الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

التثقيف المنهجي لمبادئ عاشوراء الحسين (ع)

 

شبكة النبأ: كيف ترقى الشعوب الى مراتب أعلى في الحياة؟ سؤال طالما يطرحه المعنيون وغير المعنيين على أنفسهم، ولعل الهدف من طرح أسئلة كهذه هو الوصول الى ثقافة تؤمن السلوك والتفكير اللذين يرتقيان بالانسان ويسموان به الى مراتب أعلى من أنماط العيش.

ولعل من اولويات البحث للوصول الى مثل هذه الغايات النبيلة، هو التمثّل بالنموذج الذي يساعد على تحقيق الغايات المذكورة، بمعنى أن الانسان غالبا ما يحتاج الى خطط قابلة للتطبيق ولا تكتفي بالتنظير فقط، فالعثور على النموذج هو الخطوة الاولى ثم وضع الخطط اللازمة للوصل الى الهدف الذي يتعلق بصنع الحياة اللائقة للانسان.

أما النموذج السلوكي الفكري فهو في متناول اليد، حيث الفكر الحسيني المتجدد يضع جوهره بين أيدينا على نحو دائم، ولعلنا لا نأتي بجديد حين نقول بأن جوهر هذا الفكر ينطوي على البنود القابلة للتطبيق على ارض الواقع لغرض الارتقاء بالمجتمع، بيد أن الامر يحتاج الى خطوات عملية ممنهجة تستقي مادتها من هذا الفكر، وهذا ما يمكن أن نطلق عليه (ثقافة عاشوراء) ولغرض توضيح وجهة النظر هذه بصورة أكثر شمولا نقول:

إن المقصود بثقافة عاشوراء هو الفكر والمبادئ المستقاة من وقفة الامام الحسين (ع) ضد الطغيان الاموي الذي حاول أن يفرّغ الاسلام من فحواه الانساني ليذهب به الى تحقيق المآرب الفردية الفئوية الدنيوية للفرد والفئة الباغية، وهذا ليس هدف الاسلام قطعا، لذا كانت ثورة الحسين (ع) وكانت مبادئه التي انتصرت لخير الانسان ورفعته وعملت على الارتقاء بشأنه الى مديات أبعد وأبعد مع تقادم الزمن.

وهكذا فإن الجوهر الفكري السليم يتوافر بين أيدينا ممثلا بالفكر الحسيني الخالد، حيث تتجدد الرؤى والاهداف وتكون اكثر توهجا مع حلول أيام عاشوراء التي تحمل بين طياتها الاحداث العملية التي جسدت وقفة الامام الحسين على نحو عميق وحفرت نفسها في لوحة التأريخ الانساني الى الأبد، وطالما أن الجوهر الفكري يتوافر لنا، فلم يبق سوى تحويله الى عمل للتطبيق، وهذا يتطلب اعتماد الصيغ المهجية للانتقال بهذا الفكر من خانة المعنى والجوهر الى خانة التجسيد.

وهنا نسأل مرة أخرى، كيف يمكن أن نجعل من ثقافة عاشوراء بمبادئها الحسينية المعروفة منهج عمل قائم ومتواصل من اجل زيادة وعي الانسان والارتقاء به فكريا وعمليا في آن واحد؟..

إن الاجابة عن هذا السؤال تتطلب فعلا مجسدا على الارض من خلال وضع الخطط الاجرائية الكفيلة بتحويل الفكر الى عمل، ولعل ذلك لا يتم بالصيغة الصحيحة ما لم يُعهَد له بجهات متخصصة ذات طابع مهني وخبروي قادر على نشر الفكر الحسيني الانساني العظيم وتطبيقه في آن واحد من خلال عمل ممنهج ودؤوب من أجل الوصول الى أفضل النتائج في هذا المجال .

ولذا ينبغي توفير قاعدة ولوازم تحويل الفكر الى فعل مجسَّد، وتفعيل دور الجهات ذات العلاقة بإشاعة ثقافة عاشوراء ليس كجوهر كتابي يخلو من التطبيق وانما برفده بالفعل القائم على الارض، وهنا ينبغي على الجهات ذات العلاقة أن تنهض بدورها هذا، لكي تتحول مبادئ الحسين (ع) من صيغتها المقروءة والمتفق على عظمتها، الى صيغة عملية تجعل من الانسان الفرد راقيا في افكاره وسلوكه، كما يريد الحسين (ع) ويهدف من خلال تضحيته بأغلى ما يملك حين قدم روحه وذويه وصحبه الطاهرين قربانا على مذبح الحرية.

وهكذا يمكن لنا من خلال اعتماد المنهجية والتخطيط والتفعيل أن نصل الى تعبئة فكرية حسينية تصل الى اقرب وأبعد العقول، ولا يجوز أن نتحدث بالكلمات فقط عن ثقافة عاشورائية أصبحت معروفة للقاصي والداني، فالحسين عليه السلام أصبح (بثورته العملاقة) علما إنسانيا لا يُدانى، ولذلك ما هو مطلوب من المعنين هو تحويل الفكر الحسيني الى عمل مجسد من قبل افراد الامة وغيرهم، وأن يتحول المسلم بفعله وفكره الى انسان صالح فاعل منتج ايجابي يسهم في الارتقاء بنفسه وبالمجتمع عموما، ويعمل مع غيره على رفض التفكير والفعل الذي لا يليق بكرامة الانسان، وهذا هو جوهر الثقافة العاشورائية الحسينية التي تطالب الجميع بالاصلاح والايجابية غير الملتبسة، بكلمة اخرى الايجابية التي تتجاوز المعنى المجرد الى الفعل المجسَّد على الارض.

وفي هذه الحالة سنصل قطعا الى الامة والمجتمع الأكثر رفعة ورقيا إعتمادا على هذه الثقافة وفق منهج فكري تطبيقي تقوم عليه الجهات ذات العلاقة، سواء كانت دينية او حكومية او تربوية او ثقافية او غيرها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 30/كانون الاول/2009 - 13/محرم/1431

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م

[email protected]