بلغ عدد زوار سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام لهذا العام
2009 ستة ملايين زائر من من سائرأقطار العالم ومن مختلف الدول
العربية والإسلامية والأوروبية وذلك للمشاركة في إحياء يوم عاشوراء
في العاشر من محرم الحرام ذكرى إستشهاد أبي ألأحرار وعلى شكل مواكب
متوالية ومستمرة.
وهذه المناسبة جعلت شعوب العالم العراق قبلة لها تتوجه إليه
بإعتبار أن الإمام الحسين عليه السلام يعد أكبر جامع لهذه الشعوب
التي تعشق الحرية والشجاعة واصحاب المواقف المبدئية، ولقد شارك
ألأخوة المسيحين وبقية أخوتنا في العالم من معتنقي الديانات الأخرى
في إحياء هذه المناسبة العظيمة والذكرى العطرة لإستشهاد قربان
البشرية المستضعفة والضحية في سبيل إنقاذ العالم من الضلال وليكون
لهم شعاراً ورمزاً للشهادة في سبيل العدل والحياة الحرة والسلام
والإستقامة والسلام.
لكن قوى الظلام من أتباع الجبت والطاغوت من تنظيمي حزب البعث
والقاعدة الذين تحتضنهم دول جبروتية وطاغوتية إستكثرت على شعوب
العالم إحياء هذه الذكرى كل سنة لتوجه سمومها الغادرة الى صدور أهل
النخوة والإيمان بالحرية وتسدد ضرباتها الجبانة المتستر بالحجب
والذين لايحاربون إلاّ من وراء الجدر ليستهدفوا العراق وشعبه في
الشمال والوسط والجنوب، ولكن أنى لهم فخط الرجعة بات مقطوعا، ولن
يعودوا ولن يوقفوا وقفة الملايين التي ذهبت زحفا لزيارة سيد الشهدا
أبي عبد الله الإمام الحسين، ولقد ولّى عصر الدكتاتورية الى غير
رجعة.
لقد حقق العراقيون بعد سقوط النظام البائد نجاحات عديدة رغم
محاولات الأعداء النيل من مكتسبات الشعب، ولقد أثبت العراقيون
دائما أنهم هم الشجعان في كل وقت وخصوصاً وقت الأزمات ووقت تكالب
الأعداء، ولقد سجل لهم التأريخ الحديث إحياء الأسس الديمقراطية
والنجاحات المستمرة في تشريع الإنتخابات وكتابة الدستور وتقليل فرص
تواجد قوى الإحتلال، وبناء جسور الوحدة والتآخي والتآلف بين مختلف
أطياف الشعب، وأثبتوا نجاحهم في نزع فتيل الحرب الأهلية التي خطط
لها الأعداء ، وأستطاع العراقيون بفضل روح المواطنة والوطنية إجراء
الاصلاحات في حكومتهم وسياساتهم ليضعوا أول خطوة جديدة لإختيار
نواب ورؤساء أكفاء لقيادة العملية السياسية في البلاد بعد تصويتهم
للقائمة المفتوحة كاول خطوة في تحديد الإختيارات السليمة للعناصر
الكفوءة، وبعد زيادة ثقة المواطن في النجاحات التي وُفِقَ لها
مجلس النواب في محاسبة المقصرين، وأبدى إخلاصا في بناء التشريعات
المتنامية التي تلبي رغبات أبناء شعبنا الصابر.
إن محاولات الوزارات الأمنية في معالجة الإختراقات في الأجهزة
الأمنية والسعي إلى تطوير الجهد الإستخباري قدم العمل خطوة الى
الإمام.. وما نشهده من بدايات للتنسيق بين الوزارات الأمنية
كوزارات الأمن الوطني، والداخلية، والدفاع، بالإضافة الى وزارات
البلديات والأشغال والإسكان، والنقل والمواصلات سجل تطوراً ملحوظا
في انخفاض العمليات الإرهابية، وإنحسار جهدي حزب البعث والقاعدة
الطائفي التكفيري بسبب الدعم الشعبي الأمني للجهزة المنية الوطنية،
بالإضافة الى دعم المرجعية الدينية للمشروع الوطني والوحدة الوطنية
والمساهمة الشعبية الواسعة لخطباء الجمعة في الجوامع والمساجد
الذين قدموا النصح للحكومة والشعب في آن واحد.
كما أسهم التنسيق بين المحافظات في تقديم الجهد لإستخباري
الأحسن في الإداء الأمني بشكل عام، بافضافة الى نشاط قوى الأمن
والشرطة والجيش والشعب والدوريات الراجلة والآلية وجهود مدراء
الشرطة والطوارئ الذين لعبوا دورا هاما في نجاح زيارة عاشوراء
الأخيرة.
لقد تمكنت الأجهزة الأمنية من رصد ظاهرة حمل السلاح ، ورصد
الإشاعات التي يُسَّوقها الأعداء الذين لم يتمكنوا من إماتة أو
إيقاف الوعي الجماهيري الشعبي المتنامي، فتمكنت القوى الأمنية
والمواطنين من إلقاء القبض على الكثير من العناصر الإرهابية الذين
لم يستطيعوا القفز على الحواجز الأمنية ونقاط التفتيش.
إن ماينتظره الشعب العراقي اليوم هو المزيد من كشف الإختراقات
في الأجهزة الأمنية ويدعوهم الى تطوير جهدهم الإستخباري، والكشف
المبكر عن عناصر الجريمة والإرهاب قبل مباشرته لعمله الإرهابي.
نسأل الله أن يحفظ عراقنا العظيم وشعبنا الكريم في الوحدة
والحرية والعدالة والسلام والإستقامة، بعد أن وصلت رسالة الإمام
الحسين عليه السلام الى كل بلاد العالم. |