شبكة النبأ: شرع محبو اهل البيت
عليهم السلام في أرجاء العراق والعالم الإسلامي بتهيئة مستلزمات
استقبال شهر محرم الحرام هذا الشهر الفضيل الذي شهد خروج أعظم ثائر
ومعلم في التاريخ ألا وهو الأمام الحسين ابن علي(ع) سبط الرسول
العظيم محمد(ص) ذلك المنقذ والمحرر والرافض لكل أنواع التجبر
والطغيان ,ولهذا الشهر خصوصية عظيمة في كربلاء تلك المدينة التي
شهدت واقعة الطف بكل تفاصيلها المؤلمة واحتضنت بشغف جسده الطاهر
متبركة به.
فبالسواد والحزن والأسى ستقبلت كربلاء شهر محرم الحرام وبدأت
الاستعدادات لذلك في وقت مبكر حيث تبدأ الهيئات والمواكب الحسينية
بالشروع بنصب وبناء التكيات والسرادق وتهيئة مواكب العزاء التي
تنطلق ابتداء من اليوم الأول من شهر المحرم وبعد مراسيم استبدال
الراية الحمراء التي تعلوا قبة ضريح الأمام الحسين (ع) بأخرى
سوداء.
وهذه المراسيم بمثابة الإعلان الرسمي لا قامة الحزن والحداد
واستقبال أيام عاشوراء ،هذا وستنطلق مراسيم العزاء ابتدأ من يوم
الأحد 28/12/2008، وبشكل يومي طول الأيام "عاشوراء"،هذه المواكب
يشارك فيها المئات من أبناء المحافظة وفق جداول وخطط موضوعة مسبقا
لتنسيق اشتراك تلك المواكب والهيئات الحسينية بهذه المناسبة ,
وبالإضافة لموكب العزاء اليومي ستكون هناك مواكب خدمية مهمتها
استضافة الزائرين وتقديم كافة المستلزمات التي يحتاجونها من وجبات
طعام وأماكن الاستراحة وغيرها من الأمور والتي يحتاجها الزائر
والتي تنتشر في جميع مداخل المدينة وشوارعها وقرب المنازل.
هذا وقد التقت (شبكة النبأ المعلوماتية) الشيخ رياض نعمة
السلمان، رئيس قسم الموكب والهيئات الحسينية التابع للأمانتين
العامتين للعتبتين (الحسينية والعباسية) في كربلاء المقدسة. والذي
أطلعنا عن بعض واجبات القسم حيث قال:
قسم الشعائر والموكب والهيئات الحسينية هو القسم الوحيد في
العراق والمعني بأمور تنظيم الموكب الحسينية في العراق والعالم
الإسلامي. فبعد سقوط النظام البائد أخذ هذا القسم على عاتقة الأمور
التنظيمية الخاصة بالمناسبات الدينية والتي تختص بها مدينة كربلاء
المقدسة كونها تحتضن الجسد الطاهر للأمام الحسين(ع) سبط الرسول
العظيم (ص).
وأضاف السلمان، هذا الذي ميّزَ كربلاء وجعل لها خصوصيتها التي
تميزها عن باقي المدن وقد وردت تلك الخصوصية في أحاديث الرسول (ص)
وبعدة مناسبات ويقول (ص): يقع قبر ولدي الحسين على ترعة من ترع
الجنة. بالإضافة إلى الكثير من الأحاديث بهذا الخصوص وبفضل كربلاء.
وقد بدأ الاستعداد مبكرا لاستقبال الشهر محرم واستقبال أيام
عاشوراء الحسين(ع). وتبدأ المراسم وكما هو معروف باستبدال الراية
الحسينية الموجودة على قبة المرقد الشريف ثم التوجه إلى ضريح أبي
الفضل العباس (ع) لاستبدال الراية أيضاً وهنالك مراسيم خاصة تجرى
بهذا الخصوص منها مسيرة خاصة بالموكب الحسينية وإلقاء بعض الكلمات
والقصائد وهذه المراسيم تنقل مباشرة عبر القنوات الفضائية. وبعد
ذلك تبدأ مسيرة موكب العزاء الحسيني.
وبين السلمان لـ شبكة النبأ عدد المواكب لهذا العام قائلا، بلغت
اعداد المواكب حوالي(600) موكب وهيئة حسينية مشاركة في هذا العام،
منها (130) موكب لعزاء الزنجيل وما يقارب الـ(30) موكب للطم
والباقي موكب خدمية مهيئة لاستقبال الزوار وتقديم الخدمات الأخرى.
وستباشر مواكب العزاء انطلاقها منذ اليوم الأول لشهر محرم الحرام
حيث تبدأ موكب الزنجيل بالنزول من الساعة الثامنة صباحا وحتى أذان
المغرب. وبعدها تبدأ موكب اللطم والتي هي مخصصة بأطراف كربلاء وهذا
العرف المتداول منذ القدم ويمتد هذا البرنامج طيلة أيام عاشوراء
وهي مقسمة بحسب اليالي فكل ليلة لشخصية من شخصيات أهل البيت(ع).
فالليلة الخامسة مخصصة للشهيد مسلم بن عقيل (ع) وبعدها ليلة
الأمام علي الأكبر(ع) وليلة الأمام العباس(ع) ثم ليلة القاسم(ع)
وليلة التاسعة خاصة بالطفل الرضيع (ع) وليلة العاشرة هي ليلة
الوداع. وكما ذكرت فالكل موكب تكية تقام في الطرف المخصص له وتعتبر
مركزا لتجمع ذلك العزاء وأطراف كربلاء ثمانية أطراف قديمة هي(طرف
المخيم وطرف باب الخان وطرف باب السلالمة وطرف باب النجف وطرف باب
بغداد وطرف باب الطاق وطرف العباسية الشرقية وطرف العباسية
الغربية).
أما هيئات وموكب عزاء كربلاء القديمة والتي يمتد تأسيسها إلى
أكثر من (100عام) هي هيئة المخيم وهيئة الزينبية وهيئة الحيدرية
وهيئة المنتظر. والمواكب القديمة هي موكب عزاء البلوش وموكب
الصفارين وموكب القندرجية.
ويضيف الشيخ رياض نعمة لـ شبكة النبأ عن اليوم التاسع من المحرم
مبيناً في ان له خصوصية، فهو اليوم الذي تبدأ فيه الاستعدادات
لاستقبال ليوم العاشر وفيه موكب عزاء التطبير والذي يبدأ
بالاستعداد بعد الساعة الواحدة صباحا ويبدأ بالمسير من حرم الامام
الحسين(ع) باتجاه مرقد أبي الفضل العباس (ع) وتستمر حتى أذان
الفجر، بعدها تتوجة الموكب إلى مركزها المخصصة لغرض أداء صلاة
الصبح والافطار ومن بعدها يبدأ عزاء التطبير وشج الرؤوس بالسيوف
والمسير باتجاه المخيم الحسيني والذي منه تبدأ الانطلاقة الأولى
ويستمر هذا العزاء إلى الساعة (11أو12)ظهراً.
وبين السلمان في ان أعداد مواكب التطبير للسنة الماضية بلغت
(130) موكب. وهناك استعدادات أستشنائية لهذه الشعيرة حيث تستنفر كل
الطاقات الصحية والأمنية والخدمية وتكون في حالة طوارئ تحسبا لكل
شئ يحدث. والحمد لله لم تحصل أي حالة في السنوات السابقة تعكر صفو
المسيرة الحسينية ونسأل الله أن يديمها كل عام.
واستطرد السلمان قائلا لـ شبكة النبأ: ان عدد الهيئات والمواكب
الحسينية في كربلاء وكما ذكرت (600) هيئة وموكب انما هي حصة كربلاء
فقط. ولا توجد مواكب من باقي المحافظات بينها، بعكس زيارة الأربعين
والتي هي ذروة الزيارات والمناسبات التي تشهدها كربلاء، حيث تشهد
هذه الزيارة توافد الملايين من الزوار بما فيها الاف المواكب
الحسينية من كافة محافظات العراق.
واضاف، شاركَت في تلك المراسيم العديد من المواكب من خارج
العراق ايضا، منها من تنزانيا وجزر القمر ومن دول الخليج كسلطنة
عمان والبحرين والسعودية والإمارات وكذلك دول أجنبية فأتت مواكب من
بريطانيا والهند وباكستان وإيران، ونحن نتوقع ازدياد هذه الأعداد
في هذا العام خصوصاً بعد تحسن الظرف الأمني في العراق.
وعن قِسم الشعائر بيّنَ السلمان، ان هذا القسم هو جهة تنظيمية
يحمل على عاتقه مسؤولية تنظيم المواكب والهيئات الحسينية وإعداد
جداول النزول والأوقات المحددة لذلك، ويقوم القسم أيضا بتقديم بعض
المواد وتوزيعها على المواكب مثل مادة (البنزين والنفط) وبالتنسيق
مع الجهات المختصة.
ونقوم أيضا بتسهيل دخول المواكب القادمة من خارج كربلاء،
وتوفير احتياجاتهم بالتنسيق مع الإدارات والجهات المسؤولة في
كربلاء. |