قسماً بِمَن إياهُ حقاً أعبُدُ
|
|
أنَّ الحسينَ مدى الحياةِ مُخلّدُ
|
وبِرُغمِ كلِّ الظالمينَ سيعتلي
|
|
في كلِّ أرضٍ إسمُهُ ويخلَّدُ
|
تفنى الحياةُ وأهلُها أشياؤها
|
|
لكنَّ ذكراهُ حياةٌ تُولد
|
هوَ نَغمةٌ لا زالَ يَعزِفُ لحنَها
|
|
بدرُ السما ولهُ النجومُ تغرِّد
|
والعاشقونَ لرَجعِها يَتَرَنمو
|
|
نَ وعند دربِ الشوقِ كان الموعد
|
إسمٌ بهِ التاريخُ يرفعُ هامَهُ
|
|
ولمجدِهِ السامي يخرُّ ويسجد
|
يا سيدي ما دُمتُ يبقى إسمُكُم
|
|
قَسمَاً وإني بالوفا أتعهد
|
وإذا الحياةُ بذكرِهِ قَدْ وُشِّحَتْ
|
|
كُسيت بهاه فوجهها متورّد
|
هذا الحسينُ منارةٌ قُدسيةٌ
|
|
وصراطُ جنَّاتِ الخلودِ الأمجد
|
|
*** |
|
مَنْ كانَ يعرِفُ ما الحسينُ وسِرُّهُ
|
|
لاحَ الضياءُ لهُ وراحَ يُردِد:
|
هذا هو الدِّينُ العظيمُ وروحُهُ
|
|
هذا هو البرُّ الحبيبُ محمد
|
هذا الوصيُ المرتضى ألق العلى
|
|
هذا البتولُ وقلبُها المتهجد
|
بلْ إنَّهُ نورُ الإلهِ وقُدسُهُ
|
|
والأنبيا مِنْ نورِهِ تستوقِد
|
الله كيفَ قضى على حرِّ الثرى
|
|
وبفضله هذا الوجود مشيَّدُ
|
مُتَلحِّفَاً دَمَهُ الشريف، مُجمِّعًا
|
|
أشلاءَهُ ولظى الثرى يتوسَد
|
أسفَتْ لهُ عينُ السماءِ و أمطرتْ
|
|
حزنا دما ومن النشائج ترعُد
|
وأنا أ أبخلُ بالدُموعِ وبالأسى
|
|
والدمعُ مع اسم الحسينِ تَوَحُد؟
|
أهتُفْ حُسينًا يا حُسينُ ودوِّها
|
|
تَجدِ السرورَ ضلوعَهُ تتأود
|
آهٍ وددتُ لو انَني في كريلا
|
|
فأذودُ عنهُ المرهفاتِ و أُبْعد
|
|
*** |
|
الله يا للفاجِعاتِ وعُظمِها
|
|
تهوي على جرحِ الحُسين و تصعد
|
يا ويحَها مِنْ أُمَّةٍ سَفَكتْ دَمًا
|
|
هوَ للتُقى والطُهرِ حقًا مسجِد
|
سَفَكتْ دِماءَ القُدسِ ـ قُدسُ اللهِ ـ مِنْ
|
|
جَسَدٍ عليهِ الأنبياء استُشهدوا
|
هذا رَسولُ اللهِ جاءكَ حافيًا
|
|
مُتَأوِّهًا ولهُ الرَّزايا مِسنَد
|
والبَضعةُ الزهراءُ تلطِمُ صَدرَها
|
|
فَتَجَدَّد الجُرحُ القديمُ المُجهد
|
مِنْ حولِها الحسنُ الزكيُ وحيدرٌ
|
|
تمشي إليكَ أسًى وطورًا تقعد
|
ولدي، حبيبي قُمْ لأغسلَ جسمَكَ الـ
|
|
ـدامي وأُخفي كلَّ جُرحٍ يوجَد
|
كي لا يراكَ أبي فَيَهلَكَ بالأسى
|
|
إذْ كانَ يؤذيهِ بُكاكَ ويُوجِد
|
قُلْ لي حبيبي أينَ كافلُ عِترتي
|
|
عباسُ ذو القلبِ العطوفُ السيد؟
|
أفلا يرى حالَ العقيلةِ زينبٍ
|
|
وبنيكَ في داجي العراءِ تُشرَّد؟
|
يا ليتني أقوى فأجمعُ شملَهُم
|
|
لا العينُ تُبصِرُ لا تَطَالُ لهم يَد
|
|
*** |
|
يا سيدي إنَّ المصائبَ جمَّةٌ
|
|
تُنسى، وجُرحُكُ يا حسينٌ سَرْمَد
|
بِدُموعِنا فاضَتْ بِحارٌ وأعتَلَتْ
|
|
وبُكاؤنا قد فُتَّ مِنهُ الجّلمَد
|
قد طُرِّزتْ أرواحُنا بِأنينِنا
|
|
فغدَتْ أُسودًا بَأسَكُمْ تَتَقَلَّد
|
حتى إذا جاءَ المُغيَّبُ ثائرًا
|
|
قُلنا لهُ إنّا إليكَ مُهنَّد
|