أنشودةٌ في فم التاريخ تبتسمُ***ومشعلٌ في دروب
المجدِ يرتسمُ
ومنهلٌ نستقي منْ نبعه شرفاً***بالحلم والعلم قد دانتْ لهُ الأممُ
مؤيد بجلال الله مكتنف***ونوره لظلام الجهل يقتحمُ
فقد تخلَّق بالقرآن مهتدياً***لذا تراه مدى الأيام يبتسمُ
هذا الذي قد رأى الأعمى فضائله***هذا ابن خير عباد الله كلهمُ
فجده المصطفى وذا الحسين له***أصلاً فطابت به الأخلاق والشيمُ
فالأرض تعرفه والبدر يعرفه***والجود يعرفه والحلم والكرمُ
والناس تعرفه والبيت والحرم***والوعي والفكر والقرطاس والقلمُ
من معشرٍ في الورى إن حُدِّثوا فَهِموا***أو قيل من ذا كبار القوم قيل
هموا
سل العراق التي في أرضها ظهرت***راياتهم وغدا من بينهم علمُ
حتى إذا سَطعت أنوار غرته***كلُّ النجوم له في الكون تنتظمُ
دعني أبث حديثا بات يؤرقني***ماذا ترى قاله الجهَّالُ أو زعِموا
قالوا كلاماً سفيهاً يبتغون به***تسقيط رايته والحق ينهدمُ
فلفقّوا تهماً وزورّوا كذباً***في خير من عرفته العرب والعجمُ
وصوّبوا أسهماً للحق فانجرحتْ***منْ فعلهم مهجةٌ هيهات تلتئمُ
فيا لهم هل على عيونهم حُجُبٌ***أم يشتكون جنونا أم بهم صممُ
فكل ما قد يقول الحق عندهمُ***بأنَّ قلبهمُ بالرِّين مُتَّهَمُ
أهلُ الجَهَالةِ يابن الحق فيكَ مضوا***في العارفينَ وأهل العلمِ قدْ
عَلِمُوا
بأنَّكَ الشامخ المغوار في زمني***وأنتَ أفضل من تسعى به قَدَمُ
وأنتَ كالورد يُعْطِي الطيب سارقهُ***وأنتَ كالنجم لا يرقى له لمَمُ
أيا عظيمٌ لكَ الأفواه ناطقةٌ***بأنَّكَ الرَّمز من تَرقى به الأممُ
يا ليث ساحتنا يا نور عالمنا***يا خير وعيٍِ به الأحرار تتسمُ
لكَ الفخامة ياذا العلم يا أملي***بنور علمك جيش الجهل ينهزمُ
فنور علمكَ يُستسقى الغمام به***ومن محياكَ موجُ البحر يلتطمُ
علمٌ يزينه التقوى ويدفعه***حلْمٌ وفيكَ خِصال الدين تزدحمُ
ماذا أقولُ وماذا يُحْسِنُ القلمُ***والله قد عَجِزَتْ في وصفِكَ الكلمُ |