الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

تقاطر الحشود على كربلاء وتوقعات بوصول العدد الى 15 مليون زائر

اهالي مدينة السماوة يهبون لاسعاف الزوار على الطرق الخارجية

عدسة وتحقيق: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: رغم مشاق السفر وطول الرحلة تصر الحاجة ام فاضل على المشاركة في اداء مناسك زيارة الاربعين سيرا على الاقدام انطلاقا من مدينة الناصرية الجنوبية حيث تقطن، متجهة صوب مرقد الامام ابي عبد الله الحسين (ع) في مدينة كربلاء المقدسة.

فلم يثن كبر العمر، اوحالة الضعف الذي المَ بجسد تلك السيدة التي ناهز عمرها الست عقود  اجتياز مايقرب الاربعمئة  كيلو مترا خلال الايام العشرة الماضية مشياً، املا في اكتساب الاجر والثواب وطلب المراد حسب قولها.

حيث تقول الجدة ام فاضل التي اصطحبت احد احفادها الثمان :" هذه المرة الرابعة التي اقوم بها بالسفر من الناصرية الى كربلاء سيرا على الاقدام، لازور مرقد ابي عبد الله الحسين(ع) واؤدي زيارة الاربعين، وآمل ان يمتد بي العمر لازور في العام المقبل ايضا".

وتضيف ام فاضل لـ(شبكة النبأ):" لم اشعر بمشاق الرحلة لان الشوارع طيلة المسافة كانت تضج بالزوار من النساء والرجال والاطفال، فيما انتشرت المواكب ايضا التي توفر للسائرين اماكن للاستراحة والنوم، وتناول الطعام المجاني، فخلال العشرة ايام الماضية لم احتج لشراء اي شيء".

 ويواظب الكثير من العراقيين على اداء مناسك الزيارة الاربعينية احدى اهم المناسبات الدينية مقدسة طلبا للاجر والثواب في كل عام.

ويخلَد المسلمون الشيعة من خلال احياء تلك المناسبة ذكرى اعادة دفن رأس الامام الحسين(ع) الذي استشهد في واقعة الطف الشهيرة، في العشرين من شهر صفر كل عام، بعد ان طيف بالرأس الشريف على امصار البلاد الاسلامية بامر من يزيد ابن معاوية الذي استولى على الخلافة سنة 60 للهجرة.

وتتوافد على مدينة ذكرى اربعينية الامام الحسين ملايين الزوار القادمين من مختلف مدن العراق وقصباته، بالاضافة الى تقاطر الزوار من خارج العراق خصوصا من ايران ودول الخليج واوربا.

نجدة اهالي السماوة لقوافل الزائرين

الزائر ابو محمد احد سكنة مدينة السماوة الجنوبية والتي تقع الى الشمال من مدينة الناصرية روى لـ(شبكة النبأ) كيف فزع اهالي السماوة لمساعدة حشود الزوار القادمين من محافظتي البصرة والناصرية بعد هبوب عاصفة ترابية في الطريق الصحراوي قبل عدة ايام.

حيث يقول:" دأب اهالي السماوة على استقبال الزوار على الطريق في كل عام اثناء فترة الزيارة، حيث يتم نشر المواكب والهيئات الحسينية على الطريق العام وداخل المدينة لتقديم الطعام والشراب وتوفير اماكن خاصة لراحة الزوار حتى يوم الخامس عشر من صفر وهي نصف المدة التي يقضيها الزائر سيرا على الاقدام من محافظة البصرة في اقصى الجنوب، بعدها يلتحق اهالي السماوة بقوافل الزوار المتوجهين الى كربلاء المقدسة.

في هذه السنة وتحديدا في ليلة الثاني عشر من صفر بلغ اهالي السماوة هبوب عاصفة ترابية كثيفة على الطريق العام الرابط بين السماوة و الناصرية الممتد لمسافة 90 كيلو متر، وهو احد الطرق الرئيسية التي يسلكها الزوار القادمين من الجنوب، حيث فزع اهالي المدينة بالسيارات والشاحنات ليقلوا الزوار من الطريق حفاظا على سلامتهم فيما انتشر البعض على الطرق كادلاء للتائهين".

ويضيف ابو محمد:" تلك الليلة اجزم انه لم يتبقى منزلا في السماوة الا واستقبل عدد من الزوار، حيث تشرف معظم اهالي المدينة باستضافة وخدمة زوار ابي عبد الله (ع) حتى الصباح الباكر، فيما اسعف بعض الزوار ونقلوا الى مستشفى المدينة لتلقي العلاج خصوصا ممن كان يعاني الربو او الاعياء".

توافد الزوار من اوربا والخليج    

في سياق متصل لوحظ تواجد اعداد كبيرة نسبيا للزوار الاجانب في كربلاء المقدسة بعد ان تم تسهيل دخولهم بعد رفع الحظر الذي فرضته عددا من دول الخليج على زيارة العراق بسبب الانفلات الامني الذي كان سائدا.

حيث تقاطرت وفود الزائرين من دول اوربية وخليجية هذا العام لاداء مناسك زيارة الاربعين.

فيما اكتظت مطارات النجف وبغداد والبصرة بالزوار القادمين من خارج العراق بعد تسيير الخطوط الجوية بين تلك المطارات و العواصم العربية والاجنبية.

من جهته اعلن مسؤول هيئة سياحة كربلاء الى وسائل الاعلام المحلية في مدينة كربلاء عن دخول اكثر من 125 الف زائر عربي لاداء الزيارة الاربعينية، مرجحا ان يصل العدد الى 140 الف في الايام القادمة.

فنادق المدينة تعجز عن استقبال الزوار

من جانب آخر ابدى عدد من اصحاب الفنادق استيائهم من عدم قدرتهم على استيعاب اعداد الزوار الوافدين على المدينة في فنادقهم.

حيث يشكو السيد باسم عبد الحسن مدير فندق الرسول خلال تصريحه لـ(شبكة النبأ) نقص الدعم المقدم من الحكومة المحلية في المحافظة وافتقارها لخطط ناجعة للنهوض بواقع المدينة رغم رصد ميزانيات كبيرة للاعمار ومرور خمس سنوات تمتعت خلالها المحافظة بهدوء امني نسبي.

حيث يقول عبد الحسين:" وصل عدد الزوار حسب اعلانات مراكز الرصد الى تسعة ملايين زائر والتوقعات ترجح ان تصل اعدا الزوارالى خمسة عشر مليون زائر، وكل ما هو موجود في مدينة كربلاء ثلاثمئة فندق فقط، واقصى عدد يمكن ان يستوعبه اكبر فندق في المدينة هو ثلاثمائة شخص، فكيف نستطيع استيعاب مثل هذه الاعداد، واين يقيم الزوار خصوصا في مثل هذا الطقس المتقلب".

ويضيف:" قبل ليلتين هبة على المدينة عاصفة ممطرة والجميع شهد حال الزائرين وما الم بهم، لقد قضى اغلبهم تلك الليلة تحت المطر دون وجود اي سقف يحميهم".

ويتساءل عبد الحسين:" الا تستحق مدينة كربلاء ان تكون بمصاف مدينة النجف الاشرف، انظروا الى تطور تلك المدينة..!

شهدت النجف خلال فترة قياسية تشييد العديد من الفنادق المتطورة بعد ان تمت اعادة تخطيط المدينة، فيما وسعت الطرقات، وشيد مطار النجف، وتلك المدينة لا تستقبل سوى 25% من اعداد الزوار الوافدين على كربلاء خلال العام الواحد".

البعض يجد في الزيارة سببا للارتزاق ايضا

 كما وجد بعض الوافدين على مدينة كربلاء في زيارة الاربعين مناسبة مزدوجة تمثلت في اداء الزيارة والتجارة ايضا، فالعديد من الشباب العاطلين عن العمل وجدوا في اعداد الزوار الضخمة في كربلاء سوق رائجا لتسويق بعض المنتجات الكمالية الرخيصة والخفيفة في نفس الوقت، حيث يبادر لشرائها العائدين من الزيارة كهدايا لذويهم.

حيث تعرض على العديد من الارصفة البضائع الكمالية وهدايا الاطفال امام الزوار المغادرين خصوصا قرب مرائب الحافلات.

احمد هاشم القادم من مدينة الصدر افترش احد الارصفة لعرض كمية كبيرة من العاب الاطفال لبيعها الى الزوار.

حيث يقول:" في كل عام بعد ان اتمم الزيارة امارس بيع الالعاب، فانا اعيل عائلة من طفلين وزوجة رغم كوني عاطلا عن العمل، وآمل ان تنفذ هذه البضاعة لاكتسب بعض المال الحلال، فالزوار يحبذون ان يقتنوا مثل هذا الالعاب ليقدموها كهدايا للاطفال بعد عودتهم الى منازلهم سالمين".

الامن يسود الاجواء رغم بعض الخروقات

امنيا شهدت المدينة خرقا امنيا تمثل بانفجار عبوة ناسفة وضعت على احد جوانب الشارع الرئيسي في المدينة القديمة، اسفرت عن استشهاد ثلاثة اطفال وامرأتين، وجرح اكثر من ثلاثين شخصا على الاقل.

ويعد هذا الخرق الاول من نوعة منذ عدة شهور تمتعت المدينة باستقرار امني لافت.

من جانبه كشف قائد عمليات المدينة الفريق عثمان الغانمي خلال مؤتمر صحفي حضرته (شبكة النبأ) عن القاء القبض على عدد من المشتبه بهم، معلنا عن وجود بعض التهديات الجدية المتمثلة بمحاولة خرق الامن من قبل جماعات جند السماء او تنظيم القاعدة، معلنا عن توصل التحقيقات الاولية الى كون الانفجار ناجم عن قنبلة تم تصنيعها محليا داخل المدينة".

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 15/شباط/2009 - 19/صفر/1430

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م

annabaa@annabaa.org