شبكة النبأ: عمت كربلاء الحسين
(ع) وفي يوم العاشر من المحرم مظاهر الحزن والأسى واستذكر أهلها
والزوار القادمين من خارجها في هذا اليوم فاجعة استشهاد أمامهم
الحسين بن علي (ع) في واقعة الطف الأليمة. عبر احياء مختلف مظاهر
الشعائر الحسينية من مواكب الزنجيل والمشق والتطبير وركضة طويريج
ومشاهد تشبيه الواقعة الى الاطعام وخدمة الزائرين وزيارة ضريح
الامام الحسين (ع).
فقد استعد الملايين من الشيعة لإحياء هذه المراسيم العظيمة حيث
شهد يوم التاسع من المحرم استعدادات استثنائية لاستقبال يوم
عاشوراء. وأحيت جموع المعزين بحرية وامن واستقرار تلك الليلة
بالحزن والدموع واللطم والبكاء لهذا المصاب الجلل. واستعدت أيضا
مواكب التطبير والتي خرجت من ساعات الفجر الأولى من اليوم العاشر
واستمرت إلى الساعة الحادية عشر صباحاً حيث شارك فيها عشرات الآلاف
من أبناء المحافظة والزائرين الذين قدموا من مختلف بقاع المعمورة.
ثم بدأت بعد ذلك ركضة طويريج والتي شارك فيها أكثر من ثلاثة ملاين
زائر مرددين شعارهم المعروف (أبد والله ماننسى حسينا). وركضة
طويريج احد شعائر عاشوراء الشهيرة وبدأت من عام 1300هـ وكانت تبدأ
عند الليل من منطقة طويريج وهي مدينة الهندية ذاتها (20كم شرق
كربلاء )حيث يبدأ الرجال سيرا على الأقدام وعند الصباح يكونون قد
وصلوا مشارف كربلاء وتحديدا عند قنطرة السلام (1كم عن مرقد الإمام
الحسين) ثم تبدأ الركضة بعد صلاة الظهر وهو وقت انتهاء معركة الطف
التي وقعت عام 61 للهجرة.
وقد شاركت شبكة الـ(النبأ ) جموع المعزين في هذا اليوم لتنقل
لقارئها العزيز بعض الوقائع من هذه المراسيم.
التقينا السيد(مهدي نوري أبو طبرة ) الذي حدثنا عن ركضة طويريج
قائلاً: (ومن يعظم شعائر الله فأنها من تقوى القلوب) يتشرف أهالي
الهندية بحمل هذا الاسم والذي أختص بهم. بدأت هذه الشعيرة في عام
(1300هـ) ومازلت مستمرة حتى يومنا هذا وقد مرت بمرحلة انقطاع أيام
النظام السابق وبالتحديد بعد عام (1991 ) لكنا في هذه المدينة كنا
نمارسها بالخفاء وحافظنا عليها دون انقطاع. وترمز الركضة إلى
مجموعة من القيم أهمها أن هذه الجموع المليونية تسارع اليوم
لاستنصار أبي عبدا لله (ع) مستذكرة صرخته يوم عاشوراء وهو ينادي
(أما من ناصراً ينصرنا ... ) ويشارك في هذه الشعيرة أعداد هائلة من
المعزين تتراوح مابين الـ(3 ملاين ـ 5ملاين وأكثر ) ومن مختلف
الجنسيات والأعمار.
أما عن حرق الخيام فقد تحدث الأخ (عدنان عبد الحسين) من موكب
عزاء طرف المخيم لـ شبكة النبأ قائلا: هذه الشعيرة من الشعائر
القديمة التي يختص بها طرف المخيم ويبدأ تهيئة الخيام قبل مراسم
ركضه طويريج وهذا يمثل استذكار لما حدث يوم العاشر من المحرم.ومن
أساسيات هذه الشعيرة أن يقوم عدد من المقاتلين بتمثيل حرق خيمة
الأمام الحسين (ع) فقط أما الخيام الأخرى فتذهب للتبرك، وعدد
الخيام في هذه السنة بلغ(11) خيمة مقسمة ومكتوب عليها أسماء أهل
البيت (ع).
مليونان ونصف شاركوا في الركضة
من جهته قال مصدر مسؤول في محافظة كربلاء، الاربعاء، إن زيارة
العاشر من محرم الحرام انتهت بعد ان أدى أكثر من مليوني ونصف
المليون زائر ركضة طويريج بينهم نحو نصف مليون امرأة. وأوضح المصدر
لوكالة (أصوات العراق) انه “مع انتهاء ركضة طويريج التي جاب فيها
المشاركون شوارع المدينة ومنطقة ما بين الحرمين والعتبتين الحسينية
والعباسية فان الشعائر الحسينية بذكرى استشهاد الإمام الحسين
انتهت”، مبيناً ان “هذه الركضة التي اعتبرت ماراثونية شارك فيها
نحو مليونين ونصف المليون زائر بينهم ما يقارب نصف مليون امرأة”.
وأشار الى ان “الركضة وحدها استمرت مدة ساعتين ابتدأت بعد صلاة
الظهر في الساعة الثانية عشرة وثلاثين دقيقة”، لافتاً الى ان “عدد
المشاركين في الركضة لهذا العام أكثر من الأعوام السابقة نتيجة
للتحسن الأمني”.
من جهته توقع رئيس لجنة السياحة الدينية في كربلاء عبد الحسن
الفراتي أن يزيد عدد الزائرين المشاركين في إحياء زيارة عاشوراء
منذ الأول من محرم وحتى اليوم الأربعاء، على الثلاثة ملايين زائر.
وقال الفراتي في حديث لـ"نيوزماتيك"، اليوم الاربعاء، إن "احياء
طقوس عاشوراء هذا العام لم يقتصر على ابناء كربلاء كما في السابق"
موضحا أن "أهالي كربلاء اعتادوا إحياء المناسبة في الأعوام
السابقة، بينما يحيي زيارة الأربعين التي تصادف العشرين من صفر
زائرون من مختلف المحافظات العراقية ومن خارج العراق". واعتبر
الفراتي أن العدد الكبير من المشاركين في احياء ذكرى عاشوراء "يكشف
عن أن حركة الزائرين باتجاه كربلاء ستكون كبيرة مستقبلا"، حسب
تقديره. ولفت رئيس لجنة السياحة الدينية في كربلاء الى أن
"الملايين الثلاثة من الزائرين بينهم 75 ألف زائر قدموا من خارج
العراق، وخصوصا من إيران والهند وباكستان ودول الخليج".
بدوره قال محافظ كربلاء إن نحو مليون ونصف المليون زائر موجودون
في كربلاء لإحياء يوم عاشوراء ذكرى استشهاد الإمام الحسين التي
تصادف غدا الأربعاء بينهم نحو 60 ألف زائر أجنبي. وأوضح لـ(أصوات
العراق)، الثلاثاء، ”وصل إلى مدينة كربلاء خلال الأيام الماضية
أكثر من ثلاثة ملايين زائر نصفهم أدى الزيارة وعاد إلى مدينته فيما
بقي نحو مليون ونصف المليون زائر في المدينة حتى الآن” بانتظار ان
يحي شعائر عاشوراء في المدينة المقدسة غدا الاربعاء. وأشار” بين
هؤلاء نحو 60 ألف زائر أجنبي اغلبهم من إيران اذ يصل عددهم إلى 50
ألف زائر فيما البقية يتوزعون على جنسيات مختلفة، أوربية وآسيوية
وخليجية وافريقية” وتوقع المحاظ أن “يزداد العدد في المساء او
نهار الغد حتى بدء ركضة طوريج” التي ينظمها الزوار ظهيرة عاشوراء
التي تصادف غدا الاربعاء الى مليوني زائر.
التطبير امانة في اعناقنا
بدوره قال رئيس الهيئات الحسينية في العراق نعمة السلمان
للصحافيين بحسب الوكالات: ان كربلاء استقبلت اكثر من مليوني زائر
من العراقيين والعرب والايرانيين وجنسيات أخرى خلال أيام عاشوراء
التي تبدأ مطلع شهر محرم في التقويم الهجري. وأضاف ان حوالي 600
موكب مارس شعائر واقعة الطف. ورفعت آلاف اللافتات التي كتب عليها
«لا يوم كيومك يا أبا عبدالله» و«الدم أقوى من السيف» و«كل يوم
عاشوراء وكل أرض كربلاء» و«هيهات منا الذلة». وقال اياد جواد (45
عاماً) أحد المشاركين في شعائر التطبير «نقوم بذلك استذكاراً
لواقعة الطف، ونصرة لإمامنا الحسين». ويؤكد بشير نجم (46 عاماً)
الذي يمارس هذه الشعائر منذ سقوط النظام السابق «لا أشعر بأي ألم
عندما أقوم بالتطبير (...) نحن نؤدي الأمانة التي في أعناقنا».
من جهته وفي وقت سابق توقع ممثل لمرجع الديني علي السيستاني في
كربلاء، الثلاثاء، أن يصل عدد مؤدو ركضة طويريج التي تختتم بها
الشعائر الخاصة بذكرى استشهاد الإمام الحسين إلى مليوني زائر،
داعيا الأجهزة الأمنية إلى الحيطة والحذر لتفويت ما أسماها
بـ”الفرصة على الإرهابيين”. وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال
مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء السادس من كانون الثاني يناير 2009
الجاري بحسب (أصوات العراق) إن على الأجهزة الأمنية “توخي اليقظة
والحذر خلال اليومين المقبلين لتفويت الفرصة على الإرهابيين وعدم
تمكينهم من تنفيذ مخططاتهم”، معربا عن توقعه أن يشارك في ركضة
طويريج “نحو مليوني زائر سيركضون أمواجا أمواجا للتعبير عن حزنهم
لمقتل الإمام الحسين”، على حد تعبيره. وأضاف الكربلائي أن
“الإرهابيين يتربصون بالزوار وبشعائر الحسين وعلى الجميع ومنهم
الأجهزة الأمنية العمل لحماية الزوار”، مبينا أن منطقة ما بين
الحرمين “مؤمنة جدا ولدينا نحو 2000 منتسب و600 متطوع من أهالي
كربلاء والمحافظات الأخرى كلهم يعملون على حماية الزوار وراحتهم”.
وأوضح أنه توجد أيضا “أجهزة كشف المتفجرات وسيارات السونار
وكلها منتشرة في الشوارع المؤدية إلى منطقة الحرمين”، وتابع “غدا
الأربعاء هو اليوم العاشر ويوم المعركة التي استشهد فيها الإمام
الحسين خيث ستختتم الشعائر الحسينية بركضة طويريج”.
نجاح الخطة الامنية
هذا وأعلنت قيادة عمليات كربلاء نجاح الخطة الأمنية الخاصة
بزيارة عاشوراء، وأرجعت هذا النجاح إلى تضافر جهود الجميع من
مواطنين وأجهزة أمنية وحكومة محلية، مؤكدة في الوقت نفسه أن الخطة
الأمنية سيستمر العمل بها خلال الأيام الثلاثة المقبلة.
وقال قائد عمليات كربلاء اللواء الركن عثمان الغانمي خلال مؤتمر
صحفي قصير، عقده مساء يوم الأربعاء في كربلاء بحسب "نيوزماتيك"، إن
"موقف الحكومة المحلية لكربلاء في مساندة الخطة الأمنية ساهم كثيرا
في إنجاحها"، مشيرا إلى أن "بعض تفاصيل الخطة الأمنية سيستمر العمل
بها خلال الأيام الثلاثة المقبلة"، في إشارة منه إلى بعض المراسم
الدينية التي تقام خلال هذه المدة.
ولفت الغانمي إلى أن "الخطة الأمنية الخاصة بزيارة عاشوراء لن
يعاد تطبيقها في زيارة الأربعين التي ستحل بعد أربعين يوما من هذا
اليوم"، مشددا على أن "الخطط الأمنية تتغير بتغير الموقف، ولكل
حادث حديث"، حسب تعبيره.
الواقع الصحي والخدمي
كما شهدت كربلاء استنفارا خدميا شمل جميع قطاعاتها بدون استثناء
فقد عملت قيادة عمليات كربلاء على وضع خطة أمنية محكمة ساهم فيها
ألاف العناصر من الجيش والشرطة من أجل حماية الزائرين الكرام. كما
أسهمت وزارة النفط بتقديم خدماتها للموكب الحسينية عن طريق مراكز
هيئة المنتجات النفطية في كربلاء. حيث وزع النفط والغاز على هذه
المواكب وبواقع (برميل نفط وخمس قناني غاز) لكل موكب وهيئة خدمية
تستلم بعد تقديم المستمسكات الرسمية الخاصة وفق وصل.
كما واصلت صحة كربلاء وبمختلف مديرياتها تقديم الخدمات المباشرة
للزائرين وقد شهد اليوم العاشر منه تقديم المساعدات والإسعافات
السريعة لموكب عزاء التطبير. كما ولوحظ انتشار موسع لمفارز الدفاع
المدني في مختلف أرجاء المحافظة.كما وقدمت مديرية بلدية كربلاء
خدماتها المتواصلة طيلة أيام الزيارة حيث انتشر المئات من عناصرها
في مختلف أنحاء المدينة وقد أعادت هذه الكوادر النظافة إلى شوارع
المدينة في وقت استثنائي بعد انتهاء مراسيم الزيارة وحتى قبل
مغادرة الزوار. وقد شاركهم بذلك بعض المتطوعين في منطقة مابين
الحرمين الشريفين.
مصاعب الزوار الاجانب
ولوحظ مشاركة زوار من الهند أقاموا مواكب عزاء كبيرة، ونصب
زائرون من دول أخرى سرادقات خاصة بهم، بينما اشتكى بعض الزائرين
الإيرانيين من "تلكؤ انسيابية المرور" من منفذ مهران- بدرة الحدودي
إلى الشرق من محافظة واسط. وقال الزائر الإيراني غلام رضا كمال
كاشاني، في حديث لـ"نيوزماتيك"، إن "آلاف الزائرين ينتظرون على
منفذ مهران بسبب تلكوء الجانب العراقي في إتمام إجراءات العبور"،
مضيفا أن "الظروف البيئية وانخفاض درجات الحرارة سبب معاناة كبيرة
للزائرين، خصوصا أن معظم هؤلاء من كبار السن". وأشار زائر إيراني
آخر، علي بور تبريزي، إلى أن الزائرين الإيرانيين "يضطرون أحيانا
لقضاء 24 ساعة على الحدود قبل أن يسمح لهم بالدخول". وأرجع تبريزي
سبب ذلك إلى "اعتماد المنافذ الحدودية العراقية على عدد محدود من
الموظفين لإنجاز إجراءات الدخول، في مقابل أعداد كبيرة من
الزائرين".
وفي السياق نفسه حمل رئيس لجنة السياحة الدينية عبد الحسن
الفراتي مديرية المنافذ الحدودية مسؤولية الصعوبات التي يواجهها
الزوار القادمون عبر منفذ مهران- بدرة، وطالب المديرية بأن "تزيد
من عدد الموظفين في تلك المنافذ لتسهيل عبور الزائرين إلى العراق"
لافتا إلى أن "من يقصدون العراق عبر إيران بهدف زيارة العتبات
المقدسة ليسوا من الإيرانيين فقط بل منهم من جنسيات أخرى".
كما دعا رئيس لجنة السياحة الدينية في كربلاء إلى تخفيف بعض
"القيود" المفروضة على الزائرين، معتبرا أنها "من مخلفات قوانين
صدام"، ومنها "مدة الإقامة المحددة بعشرة أيام، وآلية الفحص من
الأمراض الخطيرة مثل الإيدز" حيث يجب على الزائر وفقا لتعليمات
وزارة الصحة مراجعة دوائرها خلال عشرة أيام من دخوله إلى العراق
لإجراء الفحوصات الطبية.
|