شبكة النبأ: في ظل تدابير أمنية
مشددة بدأ ملايين من المؤمنين الشيعة رحلة شاقة لقطع مئات
الكيلومترات مشياً على الأقدام من مدن العراق للوصول الى مدينة
كربلاء لإحياء أربعينية الامام الحسين ع منتصف الشهر الجاري. فضلا
عن ورود الاف اخرين من دول الخليج وايران وباكستان والهند وتركيا
وغيرها...
ويشارك في هذه الشعيرة الدينية المقدسة لدى الشيعة في العراق
أشخاص من مختلف الفئات العمرية حيث تمكن مشاهدة، على طول الطرق
المؤدية الى مدينة كربلاء، طفل رضيع بأحضان أمه لم يصل بعد الى
عامه الأول أو آخر معاق على كرسي متحرك أو شيخ طاعن بالسن وآخرين
بأعمار مختلفة من النساء والرجال والشباب يتحدون الأحوال الجوية
السيئة التي تشتد برودتها خلال الليل وغالبيتهم العظمى يرتدون
ملابس سوداء تأسيا وحزنا على مقتل الأمام الحسين قبل 14 قرنا في
واقعة الطف بمدينة كربلاء.
وقال حسام محمد لطيف(23عاما): خلال اليومين المقبلين سننطلق في
رحلة السير مشيا على الأقدام من بغداد الى مدينة كربلاء كتقليد
سنوي وحبا وتمسكا وعشقا للامام الحسين. وأضاف: نحتاج الى يومين أو
ثلاثة للوصول الى مدينة كربلاء للمشاركة في احياء أربعينية الحسين
مع الآخرين. بحسب تقرير د ب أ.
ميدانيا قالت الشرطة العراقية ان قنبلة على الطريق انفجرت في
شمال بغداد الاحد، مما أسفر عن مقتل شيعيين واصابة 14 آخرين كانوا
يشاركون في مسيرة طويلة لاحياء ذكرى أربعينية الحسين.
وكان الضحايا ضمن مجموعة من الشيعة كانت متجهة الى مدينة كربلاء
بجنوب العراق حيث يحتشد الملايين سنويا لاحياء اربعينية الحسين.
وصول 3400 موكب محلي ودولي إلى كربلاء
وقال مسؤول قسم الشعائر والمواكب الحسينية في العراق والعالم
الإسلامي في كربلاء، إن نحو 3400 موكب وصل إلى المدينة قبل وصول
الزوار لتأدية زيارة أربعينية الإمام الحسين التي تصادف منتصف
الشهر الجاري من بينها مواكب من دول عربية وافريقية وأوربية
وآسيوية. بحسب اصوات العراق.
وأوضح رياض السلمان“وصل مدينة كربلاء نحو 3400 موكب من المواكب
المشاركة في أربعينية الإمام الحسين، والتي تصل كمقدمة عن المدن
والمحافظات العراقية قبل وصول الزوار من تلك المناطق”.
والمواكب مجموعة من الناس تنظم كتلة بشرية لتأدية طقوس الحسينية
ويصل عدد أفراد كل موكب إلى أكثر من 100 معزي أو مشارك وتكون هذه
المواكب أماكن مبيت واستراحة وتقديم وجبات الغذاء لأعضائها.
وأضاف السلمان أن “هذه المواكب نصبت سرادقها في جميع مناطق
كربلاء وفق خطة موضوعة لها وهي تعرف أماكنها مسبقا منذ عشرات
السنين لتكون مكان استراحة لزوراها، ومن بين هذه المواكب وصل
المدينة مواكب من أوربا وبريطانيا وإيران وباكستان ودول عربية
عديدة وافريقية كتنزانيا وجزر القمر”.
وزيارة الأربعينية واحدة من الزيارات الكبيرة التي يؤديها
الملايين من الزوار بمناسبة مرور أربعين يوما على مقتل الإمام
الحسين في معركة الطف التي جرت أحداثها عام 61هـ.
خطة أمنية محكمة
وفي نفس السياق قال مدير عام شرطة كربلاء انه بدأت القوات
الأمنية في المحافظة بتنفيذ خطة أمنية “محكمة” لحماية زوار
أربعينية الإمام الحسين التي تصادف منتصف الشهر الجاري”. مشيرا إلى
“وصول تعزيزات من خارج المحافظة لدعم الخطة”.
وأوضح اللواء الركن علي جاسم الغريري في مؤتمر صحفي عقده
بكربلاء “بدأت قواتنا بتنفيذ خطة محكمة ومرنة لحماية الزوار ولمنع
حدوث أي خرق امني، وأن الخطة ستكون متصاعدة حسب الحاجة وتصل
ذروتها يوم الأربعين الذي يصادف يوم السادس عشر من الشهر الجاري”.
وأضاف أن وحدات عسكرية خاصة “التحقت من المحافظات المجاورة
إلى مدينة كربلاء لزيادة مساحة الأمن، مثلما تم تعزيز الواقع
الأمني من قبل اللواء الثالث من الشرطة الوطنية الذي وصل المدينة”
.
ولفت إلى أن المحافظة برمتها “تشهد انتشارا امنيا مكثفا حتى في
المناطق الزراعية والصحراوية والنهرية كبحيرة الرزازة (15كم غرب
كربلاء)”. بحسب اصوات العراق.
ونوه إلى أن الحكومة المركزية ووزارة الداخلية تقدمان الدعم
اللوجستي للمدينة من اجل إتمام أداء مراسيم زيارة أربعينية الإمام
الحسين.
وأضاف”تم نشر نحو 30 الف عنصر امني من قوات الشرطة والجيش،
إضافة إلى أربعة آلاف عنصر يرتدون الزي المدني تم دمجهم مع
الزائرين ليكونوا عينا على مراقبة تحركات العناصر المشبوهة.
وأشار الى انه ” تم نشر كاميرات المراقبة في عموم المحافظة
إضافة إلى إشراك مفارز الكلاب البوليسية و1500 من عنصر الشرطة
النسوية تم توزيعهن في كل المناطق التي يتطلب فيها تفتيش النساء.
وتابع “تم تهيئة خمسة آلاف من العناصر الأمنية كقوة للتدخل
السريع عند الحالات الطارئة على 10 مواقع استراتيجية مزودين بكافة
التجهيزات والآليات اللازمة، مثلما تم تهيئة ثلاثة أفواج لفض
الشغب داخل المدينة والمواطن الأكثر ازدحاما لتكون على أهبة
الاستعداد لمواجهة مخاطر من يحاول تعكير صفو الزيارة.”
وزاد”تم توزيع 400 قناص على أسطح البنايات والفنادق داخل
المدينة وأطرافها إضافة قيام 175 مفرزة متحركة بمواصلة العمل من
اجل معالجة المتفجرات والقنابل.
ولفت الى ان “طائرات عراقية من مروحيات وطيران عراقي اشتركت
لتامين المناطق الصحراوية والمسطحات المائية والبساتين ومسالك
الطرق التي يسلكها الزائرون الى كربلاء.
محافظ كربلاء المنتهية ولايته: الانتهاء من الاستعدادات الخاصة
بإحياء زيارة الأربعين في المدينة
,أعلن محافظ كربلاء عقيل الخزعلي، أن الأجهزة الأمنية والخدمية
في المحافظة أكملت جميع استعداداتها لاستقبال الزوار القادمين إلى
كربلاء بمناسبة زيارة الأربعين.
وأوضح الخزعلي في مؤتمر صحفي، بمقر محافظة كربلاء حضرته
"نيوزماتيك" أن "الدوائر الخدمية والأجهزة الأمنية في المحافظة
أكملت استعداداتها الخاصة بزيارة الأربعين"، مشيرا إلى "وجود خزين
كاف من الوقود والمحروقات يكفي لحاجة المدينة خلال فترة الزيارة".
وتوقع الخزعلي أن "يتجاوز عدد الوافدين إلى مدينة كربلاء
بمناسبة زيارة الأربعين لهذا العام التسعة ملايين زائر بسبب
استقرار الأوضاع الأمنية التي تشهدها المدينة منذ عدة أشهر".
وأكد محافظ كربلاء المنتهية ولايته أن "عدد المواكب الخدمية
المسجلة لدى شرطة كربلاء بلغ 3128 موكبا تهتم بتقديم الطعام وتوفير
المبيت للزائرين"، مبينا أن بلدية كربلاء جهزت من قبل وزارة
البلديات العراقية بعدد من السيارات الحوضية المخصصة لنقل الماء
للزائرين على الطرق الخارجية".
الهلال الأحمر بكربلاء تضع خطة مساعدات
لزوارالأربعينية
من جهة اخرى قال مدير فرع هيئة الهلال الأحمر في كربلاء إن
الهيئة انتهت، من وضع خطة لنشاطها خلال زيارة أربعينية الإمام
الحسين التي ستصادف منتصف الشهر الحالي.
وأوضح محمد عبد الصاحب الكعبي “انتهينا من وضع خطة عمل لهيئة
الهلال الأحمر في كربلاء بمناسبة زيارة أربعينية الإمام الحسين(ع)
وقد كانت بالتنسيق مع المركز لتامين كافة مستلزمات النشاطات
اللوجستية الضرورية وتشكيل غرفة عمليات ولجان متابعة لتنفيذ خطط
الهيئة”. بحسب اصوات العراق.
وأضاف” خطتنا تضمنت فتح أربعة مخيمات تضم 120 خيمة بواقع 30
خيمة لكل مخيم موزعة على الطرق الخارجية للمدينة”. مشيرا إلى أن
هذه المخيمات “ستتم إدارتها من قبل 250 متطوعا ومتطوعة وزعوا على
الطرق الخارجية عبر أربعة محاور هي محاور النجف وبابل وبغداد وعين
التمر”.
وتابع “جهزت هذه المخيمات بالافرشة والأغطية والمواد غذائية
والخدمات الطبية كما تضمنت توزيع نحو 15 مفرزة في مركز المحافظة
والاقضية والنواحي التابعة لها”.
ولفت إلى أن الهيئة ستقوم بتقديم 35 ألف وجبة غذاء وعلى ثلاث
وجبات في اليوم الواحد إضافة إلى التنسيق مع لجنة إدارة المواكب
لتوزيع 4 آلاف بطانية.
هبوط اول دفعة من ستة آلاف زائر خليجي في
مطار النجف
وفي مطار النجف هبطت خمس طائرات مدنية قادمة من مطارات خليجية،
وهي تقل زوارا بحرينيين قدموا للمشاركة في زيارة أربعينية الإمام
الحسين، فيما ذكر وزير النقل العراقي أن ستة آلاف زائر حصلت
الموافقة الرسمية على نقلهم إلى النجف وكربلاء عبر المطار.
وقال وزير النقل العراقي عامر عبد الجبار في حديث لـ نيوزماتيك،
إن "الوزارة وقعت اليوم الجمعة اتفاقية لنقل ستة آلاف زائر للعتبات
المقدسة في مدينتي النجف وكربلاء عبر مطار النجف"، موضحا أن "أولى
الطائرات التي تقل الزوار وعددها خمسة هبطت هذا اليوم في مطار
النجف".
من جانب آخر، أشار وزير النقل الذي وصل إلى النجف على متن طائرة
قادمة من بغداد إلى أنه "أجرى خلال زيارة قام بها لتركيا مؤخرا
مباحثات مع وزير النقل التركي حول افتتاح خطين جويين جديدين بين
اسطنبول والنجف والموصل"، كاشفا أن "هناك أيضا محادثات مع
البحرينيين لفتح خط طيران بين المنامة ومطار النجف".
ووجه وزير النقل العراقي "دعوة إلى كافة دول العالم والشركات
العالمية الراغبة باستحداث خط طيران مع مطارات العراق"، مذكرا
بأنها "سوف تحصل على الموافقات مباشرة من الوزارة، بعد تقديم
الوثائق الرسمية لسلطة الطيران المدني".
ومن جهته، قال محافظ النجف أسعد سلطان أبو كلل في حديث لـ
نيوزماتيك، إن "الرحلات الجوية الخمس التي وصلت اليوم، قدمت من
مطاري الشارقة والكويت، وقد وافقت الجهات الرسمية على منح الفيزا
للزائرين من مطار النجف للمرحلة الحالية"، لافتا إلى "وجود مباحثات
لاستحداث خط للعمرة بين النجف والسعودية".
يذكر أن مطار النجف الدولي، كان قد افتتح رسميا في العشرين من
تموز الماضي، لكنه لم يعمل بشكل متواصل حتى الآن بسبب بعض القيود
الإدارية والفنية، حسب تصريحات القائمين عليه مؤخرا. وتقع النجف
على بعد 170 كم جنوب بغداد.
اجراءات أمنية في ديالى لتأمين الطرق
أمام زوار كربلاء
وفي ديالى أعلنت قيادة شرطة المحافظة أنها بدأت بتنفيذ خطة
لتأمين الطرق الخارجية لسير الزائرين المتوجهين سيرا على الاقدام
من المحافظة باتجاه محافظة كربلاء للمشاركة في احياء اربعينية
الامام الحسين، فيما اكد مصدر محلي أن عدد الزوار تجاوز 50 الف
مواطن.
وقال قائد شرطة محافظة ديالى، اللواء الركن عبد الحسين الشمري،
في حديث لـ نيوزماتيك، إن "قيادة الشرطة بدأت بتنفيذ خطة لتأمين
الطرق الخارجية ونشر المفارز الأمنية في التقاطعات، لتأمين الزوار
المتوجهين من نواحي واقضية المحافظة، باتجاه محافظة كربلاء
للمشاركة في احياء اربعينية الامام الحسين التي تصادف الأحد
المقبل".
فيما أكد مصدر محلي مسؤول في محافظة ديالى أن "عدد الزوار الذين
توجهوا إلى كربلاء من جميع نواحي واقضية المحافظة تجاوز 50 الف لحد
الان، وهو عدد كبير يسجل لأول مرة، لأن أغلب الطرق الخارجية لم تكن
مؤمنة قبل سنتين، وغالبا ما استهدفت مواكب السير بهجمات خلال
العامين 2004-2005 بالعبوات الناسفة، وأدت إلى سقوط قتلى وجرحى".
فيما أكد مدير دائرة صحة محافظة ديالى الدكتور علي التميمي، أنه
تم "نشر مفارز طبية ميدانية على الطرق الخارجية لتوفير المعونات
الطبية للزوار وتم تأمين سيارات اسعاف لتقديم المعونات الطبية".
يذكر أن القيادات المحلية في محافظة ديالى 55 كم شمال شرق
بغداد، تؤكد أن اغلب المناطق الشيعية في المحافظة، شهدت في الاشهر
الماضية احياء الكثير من الشعائر الدينية داخل المناطق والمساجد
والحسينيات، بعد تحسن الأوضاع الأمنية. |