الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

قيم عاشوراء وواقع الشباب المعاصر

 

شبكة النبأ: تحيط بشباب اليوم جملة من الاحداث المتداخلة التي تسهم بطريقة او اخرى بصنع حالة من اللإلتباس لديهم في تحديد رؤيتهم للحياة والتعامل مع وقائع العصر التي غالبا ما تنحو الى الشكلية وتبتعد عن الجوهر الانساني سواء في القول او الفكر او السلوك ايضا، ولذلك غالبا ما يتشتت فكر الشباب وهم يتعاملون مع احداث العصر المتسارعة التي تقوم على اساس الربح والمنفعة بعض النظر عن النتائج الاخرى في الجانبين التربوي والاخلاقي.

لهذا فإن هذه الشريحة (القلقة) في الغالب بحاجة الى الرعاية التربوية والتقويم الفكري والسلوكي الدائمبن، لا سيما اذا اتفقنا على انها الشريحة الاوسع والاكثر نشاطا وطاقة من بين شرائح الامة، ولذلك فإن الخطر الذي تتعرض له ستعود نتائجه الضارة على شرائح المجتمع كافة، لهذا نرى ان الشباب هم الأكثر عرضة الى التخريب الفكري من غيرهم، وفي هذا المجال يرى احد الكتاب إن أخطر الآفات هي تلك التي تُهدِّد حياة الشباب على وجه الخصوص، ذلك أنّ هذه الشريحـة التي تمثِّل ربيع العمر وريعان الصبا، مرشحة للبناء والبذل والتغيير والتجديد ، فإذا ما داهمتها آفة في الجسد أو الأخلاق أحالتها إلى حطام وخراب، فلا يرتجى منها خير، فهل انتشار الآفات بين الشباب بهذا الشكل الفظيع، مؤامرة ؟ إننا لا نستبعد ذلك .

فلقد عمل تجّار المخـدّرات والجـنس على إحراق زهرة عمر الشباب وسحقها تحت الأقدام بغية الكسب المادي والربح الوفير، وعمل تجّار السياسة على إغراق الشباب بالملاهي والملذّات كي يصرفوهم عن الانشغال بالشؤون السياسية، والمطالبة بحقوقهم المشروعة، وعمل تجّار الإعلام على جعلهم هدفاً لأغراضهم الخبيثة في العنف والجنس والانجرار إلى المتع المحرّمة ، والاهتمام بغير المهم.

ولهذا بات من المهم أن يبحث المعنيون لا سيما المفكرون والمصلحون وقادة الامة عن السبل الناجعة التي تحصّن الشباب من الانزلاق في مهاوي الرذيلة والانشغال بالمصالح الفردية التي لا تصب في خدمة الامة بل قد لا تصب في خدمة الفرد نفسه، ولعل هذا لا يتحقق إلا من خلال خطط عملية قائمة على الدقة والاقناع في آن واحد، كون الشباب كما هو معروف ينطوون على قناعات ربما نحتاج الى جهد واضح لتغييرها بعد غثبات عدم صلاحيتها انسانيا واخلاقيا، وهنا تبرز لنا أهمية التثقيف على القيم الانسانية الراقية، وسنجد في قيم عاشوراء هدفا لتحقيق ما نصبو إليه في هذا المجال.

لقد اكد علماء النفس ان الانسان لا سيما في مراحل البناء الذاتي الاولى، فكرا وسلوكا، ينزع ذاتيا الى الخير، إلا إذا تعرضت هذه الفطرة الى عوامل الانحراف التي تذهب بها بعيدا عن هذا التوجه الانساني الفطري، وهنا تحديدا يبرز دور القيم التربوية الخلاقة ممثلة بقيم عاشوراء وقدرتها على تحصين الشباب من الزلل.

ولذلك نرى المصلحين والخطباء واهل التوجيه بل حتى الفلاسفة يدعون بصورة دائمة الى احتضان الشباب ورعايتهم وحمايتهم من الشطط او التعرض لموجات الغزو الفكري اللااخلاقي وهو أمر متوقع، حيث الامتداد الفكري وموجاته المتعاقبة التي تستهدف الشباب قبل غيرهم، مما يتطلب الامر تحصينا متواصلا وتوعية مباشرة للشباب من خطر هذه الموجات الثقافية المضادة المتلاحقة، أملا بتغيير القاعدة الايمانية التي تعمل على تحصين الفكر والسلوك معا.

ولهذا ايضا نلاحظ التأكيد المتواصل لعلماء الدين على اهمية ان تكون الاجواء الايمانية هي الاجواء الدائمة لاحتضان الشباب وتفريغ طاقاتهم الكبيرة بدلا من أن تذهب الى اتجاهات مخالفة للدين والاخلاق وفطرة الانسان، فقد اكد على سبيل المثال الفقيه المقدس السيد محمد رضا الحسيني الشيرازي رحمه الله على الاهمية القصوى لصنع الاجواء الايمانية للشباب، بل طالب رحمه الله بزج الاطفال في مثل هذه الاجواء لكي يفتحوا عيونهم عليها ويتطور وعيهم وهم يعيشون ويكبرون فيها.

وهذا نوع من انواع القيم العاشورائية التي تحصّن الشاب والانسان عموما من الوقوع في الشطط او الزلل الذي ينتهي بالانسان الى ان يكون عدوا لامته ولنفسه بدلا من ان يكون عنصر دعم واسناد وقوة لها.

ولعل الامر يتطلب طرائق تعتمد التخطيط والبرمجة ثم التنفيذ من لدن المعنيين وصولا الى حركة فعلية لزرع القيم العاشورائية في نفوس الشباب كونهم القاعدة الاكبر حجما في الامة والمجتمع، وهذا منوط بمن يهمه الامر من رجال الدين والمجتمع والدولة ايضا كون العملية تحتاج الى تضافر كبير لجهود الجميع من اجل الوصول الى الهدف المرتجى.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 31/كانون الاول/2009 - 14/محرم/1431

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م

[email protected]