شبكة النبأ: على الرغم من العواصف
الترابية التي شهدتها العاصمة بغداد وبعض المحافظات، الثلاثاء، الا
أن مئات الآلاف من الزوار ما زالوا يواصلون مسيرهم مشياً على
الأقدام نحو كربلاء بمناسبة ذكرى اربعينية الإمام الحسين.
وفي غضون ذلك قال قائد عمليات كربلاء إن القوات الأمنية جاهزة
لحماية ملايين الأشخاص الذين سيؤدون مراسم زيارة أربعينية الإمام
الحسين (ع)، وذلك بمساندة فرق عسكرية خاصة بالاضافة الى الطيران
الاستطلاعي تحسبا لأي طارئ.
بينما اعلنت مصادر امنية وطبية عراقية مقتل شخص واصابة ثمانية
آخرون من الزوار الشيعة في انفجار عبوة ناسفة الاربعاء في بغداد،
في حادث ارهابي هو الثالث من نوعه خلال الاسبوع الحالي الذي يشهد
توافد الزوار الى كربلاء مشيا على الاقدام.
وقال أبو سعد، 40 سنة، “لا يهمني الجو المترب أو بعد المسافة
فالأجر على قدر المشقة”, مبيناً انها “ليست المرة الأولى التي أسير
فيها على قدمي لأداء الزيارة فقد ذهبت مرات عديدة”.
واضاف ان “هناك العديد من الناس ذهبوا مشيا على الأقدام منذ
أيام من محافظات البصرة وميسان والناصرية”، لذلك “اعتقد ان المسافة
من بغداد قليلة جدا مقارنة بالمحافظات الجنوبية”.
وشهدت مدينة كربلاء (110كم إلى الجنوب الغربي من العاصمة بغداد)
منذ أمس (الإثنين) هبوب رياح قوية محملة بالرمال والأتربة التي
قللت من مستوى الرؤية للزوار القادمين إلى المدينة لإحياء ذكرى
أربعينية الإمام الحسين التي تصادف يوم الاثنين المقبل (16/2)مما
جعل الكثير من الزوار يلفون وجوههم بالنقاب والمناديل إلا إنهم
ظلوا يواصلون المشي للوصول إلى كربلاء. بحسب اصوات العراق.
ام مرتضى التي تسكن في مدينة الصدر شمال بغداد خرجت فجر الخميس
الماضي سيراً على الأقدام اوضحت “اني نذرت أن اذهب إلى كربلاء مشيا
على الإقدام بعد شفاء ابني من مرضه”, مبينة انه “بالرغم من الجو
المترب الذي شهده العراق اليوم الا إنني أصريت أن اذهب للوفاء
بنذري”.
فيما قال فارس حسن، 25 سنة، طالب يسكن في منطقة البياع جنوب
غرب العاصمة بغداد “سأكمل سيري إلى كربلاء بالرغم من صعوبة
الطريق”, متابعاً “لم أفوت عاما دون ان ازور الامام الحسين في
أربعينيته ولذلك سوف لان افرط بها هذا العام ايضا بسبب عاصفة
ترابية، حيث سبق ان “سرنا في أحوال جوية أسوأ من هذا تمثلت في
الأمطار والصيف الحار جدا، ولذلك لا أجد غرابة في السير في هذه
الأجواء”.
الطبيب المساعد فالح علي احد المتبرعين للعمل ضمن الفرق الطبية
الجوالة يؤكد ان “اغلب الحالات التي تطلبت تدخلاً طبياً للناس
السائرين إلى كربلاء كانت بسيطة”، لافتا الى ان “الحالات التي
عالجتها في المستشفى الميداني الصغير كانت بسيطة ولا تستدعي الذهاب
إلى المستشفى”.
وانتشرت عدد من الخيم التي اقامها الاهالي على طول الطريق
الواصل بين بغداد وكربلاء لتوزيع الطعام والشراب والمبيت وتفديم
المساعدة للزوار، كما انتشرت فرق طبية جوالة على طول الطريق لتقديم
المعونة الطبية.
ويقول مهدي الحسيني من أهالي الناصرية “وصلت لتوي إلى كربلاء
وسأذهب إلى موكب المدينة لأرتاح”.
وأضاف لوكالة أصوات العراق “لم تؤثر علينا هذه الرياح لان
الموجات البشرية تشكل مصدات لنا”، وأشار الى ان “ما فعلته الرياح
هو إننا لففنا اليشاميغ حول وجوهنا ولم نبق إلا العيون لنرى
الطريق”. فيما قالت أم حسين من أهالي البصرة إن “التراب كان يؤذيني
في الحركة لأنه يصطدم بوجهي”.
اما رياض مهدي صاحب الموكب المنصوب على طريق كربلاء - النجف ذكر
ان “الريح كانت قوية إلا ان الزوار يواصلون المشي دون توقف”، لافتا
الى ان “ما يعيقنا نحن أصحاب المواكب التي تقدم الخدمات إلى الزوار
هو إن عمليات طهي الطعام واجهت صعوبة بتثبيت النار”، مثلما جعلت
“من حركة الخيمة اكثر صعوبة لراحة الزوار”.
والطرق المؤدية إلى كربلاء كلها تحيطها الرمال ولان الإسفلت لم
يعد له لون فان الأطفال وحدهم ربما تأثروا بالأتربة التي تأتي مع
الريح، حيث يقول راضي سهيل من أهالي السماوة “في الطريق تعرض
الكثير من الزوار إلى نوبات ربو إلا انهم يواصلون المسير”، مبيناً
ان “المفارز الطبية المنتشرة في الطريق تقدم المساعدات”، ومع ذلك
فان “الأطفال هم أكثر الذين تعرضوا إلى إصابات بالحساسية أو
الربو”.
من جانبه قال مدير إعلام صحة كربلاء سليم كاظم “كنا نتوقع أن
تحصل موجة من التراب أو العاصفة أو أي شيء آخر لان فصل الشتاء فيه
كل ما هو مفاجئ”، لذلك تم “تزويد المفارز المنتشرة والبالغ عددها
44 مفرزة طبية في كل الطرقات بأجهزة لمعالجة الحساسية والربو
والأدوية”.
وأشار الى ان “في دائرة الصحة ثمة لجنة لإدارة هذه الأمور وهي
على اتصال دائم مع المفارز لمعرفة ما تحتاجه وقامت خلال أمس واليوم
بمعالجة نحو 150 الف مراجع لها من بينها 100-150 حالة في كل مفرزة
لمصابين بالربو او الحساسية”، فيما تم “نقل خمسين حالة مستعجلة إلى
مستشفيات المدينة لمعالجة المصابين بالربو المزمن”.
وزيارة الأربعينية واحدة من الزيارات الكبيرة التي يؤديها
الملايين من الزوار بمناسبة مرور أربعين يوما على مقتل الإمام
الحسين في معركة الطف التي جرت أحداثها عام 61هـ.
شهيد وثمانية جرحى من الزوار الشيعة
بانفجار عبوة ناسفة في بغداد
واعلنت مصادر امنية وطبية عراقية استشهاد شخص واصابة ثمانية
اخرون من الزوار الشيعة في انفجار عبوة ناسفة الاربعاء في بغداد.
وقال مصدر امني ان "انفجار عبوة ناسفة على طريق رئيسي في منطقة
الزعفرانية (جنوب) استهدف زوارا شيعة وادى الى مقتل احدهم واصابة
حوالى ثمانية اخرين بجروح". واكد مصدر طبي في مستشفى الزعفرانية
(جنوب) تلقي ثمانية جرحى جميعهم رجال اصيبوا في الانفجار. بحسب
فرانس برس.
ويتوجه عدد كبير من الزوار الشيعة منذ ايام بينهم نساء واطفال
سيرا على الاقدام الى كربلاء (110 جنوب بغداد) لاحياء ذكرى
اربعينية الامام الحسين (ثالث الائمة المعصومين لدى الشيعة)
الاثنين المقبل.
وهذا هو الهجوم الثالث الذي يستهدف زوار العتبات المقدسة لدى
الشيعة في العراق، خلال الأسبوع الحالي. ففي يوم الأحد، وقع انفجار
في حي القاهرة بشمال شرقي بغداد، استهدف مجموعة من الحجاج الشيعة
الذين كانوا في طريقهم لإحياء ذكرى "أربعينية الإمام الحسين"، ما
أدى إلى مقتل اثنين وجرح 11 آخرين.
وفي حادثة أخرى، انفجرت قنبلة في حي "النهضة" التجاري، أسفرت عن
إصابة شخصين بجراح، وفق وزارة الداخلية العراقية.
وفي حادثة أخرى وقعت السبت، أطلقت القوات الأمريكية النار على
اثنين من الحجاج الشيعة، وفق وزارة الداخلية العراقية.
وفي بيان صحفي، قال الجيش الأمريكي إن النيران أطلقت دون عمد في
المنطقة، وأصيب جراء ذلك اثنان من السكان المحليين، غير أنه "لم
يتضح بعد ما إذا كانت هناك علاقة بين إطلاق النار غير المتعمد
والإصابات التي تحدثت عنها التقارير."وأوضح الجيش الأمريكي أنه فتح
تحقيقاً في الحادث.
وكشف الجيش أن المواطنين العراقيين كانا في طريقهما لأداء مشاعر
"أربعينية الإمام الحسين" في مدينة كربلاء، وهي إحدى المشاعر
المقدسة لدى الشيعة، والتي تتوافق مع السادس عشر من فبراير/شباط
الجاري.
قائد عمليات كربلاء: جاهزون لحماية زوار
الأربعينية بخطة يشارك بها الطيران
وقال قائد عمليات كربلاء، إن القوات الأمنية جاهزة لحماية
ملايين الأشخاص الذين سيؤدون مراسم زيارة أربعينية الإمام الحسين
(ع)، مبينا أن القوات الأمنية منتشرة في المناطق المحيطة بكربلاء
بمساندة الطيران الاستطلاعي تحسبا لأي طارئ.
وأضاف الفريق الركن عثمان الغانمي خلال مؤتمر صحفي أن القوات
الأمنية “جاهزة لحماية ملايين الأشخاص الذين سيؤدون مراسم زيارة
أربعينية الإمام الحسين (ع) يوم الاثنين المقبل (16/2)”، مشيرا إلى
أنها “منتشرة بالمناطق المحيطة بكربلاء ومن جهاتها الأربع المؤدية
إلى النجف وبابل وبغداد والأنبار”.
وأضح أن “الطيران الاستطلاعي يقوم بمهمة إسناد القوات الأمنية
من جيش وشرطة وصنوف أخرى من خلال عمليات المسح الجوي تحسبا لأي
طارئ”، منوها إلى أن الجموع الغفيرة من الزوار التي تأتي مشيا على
الأقدام “ستجد الحماية الكافية لها لاسيما أن أجهزتنا تتمتع
بالخبرة الكاملة في التعامل مع الحالات الطارئة لمنع أي إساءة
للزوار”.
وكان المدير العام لشرطة كربلاء اللواء الركن علي جاسم محمد قال
لوكالة أصوات العراق في وقت سابق إنه تم تقسيم المدينة إلى ثلاثة
أطواق وثمانية قواطع ونشر نحو 30 ألف رجل أمن وعدد كبير من رجال
الاستخبارات والقناصين والكلاب البوليسية لحماية الزوار الذين
بدأوا بالتوافد على مدينة كربلاء من كل حدب وصوب لإحياء ذكرى
أربعينية الإمام الحسين (ع) ثالث الأئمة عند المسلمين الشيعة يوم
الاثنين المقبل ضمن خطة أمنية وصفها بـ”المحكمة والمرنة”.
وزيارة الأربعينية واحدة من الزيارات الكبيرة التي يؤديها
الملايين من الزوار بمناسبة مرور أربعين يوما على مقتل الإمام
الحسين بن علي (ع) وأخوته وأصحابه عليهم السلام بمعركة الطف التي
جرت أحداثها عام 61 هـ. |