اتصبو بنا

ملف المناسبة

الصفحة الرئيسية

 

 

احياء ذكرى رحيل الإمام الشيرازي في سوريا: مطالبة بإعادة إعمار أضرحة البقيع المقدسة والحفاظ على سائر الأضرحة الأخرى من خطر الإرهابيين

شبكة النبأ: مع الأيام الأولى من شهر شوال, ومنذ خمس سنوات قضت, يحتفي الملايين من أتباع أهل البيت (ع) في أرجاء العالم بالذكرى السنوية لرحيل المفكر المجدد, والأب والعالم, والأستاذ والمحقق, والفقيه والمفسر, والموسوعي والمجاهد, والإنسان الكبير سماحة المرجع الديني السيد محمد الحسيني الشيرازي "أعلى الله درجاته", حيث تقام مجالس التأبين في المساجد والحوزات والحسينيات, ومراكز الفكر والدراسات, ودور العلم والهيئات وفاء ومحبة لفقيد لم يرحل حتى عم علمه وفضله, وانتشر عمله الصالح, وشب ولده على العلم والصلاح ومآثر الأخلاق, رحل وقد عهد عهده في أمته لرجل قيم ومواقف وثبات, وفقيه تبحر بالعلم وآفاقه, وسما بمكارم الأخلاق وزينة الفضائل, ومرجع دين وحياة, هدفه رفع راية إسـلام الحريـة والمحبـة والسـلام والأمـان والازدهـار والرفـاه, ونشر علوم أهل البيت (ع) التي هي زاد إنساني وذخيرة أخلاقية عظيمة تضمن للإنسان النجاح في صناعة عالم حر وآمن يعمه التعاون بين الناس بمختلف أديانهم ومذاهبهم ومعتقداتهم على الخير وعمارة الأرض وحفظ كرامة الإنسان وحقه في الحياة والوجود, حيث أشار الفقيد الراحل (رضوان الله تعالى عليه) الى سماحة العَلَم الفقيه والأخلاقي الكبير سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله الوارف ووجوده الشريف وعطاءه المبارك).

وفي الشام, التي طالما دعا صاحب الذكرى (رضوان الله تعالى عليه) الى الاهتمام بها حيث ترقد على أنحاء ذاكرة وضمير دمشق وحلب ومدن ومناطق أخرى ذكريات تتحدث عن أهل البيت (ع) وهجرتهم وأحزانهم ووقائع سجلها التاريخ وحفرت في ثنايا وجدان الإنسان, وفي منطقة السيدة زينب الحوراء (ع) من العاصمة السورية دمشق, وفي مصلى الحوزة العلمية الزينبية, أقام مكتب سماحة المرجع الديني السيد صادق الحسيني الشيرازي والحوزة العلمية الزينبية حفلاً تأبينياً بهذه الذكرى السنوية الكبيرة, وذلك في يوم الخميس 6/شوال/1428, حضره جمع من ممثلي مكاتب أصحاب السماحة المراجع العظام, والعلماء الأعلام وأساتذة الحوزات والفضلاء والخطباء, ومسؤولي الحسينيات والهيئات, وحشد من المؤمنين, فيما كان جمع نسائي كبير يملأ القاعة النسائية. بحسب نقل موقع الإمام الشيرازي.

استهل الحفل بتلاوة آيات كريمات من القرآن الكريم رتلها على أسماع الحاضرين فضيلة الشيخ عباس النوري, ثم كلمة الافتتاح لمقدم الحفل فضيلة السيد عبد الرسول الكاظمي التي أكد فيها على دور العلماء في حفظ تراث الأنبياء والأوصياء والأولياء والكنوز العلمية والأخلاقية للإسلام ولأهل البيت (ع) إضافة الى دورهم الكبير في تنظيم أمور الأمة والدعوة الى الإيمان والهدى والرشاد وعمارة البلاد وإشاعة السلام والمحبة وقيم التعاون بين الناس.

وأشار السيد الكاظمي الى أهمية الاحتفال بكل ما يذكر بالعلم والعلماء لما في ذلك من ترويج لتجارة رابحة تزدهر فيها همم وعزائم الاستضاءة بعلوم العلماء والتزود منها, وتتوسع من خلالها دائرة اقتداء الناس بصلاح العلماء وورعهم وعطائهم العلمي والإنساني والأخلاقي على حد سواء.

كلمة الحفل, كانت لـ"نجل الإمام الشيرازي الراحل" فضيلة العلامة السيد جعفر الشيرازي الذي أكد فيها على اهتمام الراحل الكبير (أعلى الله درجاته) بالنصوص الدينية وعمله الدؤوب والمتواصل على تفسيرها وشرحها ونشرها بين الناس وتقديمها بأشكال مختلفة تستوعب الناس بمختلف مستوياتهم العلمية والأكاديمية والثقافية.

وقال السيد جعفر الشيرازي,بعد أن شكر الحاضرين الذين حرصوا من خلال حضورهم الكبير على إحياء هذه الذكرى: إذا أردنا التحدث عن حياة الفقيه المجدد الراحل الإمام الشيرازي (رضوان الله تعالى عليه وأعلى درجاته) فيمكن أن نتكلم في نقاط شتى ومواضيع متعددة لأنه (رحمه الله تعالى) كان كالبحر توجد فيه الجواهر والدرر, وكلما غاص الإنسان في البحر تمكن من استخراج الكنوز وتلك الجواهر والدرر ,ولكن أود أن أشير الى نقطة واحدة كانت تتجلى في حياته (رضوان الله تعالى عليه) وهي اهتمامه الكبير بالنصوص الدينية, حيث يعد الاهتمام بالنص الديني أمر في غاية الأهمية لذا نرى انه قد اهتم بذلك من أول حياته والى حين وفاته.

وأضاف: لقد اهتم الإمام الراحل (رضوان الله تعالى عليه) في العلوم الدينية فقد ألف في الفقه وألف في الأصول, إضافة الى ذلك, اهتم بالنص الديني ليس في فقط في مجال الفقه والأصول وإنما في كل مجالات الحياة وهو ما نشاهده جلياً في مؤلفاته, فقد ألف تفسيرات في القرآن الكريم, وتوضيح نهج البلاغة, وشرح الصحيفة السجادية, وأربع مجلدات في الآداب والسنن.

وقال: من أمور الإمام الشيرازي الراحل المهمة, أنه كان يملأ كتبه بالآيات والروايات وخاصة تلك الكتب التي تعنى بالجانب التربوي والأخلاقي, وقد سألته, ذات مرة, عن سبب الإكثار من ذكر هذه الروايات المطهرة في كتبه, وقد أجابني (رحمه الله تعالى), قائلاً: " أريد أن تكون هذه الروايات متداولة بين الناس لا أن تكون في بطون الكتب, فهذه الروايات نور (كلامكم نور) يجب أن تصل الى الجميع".

وأضاف: ومن مؤلفات الإمام الشيرازي التي تهتم بالنصوص الدينية, كتاب "الدعاء والزيارة" حيث جمع فيه الزيارات والأدعية الواردة عن الأئمة (ع) فقط, وبعد ذلك الجمع فقد شرح (رضوان الله تعالى عليه) هذا الكتاب في ما يقارب عشرة مجلدات لو تسنى طباعة هذا المؤلف المهم.

وتزامناً مع الذكرى الرابعة والثمانين لتهديم قبور البقيع, استحضر فضيلة السيد جعفر الشيرازي مشاهد من حياة الإمام الشيرازي الراحل والذي مشيراً من خلالها الى ضرورة ديمومة المطالبة بإعادة إعمار أضرحة البقيع المقدسة وضمان الحفاظ عليها وعلى سائر الأضرحة الأخرى من خطر الإرهابيين وشر العتاة والمجرمين, مؤكداً على الحق الذي لن يضيع إذا ما كان له مطالب واع وشجاع وثابت وصابر.

وقال: لقد حفظ المسلمون آثار النبوة من بعد رسول الله (ص), فهذه البئر قد توضأ منها رسول الله (ص), وذلك المكان نام فيه رسول الله (ص), وتلك الشجرة استظل بها رسول الله (ص), وهذا الباب "باب خيبر" وقد كان موجوداً قبل مجيء الوهابية, وهذا المسجد صلى فيه رسول الله (ص), لكن بعد مجيء الوهابية عملوا بمخطط منظم على إزالة آثار النبوة حتى وصل الحال الى أن من يذهب الى المدينة المنورة سوف لن يجد أثراً من آثار النبوة, كما ان الكثير من آثار النبوة قد أزيلت بحجة التوسعة والعمران, ومن المهم أن نذكر ان توسعة المسجد النبوي الشريف الذي أصبح اليوم بمساحة المدينة المنورة في زمن الرسول الأعظم (ص), من أهداف ذلك التوسع هو إزالة آثار النبوة, فهناك الكثير من المساجد التي كانت تقع في هذه المنطقة والتي لها تاريخ عظيم وترتبط بها أحكام وروايات وقضايا قد أزيلت, كما أن محلة بني هاشم قد أزيلت, وعدد من المساجد السبعة قد أزيل أيضاً..!!.

وأضاف: لقد جعل الله تعالى الأسباب, فإذا عمل بها الإنسان سواء مؤمناً كان أو كافراً فإنه سيحصل على ما يريد, فالمسلمون قد انتصروا في غزوة بدر بعد أن عملوا بالأسباب الطبيعية, وفي غزوة أحد خالف المسلمون أمر الرسول (ص) فجاءت هزيمة المسلمين المؤقتة, فعدونا لو سار بالأسباب الطبيعية سينتصر علينا, لأن الدنيا دار أسباب ومسببات, لذلك فأهل الحق إذا لم يسيروا بالأسباب لن يصلوا الى نتيجة, من هنا , نحن وفي الذكرى الأليمة لـ"مأساة هدم أضرحة البقيع" علينا أن نسعى بشكل دؤوب وممنهج, ونطالب بأعمال وخطوات منظمة ومدروسة ومنسجمة ومتناغمة ومتواصلة من أجل رفع الظلم الذي لحق منذ أربع وثمانين عاماً بأضرحة البقيع المطهرة, وإلا فإننا سنكون من الذين خذلوا أهل البيت (ع) والعياذ بالله تعالى...!

مجلس العزاء الحسيني كان لفضيلة الخطيب السيد عز الدين الفائـزي الذي أشار في حديثه الى مؤلفات الإمام الشيرازي الراحل وموسوعيته الفقهية والثقافية وحركته البارزة من أجل الانفتاح في قراءة التاريخ, والتفاعل مع التراث, والتجديد ومواكبة التطورات التي يشهدها العالم وانعكاساتها الإيجابية والسلبية على الإنسان وقيمه ومعتقداته على مستوى الحاضر والمستقبل.

وقال: إن ميزات شخصية المجدد الشيرازي (أعلى الله درجاته) متعددة, كما هي المحطات المهمة في حياته العلمية والجهادية لكن الجانب الأخلاقي لشخصيته (قدس سره الشريف) هو الشاخص الكبير والمعلم الأبرز في مسيرة ذلك الرجل الكبير بمواقفه وثباته مثلما هو كبير في علمه وخلقه وصبره وجهاده حيث تحمل بإباء وكبرياء وشمم جور الظالمين وقمع المستبدين.

وأشار السيد الفائـزي في مجلسه الى اعتزاز الإمام الشيرازي الراحل بالعراق واهتمامه الكبير وجهاده الطويل من أجل نيل بلد أهل البيت (ع) حريته وأمنه وضمان رفاهه وسؤدده, حيث كان (أعلى الله درجاته) يترقب اليوم الذي يتخلص فيه العراق من طغاته, ويتمكن من العودة الى أرض أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (ع) في النجف الأشرف, وسيد الأحرار الإمام أبي عبد الله الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (ع) في كربلاء المقدسة, والإمامين الكاظمين (ع) في بغداد, والإمامين العسكريين (ع) في سامراء المشرفة, وحيث العراق هو موطن آبائه وأجداده ومولده وشبابه, ولكن شاءت الأقدار أن يرحل وعيونه ترقب العراق بدفء وحنين واشتياق.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 23 تشرين الاول/2007 - 11/شوال/1428

اتصبو بنا

ملف المناسبة

الصفحة الرئيسية

 

 أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 6

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1428هـ  /  1999- 2007م

[email protected]