بالثقيلة لكثرة المشاركين فيها ومن هذه
الأساليب وضع علامات واشارات على ظهور المشاركين بواسطة أقلام ماجك
لاعتلقالهم فيما بعد".
وهذا ما أكده الأخ خليل اسماعيل من نفس الموكب، والذي كان
شاهداً على هذه الاجراءات فقد تعرض للاعتقال حينها. ويقول خليل،"
في عام 1974 كان العزاء ممنوعاً وخصوصا التطبير، لكن ومع هذا المنع
خرجنا لممارسة شعائر الحسين (ع) وتأدية مراسيم عاشوراء رافعين شعار
(هيئة شباب كربلاء..الله يظلم الظالمين) وأمام أنظار عناصر الأمن
أكملنا المراسيم الخاصة بعزاء التطبير بعد أن حصلت مشادات ومواجهات
بيننا وبينهم وهذا ما دفعهم الى نصب كمائن خاصة لاعتقال المعزّين
فيما بعد".
ويضيف خليل لـ شبكة النبأ المعلوماتية،" أما في ركضة طويريج فقد
كان عناصر الامن البعثي يضعون علامات على ملابس المشاركين
لاعتقالهم وقد اعتُقلت في هذه الحادثة وبقيت في السجن لفترة
وتعرضتُ لشتى انواع الأذى لا لشيء سوى لمشاركتي في موكب عزاء
الحسين عليه السلام، أما اليوم فها هي شعائر الإمام الحسين باقية
لم تختفي او تُنسى رغم منعهم لها ومحاربتها بل هم الذين مسخهم الله
تعالى وشرّدهم في الأمصار وأذلهم بعدما حاولوا إذلال أتباع اهل
البيت (ع)".
أبو هاشم من هيئة الصفارين والسمكرية يقول لـ شبكة النبأ
المعلوماتية،" في زمن النظام البائد حوربت الشعائر الحسينية ومُنعت
بالتدريج، في تلك الأيام كُنّا شباب ننزل في عزاء تطبير مع هيئة
الرياحي، وقد قررتُ أنا وبعض الشباب تشكيل هيئة تطبير منفردة تكونت
في بدايتها من 15 شخص، وقد جوبهت هذه الفكرة بمعارضة من قبل الاهل
والكبار الذين تحججوا بعدة مبررات كان منها منع الحكومة لمثل هكذا
شعائر بالإضافة الى عدم وجود كفيل لهذه الهيئة، في حينها أجبناهم
بأن كفيلنا هو الإمام الحسين(ع) وسننزل في عزائنا رغم كل ذلك،
وفعلاً تمكَّنا من النزول في موكب التطبير في يوم العاشر من
المحرم، وقد انظمَّ الينا العديد من الناس بما فيهم كل المعارضين
الذين منعونا اول مرة.
سمير خضير يقول لـ شبكة النبأ،" مارسنا طقوس عاشوراء بلا نقطاع
حتى أيام المنع والمراقبة التي كان يفرضها أزلام النظام السابق
علينا وكنا وقتها شباب متحمسين لخدمة زوار الحسين(ع) كنا نمارس
شعائرنا في البساتين والبيوت بسريه تامة وكنا نخرج أيام الزيارات
لمساعد الزوار القادمين الى كربلاء سيرا على الاقدام فكنا ندلهم
على طرق خاصة ومختصرة بعيدة عن أعين الرفاق ورجال الأمن المتربصين
ونرافقهم حتى الوصول الى كربلاء وكنا نقدم لهم كل ما يحتاجوه، نحن
اليوم نذكر تلك الأيام ونمارس هذه الشعائر ونقدم الخدمات علناً
بركات الإمام الحسين(ع). |