الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

الشيخ عبد الرضا معاش: الخطيب الحسيني يجب أن يتجرّد من الانتماءات الحزبية والفئوية

حوار: حسين السلامي

- علينا ان نستعمل جميع الوسائل العلمية والإعلامية لنشر واقعة الطف الى العالم أجمع وبكل اللغات

 

- هناك إشادة كبيرة بإدارة الروضة الحسينية الموقرة على اهتمامها البالغ بزائري الإمام الحسين عليه السلام من دول الخليج

 

شبكة النبأ: رغم عقود القمع والتهميش والإقصاء للمنبر الحسيني فإن المتتبع لأمر هذا المنبر الشريف يرى صفة التجدد والتأثير المتزايد في المجتمع متلازمة معه بشكل دائم وفي كل عصر، حتى اذا انقضت سنوات الكبت والحرمان الفكري والديني أفاض هذا المنبر على محبّيه بدرر الفكر والمعرفة والتقرّب الى الله تعالى من خلال التعرّف على اهل البيت عليهم السلام والتواصل معهم وانتهال بركات الرحمة الالهية من لدنهم بإعتبارهم حجج الله تعالى على خلقه.

ولأهمية دور خطباء المنبر الحسيني في منهج شيعة اهل البيت عليهم السلام تنشر شبكة النبأ المعلوماتية الحوار الذي أجرته مجلة الروضة الحسينية مع الخطيب الحسيني سماحة الشيخ عبد الرضا معاش: 

س: ماهي برأيكم أفضل مرحلة مرّ بها المنبر الحسيني؟

أتصور أن من أهم المراحل التي تطور فيها المنبر الحسيني بشكل ملحوظ هي مرحلة الخطيب الراحل الشيخ الدكتور أحمد الوائلي رحمه الله.. فقد كان المنبر في تلك المرحلة في القمة وقد تألّق بصورة واضحة واعتبر الشيخ الوائلي رحمه الله طفرة في عالم المنبر الحسيني المعاصر..

فقبل أربعين عاماً كان مدرسة ومازال مدرسة أصيلة في المنبر.. وقد يفسر البعض كلامي بأنه مساس بباقي الخطباء، ولكنني على العكس اعتبرهم جميعا خَدَمة الإمام الحسين عليه السلام، ويكفيهم هذا الوصف الرائع.. وإنما حديثي عن التميّز والتألق فهناك الكثير من الأسماء التي أدت الدور الكبير في المنبر الحسيني كالخطيب الراحل السيد جابر الأغائي رحمه الله والذي كان يتميّز بالتحليل التأريخي والطرح السهل الممتنع، ورحلَ من الدنيا من دون تكريم جماهيري في المستوى المطلوب..

وهناك خطباء أعتبرهم أولياء الله عز وجل وهم من النوادر، منهم على سبيل المثال لا الحصر،  الخطيب الكبير الشيخ هادي الكربلائي والذي عُني بعناية خاصة من الإمام الحسين عليه السلام، فقراءته للمصيبة والكوريز (التهيئة للمصيبة) كان فريداً بها، وأيضا الخطيب الرائع الشيخ عبد الزهراء الكعبي رضوان الله عليه فهو وليٌ من اولياء الله بنوع خاص ومتميّز يعجز اللسان عن وصفه وتتحير المفردات في التعبير عنه فقد شملته العناية الربانية ببركة مولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام .. هؤلاء العظماء لم ولن يأتي التأريخ بأمثالهم.

أما اليوم فعندنا سماحة الخطيب القدير الشيخ عبد الحميد المهاجر الذي له مساحة كبيرة في قلوب الجماهير، وتتميز مجالسه بسلاسة أسلوبه ومفرداته الأدبية الجميلة وتحليله الفريد في التأريخ الاسلامي، وتدبره الكبير في الآيات القرآنية والروايات الشريفة الواردة عن اهل البيت عليهم السلام  شاهد حي على قدرته في ترشيد وتوجيه الملايين من متابعيه عبر الفضائيات، وانه عالِم جليل يتمتع بخصائص روحانية ومعنوية كبير، أقول ذلك لعلاقتي الشخصية به، وما كل ما يُعرَف يُقال..

س: كيف ترى تفاعل المنبر الحسيني مع السياسة؟

المنبر له قدسية خاصة ويلزم المحافظة على هذه القدسية من التلوث بالسياسة، لأن السياسة متلونة وتخضع لعوامل دولية ومصلحية غير ثابتة، والمنبر الحسيني يتخذ قدسيته من صاحبه وهو الامام الحسين عليه السلام، من هنا أتصور ان الخطيب الحسيني عليه ان يتجرد من الانتماء الفئوي الى أي تيار سياسي وأن تكون علاقته وانتمائه  للامام الحسين عليه السلام فقط لاغير، ولكن تستثنى القضايا السياسية التي تتعلق بالمذهب. فعلى الخطيب ان يتخذ الموقف الذي يهم الطائفة الشيعية، ولاسيما في هذه المرحلة الحساسة التي كثر فيها التعرض للتشيّع من خلال التكفيريين وأتباع بني امية في العصر الحاضر.

س: هل ان أتباع أهل البيت عليهم السلام في الخليج عامة والكويت خاصة على عِلم بالتحسن الذي طرأ على الوضع الامني في العراق وماهي آرائهم فيما يخص زيارة العتبات المقدسة؟

ان من مصلحة بعض الدول العربية ان لا يتوجه شيعة أهل البيت عليهم السلام في الخليج الى العراق وبالتحديد الى زيارة العتبات المقدسة، لكي يحولو دون هذا التواصل لأنه يقرِّب اتباع اهل البيت عليهم السلام ويزيد من اواصر المحبة والاخوّة والتعاون والتوادد بينهم وهذا يضر بمصالحهم الفئوية الطائفية، فإن اي تقارب بين شيعة أهل البيت عليهم السلام يعتبرونه خطراً عليهم، وهذا فهم خاطيء للواقع الشيعي في الشرق الأوسط، فالشيعة من خلال الواقع العملي أثبتوا وطنيتهم واستقلاليتهم وهم دعاة السلم والمحبة والتعاون و الإخوة.

ونحن الان نشاهد ان قوافل الزائرين الى كربلاء المقدسة والنجف الاشرف وحتى الكاظمية المقدسة وسامراء المفجوعة، مستمرة  من الدول الخليجية، وبدأت الحملات الخليجية تعلن عن رحلاتها الى العراق والناس بدأوا يتوافدون على زيارة أئمتهم في العراق وهم متلهفون وبأشد حالات الوله والاشتياق وهذا ما تلاحظونه بكل وضوح، نعم الحملات الخليجية تكثر في ايام المناسبات كأربعين الإمام الحسين عليه السلام والنصف من شعبان ويوم عرفة وغيرها، ولكن نحن نرى باستمرار التوافد الخليجي الى عراق المقدسات.

وبالنسبة إلى الإخوة والأخوات في الحملات الكويتية فقد أشادوا بالأمن الموجود في العراق ويحملون انطباعاً ايجابياً جدا بالنسبة لحسن التعامل الذي لمسوه خلال تواجدهم في العراق، وهناك إشادة كبيرة بإدارة الروضة الحسينية الموقرة على اهتمامها البالغ وتوفير كل ما هو مطلوب لخدمة زائري الإمام الحسين عليه السلام و أيضا التقدم العمراني الكبير في الحرم الشريف، و أشادوا بدور وكيل المرجع الديني اية الله العظمى السيد علي السيستاني دام ظله الوارف سماحة العلامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي على حسن الضيافة وجهوده المبذولة لإظهار الحرم الحسيني بأبهى صوره.

س: حديث الكساء تمت قراءته من قِبَلِكم بطريقة مختلفة عن المعتاد، فهل تفضّلون هكذا قراءة؟

ان حديث الكساء الذي يُبث عبر قناة الأنوار الفضائية كل ليلة جمعة انما تمت قراءته بحالة روحانية خاصة، فكنت اشعر إني أحلّق في عالم آخر، وقد كنت اسجّل حلقات برنامج ( تحت سماء الحسين عليه السلام) وذلك عند منتصف الليل، عبر التنسيق مع قسم الإعلام في الروضة الحسينية، وكان الإخوة يتعاونون معنا بكل لطف ومحبة.. وقد ظهرت كرامة في إحدى الليالي التي كنا نصور فيها.. فكل مانطمح به هو رضا وقبول مولانا وسيدنا أبا عبد الله الحسين عليه السلام.

فبعد اتمام الحلقات العشر من البرنامج، كان الوقت يقترب من الثانية فجراً واذا بأحد الإخوة يقترح عليّ قراءة حديث الكساء تحت قبة الإمام الحسين عليه السلام، وكنت قد فكرت بالأمر من قبل، فبدأت بالقراءة وانتابتني حالة روحانية خاصة سيما وأنني  كنت واقفاً عند قدم مولاي الحسين عليه السلام، وما ان انتهيت من القراءة حتى نظرت إلى الإخوة  المنتسبين الى الحرم الشريف وبعض كادر التصوير ينتحب من البكاء فشعرت براحة كبيرة ولطف من سيدي ومولاي.

وبالنسبة الى قراءتي لحديث الكساء فهي لا ترتبط بأداء تقليدي او إتباع طريقة معينة إنما الأجواء الروحانية في المكان كان لها دور كبير في طريقة القراءة، فامتلكتني في ليالي النصف من شعبان حالة خاصة سيما وأنا انظر الى حشود زائري الإمام الحسين عليه السلام محتشدة ومتلهفة لتبحر في عالم النور وعالم مولاتنا السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام، فكان أدائي هو ما تمخض من هذا الواقع.. اسأل من الله القبول والتوفيق والتسديد.. وكل التوفيق في حديث الكساء هو ببركة مولاتي الزهراء والإمام الحسين عليهما السلام.

س: هل ترى ان القنوات الفضائية الدينية تغطي المناسبات بشكل جيد؟

من خلال تجربتي الماضية في قناة الأنوار الفضائية اذ وفقني الله ان اكون من مؤسسي هذه القناة المباركة.. فإن أداء القنوات الشيعية في المناسبات الدينية دون المستوى بكثير ولذلك اسباب عديدة منها المشاكل المادية التي تعاني منها كل القنوات، والمطلع على الواقع الإعلامي الفضائي يعلم ان تكاليف القنوات الفضائية بملايين الدولارات، إضافة الى عامل المعرفة والخبرة في الجانب الاعلامي وعوامل اخرى تساهم بصورة مباشرة في نجاح العمل الاعلامي، فهذا تخصص كما باقي التخصصات في العلوم، ولكن يبقى دور القنوات الشيعية كبيراً في ايصال فكر اهل البيت عليهم السلام الى العالم وهي جهود مشكورة وجزاهم الله خير الجزاء ونحن نتطلع بكل شوق الى الفضائية التي ستنطلق من العتبة الحسينية والعتبة العباسية عن قريب ان شاء الله.

س: ماهي وجهة نظركم بالإعلام الاسلامي؟

كما في الاجابة السابقة فهو لا يفي بالواقع ومتطلبات العصر الحديث ولايتسلح بالعصرنة الحديثة، لا ننكر ان هنالك محاولات جادة ولكن تبقى دون المستوى بكثير، فنحن نعاني من هيمنة استعمارية يهودية صهيونية على  العالم سياسياً واقتصادياً واعلامياً وهو يندرج ضمن واقع العولمة او الأمركة أو سمها ما شئت.

ولكن هذا لا يعني ان نقف مكتوفي الأيدي وإنما علينا ان نخطط ونعمل ليل نهار لنرتقي بواقعنا الى المستوى المطلوب.

س: المسرح الحسيني وثقافة الشعائر الحسينية هل هي بالمستوى المطلوب؟

علينا ان نستعمل كل الوسائل العلمية والإعلامية والتقنية الحديثة لنشر واقعة الطف الى العالم أجمع بكل اللغات وبكل الوسائل، ان العالم مازال يجهل حقيقة كربلاء فلو تعرَّفَ العالم على واقعة الطف ورجالاتها لاتخذ منحى آخر مختلف تماما.

وأعتبِر هذا تقصيراً وليس قصوراً، نحن بحاجة الى اقلام بالمستوى الحداثي تكتب عن الإمام الحسين عليه السلام  وتبيّن عوامل نهضته العالمية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 1/كانون الاول/2009 - 4/محرم/1430

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م

annabaa@annabaa.org