الصفحة الرئيسية ملف المناسبة  | أتصلوا بنا

 

كربلاء تؤبن الإمام الشيرازي في ذكراه الثالثة بمهرجان حاشد

كربلاء/ مصطفى عبد الواحد: تحت شعار (ميراث العلماء أمانة الله والوطن) أقامت ممثلية سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي  الحفل التأبيني الثالث، بين الحرمين المطهرين للإمام الحسين، وأخيه أبي الفضل العباس في مدية كربلاء المقدسة، وقد حضر الحفل التأبيني جمع غفير من العلماء والمعزين ومن مختلف شرائح المجتمع العراقي، بينهم عدد من النساء..

تضمن الحفل التأبيني فقرات عديدة ابتدأها سماحة حجة الإسلام والمسلمين كلمة  فضيلة الشيخ ناصر الأسدي عضو مكتب ممثلية آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي في مدينة كربلاء، والتي جاء فيها : كان الإمام الشيرازي شخصية قليلة النظير في رفع راية الإصلاح، وكان شخصية فذة على أصعدة مختلفة في الفقه والعمق الفكري والنظري حتى أفتى جمع من أهل الخبرة ومنهم علماء أجلاء أصحاب رسائل عملية بأعلميته على الفقهاء الآخرين..

  وأضاف الشيخ الأسدي قائلا : ألف الإمام الشيرازي رضوان الله تعالى عليه أكثر من 150 مجلدا في الفقه الاستدلالي، فكان متميزا في الفقه والاصول كما أسس مدرسة في الأصول واصبحت كتبه في بعض المحافل العلمية مناهج للتدريس.. ولقد قال سماحة آية الله الراحل الشيخ احمد الباياني وهو عالم الذي لا يشق له غبار: لو سمحت لي الظروف لجلست على المنبر لتدريس كتاب سماحة السيد الشيرازي في الأصول.. وواصل الشيخ الأسدي قائلا: هذا الرجل العالم يحضر درسه أكثر من 500 من أهل الفضل..

إذن لقد كان الإمام واسعا وعميقا في التأليف وتميز أيضا في مجالات عديدة فكتب اكثر من 10 كتب في الاقتصاد منها الفقه الاقتصادي وهو في جزئين، كما كتب في السياسة وكان متميزا كذلك، فقبل سقوط وانهيار الشيوعية تنبأ الإمام الراحل في كتابه (ماركس ينهزم) قائلا: إنني أرى أن صرح الاتحاد السوفيتي سينهار بعد عشر سنوات وبالفعل انهار الاتحاد السوفيتي بعد عشر سنوات لا أكثر ولا أقل، الأمر الذي يدلل على عمق الإمام الراحل ونظرته الثاقبة العميقة..

وفي ختام كلمته شدد سماحة الشيخ ناصر الأسدي على أهمية مشاركة العراقيين كافة بالانتخابات المقبلة معتبرا إياها واجبا شرعيا ووطنيا مستشهدا بحديث الرسول الكريم( من لم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم).

 مؤكدا على أن عدم المشاركة في الانتخابات يعني حتما عدم اهتمام ولا مبالاة إزاء قضايا مهمة وحساسة تهم المسلمين في العراق.

بعد ذلك اعتلى المنصة سماحة العلامة السيد مرتضى القزويني، فابتدأ كلمته قائلا كان يوم عيد الفطر صباحا قبل ثلاث سنوات وكنت جالسا على السجادة مستقبلا القبلة قبل أن تقام صلاة العيد، فجاءني حفيدي محمد باقر وهمس في أذني كلاما اضطربت لسماعه... قال إن جدي ــ ويقصد آية الله الإمام الشيرازي ــ في حالة خطرة فاطلب من الحاضرين الدعاء له، وكان معي 700 أو أكثر ممن ينتظرون قيام صلاة العيد..

ودعونا له ولكن أمر الله كان نافذا انتهت صلاة العيد وأنا شخصيا في حالة اضطراب، وعندما جلست في الساعة الثانية من بعد منتصف ليلتي تلك شعرت بالقلق ولا أدري ماذا حصل، وما هي إلا لحظات حتى دخل علي ولدي حسين فقال: عظم الله أجرك..

وواصل السيد القز ويني قائلا: انهارت قواي وجلست  على الأرض وانفجرت باكيا.. ولا تلوموني .. فإنني صحبت الإمام الفقيد 52 عاما .. رأيت في وجهه نور الإيمان والنزاهة والإخلاص... زامنته في الدراسة ودرسنا سويا ضمن 40 طالب علم عند أستاذنا آية الله الشيخ يوسف الخراساني رضوان الله تعالى عليه .. رأيت في الإمام التفوق والأخلاق، فقد كان متميزا في أخلاقه وتواضعه ووعيه السياسي والديني .. امتدت علاقتنا حتى أسماني بعض الناس بـ( الشيرازي) .. ولكن يعلم الله ــ يضيف العلامة القز ويني قائلا ــ: أن صداقتي به وحبي له لم يكن شخصيا لم أحببه لذاته بل أحببته لأنه كان يعمل لله.. كان محور صداقتنا هو الله.. كنت أراه مخلصا، علامات الإخلاص بادية عليه .. من أجل هذا أحببته، وليس لأي شيء آخر.. كنت أراه مخلصا في أعماله وسلوكه وأقواله، لذلك أحببته، ودامت هذه المحبة بيننا 52 عاما حتى فرق الموت بيني وبينه..

الذي أود أن أقول أنني نظمت فيه قصيدة طويلة أعتبرها وثيقة تاريخية، وقد قلتها عند ورود نبأ وفاته رضوان الله تعال عليه..

وابتدأ السيد القزويني بإلقاء قصيدة التي جاء في مطلعها:

لقد سال حزنا في عزاك دموعي *** ونار الأسى تلتاع بين ضلوعي

وبت  كئيبا  حين  نــعيك  هــدني *** وخابت ضنوني واقفهر ربيعي

أصعّد  أنفاسي  واسكب  عبرتي  *** وقل اصطباري حيث قل هجوعي

عرفتك  فذا  حينما  كنت  طالـبا *** ذكيا  زكيا  ترتدي  لخشوع

هذا وقد التقت النبأ على هامش الذكرى الأليمة سماحة الشيخ طالب الصالحي وهو عضو في مكتب آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي ووكيله في كندا وأوروبا فقال: كلما اقتربنا من ذكرى رحيله ازددنا حبا وشوقا له، وصارت أهدافه وذكرياته تتراءى لنا، فتعتصر قلوبنا الحسرة وينال منها الألم على فقدانه..

إن المسلمين عامة والشعب العراقي خاصة هم اليوم بأمس الحاجة لوجود الإمام الراحل، لما كان يتمتع به من نظرة ثاقبة وحكمة وعمق..

الامام الفقيد ترك إرثا عظيما وله مؤلفات ضخمة تعد بالمئات، لذلك أدعو إلى قراءتها والتمعن بها وصولا إلى الموقف المطلوب من الأحداث التي تمر بنا اليوم، وتلك التي تواجهنا في المستقبل أيضا، فالإمام الراحل كان مستقبليا في نظرته، لذا أدعو بجد لقراءة مؤلفات الامام بعناية..

هذا وقد تلقت ممثلية آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي( دام ظله) في كربلاء عدد من برقيات التعزية من مختلف الوجوه الثقافية والسياسية والدينية والعشائرية في مدينة كربلاء المقدسة..

  الصفحة الرئيسية ملف المناسبة  | أتصلوا بنا