أجرى الحوار: حسن المصطفى*
تعتبر مرجعية الراحل السيد محمد مهدي الشيرازي، من المرجعيات
الإسلامية الحركية، التي لعبت دورا فاعلا في إثراء الساحة الإسلامية
الحركية بالكثير من التنظيرات والمؤلفات العلمية، إضافة لاحتضانها
عمليا مجموعة من الكوادر والحركات الإسلامية النشطة عمليا.
هذه المرجعية وطيلة ما يقرب من أربعين عاما، أثارت جدلا محتدما داخل
البيت الإسلامي الشيعي، بين مؤيد ومعارض ومشكك.
حول ماهية هذه المرجعية/ المدرسة ومستقبلها، بعد رحيل رائدها السيد
الشيرازي، كان هذا الحوار الذي أجراه موقع إيلاف مع الباحث السعودي
الأستاذ محمد محفوظ ، وهو أحد أبناء هذه المدرسة، ومن أبرز الكتاب
الإسلاميين على مستوى الخليج، صدرت له عدة مؤلفات عن «المركز الثقافي
العربي»، منها: الحضور والمثاقفة، الفكر الإسلامي المعاصر وآفاق
المستقبل، الإسلام الغرب وحوار المستقبل.
وهذا نص الحوار :
• بداية، بماذا تميزت مرجعية الراحل السيد
محمد الشيرازي ؟.
- يمكننا أن نختصر هذه المميزات في التالي: أولا، الأصالة التي لا
تنحبس في صومعة الماضي، وإنما التي تنطلق في رحاب قيم الإسلام، لكي
تستغرق هذه القيم كل مجالات الحياة، ومنها استطاع الراحل، من خلال جهده
وأبحاثه العلمية، أن يغطي مساحة هائلة من مجالات الحياة لبين رأي
الإسلام فيها، فكتب فقه القانون والإدارة والسياسة والاقتصاد والبيئة،
وهي من المجالات المستجدة.
ثانيا، الواقعية، أي عدم الخضوع لمتطلبات الذات في العطاء الفكري،
وإنما ملاحظة، متطلبات الساحة الإسلامية في عموم مناطق الوجود
الإسلامي. فحينما كان المد الشيوعي مسيطرا في العراق، وكان الاتهام إلى
الإسلام كونه لا يتعاطى الجانب السياسي، كتب الراحل حوار عن تطبيق
الإسلام.
ثالثا، الإيجابية والبناء، ففكر الراحل، لا يقوم على نفي الفكر
المضاد، بل يؤسس للبديل الفكري أيضا، كما أنه لا يحارب الآخرين من خلال
شعارات مطلقة جوفاء، وإنما يسعى لتأسيس حقائق اجتماعية وسياسية تعكس
قيم الإسلام.
• برأيك، هل استطاعت هذه المرجعية أن تحقق
نتائج إيجابية على صعيد العمل المؤسساتي الإسلامي، وبناء جيل واع من
الشباب، يحمل الهم الإسلامي؟.
- أولا، استطاع الراحل أن يؤسس لنظرية متكاملة لمشروع النهضة
الإسلامية، وكتابه «السبيل إلى إنهاض المسلمين»، والكتاب الآخر
«الصياغة الجديدة»، يشكلان محور الرؤية المتكاملة لمشروع النهضة
الإسلامية في العصر الحديث.
ثانيا، استطاع أن يؤسس ويربي جيل من الكفاءات والمفكرين والطاقات
الفكرية والاجتماعية، التي تشكل بمجملها الحامل الاجتماعي لمشروع هذه
النهضة الإسلامية.
ثالثا، رعى الراحل جملة من المشاريع والأنشطة التي تساهم في بلورة
هذا المشروع عمليا.
• رغم إيجابية النقاط الثلاث سالفة الذكر،
إلا أنها برأي البعض انعكست سلبا على مرجعية السيد الشيرازي، فصبغتها
بصبغة حركية فكرية، أكثر من صبغتها الفقهية؟.
- هذا الرأي، في تصوري، من الإتهامات الموجهة لمدرسة الراحل العلمية
والفقهية، ولكن نصيب هذا الاتهام من المواقع جد محدود، وذلك لسبب بسيط،
حيث نلحظ أنه على مستويات المرجعيات الإسلامية الحديثة، قد يعتبر السيد
الشيرازي، من أثرى المرجعيات إنتاجا في المجال الفقهي، فقد كتب موسوعة
فقهية من 150 مجلد، ولديه شرح لكفاية الأصول بعنوان «الوصول إلى كفاية
الأصول» وهو من أفضل الشروحات في المكتبة الإسلامية، إضافتة لشرحه
لكتاب «المكاسب» للشيخ الأنصاري، في 16 مجلد، ويعتبر من الشروحات التي
تبين مدى علمية مؤلفه.
لذا يمكن القول أن هذه المسألة تنتمي على المستوى الزماني لبدايات
مرجعية الراحل، حيث أنها من الإشكالات التاريخية التي طرحت في سياق
صراع اجتماعي وسياسي طرح في الساحة العراقية.
• هذا المشروع النهضوي الإسلامي، الذي تبناه السيد الشيرازي، إلى أي
مدى انفتح على المسلمين بكافة مذاهبهم، أم أنه اقتصر على طائفته فقط؟.
- لم يكن المشروع الفكري للراحل مشروعا خاصا بالطائفة الشيعية،
وإنما يشمل جميع المسلمين، ودليلي على ذلك مسألتين: الأولى، حينما طرح
مشروع شورى الفقهاء كصيغة قيادية للعالم الإسلامي، أكد على أن هذه
النظرية تشمل فقهاء جميع المذاهب الإسلامية. الثانية، عندما تحدث عن
نظريته في حكم الإسلام وفقه الدولة الإسلامية، أكد على موقعية أقطاب
وعلماء المذاهب الإسلامية في صياغة استراتيجيات الدولة وأنهم شركاء
جميعا في قيادة دفة الدولة.
• مرجعية بهذا الاتساع الفقهي والحركي، ما
الذي جعلها مثارا للجدل منذ بداياتها الأولى حتى رحيل مؤسسها ؟.
- نرجع ذلك بداية لتأثيرات التخلف الاجتماعي والسياسي في البلاد
الإسلامية، فنحن كمجتمعات لازلنا نعيش عقلية التخلف، وبالتالي أي عالم
أو مشروع تجديدي وإصلاحي، يواجه من قبل أعداء التجديد والإصلاح، وما
قام به خصوم السيد في هذا الإطار، لا يتعدى ما يقوم به خصوم أي مشروع
تجديدي وإصلاحي في الأمة، هذه هي المسألة الأولى. ثانيا، الساحة
الإسلامية في ذلك الوقت كان بإمكانها أن تستوعب مشروع الراحل وتجربته
الإصلاحية دون أن تمارس معه القطيعة، ولكن لتدخلات خارجية ووجود من
يسعون لزيادة الصدع بين المسلمين، ساهم هؤلاء الأعداء في زيادة وتيرة
العداء. ثالثا، المزاج الشخصي المحيط، في البيئة الاجتماعية التي تأسس
فيها هذا المشروع، حيث أنه مزاج اجتماعي لا يقبل الآخر، ولا يستوعب
المتعدد، فالمسؤول عن هذه المشكلة هو فكر الانغلاق والإقصاء.
• أليس في ذلك حيف وظلم للطرف والأطراف
المقابلة لمرجعية السيد الشيرازي، ألا تتحمل هذه المرجعية جزء من أسباب
هذا الانغلاق والجدل؟.
- لاشك أن المؤسسة المرجعية للسيد الشيرازي تتحمل مسؤولية في هذا
الإطار، لكنها مسؤولية الطرف الضعيف. وحينما نناقش مسألة تاريخية،
ينبغي أن نوضح أين هو الطرف القوي في هذا الصراع وما هو دوره الأساسي
فيه، هل ساهم في تأجيجه أم ساهم في تطويق جذور المشكلة. لاشك أن هذه
المدرسة وهذا التيار، مارس بعض الأخطاء على المستوى التاريخي، ولكنها
في كثير من الأحيان تأتي في سياق ردود الفعل المتوفرة، ضد أفعال قائمة
مارسها الغير.
• يطرح البعض ثلاث أسباب رئيسة، جعلت من
مرجعية السيد الشيرازي حبيسة هذا الجدل، أول هذه الأسباب، يتعلق
بالحقبة الزمنية التي طرحت فيها، كونها جاءت في زمن الكبار والعمالقة
أمثال المرحومين الإمام السيد محسن الحكيم، والميرزا عبد الهادي
الشيرازي، السبب الثاني، هو دخولها في صراع فكري حدي مع نظرية ولاية
الفقيه، السبب الثالث، سبب سياسي يتمثل في ارتباط هذه المرجعية بحركات
وتنظيمات سياسية حركية.
- بالنسبة للسيد محسن الحكيم، فقد ثبت تاريخيا مباركته لمشروع السيد
الشيرازي الديني والإصلاحي في كربلاء، وكانت العلاقة بين السيد الحكيم
وعائلة الشيرازي، علاقة طيبة، وللمعلومية فإن الفتوى الشهيرة التي
أطلقها الحكيم ضد الشيوعية، أطلقها وكتبها وهو في بيت السيد الشيرازي.
لذلك على المستوى الزمني، لم يكن طرح المشروع المرجعي للسيد الشيرازي
سببا للعداء بين المرجعيات آن ذاك، وبالذات إذا عرفنا أن موضوع
الاجتهاد المقرر في الفقه الإمامي، يبيح لكل إنسان يمتلك القدرة
الذهنية، واستنباط الحكم الشرعي من مضانه، أن يمارس عملية الاجتهاد،
بصرف النظر، عن عمره، فلدينا الكثير من الفقهاء الذين برعوا في عملية
الاستنباط وهم في مقتبل أعمارهم.
أما بالنسبة لي ولاية الفقيه، فلا شك أن السيد الشيرازي من الفقهاء
الأوائل الذين آمنوا ودعوا لنظرية ولاية الفقيه، وفي كتابه «فقه
الجهاد»، يصل لرأي فقهي، يشابه في كثير من عناصره الرأي الفقهي المشهور
للإمام الخميني حول ولاية الفقيه، ونظرية شورى الفقهاء التي جاء بها،
جاءت في بداية الثمانينات، حينما اكتشف بعض الأخطاء على مستوى
الممارسة، ورأى أن عدم تكرار هذه الأخطاء لا يتم إلا بتطوير صيغة نظرية
ولاية الفقيه لذا ابتكر نظرية شورى الفقهاء.
لكن ما نستطيع قوله في هذا الإطار التالي، أن هناك ملابسات اجتماعية
وسياسية عديدة، ساهمت في وجود عقد قائمة بين العلاقة القائمة بين
المرجعيات، وكل الأطراف ساهمت بشكل أو بآخر في تكريس هذه العقد.
أما بالنسبة لارتباط هذه المرجعية ببعض التنظيمات الحركية، يمكن
القول، أنه كما أن السيد الشيرازي آمن بضرورة تشكيل الأحزاب الإسلامية،
فإنه في ذات الوقت آمن بالحرية ونبذ العنف، وأسس لنظرية اللآعنف في
العمل الإسلامي، فالخوف ليس في وجود التشكيلات الاجتماعية السياسية
العاملة بوسائل سلمية، وما حافظ عليه هذا المشروع ضمن هذا الإطار. إن
الخوف كان من وجود إطار مرجعي تجاوز الكثير من الأطر التقليدية،
والأخطاء التاريخية التي مورست من قبل المؤسسة المرجعية.
• ضمن السياق الحركي والتنظيمي، إلى أي مدى
كانت تجربة مرجعية السيد الشيرازي ناجحة في علاقتها بالتشكيلات
الحركية، خاصة أن العمل السياسي ذو صبغة برغماتية؟.
- إن نهج السيد في التعاطي مع هذا الشأن كان قائما على عدم التدخل
المباشر في الساحات المحلية للمجتمعات الإسلامية، فهو يؤسس لتصور عام،
وأي مجموعة تؤمن بهذه الأفكار وتتشكل مؤسساتيا، فإنه يبارك لها جهدها،
ويعطيها مساحة واسعة من الحرية لتشكيل إستراتيجية عملها، لذا كانت هناك
مسافة واعية بين مشروع السيد المرجعي والمشروعات السياسية والاجتماعية
المحسوبة على تيار الشيرازي، فهو يعتمد على نظام اللامركزية ويؤسس
لنظام الشورى في هذه المؤسسات، وبالتالي فهي مؤسسات تمتلك خيارها
وقرارها، وتأخذ من المرجعية المباركة والحماية الكبرى. وفي تقديري أنها
كانت تجربة ناجحة. لأنها سمحت لكل القواعد المشاركة في هذا العمل أن
تكون صاحبة قرارها بنفسها، وبالتالي تحولت هذه المؤسسات لمشروعات قائمة
بذاتها، مما ساهم في تخفيف وطأت الإنعاكسات السياسية السلبية الممارسة
من قبل الحركات الإسلامية على مرجعية السيد الشيرازي. أضف لذلك أن
السيد لم يحصر نشاطه في دائرة الحركات الإسلامية، وإنما اعتبرت جزء من
النشاط المرجعي، فيسند هذا النشاط بنشاط ديني.
• لو توقفنا قليلا عند نظرية «اللآعنف»، التي
أسس لها السيد الشيرازي، برأيك ألا تحتوي هذه النظرية على عدة فجوات
وثغرات، خاصة أنها تجنح للمثالية؟.
- نظرية اللآعنف تتضمن بعدين أساسيين، بعد سلبي، وهو نبذ كل أشكال
العنف والإقصاء والإكراه في التعامل مع الآخرين، وبعد إيجابي، وهو
التأسيس لقيم الحوار والتعددية والتسامح واحترام حقوق الإنسان،
وبالتالي قد لا نمتلك فجوة، ولكن على المستوى العملي، قد نجد هناك
إكراهات الواقع التي تدفع البعض لتبني خيارات لا تنسجم وهذه النظرية.
إن النظريات الكبرى في التاريخ لا تتأسس على إكراهات الواقع، وإنما
تتأسس على ضوء معالجة عميقة لإشكاليات الواقع، ومن هذه الإشكاليات،
العنف وممارسة القوة الغاشمة، ولا يمكن بأي حال، إذا أردنا أن نجتث
بذور العنف، أن نشرع لممارسة عنفية مقابلة. وإنما ينبغي مواجهة العنف
بالمزيد من التأكيد على الخيار المقابل.
• إذا كان السيد الشيرازي، يؤمن بهذه القوة
بنظرية اللآعنف، فكيف نفسر إذن ما يمكن تسميته بـ «العنف الرمزي» الذي
كان يمارسه السيد الشيرازي ضد بعض مخالفيه سياسيا وفكريا، وبالخصوص ضد
نظرية ولاية الفقيه عندما اختلف معها، فنراه يصفها بـ«الدكتاتورية» أو
«الثوب المهلهل»، أليس في ذلك ضرب من التناقض؟.
- لا أستطيع أن أسمي هذه المصطلحات عنفا رمزيا، وذلك لأنها لا تخرج
عن نطاق التوصيف التاريخي لهذه الظاهرة. على كل حال في هذه النقطة، حتى
طريقة تعامل السيد مع معارضي فكره، كان يستند ويعتمد فيها على نظرية
اللآعنف. كما أن اللآعنف لا يعني منع النقد، فاللآعنف يعني أن تمارس
النقد دون أن تسئ للآخرين.
• النظرية السياسية التي طرحها السيد
الشيرازي، ألا تجد أنها تجنح للمثالية، وتحلق بعيدا عن الواقع. خاصة
عندما يطرح مسألة ضرورة إزالة الحدود، وجوازات السفر، والجنسية في
الدولة الإسلامية وغيرها؟.
- أحد الفروقات الأساسية بين النظرية السياسية والفكر السياسي هو
هذه النقطة، إن النظرية السياسية تؤسس لما ينبغي أن يكون بصرف النظر عن
الواقع المعاش. بينما الفكر السياسي، هو المسؤول عن معالجة ما هو قائم.
فما دمنا نتحدث عن النظرية السياسية، فبتالي نتحدث عن المثال، والأمل
التاريخي، وما ينبغي أن يكون. لكن السيد لم ينحبس في هذا الإطار
المثالي البحت، وإنما نراه فاعلا ونشطا سياسيا.
• لو أتينا لوضع المدرسة الشيرازية بعد رحيل
السيد الشيرازي، ألم يحن الوقت لقراءة نقدية غير إحتفائية، فاعلة، لهذه
التجربة؟.
- كل التجارب الإصلاحية تحتاج لعمليات نقد ودراسة وتقويم، وتجربة
السيد الإصلاحية، لاشك أنها تحتاج لدراسة تحليلية ونقدية، ولا أحد يدعي
كمالها، لكن ينبغي أن نختار الظرف المناسب لممارسة هذه المراجعة. في
رأيي أن الواجب علينا في هذه المرحلة، حفظ تراث الفقيد، وفي ضوء هذا
الحفظ نباشر عملية النقد.
• أليس في تأجيل عملية المراجعة، تكريس
للمثال، وإضفاء هالة من القدسية، قد تحول لاحقا دون قراءة نقدية جادة
وفاعلة لهذا التراث المرجعي؟.
- ليس بهذا المعنى. فالنقد قد بوشر حتى في حياة السيد الشيرازي،
فحينما كتب الأستاذ أحمد الكاتب كتاب «تجربة الثورة الإسلامية في
العراق»، باشر نقدا لاذعا ضد تجربة السيد الشيرازي، لذا فليس هناك خوفا
من النقد، أو تردد من ضرورة مراجعة هذه التجربة في مختلف الأبعاد.
• بعد رحيل السيد الشيرازي، أما آن لهذه
المدرسة أن تخرج من عزلتها لفضاء أرحب، خاصة أنها طوال الفترة السابقة
كان ينظر لها من الكثير بوصفها معزولة عن باقي السياقات المرجعية؟.
- هذه ما يتمناه أقطاب هذه المدرسة، أن يصبحوا على مستوى الأمة
كلها، والعزلة لم تكن إرادية، -إذا كانت هناك عزلة- وإنما ممارسة من
قبل الآخرين. ونحن لا نتحدث عن مذهب هنا، وإنما نتحدث عن مدرسة فكرية
من مكوناتها الأساسية الانفتاح على الآخرين.
• إذا كان هذا الخيار وهذه العزلة التي مورست
على هذه المدرسة كما أسلف، في المقابل، ألا ترى أن حصر الخيار المرجعي
لأتباع هذه المدرسة بعد رحيل السيد الشيرازي، في شخصيتين من داخل هذه
المدرسة وليستا من خارجها وهما السيد صادق الشيرازي، والسيد محمد تقي
المدرسي، أليس في ذلك تكريسا لهذا الانغلاق وهذه العزلة من قبل أتباع
المدرسة أنفسهم، لماذا الاقتصار على هذين الاسمين وتجاهل بقية
المرجعيات في قم والنجف ولبنان، ألا يعني ذلك مزيدا من التقوقع؟.
- إن التقليد خيار شخصي وتكليف فردي، وليس تكليف جماعات ومؤسسات.
وحينما توفي السيد لم تحصر المرجعية في هذين الاسمين، وإنما الساحة
مفتوحة لكل الأسماء. ومورس الاختيار بشكل حر، باعتباره حق أصيل لكل
إنسان، ولكننا نقرر المحصلة النهائية لهذه الاختيارات.
• حتى هذه المحصلة النهائية التي تحدثت عنها،
في جوهرها تكرس نوعا من العزلة.
- إذا تم التعامل مع هذه الخيارات بعقلية حضارية، فلن تكرس حالة
العزلة.
• إلى أي مدى سوف يحاول أتباع مدرسة السيد
الشيرازي، أن يتحللوا من الخلافات التي كانت بين هذه المرجعية وباقي
المرجعيات، أم أنهم سيظلون يجترونها حتى بعد رحيل السيد الشيرازي؟.
- الجميع مدرك لأهمية عدم الانحباس في اشكالات الماضي، والجميع أصبح
مؤهلا نفسيا وفكريا واجتماعيا لتجاوز الكثير من العقد، والسنين القليلة
الماضية كانت خير برهان على هذه المسألة. |