شبكة النبأ: المتتبع الجاد لمسيرة
العطاء الحسيني، يجد ان ثمار هذه النهضة تتجدد بتعدد فحوى الفكر
النهضوي الإنساني وعطائه الأصيل، وخطواته النبيلة، والحزن صنو
العاطفة الحقة، أحد أركان التثبيت الجاد لهذه الشعلة على مدى الحقب
التاريخية، فلم يخبو منار هذه النهضة في ليلة العاشر من محرم
الحرام، أو الأيام التي تلت تلك الليلة، بل انها تعدت ذلك لتتصل
بالأربعين، فتتصل بعد ذاك بتاريخ الإنسان ككل، وهي وبحسب اختلاف
الروايات، أنبثقت من اول زائر زار قبر الإمام الحسين (ع)، أو عودة
السبايا من الشام إلى المدينة مرورا بكربلاء الحزن، فخلقَ هذا
المرور حالة من اتصال الحزن الواعي، كما يروى عن الإمام السجاد (ع)
ووقوفه على مشهد قبور كربلاء.
اليوم كما ينهض الحسينيون لإحياء الشعائر الخاصة بأيام محرم
الحرام استذكارا واسترجاعا لواقعة الطف الأليمة، يحيون أربعينية
الإمام الحسين (ع)، بذات القلوب الحرى، والدموع المنسكبة والهتاف
المدوي: لبيك يا حسين.
ولتسليط الضوء على الاستعدادات الخاصة بالعتبات المقدسة في
كربلاء والتحضيرات الخاصة بزيارة أربعينية الإمام الحسين (ع)،
ألتقت (صدى الروضتين) بعدد من المؤمنين ممن أخلصوا في عملهم قربة
إلى الله تعالى، القائمين على خدمة أهل البيت (ع) وزوارهم. لنتبين
هذه الاستعدادات، وكيفية استيعاب أعداد الزوار التي ستصل إلى
الملايين، مرورا بتوفير الخدمات كافة، وصولا إلى الحالة الأمنية.
ومن هنا صرح (الحاج عبد الامير القريشي) عضو مجلس إدارة العتبة
العباسية المقدسة لـ (صدى الروضتين):
بداية اشكر جميع الاخوة العاملين في قسم الشؤون الفكرية في
العتبة العباسية المقدسة وخصوصا في الاعلام على متابعتهم وتواصلهم
لجميع نشاطات العتبة وتغطيتهم لكافة النشاطات لجميع الدوائر
المختصة في المدينة بموضوع المناسبات الخاصة وأود ان أذكر وأبين ان
العتبة العباسية وبالتنسيق مع العتبة الحسينية المقدستين وبالتنسيق
مع جميع الدوائر الامنية والخدمية في المحافظة بدأت بوتيرة تصاعدية
من نشاط تنسيقي متميز لتوفير جميع الخدمات المطلوبة لتسهيل مهمة
الزائرين الوافدين الى كربلاء المقدسة لأداء زيارة الامام الحسين
(ع) وهناك خطة موضوعة لجميع النشاطات وبالخصوص الجانب الامني وهناك
تنسيق واضح وهذا ليس جديد، فهذا التنسيق في كل عام يكون ما بين
اقسام حفظ النظام في العتبتين وبالتنسيق مع فوج قوة حماية الحرمين
مع قيادة العمليات للشرطة والجيش وهناك تنسيق عالي في هذا المجال
من ناحية الوضع على الارض ومن ناحية الجانب المعلوماتي والحمد لله
النتائج جيدة والامن مستتب والخطة المووضوعة محكمة وتبشر بكل
الخير.
اما من ناحية الجانب الخدمي فهناك خدمات متميزة فيما يخص
العتبتين وخاصة العتبة العباسية المقدسة، ذلك من ناحية توفير
الاغطية والبطانيات لغرض إيواء الزائرين داخل العتبة والمنطقة
المحيطة وايضا في الطرقات الخارجية تم توزيع خيم وبطانيات ايضا
لإستقبال المشاة وتهيئة كل الامور وان شاء الله تم تخصيص مكان
لفرع مضيف العتبة العباسية المقدسة على طريق النجف كربلاء لإستقبال
الزوار المشاة وتقديم ثلاث وجبات، إضافة الى الاعمال الاخرى التي
تقدمها العتبة من الناحية الخدمية وجميع الامور التي تتعلق بما
يسهل انسيابية اداء الزوار الكرام، اما بخصوص المواكب فقسم الشعائر
الخاص بالعتبة العباسية المقدسة اعد خطط متكاملة من ناحية التنسيق
مع مديرية الشرطة وقيادة العمليات بخصوص التعهدات والكفالات الخاصة
بالمواكب إضافة الى التوقيت في نزول وخروج المواكب، وكذلك تهيأة
اماكن مقراتهم وجميع الامور معدة ومحكمة ومنسقة بشكل جيد ومنذ وقت
مبكر.
اما موضوعة الجسور فهي مجرد معالجات وقتية، ذلك لصعوبة عبور
الزائر الى الجانب الثاني إذ انها تنفع الناس أثناء نزول المواكب،
فهذه المواكب تستغرق وقت طويل من الصباح وحتى المساء بدون وقت
فاصل، في منطقة ما بين الحرمين الشريفين، ففي زيارة السنة السابقة
اضطررنا الى وضع عدة جسور ولكنها لم تؤدي الغرض المطلوب لأعداد
الزائرين الكبيرة، وهي كما قلنا معالجة وقتية، لما تستوعبه المدينة
من اعداد تصل إلى الملايين، نأمل ان تكون المعالجات جذرية عبر وضع
خطة توسيع للمدينة لتكون هناك مناطق استيعابية لأعداد الزائرين
ومناطق مختصة لنزول المواكب، وهذه المشاريع تقريبا وصلت إلى صيغتها
وصورتها النهائية، وبعض الامور ان شاء الله ستكمل وسيكون هناك
انفراج حقيقي وواقعي لهذه الحالة.
اما قسم المضيف في العتبة العباسية المقدسة، له منهجية واضحة في
طريق العمل، واعداد الخطط يكون وفق الامكانيات المتاحة وعلى ضوء
الموجود، ومسألة التبرع مجرد إضافة لما موجود أصلا، إذ لدينا
الكثير من التبرعات الثابتة المعنونة للمضيف شهريا ولدينا والحمد
لله كميات كبيرة وجيدة من المخزون بالنسبة للحوم وغيرها، اما بخصوص
الزيارة ان شاء الله فهناك تغطية كاملة من موارد العتبة لتأمين
طعام الزائرين الكرام. كما نسأل الله تعالى ان يوفق الجميع في خدمة
الإمام الحسين (ع) وزوار أهل البيت (ع).
من جانبه صرح لنا السيد أفضل الشامي نائب الأمين العام للعتبة
الحسينية المقدسة:
الاستعداد لهذه الزيارة بدأ مباشرة بعد نهاية الزيارة في العام
الماضي، حيث قامت العتبة الحسينية المقدسة، بجلسة خاصة لجميع
الأخوة مسوؤلي الاقسام، بدراسة سلبيات ومعوقات الزيارة الماضية،
فكانت من ضمن المقترحات الرئيسية هي توسعة الجسر الموجود في باب
قبلة الإمام الحسين (ع) حيث لاحظت إدارة العتبة الإرباك الحاصل
بسبب ضيق عرض الجسر ونحن نعمل على توسعته إلى ستة امتار بدلا من
أربعة أمتار، حتى يكون هناك مسارين، وللجسر اهمية قصوى في عبور
الزوار بين جانبي الطريق، أفضل من ان يخترق الزوار صفوف المواكب
وهذا ربما يسبب اختراقا امنيا، إضافة إلى الانسيابية في مرور
الزائرين بشكل أكثر يسرا وراحة. أما مستقبلا وبعد مشروع التسقيف
فأن الصحن الشريف كما تلاحظون ألحق بالحرم المقدس، وهنا سنحتاج إلى
صحن اوسع، وكما قرر مجلس الوزراء مؤخرا، برصد مبلغ قدره مئة مليون
دولار لتوسيع العتبة الحسينية المقدسة فقط، ثم يخصص للعتبة
العباسية بعد ذلك، وهذا رقم اولي وهو جدا بسيط بالنسبة إلى استملاك
الاماكن المحيطة بالعتبتين، وهذا الاستملاك بحاجة إلى خطة مدروسة،
وهو سيخضع لدراسة مستفيضة، ومنسقة من قبل لجان متخصصة ستشكل في
وقتها. إضافة إلى مخططات وزارة البلديات. لمسألة التوسيع، آخذين
بعين الاعتبار الحفاظ على شكل المدينة ومعالمها الرئيسية.
القضية الأخرى المهمة هي قضية المفقودين، هناك عمل على انشاء
مركز آخر في منطقة المخيم الحسيني، وجميعها ستكون داخل شبكة اتصال
لتنظيم عملها، ايضا قمنا بشراء عدد من الخيم من دولة الإمارات،
ونقوم الان بتحديد الاماكن التي ستنصب فيها هذه المخيمات، وتزويدها
بما يخدم الزائرين الكرام على طريق كربلاء النجف وبغداد والحلة
ومنتشرة على طول الطريق، اما المضيف، فهو يوفر جزء كبير من حاجة
الزائرين خصوصا الذين لم يرتبطون بالمواكب، وتصل أعداد التوزيع إلى
عشرات الآلاف يوميا في الزيارات، وبواقع أكثر من ثلاث وجبات، وعلى
مدار الساعة. اما الجانب الأمني، فهناك تنسيق مع الاجهزة الامنية
ككل لتظافر الجهود من اجل انجاح هذه الملحمة الجديدة التي سيسجلها
اتباع اهل البيت (ع) في زيارة أربعينية الإمام الحسين (ع).
الحاج (خليل مهدي هنون) رئيس قسم الشوؤن الخدمية حدثنا بشكل
موجز عن نشاطات القسم واستعداداته لهذه الزيارة وسواها من الزيارت
المليونية التي تشهدها محافظة كربلاء المقدسة:
يدأب قسم الشوؤن الخدمية على ان تكون تحضيراته قبل أكثر من شهر
لأي زيارة ومناسبة مثل العاشر من شهر محرم الحرام، او الزيارة
الشعبانية، اما زيارة الاربعين فلها خصوصيتها لكثرة الوافدين من
الزوار الكرام، فإننا نقوم بالتحضيرات حتى قبل هذه الفترة، فلدينا
بعض التحضيرات كانت قبل شهر محرم الحرام، وبدأ من التحضيرات الخاصة
بالنظافة والتنظيف، إذا استوردت العتبة مكائن خاصة بالغسل من خارج
البلاد ذات مناشئ عالمية، وهي عبارة عن خمس مكائن، والماكنة
الواحدة لها القدرة على غسل الصحن الشريف في وقت قدره ساعة واحدة
على أكثر تقدير، ايضا اصبحت لنا القدرة على غسل الشوارع المحيطة
بالصحن الشريف، بعد ورود هذه الآليات وغيرها إلى العتبة العباسية
المقدسة، إذ نرتب قواطع التنظيف مثلما معمول به في مكة المكرمة
والمدينة المنورة، وحتى أثناء أداء مراسيم الزيارات يكون التنظيف
مستمرا، وقمنا بتحضير أكياس للنفايات بكمية قدرها 2 طن أي بحدود
مئة ألف كيس، ولدينا أكثر من ألف حاوية ضمن تحضيراتنا لهذه
الزيارة، أيضا من التحضيرات جهزنا أعداد كبيرة من (ترمس) الخاص
بالماء، اما الخدمات الخاصة بالزائر، حيث قمنا بتحضير أكثر من 11
مكان لإستلام الامانات و17 مكان لأحذية الزائرين، ولدينا 3 أماكن
متحركة في منطقة ما بين الحرمين، ايضا جهزنا أكثر من سبعة آلاف
وخمسمائة بطانية وعشرة آلاف سفري، فيكون العدد مع ما لدينا أكثر من
18 ألف بطانية مع عشرة آلاف سفري، وسيكمل بإذن الله العدد ليصل إلى
30 ألف وهو عدد كبير، ليسد حاجات الزائرين القريبين من العتبة أو
داخلها.
اما شعبة الزراعة الخاصة بقسمنا قامت بشتل العديد من السنادين
ومن ثم قامت بوضعها في سنادين كبيرة، واكملنا القواطع الثلاثة في
حديقة باب قبلة الامام الحسين، ولدينا أكثر من ألفين شتلة ظلية،
موزعة في الاقسام والاماكن الخاصة لإستقبال الزائرين الكرام، مثل
قاعة دار العلم والكفيل، الوضع الحالي لتحضيراتنا جيد جدا، ذلك
لتقديم العتبات بحلة بهية تليق بها.
وعن سؤال الصدى في كيفية تفرع نشاط القسم إلى خارج العتبة
أجابنا الحاج خليل قائلا: كان لدينا في السابق وحسب توجيهات
وتوصيات اصحاب السماحة في ذلك الوقت قبل سنتين، حملات تنظيف بعد
الزيارة للشوارع والمدينة، اما اليوم لدينا فكرة بأن نقوم بمثل هذه
الحملات لمساعدة البلدية، اما الباب الاخر لدينا فكرة بتوسيع
المنطقة الزراعية والساحات الخضراء، لمدينة كربلاء المقدسة، ومن
هنا نحن بحاجة إلى تعاون مثمر وجاد مع بلدية كربلاء، حتى يتسنى لنا
العمل وفق الضوابط الرسمية، ذلك عن طريق تجهيز مشاتل العتبتين
المقدستين. داعين الله عز وجل ان يوفق الجميع.
من جانبه الحاج (حسين رضا) رئيس قسم حفظ النظام، حدثنا عن
الاستعدادات المهمة التي يقوم بها القسم وبالتنسيق مع الدوائر ذات
العلاقة:
كل سنة تمر علينا هذه المناسبة الأليمة في زيارة أربعينية
الامام الحسين (ع) ويتم الاستعداد لها قبل عشرين يوما من تاريخ
المناسبة، حيث يبدأ ذلك من مجلس المحافظة في اجتماع موسع بين جميع
مدراء دوائر المحافظة ويتم التنسيق على دخول الزائرين الى المحافظة
لغاية مركز المدينة القديمة في منطقة ما بين الحرمين، ما بعدها تم
عقد اجتماع بين العتبتين وفوج الحرمين للتنسيق حول تأمين الحماية
لهذه المنطقة، والهدف الاساسي والرئيس من هذه الاستعدادات من تشكيل
تصب في خدمة زوار الحسين واخيه ابي الفضل العباس (ع)، الاستعدادات
لهذه السنة مميزة، إذ اننا امام توقعات بأعداد من الزائرين مضاعفة
عما كانت عليه في السنوات السابقة، لذلك استحدثنا وحدة اجهزة كشف
المتفجرات (ID) حيث اصبح في المنطقة اكثر من 60 جهاز مماثل من هذه
الوحدة، بحيث يتم مسح المنطقة على مدار اربعة وعشرين ساعة، وهي
عملية تسهل علينا الكثير من عمل الآلية القديمة في طريقة التفتيش
باليد البسيطة بالنسبة للمنتسبين، إضافة إلى ذلك فهي تساعد في عدم
مضايقة الزائرين الكرام وتقليل مستوى الضغط، اما من الناحية
الامنية فهذه الاجهزة اثبتت كفاءتها وقدرتها العالية على الكشف،
وطموحنا ان شاء الله ان تكون منطقتنا دوما خالية من اي شوائب
لاسامح الله، ومن الجدير بالذكر ان هذ الأجهاز تحوي على 12 كارت،
إذ هي قادرة على كشف أدق التفاصيل الخاصة بصنع المتفجرات بأنواعها.
اما عن ناحية المتطوعين اللذين يجيئون كل عام، واعدادهم قرابة
الالف متطوع، هذه السنة وصل عددهم فقط للعتبة العباسية قرابة
الالفين شخص، وقد قمنا بتقسيمهم على شكل فصائل، وهذا العمل تطلب
منا الذهاب إلى محافظاتهم للتنسيق معهم، وقد بدأنا ايضا في تهيأتهم
عبر إدخالهم في دورات ومحاضرات تثقيفية وعقائدية، حتى يكونوا
جاهزين في هذه الزيارة، طبعا هذا بالاضافة الى منتسبين العتبة
العباسية المقدسة في قسم حفظ النظام وباقي الاقسام.
اما التنسيق بيننا وبين العمليات، فيكون في منطقتنا الخاصة
(منطقة ما بين الحرمين) والتي هي بإشرافنا المباشر مع فوج حماية
الحرمين، وقد جهزنا قائد العمليات بالسرية الخامسة من الحرس
الوطني، وهي سرية تحوي على ثلاثين سيارة (عين جارية)، والتي خصصها
رئيس الوزراء لحماية الحرمين، وستكون بإمرة فوج حماية الحرمين،
وهذه السرية قد تشكلت في السنة الماضية، أيضا لدينا غرفة عمليات
مشتركة بين العتبتين المقدستين وبين هذه السرية وفوج حماية
الحرمين. ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يمنّ علينا بالامن والامان
في هذه الزيارة وان يتقبل صالح اعمالنا.
رئيس قسم المضيف الحاج (كاظم عبادة) صرح لـ (صدى الروضتين) عن
انجاز مشروع المضيف الخارجي، والاستعدادات المستقبلية لفروع المضيف
الأخرى:
يستعد قسم المضيف في العتبة العباسية المقدسة وبعون الله تعالى
وصاحب العتبة المولى ابي الفضل العباس (ع) لإستقبال مراسيم زيارة
الاربعين، حيث ومنذ خمس سنوات أخذنا على عاتقنا تقديم الخدمة
الأفضل والأمثل للزارين الكرام، وكان معدل تقديم وجباتنا في
السنوات الأولى بالنسبة للزيارة بما مقداره وجبتين فقط وبأعداد
بسيطة ومتواضعة، بحمد الله استطعنا في السنة الماضية من تقديم ما
يقارب خمسة آلاف زائر فقط في وجبة الفطور، ناهيك عن الوجبتين
الغداء والعشاء، وبمعدلات تقريبية لأكثر من عشرة آلاف للوجبة
الواحدة، ولم يتحدد الطعام الذي نقدمه بنوعية او وجبة معينة، بل
قمنا بالتنويع المستمر لجميع الوجبات، وهذا كله بجهود استثنائية من
قبل العاملين في قسم المضيف، فإطعام قرابة خمسة وعشرين ألف زائر
يوميا بمساحة المضيف التي لاتتعدى في حجمها الامتار، ما هي إلا
مسألة كرامة من قبل ابي الفضل العباس (ع)، وسيكون لدينا في مضيف
العتبة العباسية المقدسة ثلاث محاور للتوزيع في زيارة الأربعين.
استعداداتنا لهذه السنة تتم وفق البرامج التي نعدها في كل سنة، حيث
يكون هناك اجتماع بعد كل زيارة ننظر في معوقات العمل من نقاط
ايجابية او سلبية، ومن ثم نقوم بتطوير العمل، وهو ما اعتمدناه في
هذه السنة، ونحن بإذن الله نعمل على إيجاد أفضل طريقة لإيصال
الطعام للزائرين، وقد تمت استعداداتنا مبكرة لهذه السنة، فوجبة
الإفطار ستكون منوعة وبأعداد ستتناسب والاعداد الوافدة، ايضا هذا
يشمل الوجبتين الاخرى، هناك نقطة احب ان اوضحها، وهي مسألة التنويع
في الطبخ، حيث ان مسألة طبخ الكميات الكبيرة كأن تصل إلى طن ونصف
من الرز، إذ لايمكن مع هذه الكميات من طبخ مرق سوى (الفاصولياء) او
(القيمة)، وهذا كله بحاجة إلى تجهيز مسبق، وإلى جهود أستثنائية،
خاصة وان كان هذا العمل دوري يستمر لعدة ايام، مع الحرص على تقديمه
خلال الوجبات الثلاث بالوقت المحدد، هذا كله بالاضافة الى العمل
المستمر داخل العتبة من تقديم الوجبات الخاصة بالمنتسبين داخل
العتبة والحرص على عدم تلكوء تقديم الطعام إليهم، إذ يصل عددهم إلى
قرابة ثلاثة آلاف منتسب ومتطوع، طبعا هذا كله بإستثناء اعداد
الزائرين الذين تحدثنا عنهم. ومن الاشياء التي نلتفت إليها في
الحديث هو ان اغلب الزائرين يجلبون معهم الطعام ولكن للتبرك
بالطعام الصادر من هذه العتبات المقدسة يمنح الشعور باللجوء إليه
والتبرك به.
وسعيا منا لم نكتف بما نقدمه ها هنا، انها شرف الخدمة التي تحرك
فينا شعورا المسؤولية، إذ قمنا بخدمة الزائرين الكرام قبل دخولهم
إلى كربلاء، عن طريق فكرة استحداث موكب خاص بالعتبة العباسية
المقدسة، وبحمد الله افتتحنا فرع لمضيف العتبة العباسية المقدسة
عند مدخل طريق كربلاء النجف، وبإذن الله ستكون هناك ثلاث مواكب
للعتبة العباسية المقدسة بفروع المضيف الثلاثة في حلول السنة
القادمة، عند طريق الحلة، بغداد، النجف، هذه السنة سيكون موكب طريق
النجف، وقد تمت تهيئة جميع المستلزمات الخاصة بهذا الموكب، وهو
موكب ضخم على خلاف بقية المواكب المنتشرة على طريق المشاة، وستتعدد
فيه الخدمة إذ لم نقتصر على توزيع الطعام والشاي، بل هناك الفاكهة
بأنواعها والعصائر والمعجنات وما إلى ذلك، إضافة الى الخدمات
الخاصة كأن تكون طبية اوغيرها إضافة الى أماكن للمنام وإيواء
الزائرين. وسينطلق الموكب بإذن الله في بداية شهر صفر. أخيرا نسأل
الله تعالى ان يوفق الجميع لهذه الخدمة الكبيرة وان يمن علينا
بقبول طاعتنا انه سميع عليم.
من جانبه الحاج (حسن هلال) رئيس قسم ما بين الحرمين حدثنا عن
نشاطات القسم وتنسيقاته في أكثر من محور، على الصعيد الخدمي
والامني:
قسم ما بين الحرمين قسم تابع إلى الامانتين العامتين الحسينية
والعباسية المقدستين، وأي اجراءات احترازية في أي مناسبة يتم
التنسيق فيما بيننا وبين قسمي حفظ النظام في العتبتين المقدستين،
ذلك عبر وضع جدول وخطة مناسبة لإستيعاب عدد الزائرين الكبير،
لتوفير الناحية الامنية والخدمات وكل ما يتعلق بخدمة الزائر
الكريم، في منطقة ما بين الحرمين أو داخل العتبتين المقدستين، أيضا
نوفر في وحداتنا وشعبنا، البطانيات والحصران للزائرين، داخل مخازن
خاصة بهذا الغرض، وهذا كله بدعم مباشر من قبل السادة أصحاب السماحة
الامين العام للعتبة الحسينية والامين العام للعتبة العباسية
المقدستين، بالنسبة إلى المسألة الامنية يتم التنسيق بيننا وبين
قسم حفظ النظام للعتبتين، عبر وضع خطة تفصيلية، للمنطقة الخارجية
ما بين الحرمين (العوارض) عبر تعزيز كادر المنتسبين، إضافة الى
الاخوة المتطوعين، هذا كله يكون بالتنسيق مع فوج حماية الحرمين،
ودور الفوج الفاعل في حماية الحرمين الشريفين، اما مسألة التنظيف،
يكون على عاتق شعبة الآليات في عملية نقل النفايات إلى منطقة الطمر
الصحي خارج المدينة وحسب توصيات دائرة البيئة، ويتم التنسيق مع
شعبة الآليات مع قسم الآليات وبأعداد كبيرة معدة خصيصا لهذه
الزيارة، إضافة الى تجهزينا بآليات جديدة وبأعداد مضاعفة عما كانت
عليه في السابق، وهذا التنظيف يكون بصورة مستمرة في أيام الزيارة
ليلا ونهارا، اما شعبتنا الخاصة بالتشجير والزراعة، فهي تقوم
بعملها على اتم وجه، فهي ايضا تقوم بعمل التنظيف إضافة الى عملها
في تزويد الحدائق بالشتلات وغيرها، الشعبة الطبية لدينا تعمل وفق
امكانياتنا إضافة الى رفد دائرة صحة كربلاء المستمر، إذ نتقدم
بالشكر لمدير عام دائرة صحة كربلاء، لتوفير مفارز طبية في منطقة ما
بين الحرمين، حيث وفر لنا أربع مفارز طبية، إضافة الى مفارزنا
الطبية المتواجدة في مابين الحرمين أو داخل العتبتين المقدستين،
اما توفير العلاجات والادوية، فيكون عبر توفير دائرة الصحة لقسم
منه، والقسم الأكبر يكون عبر استيراده الخاص من خارج العراق أو
شراءه من الداخل وبكميات كبيرة جدا.
القضية الخدمية إلى جانب الأمن صنوان لايفترقان أبدا، هذا هو
عملنا وشعارنا في الخدمة، فالنظافة مهمة جدا وحسب توصيات وتوجيهات
أصحاب السماحة، ويلاحظ الزائر اليوم الميزة الخاصة التي تتمتع بها
محافظة كربلاء المقدسة، والجمالية المميزة من قبيل التشجير
والشتلات والنظافة المستمرة والتي لاتنقطع أبدا. نسأل الله تعالى
ان يمن على الجميع بزيارة مباركة ووصول آمن وان يتقبل الله سبحانه
وتعالى صالح أعمال المسلمين.
ونحن نحث الخطى صوب الفوج الخاص بحماية الحرمين الشريفين (الفوج
الرابع)، رأينا عن كثب الإستعدادات القائمة على قدم وساق، والعمل
الجماعي الدؤوب كخلية النحل، فألتقينا بالسادة القائمين على هذه
الخدمة الجليلة، النقيب (علي إبراهيم) تحدث لـ(صد الروضتين) موضحا
الإستعدادات بقوله:
قوة حماية الحرمين وبشكل عام تكون بالإنذار بنسبة مئة بالمئة،
خلال فترة الزيارات، والاستعدادات الجديدة لهذه الزيارة، هو
استحداث سرية خاصة لفض الشغب، وهي قوة مهمة فنحن نتوقع حدوث عمليات
شغب، رغم سيطرتنا الكاملة والتامة على المنطقة أمنيا، إذ نعمل على
نسبة الخطأ البسيط ومقداره صفر بالمئة، ومسألة أي خطأ لاسمح الله
سنكون مستعدين له بإذن الله، ولو كان بنسبة واحد إلى مئة، وهذه
القوة الخاصة بفض الاشتباكات والشغب هي قوة رادعة وفق تجهيزاتها
المتطورة، والخاصة بفض الاشتباكات بين المدنين، أي لن نلجأ إلى
مسألة السلاح، إلا في حالة وجود حالات قصوى تستدعي إلى المواجهة
بالسلاح وهي ليست مدرجة على قائمة أعمالنا بالدرجة الأولى، أيضا
لدينا قوة احتياطية في القاطع بأمرة الضباط، تستنفر هذه القوة في
حالة وجود أي خلل، وهنالك تطور حاصل في المراصد وبلغ عددها 43
مرصد، بتجهيز كامل وجيد جدا، أيضا استحدثنا قسم جديد وحيوي، وهو
قسم الإتصالات، وقد وضعنا بدالة جديدة واجهزة خاصة بهذا المجال،
هذا بالإضافة الى واجباتنا الدورية والمستمرة في مسألة التفتيش،
الخاص بالزائرين وامتعتهم، أما من ضروريات عملنا وما نعول عليه هو
أجهزة (ID) وهي اجهزة متطورة أثبتت جدارتها، فكثرة البضائع وامتعت
الزائرين الكثيرة في أيام الزيارة من الصعب تفتيشها دفعة اوحدة، أو
ضبط هذا التفتيش على الطريقة التقليدية بواسطة اليد، وهذا وحده
بحاجة الى ساعات طويلة، اما جهاز (ID) يقوم بكشف متطور لهذه
الامتعة، وفي وقت قياسي جدا. أما مسألة النساء وتفتيشهن فهي قضية
مهمة جدا، ذلك ان النساء يتعبن بسرعة أكبر من الرجل، وتعاملهن مع
الوقت، أقل صبرا من الرجل، لذا فنحن بحاجة لضعف العدد الذي نحتاجه
من الرجال، في السنوات السابقة كنا نستعين باللجان الشعبية، أو
المتطوعات من العتبات، وهذا كله وفق المعايير الخاصة والخالصة،
آخذين بنظر الإعتبار دوما الناحية الأمنية، هذا كله بالإضافة الى
الأخوات المنتسبات لدينا في الفوج.
عملنا مشترك وبتنسيق عالي جدا، بيننا وبين الأخوة في أقسام حفظ
النظام الخاصة بالعتبتين المقدستين، صحيح نحن منتسبين إلى قيادة
الشرطة، ولكننا نشترك هنا في عمل واحد، وغاية وهدف واحد، فنحن
أبناء هذه العتبات المقدسة، ذلك ان الموجه الأول لنا هم السادة
أصحاب السماحة أمناء العتبتين المقدستين، واشتراكنا مع أقسام حفظ
النظام في العمل مهم جدا، على صعيد التنسيق الخاص بالوفود القادمة
إلى زيارة العتبات، بإلاضافة إلى ذلك رفدنا بالمتطوعين في هذه
الزيارات. نحن نستعد هذه السنة في الزيارة الأربعينية إلى استقبال
الملايين من الوافدين لزيارة العتبات المقدسة في كربلاء، وقد سخرنا
جميع تجهيزاتنا، وامكانياتنا، ومهما بلغت أرقام واعداد الزائرين
بإذن الله سنكون على أهبة الإستعداد، في المجالين الخدمي وحفظ
الأمن، سائلين المولى العلي القدير ان يمن علينا بالأمن والامان
وان يحفظ الزائرين الكرام.
كما حدثنا الأخوة في قسم حفظ النظام في العتبة الحسينية
المقدسة:
الوضع والتهيأة للزيارة أربعينية الإمام الحسين (ع) يختلف عن
باقي الزيارات، ويقوم على وضع التنسيق والخطط بين العتبتين
المقدستين، واقسام ما بين الحرمين، وفوج حماية الحرمين، وهذا كله
مرتبط مع قيادة العمليات لفتح قنوات التواصل بين الجميع، أيضا
لدينا المتطوعين من محافظات العراق المختلفة، وقد تواصلنا معهم قبل
الزيارة عبر ترشيحهم أولا من قبل معتمدينا في تلك المحافظات، من ثم
تواصلنا معهم، وادخلناهم في دورات خاصة بحفظ الأمن. ايضا التطور
الحاصل في عمل الكاميرات ونصبها بشكل موسع وأكثر عما كان عليه في
السابق.
ايضا لدينا عناصر كفوءة تعمل على اجهزة الفحص (ID) والتفتيش
وتقديم الخدمات للزائرين الكرام، نسأل الله تعالى ان يحفظ جميع
الزائرين وان يتقبل منا ومنهم صالح الأعمال. |