شبكة النبأ: فيما لبست كافة
الحسينيات في اغلب انحاء دولة الكويت السواد استعداداً لاستقبال
عاشوراء، اتخذت فرق الامن الكويتية اماكنها المحددة للحفاظ على امن
المواطنين وضمان اقامتهم للشعائر الحسينية بانسيابية وحرية ودون
اشكالات، ومن جهة اخرى دعت شخصيات كويتية باغتنام قيم عاشوراء التي
تكرس الدعوة الى الحق والامتثال لأوامر الله تعالى ووصايا نبيه
الكريم (ص) في ضرورة رص صفوف المسلمين والدعوة لنبذ العنف والتطرف
والارهاب والفتن.. بينما أشعلَ (تجمع ثوابت الامة) السنّي فتنة
طائفية جديدة يبدو انه خُطط لها مسبقاً لتواكب مراسيم عاشوراء، من
خلال مطالبته وزارة الداخلية الكويتية بترحيل خطيب حسينية بوحمد في
منطقة الدعية الشيخ حسين الفهيد.
وفي معرض دعوته لتعظيم عاشوراء وإعطاء هذه المناسبة اهميتها
الخاصة من جانب انها مناسبة تهم جميع المسلمين لما جرى فيها من
أحداث جسام ومآسي مرَّت على آل بيت النبي المصطفى محمد (ص)،اصدرَ
النائب صالح عاشور بياناً حول عطلة عاشوراء اشار فيه الى ان تلك
الذكرى تتجدد، وان يوم عاشوراء يوم انتصار الدم على السيف..
والظلم، واليوم حيث يبتلى مجتمعنا الكويتي، بتراجع القيم الاخلاقية
والقيم الدينية، تتفتح علينا هذه المناسبة العزيزة لنجدد عهدنا
بقيمنا وتعاليم ديننا الحنيف.
وقال ندعو في كل عام ونجدد دعوتنا هذا العام بجعل يوم عاشوراء
عطلة رسمية، لم يكن هدفنا انتصارا لمذهب.. بل انتصار لآل الرسول،
صلى الله عليه واله وسلم، الذين اوجب الله عز وجل على المسلمين
مودتهم: «قل لا اسألكم عليه اجرا الا المــــودة بالقربى» وايضا في
الآية الكريمة: «انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت
ويطهركم تطهيرا» وكما يقول رسول الله، صلى الله عليه واله وسلم، في
حديثه الشريف «مثل اهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلى عنها
غرق وهلك».
وأوضح النائب عاشور، ان احياء هذه المناسبة هو احياء للقلوب
الغفلى, وهذا في واقع الأمر فلسفة الشعائر الدينية حيث يقول ربنا
عز وجل: (فانها من تقوى القلوب) وقال: اننا حينما ندعو في كل عام
ونجدد دعوتنا هذا العام بجعل يوم عاشوراء عطلة رسمية, لم يكن هدفنا
انتصارا لمذهب, بل انتصار لآل الرسول (صلى الله عليه واله وسلم)
الذين أوجب الله عز وجل على المسلمين مودتهم.
وأشار الى ان احياء عاشوراء كل عام مناسبة لاستذكار القيم
الإسلامية الحقة كالحرية والمساواة والعدالة والاخاء والتعاون
والتعايش وغيرها, وهي القيم التي جسدها بأبهى صورها الإمام الحسين
عليه السلام في ثورته الشامخة, وفي هذا العام نستذكر قيمة
المساواة, حيث نشاهد هذه الأيام عودة الروح الاستعلائية لدى البعض,
والعزف على اسطوانة العنصرية المشروخة, والتمييز وتقسيم المجتمع
على أساس عنصري ومناطقي وطائفي, فما أجدرنا اليوم أن نتذكر كيف جمع
سبط رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) تحت عباءته السيد العربي
والعبد الحبشي والأسود والأبيض والعثماني والعلوي والمسيحي والمسلم
والرجل والمرأة والطفل.
وقال عاشور: انها أخلاق الحسين عليه السلام وآل الرسالة حيث جمع
في ثورته ألوان الطيف ولم يتنكر لها, ساوى بينهم وعدل ولم يميز
ويتعالى.
نطالب الحكومة والمسؤولين بالتربية والجامعة وعلى رأسهم وزيرة
التربية والتعليم العالي مراعاة هذه المناسبة التاريخية الأليمة
وعدم جعل الامتحانات العامة في أيام العشر الأول من المحرم وخصوصا
يومي التاسع والعاشر.
وشكر عاشور المسؤولين في الحكومة وعلى رأسهم رئيس الحكومة
والوزراء ووزير الداخلية والوكيل والوكلاء المساعدين ورجال الأمن
على دورهم وجهودهم الكبيرة في حفظ الأمن وتنظيم المرور أمام
الحسينيات, داعياً العلي القدير أن يحفظ الكويت وأهلها من كل
مكروه.
الحسينيات لبست السواد استعدادا لاستقبال
عاشوراء
ولبست حسينيات الكويت المنتشرة في مختلف أنحاء البلاد ثوبها
الأسود استعدادا لاستقبال شهر محرم الحرام واحياء ليالي عاشوراء.
ورفعت الحسينيات اللافتات السوداء التي كتب عليها بعض أحاديث
النبي (صلى الله عليه واله وسلم) واقوال الامام الحسين (ع) .
وبدأت اللجان المسؤولة في الحسينيات استعدادتها لاحياء مراسم
الذكرى واستقبال الحضور بتجهيز المقار واللوازم من مأكل ومشرب،
ونصب شاشات العرض وتجهيز الخيم أمام الحسينيات، فيما قامت بعض
الحسينيات بطلي الجدران والابواب ووضع اللافتات السوداء.
ويذكر ان وزارة الداخلية وضعت خطة أمنية لمواكبة احياء مراسم
ذكرى عاشوراء تركز على التواجد الأمني المكثف أمام الحسينيات.
فتنة طائفية جديدة يشعلها تجمع ثوابت
الامة
لم تكد تخمد "نيران فتنة" قضية خطيب المنبر الحسيني السيد محمد
باقر الفالي التي أشعلها نواب التيار السلفي في الكويت, إلا وكانت
البلاد على موعد جديد مع نذر ازمة طائفية جديدة وضع ارهاصاتها
تصريح مفاجئ لـ (تجمع ثوابت الامة) طالبَ فيه وزارة الداخلية
بترحيل خطيب حسينية بوحمد في منطقة الدعية حسين الفهيد, بدعوى انه
"اكثر مشايخ الشيعة تطرفا وسبا للصحابة ومن ثم فإن وجوده في البلاد
سيؤدي الى حدوث فتنة عظيمة".
في المقابل جوبهت مطالبة "ثوابت الامة" بالرفض والاستهجان من
قبل النائب صالح عاشور الذي شدد في تصريح مماثل له على ان "الكويت
دولة مؤسسات ولا يوجد بها نظام الحسبة", داعيا الجميع سنة وشيعة
الى الابتعاد عما يثير الفتن الطائفية البغيضة.
يذكر ان عددا من الفعاليات السنّية كانت قد توعدت فتح ملفات عدد
من خطباء الحسينيات بعد اثارة قضية الفالي.
من جهة اخرى كشفت مصادر امنية ان وكيل وزارة الداخلية بالإنابة
الفريق غازي العمر اصدر قرارا يقضي بحجر كلي لعموم قوى الوزارة
اعتبارا من السبت المقبل وحتى يوم الخميس الموافق الثامن من يناير
وذلك تزامنا مع ذكرى عاشوراء وتوفير الامن والامان للمحتفين بهذه
الذكرى.
د. محمد جمعة دعا إلى نبذ التعصب والطائفية..المواطنين
والمقيمين توافدوا الى الحسينيات لإحياء محرم
وفي اول ليلة من ليالي شهر محرم الحرام وباللون الاسود أحيا
آلاف من المواطنين والمقيمين العزاء في ذكرى استشهاد الامام الحسين
بن على عليهما السلام في يوم عاشوراء, حيث توافد الى الحسينيات
الكويتية جموع غفيرة جاءوا من مختلف مناطق الكويت واقيمت العديد من
الحواجز والنقاط الامنية ومنعت السيارات من الاقتراب من الشوارع
المؤدية الى اماكن الاحياء في حين اتخذ كثير من رجال الشرطة
مواقعهم بالقرب من المكان.
وقال متحدث من وزارة الداخلية ان الوزارة قد وضعت خطة امنية
لحماية الحسينيات ومرتاديها وتنظيم عمليات المرور, موضحا ان
الوزارة ستسخر جل طاقاتها لتأمين مراسم الاحياء.
ومن جهة اخرى ومن المنبر الحسيني في الحسينية الكربلائية الذي
خلا هذا العام من السيد محمد باقر الفالي, دعا د. محمد جمعة الى
نبذ التعصب والطائفية والبعد عن الفتن التي مزقت دولاً شتى وفرقت
ما بين ابناء الشعب الواحد, مؤكداً ان الكويت كانت يضرب بها المثل
بوحدة شعبها وتآخيه ولطالما عاش شعبها مع بعضهم البعض وجنبا الى
جنب وفي تناغم تام وما يشاع من مغالطات عن اقامة الشعائر الحسينية
والحزن على مصاب الامام الحسين انه شكل من اشكال الفتن هو امر
مغلوط ومردود عليه فها هي العراق ولبنان خير مثال على ذلك وخير
دليل على نتائج الفتن التي وصفها نبينا الاكرم عليه وعلى آله افضل
الصلاة والسلام انها اشد من القتل.
وقال الدكتور جمعة" ان الامام الحسين عليه السلام حادثة لم يشهد
لها مثيل قط فقد ضرب اروع الامثلة في التضحية فداء للدين حتى باتت
ذكراه خالدة منيرة في التاريخ تتناقلها الاجيال بعد الاجيال لتتعلم
منها, وتحيي ذكراها لذلك نرى القاصي والداني سنة وشيعة يأتون كل
عام للمجالس الحسينية لتعزية الرسول الاكرم وابنته فاطمة الزهراء
بهذا المصاب الجلل, فالامام الحسين عليه السلام في ملحمته
التاريخية لم يخرج للقتال اطلاقا وآل البيت جميعهم لم يعتدوا على
احد قط بل كانوا يردون الاعتداء تطبيقا لتعاليم ديننا الحنيف
ورسولنا الاكرم عليه وعلى آل افضل الصلاة والسلام وكانوا يعفون عند
المقدرة.
وبدوره قال الناطق باسم الحسينية الكربلائية محمد الصياحي" نعزي
العالم اجمع وخصوصا العالم الاسلامي بذكرى استشهاد الامام الحسين
عليه السلام, هذا الامام الذي غير مسيرة الحياة من خلال نهضته
الفكرية الخالدة والذي سار بركبه النوراني ليعطينا اعظم الدروس
الخالدة والعبر ودعا الجميع الى التعلم من عذب عطائه في ذكراه
الخالدة. |