تقرير حول مؤتمر الامام
الشيرازي الثاني ، لجمعية الرسالة الإسلامية
برعاية جمعية الرسالة
الإسلامية مؤتمر الإمام الشيرازي الثاني:
نحن بحاجة إلى مشروعات
عملية لإنقاذ العراق
عنوان المؤتمر (العراق في
فكر ومسيرة الإمام الشيرازي)
وقائع الليلة الأولى (مساء
الأربعاء 10/12/2003م)
دعا سماحة العلامة السيد جعفر الحسيني الشيرازي
المثقفين والباحثين إلى الخروج بتصورات عملية تساهم في إنقاذ العراق
وشعبه من الأزمات التي يعيشها. وقال العلامة الشيرازي في اليوم الأول
لمؤتمر الإمام الشيرازي (قدس سره) السنوي الثاني الذي أقامته جمعية
الرسالة الإسلامية في البحرين مساء الأربعاء إن "النظام البائد خلف
مشاكل عظيمة سواء مع دول الجوار أو داخل العراق، ولا بد أن يساهم جميع
المسلمين في إيجاد مشاريع لتجاوز هذه المشاكل" وحذر في المؤتمر الذي
أقيم تحت شعار العراق في فكر ومسيرة الإمام الشيرازي ورعاه سماحته من
"مضاعفات تلك المشاكل التي قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع سواء السياسية أو
الاقتصادية أو الإنسانية". واستعرض النجل الثالث للإمام الشيرازي بعض
رؤى وتصورات الإمام الراحل فيما يرتبط بالعراق التي سجلها في مؤلفات
عدة، مؤكداً على ضرورة السعي لتطبيق تلك الرؤى من خلال تظافر الجهود.
يذكر أن السيد جعفر الشيرازي (حفظه الله) يزور البحرين حالياً تزامناً
مع إحياء الفعاليات البحرينية لمناسبة الذكرى الثانية لرحيل الإمام
السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدست نفسه الزكية). وأشاد السيد جعفر
الشيرازي في ختام كلمته التي تصدرت أعمال وفقرات المؤتمر في ليلته
الأولى بجهود الإخوة في جمعية الرسالة الإسلامية وشكرهم على مساعيهم
الخيرة.
ملامح من مدرسة
الإمام الراحل:
كما ألقى الرئيس الفخري للجمعية سماحة العلامة السيد محمد
العلوي كلمة باسم الجمعية أكد فيها على الأبعاد الرسالية والنهضوية
والحضارية في مسيرة الإمام الراحل. معتبراً أن الخشية من الله كانت
وراء الإنجازات العظيمة التي خلفها الإمام الشيرازي من خلفه. وتحدث
العلوي عن علو همة الراحل بقوله "عندما كان الإمام الشيرازي يطرح
أفكاره ويسعى لإنجازها في بداية مسيرته، كانت تلك الأفكار في نظر البعض
مستحيلة". ويضيف "إلا أن الإمام كان يراها قريبة". وبالفعل استطاع هذا
الرجل العظيم أن يحقق جملة من مشروعاته وعدداً من طموحاته. كما تحدث
الرئيس الفخري للجمعية عن المنهج التربوي في منهج الإمام الشيرازي
وصناعة الكفاءات وبناء المؤسسات. وخلص إلى القول في نهاية المطاف إن
الإمام الراحل كان طوال تلك المسيرة يواجه الصعوبات بالإيمان والصبر
ويقابل الإساءة بالإحسان، ولذا فإنه استطاع أن يبني تياراً يحمل أفكاره
من بعده ويبقى وفياً لها.
مرتكزات البنى السياسية في فكر الإمام:
وبعد ذلك عرض سماحة الشيخ زكريا الداود (من علماء المنطقة الشرقية
بالسعودية)لورقته التي شارك بها المؤتمر، وكانت بعنوان "الشيرازي
والتعاطي مع النظم السياسية.. العراق مثالاً - قراءة في المقدمات".
وتناولت الورقة خمس مرتكزات افترض الباحث أنها البنى الأساسية لمنهج
الإمام الشيرازي السياسي ، وهي – كما أوردها الداوود – الأمة الإسلامية
الواحدة، وحدة المصير والمسير والمسار، اللاعنف منهجاً وسلوكاً، ضرورة
الحريات، محورية شورى الفقهاء. واعتبر الداوود أن "أية قراءة لا تصدر
عن إدراك هذه المباني المنهجية لا يمكن أن تقدم رؤية صحيحة لفكر المجدد
الشيرازي الثاني" وأضاف موضحاً " لأنها تعد ليس في النظرة السياسية
فحسب، بل ألقت بظلالها حتى في العمل الفقهي، والفكري والثقافي وغيرها
من الحقول المعرفية". واستعرض الباحث في ورقته لكل مرتكز قراءته
مقارباً له بالقضية العراقية ومستشهداً بقطع أخذها من بعض مؤلفات
الإمام الراحل حول العراق. وعقب كل من الشيخ أبو الحسن الصالح والشيخ
عبد المجيد العصفور على ورقة الشيخ الداوود وأتبع التعقيب بسؤال للشيخ
حبيب الجمري بشأن الكفاح المسلح في فكر الراحل وأسئلة أخرى من قبل
جمهور الحاضرين. وختم مدير المؤتمر الأستاذ إبراهيم السفيف على أمل أن
يلتقي بالجمهور في اليوم الثاني. وسيعرض فيه الشيخ عبد الله الصالح
ورقة عنوانها "الإمام الشيرازي ..قصة جهاد" كما سيعرض السيد جعفر
العلوي ورقة أخرى بعنوان "استراتيجية الإمام الشيرازي لمستقبل العراق
الجديد". وستتوسط الورقتين كلمة هاتفية مباشرة لسماحة المرجع الديني
السيد محمد تقي المدرسي من كربلاء المقدسة. وسيصدر عقب ذلك البيان
الختامي للمؤتمر الذي يقام للسنة الثانية على التوالي.