شبكة النبأ: عند التأمّل في مؤلفات
المرجع الراحل السيد محمد الحسيني الشيرازي (قده) التي تجاوزت
الـ(1200) مؤلفاً، نجد عمق المحتوى وفي الوقت نفسه سهولة البيان. ففي
آثاره في التفسير نجده قدّس سره مفسّراً متبحراً ومتضلعاً. وعند
الإمعان في مؤلفاته التاريخية نجد المتانة والتعمق. هذا ماجاء من قول
الاستاذ محمد خنيفر زاده خلال كلمة ذكر فيها بعض الخدمات العلمية
للمرجع الراحل قدس سرّه ومميزات مؤلفاته في احتفالية إحياء الذكرى
السابعة لرحيل الامام الشيرازي، والتي ضمّت حضورا كبيرا من المراجع
ووكلائهم والشخصيات الدينية الثقافية من داخل ايران وخارجها.
فقد أحيا بيت المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق
الحسيني الشيرازي دام ظله الذكرى السابعة لرحيل المجدّد الثاني، نابغة
الدهر، العالم الربّاني والفقيه المجاهد آية الله العظمى السيد محمد
الحسيني الشيرازي أعلى الله درجاته في مجلس تأبيني علمائي وجماهيري ضخم
أقيم في مسجد الإمام زين العابدين سلام الله عليه الملاصق لمرقد ابن
بابويه شيخ القميين رضوان الله تعالى عليه في مدينة قم المقدسة يوم
الخميس الموافق للثاني من شهر شوال المكرّم 1429 للهجرة بعد صلاتي
المغرب والعشاء، حضره المراجع الأعلام والعلماء، وضيوف من العراق
والخليج، وجمع غفير من أهل العلم والشخصيات الدينية والثقافية
والاجتماعية ومحبّي أهل البيت الأطهار سلام الله عليهم من طهران
وأصفهان ومشهد المقدسة وشيراز والأحواز ويزد وكاشان، كان منهم آية الله
العظمى السيد المدني التبريزي، وآية الله العظمى الشيخ دوزدوزاني دام
ظلهما، وآية الله الشيخ الجهرمي، وآية الله السيد العلوي البروجردي،
وآية الله السيد علي الصدر، وآية الله السيد محمد باقر الأبطحي، وآية
الله الشيخ دوستي دامت بركاتهم، ووفد من مكتب آية الله العظمى السيد
علي السيستاني دام ظله، وأنجال المرجع الراحل السيد محمد الروحاني،
وأنجال المرجع الراحل السيد الوحيدي قدّس سرّهما، والدكتور الشيخ نجاح
الطائي دام عزّه.
بدأ الحفل بتلاوة عطرة من آي الذكر الحكيم، ثم ألقى الأستاذ محمد
خنيفر زاده كلمة ذكر فيها بعض الخدمات العلمية للمرجع الراحل قدس سرّه
ومميزات مؤلفاته وقال:
لقد تميّز قلم المرجع الراحل أعلى الله درجاته بثلاث مميزات:
الأولى: النشاط الدؤوب
الثانية: الإخلاص
الثالثة: المتانة والتعمّق
وقال: عند التأمّل في مؤلفات المرجع الراحل التي تجاوزت الـ(1200)
مؤلفاً نجد عمق المحتوى وفي الوقت نفسه سهولة البيان. ففي آثاره في
التفسير نجده قدّس سره مفسّراً متبحراً ومتضلعاً. وعند الإمعان في
مؤلفاته التاريخية نجد المتانة والتعمق.
أما آثاره في الفقه والأصول وباقي علوم الحوزوية فأنها قد أعتلت
القمة.
وأضاف: كان قدّس سره يكتب ما هو ضروري وما يحتاجه الناس، فضلاً عن
الأمة الإسلامية.
وبعد أن ذكر عناوين بعض المؤلفات الثمينة للمرجع الراحل قال: لقد
أتصف اسلوب المرجع الراحل قدّس سرّه في الكتابة بـ(السهل الممتنع)
ولهذا نجد أنه لم يستطع أحد أن يضاهيه في هذا المجال.
بعدها ارتقى المنبر فضيلة الخطيب المفوّه حجة الإسلام الشيخ الصادقي
القمّي دام عزّه الذي عاش بالقرب من المرجع الراحل لسنين عديدة، فأشاد
أولاً بالحضور القوي والمشاركة الفاعلة من قبل المؤمنين في إحياء ذكرى
رحيل المرجع الشيرازي قدّس سرّه الشريف ثم بيّن جوانب من التاريخ
المشرق لآل الشيرازي ووصفها بخير أسوة وقال:
كان المرجع الراحل أعلى الله درجاته عالماً فريداً فلم يعرف التشيّع
بعد الشيخ المفيد قدّس سرّه نظيراً له في التأليف والأخذ بزمام
المرجعية.
وحول نشاط المرجع الراحل وجرأته قال الصادقي: عندما حكمت الشيوعية
الاتحاد السوفياتي (سابقاً)لم يتمكن أحد من المراجع أن يقوم بنشاط في
أيّ مدينة أو جمهورية منه، لكن مرجعنا الراحل أعلى الله درجاته استطاع
أن يؤسّس حسينية في قلب الاتحاد السوفياتي وهي موسكو.
ثم بيّن الشيخ الصادقي مقطتفات من تواضع وزهد المرجع الراحل وبساطة
معيشته وقال: لقد عشت قريباً منه قدّس سرّه فوجدته القمّة في الزهد
وبساطة المعيشة. فكان بيته بيتاً بسيطاً ولم يكن يملك سوى العمامة
والعباءة والصاية وعدد من الأقلام والدفاتر والكتب.
ثم ذكر الصادقي المصيبة التي حلّت بالمؤمنين برحيل النجل الأكبر
للمرجع الراحل، العالم الرباني، فقيه أهل البيت صلوات الله عليهم آية
الله السيد محمد رضا الحسيني الشيرازي قدّس سرّه، وقدّم التعازي باسمه
وباسم الحضور المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني
الشيرازي دام ظله والسادة الكرام من آل الشيرازي حفظهم الله بهذه
المناسبة الأليمة، وختم حديثه بذكر مصائب آل الرسول الأطهار وبالأخصّ
المصائب التي جرت على الصديقة الكبرى، بضعة النبي الأعظم، مولاتنا
فاطمة الزهراء صلوات الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها.
|