شبكة النبأ: جموع مليونية زحفت
الى كربلاء من مختلف محافظات العراق, أتت تجدد عهد البيعة لمولاها
الامام الحسين(ع) وتنصب في ضريحه الشريف مأتم الحزن والأسى, جموع
تنوعت بثقافاتها واختلفت بأعمارها وأجناسها, وتنوعت قابليتها
الجسمانية والصحية فكان منهم الضرير والعاجز والمشلول والطفل
والمراة العجوز والشيخ الكهل.
هذه الجموع التي شاهدتها دفعتني الى أن اسأل سائق سيارة الأجرة
التي كنت استقلها لتسهيل تغطيتي الاعلامية، عن سبب هذا السر العظيم
فأجابني بثقة العارف المتيقن بجواب بسيط هو (ان الإمام الحسين (ع)
قد عشق الله عشقاً صادقاً وحقيقي وهذه الجموع التي ترى هي نتاج ذلك
العشق الصادق, وقد سعت اليوم الى رضوان الله بحب هذا الإمام
العظيم).
حقاً ياله من عشق مخلص وحب صادق افرز هذا الولاء المحمدي
العجيب.
(شبكة النبأ المعلوماتية) التقت بعض هؤلاء العاشقين واطلعت على
مشاعرهم وأحاسيسهم فالتقت أولاً بالزائر صفاء جعفر، من اهالي الكوت
والذي قال: أتيت مشاركاً بهذه الزيارة المليونية واتمنى من الله
القبول، والحقيقة أني لم أكن مستعد ومتهيئ لكني شعرت بنداء غريب
يحفزني على المسير مع هذه الجموع المؤمنة. اضاف صفاء، من ناحية
الطريق الحمد لله كل الخدمات متوفرة من قبل أهل الثواب محبي أبي
عبدالله، وفقهم الله، وأنا أقول ان جميع الأجر والثواب هو لخدام
الحسين فقط، فهم السبب الرئيسي لراحة الزائر وهم من يقدم الجهد
والمال بلا مقابل فجزائهم ثابت وعظيم عند الله تعالى ببركة الإمام
الحسين(ع).
أم رعد من اهالي قضاء الحي قالت: أتيت برفقة زوجي وبنتي كي نعزي
سيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء(ع) وكي نشارك السيدة زينب(ع) بهذا
المصاب, وكل ما نعانيه من تعب وجهد لا يساوي قطرة في بحر من تلك
المعاناة التي مرت بأهل البيت(ع).
اضافت ام رعد لـ شبكة النبأ: ساعد الله قلب زينب (ع) وهي تعيل
تلك العائلة والأطفال وكم تمنيت ان تكون هذه الخدمات وهؤلاء الخدم
موجودين في تلك الأيام الصعبة التي مرت عليها, وباعتقادي أنها
اليوم معنا تسير بمسيرنا متجهة الى كربلاء تنادي هاهم أنصارك يا
حسين أتوا اليك زائرين... هذا ما أحس به.
الطفل الزائر علي خالد فيصل، من أهالي ذي قار محلة الشرقية،
يتحدث عن مسيرته لـ شبكة النبأ، بفطرة الأطفال ويروي لنا صور
المسيرة التي لن تفارق مخيلتة فيقول: أتيت مع والداي وأخوتي كي
ازور إمامي الحسين ابن علي (ع) وخلال مسيرتي رأيت الكثير من الناس
يسيرون فكنت سعيداً بذلك ولم اشعر بأي تعب كما أني لم اشعر بجوع
وعطش فالأكل موجود يقدم من قبل الجميع واستقبلتنا بيوت أهل القرى
في المناطق من الناصرية والى هنا، وقدموا لنا كل الخدمات التي
نحتاجها.
احمد حسن فرحان من اهالي القرنة في محافظة البصرة قال: أتينا
لنصرة المظلوم أتينا لنعزي امام عصرنا ونلبي نداء الحسين(ع) يوم
عاشوراء حين نادى هل من ناصر ينصرنا، فنحن اليوم نقول نعم سيدي نحن
أنصارك وخدمك لنصرتك جاهزون فمتى يا سيدي سنحضى بشرف الشهادة بين
يديك, وأنا بصراحة لم اشعر بهذا الطريق الطويل فكل ما صادفني رائع
ويحتاج الى ان يُسجل في صفحات من نور، كما ان الخدمات التي
شاهدتها لا تصدق فالصغير قبل الكبير يسعى لخدمة الزائر، ومن خلالكم
ادعوا جميع العالم للإقتداء بهذه السيرة وهذا الطريق للتخلص من
جميع أحقادهم وضغائنهم فمن مدرسة الحسين تعلمنا الصبر والتكاتف
والإباء.
الزائر مهدي صالح من أهالي الشطره، محافظة ذي قار قال لـ شبكة
النبأ: كيف لنا ان نصف الحب والمشاعر الحسينية، انه فضل الله الذي
خص به احبتة ونحن على يقين إننا أحباب الله لاننا احببنا
الحسين(ع)، وقد جئنا معزين بهذا المصاب قاطعين الطريق لاجل الوصول
الى كربلاء، ونتمنى من الله قبول اعمالنا واعمال المحبين.
ومن القصص المؤثرة التي شاهدتها خلال مسيرتي الى كربلاء هي
تكاتف الأحبة والذوبان بحب الحسين (ع) وتفاعل خدام الحسين مع
الزوار فقد رأيت ابواب المنازل مفتوحة, الجميع يتوسلون بالزوار
لاجل استضافتهم والتبرك بهم شيء جميل واحساس لا يوصف.. الطريق سالك
ومؤمَّن من قبل رجال الأمن فشكراً لكل تلك الجهود وتلك الخدمات.
ولخدام الحسين كلام...
بعد ذلك انتقلت (شبكة النبأ) الى داخل مواكب الخدمة الحسينية
لتنقل لقارئها العزيز بعضاً من كلمات محبي سيد الشهداء (ع) وماهي
مشاعرهم عند تقديم تلك الخدمات لزوار أبي عبدالله الحسين(ع) فالتقت
اولاً مع الاخ (عبد مجيد عبد) من موكب المصطفى فقال: شيء عجيب ما
أحسه وانا أقدم هذه الخدمة نحن نخدم هؤلاء الزوار منذ سنوات ليس في
كربلاء فقط.. إحساسي لا يوصف فالراحة والامان التي أحس بها شيء
غريب يفوق كل التصورات... الطاقة التي نحصل عليها لا نعلم من أين
تأتي أسرار نجهلها.. فنحن نواصل الليل بالنهار ورغم ذلك لا نشعر
بأي تعب بل ان ما يحزننا هو تجاوز الزائر من دون ان نقدم له
خدماتنا..
اضاف عبد، هذا الطريق الذي سلكه الملايين من الزوار علمنا
الكثير علمنا الصبر والتعاون وعلمنا إذلال النفس لله, وشهدنا فيه
الكثير من بركات الإمام الحسين(ع) فهنا منذ عام جاء احد الزوار
المُقعدين ولأكثر من (15 عام) يُدفع على كرسي متحرك مع السائرين
لزيارة الحسين(ع) وفي هذا المكان كانت المعجزة الالهية وببركة سيد
الشهداء قام ذلك المقعد، وأكمل مسيره مع الباقين، فتعالت الصلوات
على محمد وال محمد لذلك الحدث, فالحسين(ع) صاحب كرامات كجده
المصطفى محمد (ص) وهو القائل( حسين مني وانا من حسين).
السيد نعيم الياسري من موكب أنصار الزهراء قال: لم اُسئل في
حياتي عن هذا الإحساس وابسط ما استطيع قوله اني اذوب في حب الحسين
(ع), فهو من عرفنا قيمة الإنسان وهو من حررنا من عبودية غير الرحمن
وهو من ثبّت دعائم الدين وأرسى قواعده بعد رسول الله (ص) فماذا
نستطيع ان نوفي لمن ضحى بأهله وصفوته ونفسه في سبيل الله, وكيف لنا
ان نقارن ما نقدمه بتلك التضحيات العظيمة.
وتابع السيد الياسري، لصاحب هذه الذكرى الشريفة بركات وأفضال
كثيرة ومنها ما حدث معي، ففي يوم كنت مستعدا لإعداد طعام الغداء
الخاص بالزوار، وكانت الزيارة في أشدها وتفاجئت بعدم وجود (زيت
الطبخ) والوقت يمضي والسوق بعيد وقد يكون مغلق بسبب الزحام، فبقيت
في تلك الحالة من الحزن الشديد ألوم نفسي وأولادي على تلك الهفوة
وذلك النسيان، وفي هذه الاثناء اتى رجل لا اعرفه يحمل بيده صفيحة
زيت وضعها امامي ورحل، مع العلم اني لم اخبر أي احد بهذا
الموضوع... فسبحان الله هذه أحدى بركات الحسين(ع) لزواره ومحبيه.
ومن فضائل الله علينا اني بدأت بموكب صغير جداً قد لا يتجاوز
طوله الـ(3 أمتار) ثم توسع الى ما تره اليوم من سرادق وخيام خصصت
لخدمة الزوار وهذه الخدمة ابسط ما نقدمه والتي من خلالها نسأل الله
تعالى العفو والغفران وشفاعة الرسول وأهل بيته (ع).
الحاج موسى مطعجر من موكب زين العابدين (ع) قال: الحمد لله الذي
وفقنا لنيل هذا الشرف العظيم وهو خدمة زوار ابي عبدالله الحسين(ع)
ونحن في هذا الموكب نقدم ما نستطيع من خدمات ونرجو منها شفاعة
الحسين, وشعوري لا يوصف وانا اخدم هؤلاء الزوار إحساس يختلف عن
باقي الأيام, هذا شيء والشيء الأخر هو ما نلاحظه من بركة وتزايد
فيما نقدمه، فما رصدناه من مبلغ لهذه الخدمة مازال كما هو لم نصرف
منه شيء مع كل هذه الخدمات وهذا الطبخ وهذه المصروفات، فالنذور
المقدمة لوجه الله والمساعدات التي يجود بها أهل الخير تزداد وتكثر
في كل يوم وما زالت أموالنا كما هي، نعم نستطيع ان لانتقبل هذه
المساهمات لكن نحب ان نؤثر على أنفسنا ونشرك الجميع في هذا الثواب
وهذا الأجر ونسأل الله القبول.
واضاف الحاج موسى الذي فضّل أن ندعوه بخادم الحسين لـ شبكة
النبأ قائلاً: من الأسرار العجيبة التي لمستها في هذه الخدمة وخلال
هذه الأيام هي اني مصاب بمرض ضغط الدم، ويجب علي اخذ العلاج
والراحة والامتناع عن بعض المأكولات، لكن ببركة الإمام الحسين(ع)
ورغم هذا الإجهاد والوقوف لخدمة الزوار لم أتناول خلال هذه الفترة
أي دواء، ولم أتعرض الى أي وعكة رغم تناولي جميع أنواع الأطعمة
التي نقدمها في الموكب وكلّي عقيدة وإيمان بأن الله قد شفاني ببركة
هذا الإمام المظلوم. |