الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

عاشوراء

رفعت الواسطي

الى كربلاء الواقعة نشد الرحال كل عام عبر رحلة تاريخية مازال الدم تفوح منه رائحة المسك والعنبر.

رحلة تداخلت فيها العناوين والمسميات وتضادت المواقف حتى أضحت اليوم سنة متبعة تقلدها الاجيال من أمة باعت دينها بدنياها ومسخت انسانيتها وتشوهت معالم القلوب بعد ان انقذها النبي المطفى من التيه والضلالة الى الهدى والاستقامة.

الى كربلاء تحج القوافل وتسير المواكب مرددة لبيك ياحسين  يارحمة الله الواسعة وباب نجاة الأمة.

وأول مانقرأ في دعاء كميل المروي عن الامام امير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بتلك العبارة أللهم اني أسألك برحمتك التي وسعت كل شئ .

أما القرآن الكريم فقد عبر عن نبي الهدى [ وماأرسلناك الا رحمة للعالمين].

ترى أي سر في هذا الثالوث المرتبط بعضه بعضا؟  انه سر العطاء الحسيني وموقفه الذاب عن حرمة الاسلام ( ان لم يستقم دين محمد الا بقتلي فياسيوف خذيني) وكأنه يقول للأمة انكم لاتقتلوني لغرض الاصلاح فيكم انما لفتنة عمياء أصابتكم فبعتم دينكم بدنياكم وأضللتم الطريق بعد ان خنتم الأمانة يوم ان مات جدي رسول الله.

عاشوراء تفتح اليوم ملفات جديدة من وحي المناسبة ودويها الذي يابى الانزواء في ذاكرة التأريخ لان الحسين أرادها ان تكون مدوية في سفر الكون الى ان تقوم الساعة( الاسلام محمدي الوجود وحسيني البقاء) هذا هو مقام الحسين في ملفه الاول عندما نتحدث عن أسرار عاشوراء فالحسين حاضر في حركة الانبياء والشهداء والصديقين وفي حركات التحرر لكل من سمع عن الحسين وعن موقفه الخالد هيهات منا الذلة.

عاشوراء لم تكن ساعة من نهار ورحل المنتصرون الى عروش أسيادهم المزيفة يزفون لهم نبأ انتصارهم  الوهمي قتلوا وذبحوا وداسوا وأحرقوا دون ان ينتبهوا ان حركة الحسين بدأت من تلك الساعة التي قتل فيها  عليه السلام ، حتى أصبح اسمه عقدة مستعصية الفهم على قبل هؤلاء  المتجبرين .

عاشوراء لم تكن حديث خرافة يعيشها أتباع الحسين ولم تكن بدعة تضلهم عن الطريق لتهلكهم في النار لان من عنونها باسمه الشريف قد خلده رسول الرحمة

 ( حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا) وكل دمعة يوم عاشوراء وكل كلمة يكتبها الاحرار وترددها المنابر العاشورائية والحسينية الهادرة تجسد قول النبي المصطفى حسين مني وانا من حسين أحب الله من أحب حسينا.

عاشوراء مداد روحي وعشق أبدي كعشق جون ذلك الصحابي الشهيد يوم عاشوراء حين واجه الاعداء قائلا حب الحسين جنني لان قلبه لامس حديث النبي الهادي البشير ( اني تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي).

ذلك العشق الرباني المرتبط بالاخوة الاسلامية الحقة واتباع الله ورسوله وأولي الامر الذين لم يثبت التاريخ يوما زلة لهم او نسيانا منهم بل كانوا حاضرين في كل مايهم امر المسلمين من عثرات وابتلاءات امتحنت من خلالها حقائق الامور حتى قالها الخليفة الثاني لولا علي لهلك عمر ولا أبقاني لمعضلة ان لم يكن لها أبو الحسن.

هكذا كانت عاشوراء وهكذا كان اولئك الذي قال فيهم الحسين سيد شباب أهل الجنة:

( والله مارأيت أهل بيت ابر من أهل بيتي ولا أصحابا أوفى من اصحابي).

ترى من كان وفيا لرسول الله يوم ان فارق الدينا بعد ان نصحهم  واسمعهم قوله ورأيه وفعله (ان الله يرضى لرضا فاطمة ويغضب لغضبها) حتى ذكرتهم الزهراء بماسمعوا ذلك من أبيها بعد ان أشهدتهم الله ورسوله قالوا لها نشهد والله سمعنا هذه المقالة من رسول الله فقالت لهم واني اشهد الله ورسوله اني عنكم غاضبة.

لم يكن للتاريخ موقف متخاذل فقد ذكر كل ماجرى من وقائع واحداث ارتبطت بأهل بيت النبوة ومعدن الرسالة لكن الامة هي التي تخاذلت والى يومنا هذا في كل يوم هناك تخاذل وعمى عن طريق الحق يناقضون فيه أنفسهم لانهم حرفوا ماكتب فقالوا اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وسنتي، ولم تكن السنة متوافقة مع كتاب الله بعد ان ادخلوا فيها مايسيء الى النبي الاكرم فمرة يسيؤون الى عصمته ومرة الى اخلاقه العظيمة حين قالوا نزلت في النبي  الآية (عبس وتولى ان جاءه الاعمى)، ومرة الى عقله ورشده الم يتجرأ من سبقهم بقوله ان النبي يهجر؟.

عاشوراء تفتح ملفات حاولوا كثيرا طمسها وتمادوا في غيهم لمنع الاحرار من اقامة مجالس العزاء يواسون من خلالها النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم فأين أصبحوا وأين اصبحنا، مواكبنا العاشورائية تجدد ولائها وأحزانها وعشقها الحسيني وتفانيها في اقامة مراسيم عاشوراء مهما كان لبعضنا البعض من رأي هنا وهناك بخصوص تلك الشعيرة او هذه لكننا نعاهد ابا الاحرار لم يذهب دمك سيدي ابا عبد الله هدرا ولم ينزوي ذكرك في ذاكرة التاريخ ، لان الله تبارك وتعالى أراد لك ذلك المقام الخفي والسر الالهي يجدد حضوره كل عام بعد ان قالها جدك المصطفى في تلك الاغفاءة التي غفوتها عند قبره الشريف ( يابني ان لك عند الله مقاما لن تناله الا بالشهادة) واي شهادة من تلك التي قلتها.

تركت الخلق طُراً في هواك و أيتمت العيال كي أراك فلو قطعتني بالحب إربــــا لما مال الفؤاد إلى سواك.

فسلام عليك سيدي ابا الشهداء ونحن نلوذ بك تائهين في زمن التيه والتناقضات والاعلام التي التبست من خلالها علينا طرق الصواب.

سلام عليك ابا الاحرار في يومك ذاك وموقفك ذاك وساعتك التي توجتها اختك زينب رافعة جسدك الطاهر الى رب البرية ( اللهم تقبل منا هذا القربان) فكنت كذلك انت الذبح العظيم الذي افتدى به ابراهيم ابنه اسماعيل كما كان ابيك المرتضى ( عم يتسائلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون).

كنت سيد شباب أهل الجنة مع اخيك المجتبى وقد توجت حركة الانبياء جميعا بيومك الذي لايوم كيومك ابا عبد الله.

حتى اصبحت القاسم المشترك لهم.

السلام عليك ياوارث آدم صفوة الله

السلام عليك ياوارث نوح نبي الله

السلام عليك ياوارث ابراهيم خليل الله

السلام عليك ياوارث موسى كليم الله

السلام عليك ياوارث عيسى روح الله

السلام عليك ياوارث محمد حبيب الله

السلام عليك وعلى جدك وابيك وعلى امك واخيك وعلى الارواح التي اناخت برحلك.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 6/كانون الثاني/2009 - 9/محرم/1430

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م

annabaa@annabaa.org