الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

الحوراء زينب (ع) نبراس النساء

علي حسين عبيد

ثمة عناصر هامة ينبغي توافرها من اجل أن تنجح المآثر والطروحات الاصلاحية، تلك التي تهدف الى تهذيب الانسان وتشذيبه، ثم وضعه على جادة الصواب، ليمضي قُدُما في رحاب حياة مثمرة.

وحين بدأ الامام الحسين (ع) رحلته الاصلاحية العظيمة أعمالا وأقوالا، وأعلن أهدافه بوضوح لا يقبل التأويل او الشك: (لم أخرج أشرا ولا بطرا، وانما خرجت طلبا للاصلاح في امة جدي) فقد هيّأ الامام (ع) تلك العناصر التي تشكل عوامل إسناد لأية حركة فكرية عملية تهدف للاصلاح قبل غيره.

فكانت سيدتنا الحوراء زينب (ع) من العناصر الهامة لترسيخ مأثرة الامام الحسين (ع) ضد الظلم والانحراف، وذلك من خلال دورها الذي اتخذ عدة اتجاهات ونشاطات لدعم الاصلاح الحسيني وتخليد الافعال والافكار الحسينية وتثبيتها للاجيال اللاحقة التي ستحتاج قطعا دروسا محققة في مقارعة الظلم وعدم مهادنته تحت كل الظروف.

لقد كان الامام (ع) يعرف خطورة وأهمية الدور الكبير المناط بالحوراء (ع) سواء قبل استشهاده او بعد ذلك، لأنه يتعامل مع أعداء عتاة بغاة لاتعرف الرأفة او الرحمة طريقا الى قلوبهم، ولذلك كان وسيكون الجهد مضاعفا لحماية النساء والاطفال من حالات الرعب التي تعرضوا لها قبل الاستشهاد او التي سيتعرضون لها بعد الاستشهاد.

ثم أضافت سيدتنا الجليلة زينب (ع) دورا جديدا مضافا الى دورها في التهدئة وزيادة الصبر والمقاومة لدى من بقي من قومها بعد انجلاء غبار المعركة، حيث مثلت صوت الحق الذي يعلو ولا يُعلى عليه، سواء في رحلة السبي البائسة التي نفذها الزنادقة المتملقون من العراق الى الشام، او دورها العظيم الخالد في الشام، حيث فضحت المنحرفين في عقر دارهم بالأدلة والأسانيد التي أبكمتهم نتيجة الاعتداء الآثم على أهل ونسل النبي الأعظم محمد (ص)..

ان القوة الروحية والواقعية التي تمتعت بها بنت سيدة نساء العالمين عليهما السلام، هي التي جعلتها صوتا اعلاميا عاليا، لمناصرة الحق وفضح أباطيل الشر في عقرها، لدرجة ان التأريخ قدم لنا (وقلما فعل ذلك) نموذجا نسويا لا يتكرر في الشجاعة والثبات وقوة الحجج وفصاحة اللسان وعظمة الايمان ورسوخه.

فلقد حملت الحوراء عليها السلام عن معيتها الاطهار (اطفالا ونساء ومرضى) من نسل رسول الله (ص) ضغوط الخوف والرعب والبشاعة التي تعرضوا لها قبل الواقعة الخالدة وبعدها، وخففت عنهم عبء الوحشية التي مارسها المجرمون القتلة بعد استشهاد الامام الحسين (ع) وذويه وصحبه الطاهرين، وبقيت ثابتة الجنان مرفوعة الرأس لتعلن على رؤوس الأشهاد عظمة انتمائها الى خاتم المرسلين (ص) وتثبّت أحقية ثورة أخيها الحسين (ع) على الظلم والانحراف، ثم لتذكّر القتلة المجرمين بأن سباياهم هم من نسل الرسول الأعظم (ص) وامتداده الى ما شاء الله تعالى.

ان دور الحوراء (ع) التربوي والجهادي والاعلامي، سيبقى منارا ونبراسا للمرأة المؤمنة الثابتة الجنان، حيث تتطلب حياة المجتمع المؤمن نساءً من هذا الطراز، يتمتعن ببصيرة متفحصة بعيدة النظر وصبر على المشاق أيا كان حجمها او نوعها وتربية على الجلد والايمان لا ينالها او يقترب منها الضعف او التردد.

نعم ان سيدتنا زينب (ع) أعطت في واقعة الطف الخالدة النموذج الأمثل للمرأة القوية الصابرة المؤمنة، وهي بذلك كانت وستبقى نبراسا لنساء العالم أجمع، ومنارا تربويا، سلوكيا وأخلاقيا يمكن أن تهتدي به المرأة، لاسميا (المسلمة في عصرنا الراهن) حيث يمكنها استلهام عناصر ومكونات شخصية الحوراء (ع) من خلال:

• اعتماد الصبر كمؤهل أساسي من لدن المرأة لتحقيق حياة أفضل تقوم على الموازنة بين متطلبات العصر والايمان الراسخ.

• تنمية عوامل الثقة بالنفس وقوة الشخصية المستمدة من عدالة القضية والموقف والمبادئ التي ترسم خطوات حياة المرأة المسلمة.

• عدم التردد بطرح وجهة النظر التي تعتمدها المرأة لتطوير حياتها وفق الأسس المتعارف عليها والمأخوذة من سجايا النساء الخالدات مثل زينب الحوراء (ع).

• حرص المرأة على تطوير قدراتها الذاتية استعدادا لمواجهة المواقف المصيرية التي قد تعترض حياتها من دون سابق انذار.

• مساهمة المرأة الجوهرية في تطوير المجتمع باعتبارها حجر الزاوية في حماية وتربية الغرس الانساني الجديد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 10/شباط/2009 - 14/صفر/1430

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م

[email protected]