شبكة النبأ: تنتشر في مدينة
كربلاء المقدسة التكايا والمواكب التي تنظمها الهيئات الشعبية في
المناطق السكنية خلال الايام العشر الاولى من محرم في كل عام.
ويلاحظ ان تلك التكايا تتوسطها مدرجات خشبية ترتفع في ادراجها
الى السقف، ترصف عليها الزجاجيات اللماعة زاهية الالوان، وهي عبارة
عن آلات إنارة قديمة يعود تاريخ صناعتها الى مئات السنين، درج
اعضاء تلك الهيئات على ادامتها والحفاظ عليها كتراث يمثل قِدم
تأسيس المواكب.
حيث يقول السيد حامد كاظم العبيس، كبير خدمة موكب العباسية، ان
تلك الزجاجيات تؤرخ لعراقة الموكب بالدليل المادي الملموس.
ويعد موكب العباسية حسب العبيس اقدم موكب حسيني في تاريخ مدينة
كربلاء، حيث يعود تاريخ تاسيسه الى منتصف القرن التاسع عشر
للميلاد، ويتوسط موقعة شارع باب قبلة الامام العباس(ع)، احد اهم
شوارع المدينة القديمة.
فيقول العبيس لـ شبكة النبأ:" في السابق كان الناس يعتمدون على
تلك الزجاجيات والتي نطلق عليها تسمية اللالات (مفردها لالة)
للانارة، سواء في انارة المنازل او الشوارع، حيث لم تكن الكهرباء
متوفرة في ذلك الوقت".
ويضيف العبيس:" لذا كانت تنار التكايا التي تنصب لعقد مجالس
العزاء في الايام العشر الاولى من محرم في كل عام بتلك الزجاجيات
والمشاعل".
وينوه:" كانت ولاتزال مجالس العزاء تقام على مدار اربع وعشرون
ساعة يوميا، بالاضافة الى تفريق الطعام والشراب".
وعن اسباب عرضها وفي هذا الوقت بالذات، بعد انتفاء الحاجه اليها
يجيبنا العبيس قائلا: " بالاضافة الى كونها تعبر عن قدم الموكب،
نجد ان من الواجب استعراضها امام الزوار والوافدين على المدينة
لاقامة الشعائر لكونها تعود بملكيتها الى الاوقاف الحسينية، ووجدت
اصلا لتعرض في مثل هذه الايام، بالاضافة الى انها بهية المنظر،
وتمثل فلكلورا تراثي جميل".
ويؤكد العبيس الذي كان يشير لنا بيده الى المرايا والزجاجيات
المرصوفة اعلى المدرج الخشبي:" تلك الزجاجيات تعتبر تحف وانتيكات
نادرة الوجود، لم تعد متوفرة بالاسواق، ولا توجد ايضا مصانع تنتج
مثل تلك الزجاجيات الثمينة".
ويضيف:" اغلب الزجاجيات تم استيرادها من خارج العراق، خصوصا من
البلدان الاوربية، كالمانيا وتركيا".
ويرى العبيس ان في المحافظة على سلامة تلك المقتنيات واجب يعتز
به خصوصا انه توارثه من ابائه، كما سيرثها من سيقوم بخدمة الموكب
مستقبلا من اولاده.
حيث يقول:" اعتز انا ورفاقي من خدمة الموكب بالحفاظ على تلك
الزجاجيات التي ورثناها من سلفنا، الذين اسسوا ورعوا الموكب سابقا،
وسوف نسلمها كامانة الى من سيحل مكاننا في المستقبل لخدمة الشعائر
الحسينية انشاء الله".
فيما انهى العبيس حديث مع شبكة النبأ، بالاشارة الى ان
المقتنيات أُضيف اليها مؤخرا بعض الزجاجيات الجديدة بعد تعرض عدد
منها الى الكسر والتضرر.
حيث يقول:" في كل موسم نشتري زجاجيات جديدة لتعويض ما قد يتعرض
للكسر وان كان ذلك نادرا ما يحدث لحرصنا الشديد عليها، ولكن اصبحت
لدينا عادة متوارثة باضافة زجاجيات حديثة لاضفاء رونق اجمل على
المعروضات.
|