الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

في ذكرى عاشوراء: اطفال كربلاء يواسون اطفال الحسين عليه السلام

تحقيق: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: تمثل ليلة التاسع من محرم الحرام وكذلك اليوم التاسع، عند العراقيين (يوم الرضيع)، نسبة الى اصغر شهداء الطف عبد الله بن الحسين عليه السلام، الذي استُشهد بين يدي والده بعد ان تقدم الإمام ليُري القوم الطفل الذي أضماه العطش وجف صدر أمه نتيجة محاصرة جيش يزيد لمعسكر الحسين عليه السلام ومنعهم ماء الفرات، حيث تقدم عليه السلام طالباً منهم فسح المجال لسقاية الرُضَّع والنساء لكن حرملة رمى بسهمه في منحر الرضيع وقتَلَه، لتتأكد شهادة الطغاة ويتوثق مدى ظلمهم ووحشيتهم في مشهد ظل يصرخ في ضمير الانسانية على مدى اربعة عشر قرن مضت...

اطفال كربلاء المقدسة دأبوا على أن يكون لهم دورٌ في المواساة لأمثالهم من الاطفال ممن كانوا في ركب الحسين عليه السلام، وبالخصوص الشهيد عبد الله الرضيع.. حيث انهم يؤسسون الهيئات والمواكب الصغيرة ويقيمون السرادق البسيطة ليقدموا خلالها ما يستطيعون من خدمة لزوار الامام الحسين عليه السلام..

الطفل مصطفى صالح، 12 سنة، قال لـ شبكة النبأ: في شهر محرم من كل عام دأبنا أنا وأصدقائي على القيام بعدة نشاطات تتضمن المشاركة في إقامة التكيات والهيئات الصغيرة بالاضافة الى الخروج في مواكب العزاء المنطلقة من منطقتنا..

وتابع مصطفى، نشارك ايضاً وخلال العشرة ايام الاولى من محرم في توزيع الأطعمة والماء والشاي على زوار ابي عبد الله عليه السلام الذين يأتون من كافة المحافظات.. ونحن نجدد حبّنا وولائنا لإمامنا الحسين عليه السلام في هذه الايام لننال بركته وشفاعته عند الله..

الطفل محمد كريم، 10 سنوات، قال لـ شبكة النبأ: أنا أشارك مع أبناء عمومتي وجيراني وأصدقائي في نصب التكية عند نهاية الشارع الذي نسكن فيه لكي نساعد الزوار الآتين مشياً على الأقدام من المحافظات حيث نقدم لهم الماء ومكان الاستراحة والشاي وفي بعض الاحيان الأكل، ان كان باستطاعتنا أن نوفره لهم..

وتابع محمد، نحن عندما نقوم بعمل ذلك نتشارك فيما بيننا بالتكلفة بالنسبة للأدوات التي نستعملها في الضيافة والخدمة.. أما الاغراض الكبيرة فنجلبها من بيوتنا ونرجعها بعد ان نفرغ منها..

وفي مثل اليوم المعني من كل عام، يغص الحرم الحسيني الشريف بالنساء وقد اصطحبن معهن اطفالهن الرُضَّع ملفوفين بقماش أبيض وملابس خضراء، للدلالة على اللون الذي يرمز الى اهل البيت عليهم السلام وهنَّ ملطّخات الرؤوس والوجوه بالطين في مشاهد تعيد الى الاذهان فواجع الطف المتعددة الوجوه لكنها تركز على فاجعة الرضيع عبد الله عليه السلام بالذات.

السيدة ام علي قالت لـ شبكة النبأ: لدينا في ذكرى عاشوراء تقليد سنوي وهو أن نأتي بأطفالنا الى الحرم الحسيني الشريف لزيارة إمامنا الحسين، وكذلك تُقام التشابيه لـ عبد الله الرضيع ابن الامام الذي قتله حرملة لعنه الله، حيث يُنصب (مهد) للتشبيه على انه مهد عبد الله الرضيع، ونحن نأتي بأطفالنا قرب هذا المهد لنتبارك به ونطلب حواجئنا لأننا نعتبره باب الوجاهة والشفاعة عند الله تعالى..

السيدة ام حسين، تحدثت لنا عن مشاركتها وأولادها في كل سنة في اليوم الثالث لمقتل الامام الحسين عليه السلام، في التشابيه الشعبية الضخمة التي تقام خلالها مراسيم دفن جثة الإمام سلام الله عليه وأصحابه، وتقول، أذهب مع اولادي في كل عام منذ مابعد سقوط النظام البائد، لنشارك في تشابيه (دفن الإمام وأصحابه) التي يشارك فيها المئات من النساء والرجال والاطفال، عند اليوم الثالث لمقتل الإمام عليه السلام.. ونحن نقوم بذلك لأننا نسعى لأن تبقى تضحيات الحسين دائماً في قلوبنا وعقولنا لأنه باب الشفاعة والوجاهة في الدنيا والآخرة.

وفي نهاية هذه الجولة نقول، إذا ما تأملنا جيدا في الافكار والاعمال التي يقدمها اطفالنا متطوعين للمشاركة في الشعائر الحسينية وعلى قدر امكانياتهم الذاتية فإننا سنكتشف ينابيع الإدامة لتلك الشعائر والعامل الحاسم الذي أبقاها جيلاً بعد جيل، فكما هو معلوم، التعلّم في الصغر كالنقش على الحجر.

ومن هنا فإن السعي الدؤوب والحثيث في الاهتمام بنشاطات الطفل وتنمية مواهبه في مايخص الشعائر الحسينية، واعطاءه المساحة الكافية في مختلف وسائل الاعلام هي من اهم ما يمكن ان يدفع بهذه الشريحة الحيوية للإستمرارية والتطور نحو استلام الامانة بقوة وكفاءة، امانة "الشعائر الحسينية".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 8/كانون الثاني/2009 - 11/محرم/1430

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م

[email protected]