شبكة النبأ: تفيد الانباء
المتواترة من شبه الجزيرة العربية ان السلطات الامنية السعودية
شددت خلال ايام عاشوراء قبضتها على المواطنين الشيعة، فيما سيق
العديد منهم الى السجون.
فحسب بعض المنظمات الحقوقية قام رجال الامن السعوديون بحملة
مضايقات لمقيمي الشعائر الحسينية.
فيما تعالت الاصوات المنددة بتلك الافعال من قبل بعض العلماء
الشيعة محذرين في الوقت نفسه من تفاقم الاوضاع وحدوث ردة فعل غير
محسوبة.
وتأتي تلك الاجراءات في سياق الحملة الاسرائلية على قطاع غزة،
حيث شهدت منطقتي الاحساء والقطيف ذوات الغالبية الشيعية مظاهرات
منددة بالعدوان.
اجراءات تصعيد بالتزامن مع ذكرى عاشوراء
أحكمت السلطات الأمنية في القطيف قضبتها على مداخل حي القلعة في
مدينة القطيف الذي شهد مؤخرا خروج تظاهرتين احتجاجيتين على العدوان
الاسرائيلي على غزة.
وذكر شهود عيان أن مركبات الشرطة التي اعتادت تطويق الحي في
الفترات المسائية تواجدت منذ وقت مبكر تحسبا فيما يبدو لخروج
تظاهرات احتجاجية متوقعة.
على صعيد ذي صلة عمد عناصر الأمن إلى نزع اللافتات والجداريات
العاشورائية المعلقة جوار مسجد الوارش أحدر أبرز المساجد القديمة
في المدينة.
كما منعت السلطات منذ مطلع عاشوراء أصحاب المآتم من نصب الخيم
الحسينية في الكثير من مآتم المحافظة دون ابداء أي توضيحات تذكر.
واستدعت السلطات قبل أيام أحد أبرز تجار الخيم المؤجرة في
المحافظة المعروف بـ"الشلال" وحذرته من تأجير أي خيمة يمكن أن
تستخدم لجلوس المستمعين جوار الحسينيات المزدحمة.
الى ذلك حذر مدير مدرسة ابتدائية في الأحساء أولياء أمور
الطلاب من السماح لأبنائهم بالغياب طوال أيام الأسبوع الجاري
المصادف لذروة الموسم الحسيني وأيام عاشوراء.
وذكر الأهالي أن مدير مدرسة الرميلة الابتدائية بعث بخطابات
تحذير من غياب الطلاب تحت طائلة الحسم من درجات السلوك والمواظبة.
بحسب شبكة الراصد الاخبارية.
وتضاربت الأنباء بشأن ما إذا كانت هذه الأوامر نابعة من مبادرة
شخصية من مدير المدرسة أم صادرة من جهات أعلى في محافظة الأحساء.
وعادة ما يعمد مسئولو القطاعات الحكومية في الأحساء في موسم
عاشوراء إلى تشديد الضغط والرقابة منعا لتغيب الموظفين والطلاب
الشيعة إلى حد منع الإجازات العادية المستحقة أو الإضطرارية.
من يفكر بمحاصرة الشيعة فهو واهم
من جهته رفض الشيخ فوزي السيف اعتبار المسلمين الشيعة أقلية
سرية منشأها فارسي كما يصورهم مناوؤهم لتبرير محاصرتهم ومصادرة
حقوقهم الدينية والمدنية والاقتصادية.
ودعى في محاضرة عاشورائية القاها في القطيف "الآخرين" إلى
القبول والتعايش مع حقيقة التواجد الاسلامي الشيعي على امتداد
الخريطة العالمية باختلاف لغاتهم وأعراقهم وأنهم ليسو جمعية سرية
ولا شرذمة متآمرة كما يروج أعدائهم.
داحضا التهمة الرائجة حول فارسية التشيّع بقوله أن الإيرانيين
لا يشكلون سوى أقل من 20 بالمئة من المسلمين الشيعة المنتشرين من
جنوب شرق آسيا والقارة الهندية والقوقاز والشرق الأوسط حتى افريقيا
والبلقان في اوروبا.
وذكر أن الشيعة يشكلون أكثر من 70 بالمئة من السكان على سواحل
الخليج المنطقة الأكثر حيوية جيوسياسيا وعصب الأمن العالمي بحسب
كتاب "الشيعة في العالم" للكاتب الفرنسي فرانسوا تويال.
مضيفا بأن الشيعة اليوم يمثلون الرقم الفاعل الأول على المستوى
السكاني والسياسي في الشرق الاوسط. بحسب شبكة الراصد الاخبارية.
واعتبر السيف أن من يفكر تبعا لذلك في محاصرة أو القضاء على
المسلمين الشيعة في ظل هذا التنوع البشري واللغوي والعرقي
والانتشار الجغرافي فهو واهم.
ورأى أن بروز علماء شيعة كبارا من الفرس عبر التاريخ لا يبرر
فارسية التشيع كما أن وجود أئمة مذاهب أخرى من الفرس لا يبرر
فارسية تلك المذاهب.
كما رفض السيف اعتبار كثرة أو قلة أي فئة سكانية معيارا ومبررا
لاستلاب الحقوق أو دليل سلامة المنهج مستدلا بوجود أديان كبرى
يتجاوز تعدادها مسلمي العالم جميعا.
ورأى بأن الاعتقاد بأن القلة العددية تعني الضعف وبالتالي مبررا
للتعدي والتصفية وسلب الحقوق إنما هو "منطق العصابات".
وعرض السيف في محاضرته إلى الحكومات الشيعية التي حكمت دول
العالم العربي على مدى قرون من التاريخ الاسلامي.
وذكر من ذلك دولة الأدارسة، الدولة الفاطمية، الدولة البويهية،
الدولة الحمدانية، دولة آل حرفوش في لبنان، المملكة القطب شاهية في
شمال الهند، مملكة دهماني في جنوب الهند، الدولة العيونية في
الأحساء والقطيف والبحرين والدولة الأخيضرية.
واستمرت الأخيرة التي حكمت منطقة نجد قلب الجزيرة العربية سنة
250هـ قرابة قرنين ونصف من الزمن.
وجاءت محاضرة الشيخ السيف ضمن سلسلة محاضراته الليلية بمناسبة
عاشوراء والتي يلقيها ليليا في عدد من مساجد وحسينيات القطيف
وسيهات وتاروت.
التحذير من ردات فعل متشددة
كما دعا الشيخ حسن الصفار شيعة السعودية لتسجيل حضورهم العلمي
والاجتماعي والسياسي في أوطانهم وأن يكسروا سياسة الإقصاء والتهميش
التي تستهدف عزلهم وشل قدراتهم وإضعاف فاعليتهم.
ونوه في حديثه الذي تعرض فيه لأبرز مظاهر سياسة الإقصاء
والتهميش التي يتعرض لها الشيعة إلى وجود "لوبي متشدد وجاهل يسعى
ليل نهار لتكريس الفرقة وإفشال أي محاولة انفتاح بين مذاهب الأمة".
وعرض إلى الضغوط التي يمارسها المتشددون ضد دعاة التقارب من
أتباع المذاهب الاسلامية فور بروز أي بادرة للتفاهم.
مشيرا إلى الخطوات الكفيلة بإفشال هذه السياسة وأبرزها ضرورة
الانفتاح على اخواننا من أبناء المذاهب الأخرى كخيار ديني وأخلاقي
إلى جانب كونه تسجيلا لحضور شيعي فاعل.
وحذر الشيخ الصفار في محاضرته العاشورائية في مجلس المبارك
بمدينة القطيف من خطورة التعامل مع التراث الفكري والتاريخي بسذاجة
دون تمحيصه وغربلته.
داعيا إلى التعامل مع التراث بوعي وحذر شديدين لتعزيز الأخوة
الإسلامية ومد جسور التواصل ولقطع الطريق أمام الأعداء.
وأكد على أن هناك جهات مغرضة في بلادنا كما هو حال بقية العالم
الإسلامي لا تريد الأمن والاستقرار في الوطن بل تسعى لسيادة
القطيعة بين الشيعة والسنة واصفا سلوكها بالتخريبي الضاغط.
مستدلا بالضغوط السلفية التي مورست قبل أشهر لافشال التفاهم
السلفي مع حزب الله في لبنان وما تمارسه ذات الجهات في الداخل
السعودي من ضغوط لحجب الرأي الشيعي.
ورأى الشيخ الصفار أن كسر سياسية التهميش والعزل لاتأتي بفرض
عزلة أو تهميش ذاتي وإنما بتحدي هذه السياسة بالانفتاح وتسجيل
الحضور العلمي والسياسي والاجتماعي الفاعل على مستوى الوطن والأمة،
محذرا من ردات الفعل العاطفية التي تدعو لتكريس حالة العزل
والتهميش.
في مقابل ذلك حذر الصفار من بروز خيارات متشددة في الوسط الشيعي
كرد فعل على استمرار سياسة التهميش وتواصل ضغوطات المتطرفين على
الشيعة.
خالد بن طلال يتراجع عن تصريحاته
وفي سياق متصل أوردت صحيفة السفير اللبنانية "توضيحا" من الأمير
خالد بن طلال بشأن تصريحاته المسيئة للشيعة جاء فيه "ورد هذا
الكلام في إطار حديث أدليتُ به. وما نشر عن لساني فيه كثير من
المغالطات والتحريف". مضيفا أن ما نشر "بعيد كل البعد عن وجهة نظري
تجاه الطائفة الشيعية الكريمة".
وكانت تصريحات سابقة لخالد بن طلال الذي لا يخفي نزعته السلفية
المتشددة اتهم فيها السعوديين الشيعة بالخيانة على خلفية اقالة
الأمير السابق لمنطقة نجران جنوب المملكة التي يغلب عليها الشيعة.
ووصف التقارير الدولية التي تناولت الانتهاكات الحقوقية في
نجران بالأكاذيب التي تستهدف الاساءة لأمير المنطقة المقال. بحسب
شبكة راصد الاخبارية.
يشار إلى أن الأمير خالد يلتزم موقف الخط السلفي المتشدد في
معارضته لعملية الانفتاح الديني التي يقودها العاهل السعودي الملك
عبد الله.
وذلك على النقيض من والده الأمير طلال بن عبد العزيز وشقيقه
الملياردير الوليد بن طلال المصنفان في طليعة الأمراء الداعين
للانفتاح الديني والتحديث السياسي في المملكة.
ونقلت العديد وسائل الاعلام تصريحات خالد بن طلال الذي لم يكن
يتحفظ في اطلاق "التلميحات" الطائفية المسيئة للشيعة سابقا. غير
أنه اتجه هذه المرة لمهاجمة الشيعة السعوديين صراحة على نحو عنيف
وغير مسبوق.
حملة اعتقالات جديدة في مدينة القطيف
من جانبها نشرت لجنة حقوق الانسان في شبه الجزيرة العربية بيانا
مفصلا اوضحت من خلاله الانتهاكات التي تتعرض له الطائفة الشيعية في
السعودسة جاء نصه :
أصر الكيان السعودي على تأكيد الأخبار التي تسربت في الفترة
الأخيرة قبل الهجوم الإسرائيلي على غزة والتي اتهمته وبالتواطئ مع
النظام المصري والأردني على اعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل لضرب
الفلسطينيين في غزة.
والمعروف بأن الكيان السعودي يستخدم سياسة التعتيم الإعلامي
سواء في داخل البلاد أو خارجه من خلال السيطرة على وسائل الإعلام
المحلية والخارجية.
وتأكيدا لهذا الإصرار الأجوف فقد قمع الكيان السعودي يوم أمس 29
ديسمبر مظاهرة نظمها مواطنون شيعة من مدينة القطيف دفعتهم الغيرة
العربية على المواطنين العرب من أهالي غزة. وهذه هي المظاهرة
الثانية التي تخرج في القطيف في غضون أسبوعين منددة بالعدوان
الإسرائيلي المريع على غزة الذي خلف المئات من القتلى والجرحى ,
حيث ردد المتظاهرون فيها شعارات مناوئة للولايات المتحدة ولبعض
الدول العربية المتخاذلة , ولقد وصلت أعداد كبيرة من قوات الأمن
السعودية في حافلات لمدينة القطيف ضمت عناصر من القوات الخاصة وفرق
مكافحة الشغب , وقامت على الفور بإغلاق مداخل حي القلعة في مدينة
القطيف الذي شهد خروج التظاهرة.
ضمت المظاهرة أعداداً كبيرة من المواطنين الشيعة الغاضبين الذين
بدأوا من شارع (الملك) عبد العزيز في القطيف وحتى مركز المدينة ,
وقامت قوات الأمن بمحاصرة المتظاهرين وأطلقت الغاز المسيل للدموع
وخراطيم المياه الحارة وهاجمتهم بالعصي والهراوات المكهربة ومن ثم
أطلقت الرصاص المطاطي والحي عليهم مما أدى إلى إصابة العديد من
المواطنين المشاركين في المظاهرة , الأمر الذي جعلهم يشتبكون مع
قوات الأمن ويرمونهم بالأحذية والحجارة , وأصيب نتيجة الاشتباكات
العشرات من المواطنين الشيعة كما تم اعتقال العشرات من المتظاهرين
الذين جردوا وحسب إفادات شهود عيان من ملابسهم قبل أن يتم حشرهم في
الحافلات واقتيادهم إلى جهة مجهولة , كما تم نقل بعض الجرحى
للمستشفيات.
والجدير بالذكر أن مدينة القطيف قد خضعت لحصار أمني منذ بداية
الهجوم الإسرائيلي على غزة شمل وضع نقاط تفتيش عند مداخل المدينة
والشوارع الرئيسية فيها , وسبق ذلك تحذير رسمي من نائب محافظ
المنطقة الشرقية (جلوي بن عبد العزيز) لعدد من علماء الدين
والوجهاء الشيعة الذي أبلغهم امتعاضه الشديد لخروج التظاهرات
الاحتجاجية وقال لهم وبكل وقاحة إن من يطالب بإطلاق سراح متظاهري
غزة سيعتبر عدواً للدولة السعودية، وسيكون مصيره مثل مصيرهم.
ولقد أوردت لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة
العربية في بيانها السابق أسماء عدد من المعتقلين الذين شاركوا في
تظاهرة 19 ديسمبر , كما عرف اثنان من المعتقلين السابقين وهما عبد
الناصر حسن أبو الليرات وأمين علي آل سماح.
وانطلقت المظاهرة من حي ((الشرية) في صفوى , وبعد ساعات تفرق
المتظاهرون دون حدوث تدخل من قوات الأمن السعودية التي رافقت
المظاهرة من بداية انطلاقها حتى تفرقها. |