سأل المخـالف حين أنـهكـه العـجب
هل للحـسين مع الروافـض من نسب
لا يـنـقضي ذكـر الحسين بثـغرهم
وعلى إمتداد الدهـر يُْوقِـدُ كاللَّـهب
وكـأنَّ لا أكَــلَ الزمـــانُ على دمٍ
كدم الحـسين بـكـربلاء ولا شــرب
نـبـكي على الــرأس المـــرتـل آيـة
والــرمح مـنـبـره وذاك هو العـجـب
نـبـكي على الثـغـر المـكـسـر ســنه
نـبكي على الجـسـد السـليب الـمُنتهـب
نـبـكي على خـدر الفــواطـم حــسرة
وعـلى الـشـبـيـبة قـطـعـوا إربـاً إرب
(هل للحـسين مع الروافـض من نسب - نزار قباني)
قال الامام الحسين عليه السلام :
"إنَّا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، بنا
فَتح الله وبنا يختم، ويزيد رجل شَاربُ الخُمورِ، وقاتلُ النفس
المحرَّمة، مُعلنٌ بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله، ولكن نصبح وتصبحون
وننظر وتنظرون أيّنا أحَقّ بالخلافة وإني لم أخرج أشِراً ولا
بطراً، ولا مُفسِداً ولا ظالماً، وإنما خَرجتُ لطلب الإصلاح في أمة
جَدِّي محمد صلى الله عليه وآله "
أكثر من 125 ألف زائر عربي وأجنبي وفدوا لمدينة كربلاء
المقدسة، هذا ما أكده الشيخ عبد الحسن الفراتي رئيس لجنة السياحة
في مجلس محافظة كربلاء. فألاف الزوار الإيرانيين والخليجيين حيث
قدر عدد زوار البحرين بأكثر من ثلاثين ألف بالإضافة الى الألآف من
زوار المنطقة الشرقية (القطيف والأحساء)، كما أن قائد الشرطة في
النجف الأشرف صرح بأن عدد الزوار الذين مروا بمحافظة النجف الأشرف
من محافظات الجنوب في طريقهم الى كربلاء المقدسة قدر بأربعة
ملايين، ناهيك عن الملايين من أبناء الشعب العراقي الذين لا يزالون
يسيرون على الأقدام من مختلف المدن والمحافظات زاحفين الى كربلاء
الطف.
نعم إن ذكرى أربعين الإمام الحسين في صفر 1430 هجري شهدت حشدا
مليونيا من أبناء الشعب العراقي والألآف من شيعة أهل البيت من
الدول المجاورة ومختلف أنحاء العالم جاؤا ليجددو البيعة والعهد مع
شهيد كربلاء وشهداء الطف من آل الرسول وأصحاب السبط الشهيد.
هكذا هم الشيعة في العراق والى جانبهم الشيعة في إيران والدول
المجاورة للعراق وأتباع أهل البيت من مختلف أنحاء العالم لا يهابون
الموت واصلوا النهج وتحملوا في ذلك الصعاب والقتل والذبح وسالت من
دمائهم أنهارا على أرض العراق في زمن النظام البعثي الصدامي البائد
وبعد سقوط صنم بغداد، حيث سفك الدم الحرام لأبناء الشعب العراقي
وإمتزج مع دماء الشيعة في إيران والشيعة الذين قدموا من بلدان
أخرى، وعاشوراء هذا العام شهدت كذلك عمليات إرهابية راضح ضحيتها
الكثير من الزوار العراقيين والإيرانيين في الكاظمية، ولكن أتباع
أهل البيت وشيعتهم ومواليهم لا يزالون يواصلون المسير بصبر وثيات
وثورية من أجل معاهدة الإمام الحسين عليه السلام في ذكرى أربعينيته
في كربلاء المقدسة.
فعلى الرغم من العمليات الإرهابية للجماعات التكفيرية وأيتام
النظام الصدامي البائد الا أن المسيرات المليونية من مختلف أنحاء
العراق تسير ليلا نهارا الى كربلاء قاصدة حرم الإمام الحسين وأخيه
أبي الفضل العباس لتعلن الولاء بالدم لنهضة عاشوراء وتصرخ هيهات
منا الذلة وهيهات منا الخنوع للأموية الإرهابية الجديدة من أسلاف
بني أمية وبني مروان وآل أبي سفيان.
الأربعين الدامي بين فتاوى التطاول على الإمام الحسين ومدح يزيد
بن معاوية وشرعية حكمه، هذه الفتاوى هي التي أعطت للإرهاب والقوى
التفكيرية في العراق الضوء الأخضر لقتل أتباع أهل البيت وإراقة
دمائهم.
جاءت الملايين من أتباع أهل البيت والى جانبهم الألآف من الزوار
الشيعة من مختلف أنحاء العالم ليلبوا نداء الإمام الحسين وليواسوا
العقيلة الحوراء زينب والإمام علي بن الحسين السجاد عليه السلام
وركب السبايا القادم من الشام، ويسلجوا موقفا تاريخيا مشرفا
بدمائهم ومواقفهم الشجاعة كما سجله سيد الشهداء أمام الطاغية يزيد
حينما قال عليه أفضل الصلاة السلام:-
"أيّها النَّاس، إنَّكم إن تَتَّقوا الله وتعرفوا الحقَّ لأهله
يَكن أرضى لله، ونحن أهلُ بَيت محمد أوْلَى بولاية هذا الأمر من
هَؤلاءِ المدّعين ما ليس لهم، والسائرين بالجور والعدوان"
وقال عليه السلام أيضاُ :
"لَو لم يَكُن في الدنيا مَلجَأ ولا مَأوىً لَمَا بَايَعتُ
يَزيد هَيْهَات مِنَّا الذِّلَّة، يَأبى اللهُ لَنا ذَلكَ
وَرَسولُهُ والمؤمِنون".
نعم التصريحات التي أدلى بها المفتي السعودي هي أحد الأسباب
والذرائع التي أدت الى أن تنفذ مجموعات إرهابية تكفيرية جريمة أخرى
قبل ظهر الجمعة، وذلك بتنفيذ عملية إنتحارية بحزام ناسف وسط موكب
نسائي من الزوار المشاة القادمين من بغداد وعدد من المحافظات.
المصادر الأمنية أكدت أن حصيلة الإنفجار الذي وقع في مدينة
الإسكندرية، كان 32 شهيدا جميعهم من النساء، بينما أكد شهود عيان
أن حصيلة التفجير الارهابي يمكن أن يصل الى أربعين شهيدا، خاصة وإن
أعدادا كبيرة من المصابين، جراحهم خطيرة.
وتأتي هذه العملية بعد أقل من 18 ساعة على التفجير الإرهابي
الذي وقع في مدينة كربلاء المقدسة بالقرب من الصحن الحسيني الشريف
والذي ذهب ضحيته 12 شهيدا وعشرات الجرحى.
يذكر أن أشباه العلماء من الوهابية أعادوا إثارة أحقادهم
الطائفية ضد أتباع أهل البيت، كما أن المفتي السعودي عبد العزيز آل
الشيخ، أدلى بتصريح مؤخرا، مدح به الخليفة الأموي يزيد بن معاوية
بن أبي سفيان وأنه الخليفة الشرعي على الرغم من أن أياديه تلطخت
بقتل الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه وطفله الرضيع الذي لم يبلغ
من العمر ستة أشهر.
فقد أفتى مفتي السعودية عبد العزيز آل الشيخ بأن بيعة شارب
الخمور وقاتل النفس المحرمة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بيعة
شرعية وإن الإمام الحسين عليه السلام لم يكن مصيبا في الإمتناع عن
مبايعة يزيد.
وتحدث بكل وقاحة وإستفزاز لمشاعر المسلمين في جواب عن سؤال وجه
إليه بهذا الخصوص في برنامج "مع سماحة المفتي" بث من فضائية
المجد":
"بيعة يزيد بن معاوية بيعة شرعية أخذها أبوه له في أيام
حياته... وإمتنع الحسين وإبن الزبير عن المبايعة لشبهة عرضت لهم...
كانوا غير مصيبين لأن بيعة يزيد بيعة شرعية....".
ثم ذكر المفتي السعودي"أن إبن عباس وإبن عمر والفرزدق وكثير من
الصحابة نصحوا الحسين بأن لا يخرج للعراق وأن لا يقبل من دعاه
للبيعة..." وأعرب عن عقيدته بـ"وجوب الإنقياد لم بويع وأن من بويع
وإجتمعت الكلمة عليه وجب على الجميع السمع والطاعة له وحرم الخروج
عليه"، ثم صرح بتوفر جميع الشروط في بيعة يزيد ولذلك فإن "الواقع
هو أن يزيد أصبح إماما معترفا به لا يجوز الخروج عليه والتعدي على
خلافته".
وبعد هذا الإستدلال الضعيف إنتقد المفتي السعودي موقف سيد
الشهداء الإمام الحسين عليه السلام قائلا:"هذه مسائل مضت، مضى
الحسين رضي الله عنه وأرضاه في خروجه (على يزيد) كان الأمر خلاف ما
عليه الدليل وكان عدم الخروج هو الأولى والبقاء أولى والدخول فيما
دخل الناس فيه أولى... ولكن غرر به وقيل له : إن العراق كله
معك..." متجاهلا المفتي جرائم يزيد في حق أهل بيت النبوة والرسالة.
ومن المعلوم إن مثل أن مثل هذه المقالات والتصريحات المخالفة
للحقائق والتي تحاول تزوير التاريخ تمثل وقودا للجماعات الإرهابية
وأيتام النظام الصدامي المقبور ودفعهم لشن مزيد من الهجمات
الإرهابية ضد شيعة أهل البيت، وإستهداف زوار أبي عبد الله الحسين
عليه السلام الذين يواصلون المسير سيرا على الأقدام ليل نهار لأيام
للوصول الى كربلاء المقدسة.
وقد أكد أبناء الشعب العراقي ومنهم أبناء الأسكندرية القريبة من
بغداد في تعليقاتهم على هذا الحادث الإجرامي لوكالات الأنباء ومنها
شبكة نهرين نت، إن جماعات إرهابية كانت تعمل ضمن الصحوات وإنخرطت
في القوات الأمنية مؤخرا بعناوين مختلفة منها المصالحة والدمج، هم
وراء تقديم التسهيلات "لرفاقهم" من التفكيريين والبعثيين الصداميين
لتنفيذ هذه العمليات الإرهابية وإختراق الحواجز ونقاط التفتيش
الأمنية.
وعلى صعيد آخر بعدما تاكد دخول الألآف البعثيين في صفوف الأجهزة
الامنية والجيش بعناوين مختلفة وبضغوط مباشرة من قيادات القوات
الأميركية، بدأ العراقيون وبالذات البغداديون يروون عشرات القصص عن
تعرض المواطنين في نقاط تفتيش العاصمة بغداد الى مضايقات وتهديدات
ضباط وجنود بعض نقاط التفتيش وخاصة في المناطق الي كانت مستباحة من
مجالس الصحوة.
وأبرز هذه الأحداث، هو مانقله زوار الامام الحسين بمناسبة ذكرى
الاربعين وهم تحديدا كانوا من حملة جواز إحدى الدول الخليجية، حيث
تعرضت الحافلة التي تقلهم الى كربلاء الى مضايقة ضابط من الجيش
العراقي في بغداد، فقد تم إيقاف الحافلة في منطقة الدورة والتعرض
للزوار بإساءة أدب وتخويفهم وإرعابهم والتمجيد بالرئيس المقبور
صدام التكريتي المجرم.
ومع كل ما تقوم به قوى الإرهاب والتكفير الأموي اليزيدي الصدامي
الا أن أتباع أهل البيت وشيعتهم ومنذ شهادة أبي الأحرار الإمام
الحسين عليه السلام لا يزالون مستميتين في تشيعهم وموالاتهم لأئمة
أهل البيت وسبط الرسول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بالدم
وتقديم القرابين والدفاع عن النهج الحسيني ومقارعة النهج اليزيدي
والعباسي المتعطشين للسلطة وسفك الدماء.
ويبقى الشعب العراقي رافعا وشامخا رأسه صلب العود ثابتا على
الولاية العلوية والحسينية يتحدى الإرهاب والتكفير ليقول للأعداء
بأن عراق الرافدين هو عراق علي والحسين، وإنه لا وجود بعد اليوم
لأتباع بني أمية وأتباع بني العباس، وأن العراق قد أصبح محطة
وقاعدة لفكر أهل البيت ومنهجهم وخطهم الرباني وسيكون محطة لإنتظار
المهدي المنتظر أرواحنا لتراب مقدمه الفداء، وستكون عاشوراء
وكربلاء وشهادة الحسين وأهل بيته وأصحابه وطفله عبد الله الرضيع
عليه السلام وذكرى الأربعين وذكرى شهادات ومواليد الأئمة المعصومين
الإثني عشر منطلقا لنشر الفكر الرسالي الحسيني العلوي في ربوع
العراق وأنحاء المعمورة.
أربعين دامي كما هي ذكريات الأربعين الدامية الأخرى التي شهدها
العراق منذ شهادة الإمام الحسين عليه السلام والى يومنا هذا، وقد
تعود العراقيين على مظاهر سفك الدماء من قبل الأنظمة الطاغوتية
والديكتاتورية على إمتداد التاريخ خصوصا في التاريخ الحديث وتحكم
قوى شمولية ديكتاتورية وبنهج طائفي سياسي تحسس مرارته العراقيون
وقدموا في هذا الطريق الملايين من الشهداء في السجون والمعتقلات
البعثية الصدامية الرهيبة وفي المقابر الجماعية، لكنهم صبروا
وإستقاموا على نهج علي والحسين والأئمة الإثني عشر وتخطوا الصعاب
وسيتخطون المشاكل والصعاب والإرهاب من أجل إعلاء كلمة الله والحق
ونشر علوم أهل البيت ومناقبهم وفضائلهم وتاريخهم الحافل بالنور
خصوصا ثورة ونهضة سيدا لشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام. |