الامة من غير مفكرين اكفّاء: سراب, كما انها من
غير مجددين فطاحل: يباب , وقد وهب الله هذه الأمة انفاراً من المجددين
الذين احدثوا في الأمة والفكر والحياة تجديداً دفع بها الى أُتون الحياة,
وانقذها من اوجال الترهل والتشرذم والممات... كما صنع اجيالاً واجيالاً
حافظت على دفئ القيم والمبادئ والحياة , ومن اولئك الامام المجدد
الشيرازي الثاني.
ليس المجدد من يحدث جديداً في الدين، ذلك لأن
الدين كامل تام، والكامل جديد على الدوام، بل المجدد من يجدد عقله فيفكر
بالجديد ويفهم جديد اليوم من الدين، لأن للدين في كل يوم جديداً.
وإذا جدد المرجع عقله جدد عقول الناس وعقول
مقلديه، وجعلهم ينظرون إلى الحياة بجديد الدين، وحداثة رؤية شريعة سيد
المرسلين.
والمجدد من يجدد نفسه فيجدد بذلك نفوس الناس،
وكذلك المجدد من يجدد فكره فيبستنبط الفكر الجديد والفقه الجديد لبناء
الحياة الجديدة.
لذلك فقد كان الإمام المجدد قدس الله سره يفكر
لبناء حياة الأمة الإسلامية والمجتمع البشري بالجديد الذي يصنع به الحياة
الطيبة التي أرادها الله تعالى لخلقه.
ولذا فقد تميز فكر الإمام الشيرازي أعلى الله
مقامه، بميزات عديدة أهمها:
1- حيوية الفكر؛ الذي كان يحدوه، حيث كان يفكر
رضوان الله عليه بكل ما يحيي به الإنسان والمجتمع والحياة.
2- منهجية الفكر؛ إذ كان يفكر بكل قضية وفق بصيرة
تحيط بكل جوانبها وحيثياتها. فكان يحيط بها إحاطة تامة ويشبعها بسيل من
الأدلة الشرعية العقلية منها والنقلية.
3- تنظيم الفكر؛ حيث كان فكر الإمام المجدد رضوان
الله تعالى عليه، فكراً منظماً، له أبجدياته الكاملة وخارطته التي تستوعب
مجالات الحياة بسعة تغطية الدين لها.
4- أصالة الفكر؛ إذ لم يكن الإمام الراحل أعلى
الله مقامه، ليفكر بأمر أو قضية إلاّ وقد عالجها من صميم الشريعة، ووزنها
بالموازين الشرعية. فلم يداخلها مزاج، ولم يتخللها نظر شخصي ولا شابها
شائبة من النزعة الفردية أو العنصرية أو غيرها.
5- الترابط في مفرداته الفكرية؛ حيث كانت المفردات
الفكرية في فكره الإسلامي التجديدي، مفرداتٍ ينسجم بعضها مع البعض، بحيث
تكون نتيجة مفردةٍ فكريةٍ معينةٍ أساساً لقضية أخرى وهكذا تتسلسل في فكره
رضوان الله عليه، ترابط المفردات الفكرية والقضايا الأساسية في المنهج
الفكري للحياة وعمارة الإنسان والأرض والدنيا والآخره.
6- الشمولية في التفكير؛ تلك التي كان يعالج بها
القضايا الحيوية معالجة شاملة كاملة، لم يدع فراغاً من المعالجة ولا ثغرة
فيها، بل يستوعبها باستيعاب الدين القويم.
وبهذا الفكر الجديد والروح التجديدية، فقد جدد
رضوان الله تعالى عليه، الفكر والفقه والسياسة والاقتصاد والإنسان
والمجتمع والطبيعة والنظام وغيرها..
حتى كان له مشروع في التجديد الفكري، ومشروع في
تجديد الفقه، ومشروع في تجديد الفكر السياسي، والنظرية السياسية، والعمل
السياسي، كما له مشروع في تجديد الاقتصاد، ومشروع في الإصلاح الاجتماعي،
ومشروع في بناء الإنسان، كما له مشروع في تجديد الفهم والتعامل مع
الحياة.
فأدرك أن في الإسلام فقهاً للبيئة لتنظيم علاقة
الإنسان بالطبيعة، وفقهاً للنظافة، وفقهاً للمرور، وفقهاً للأسرة، وفقهاً
للعولمة، وفقهاً لكل شيء، لأن الدين لكل شيء.
أما على صعيد الثقافة فقد أولى الإمام الشيرازي
قدس الله سره، موضوع الثقافة والتغيير الثقافي اهتماماً بالغاً واعتبره
القضية الأساسية في تغيير الإنسان والمجتمع والحياة. فكان يعالج مشكلة
الوعي بروح متحررة من قيود الاستسلام التي فرضها الاستعمار العالمي على
فهم الأمة وثقافتها وروحها ونفسيتها ومناهجها في الحياة.
مثلاً: كان الإمام الراحل يؤكد على إعادة وحدة
البلاد الإسلامية وأخوّة المسلمين وإلغاء الحدود والجوازات والفوارق التي
صنعها الاستعمار.
وهو أمر تعجز عن إدراكه وفهمه عقول المسلمين، ذلك
لأن هممهم دانية وإرادتهم مستسلمة لما صنعه الاستعمار، إلا أن الإمام
المقدس أعلى الله مقامه يرى إمكانية ذلك فضلاً عن وجوبه، فيؤكد على:
1- إن الحدود الجغرافية بدعة، وكل بدعة حرام، وأن
عُمْرَ وحدة البلاد الإسلامية الواحدة قد تجاوز الأربعة عشر قرناً، بينما
عُمْرُ بدعة الحدود الجغرافية لا تزيد على السبعين عاماً يوم قسّم
الاستعمار بلاد الإسلام بموجب اتفاقية (سايكسبيكو).
فيستغرب الإمام الشيرازي رضوان الله عليه، من
استسلام الأمة إلى بدعة حكمت سبعين عاماً ومزقت ما كان متوحّداً قروناً
طويلة.
2- هناك شواهد شرعية تدل على إمكانية وجود بلاد
إسلامية واحدة من دون حدود وهي الحكومة الشرعية للرسول (صلى الله عليه
وآله وسلم)، حتى حكومة الإمام علي(عليه السلام).
3- كما أن هناك شواهد تاريخية على اجتماع البلاد
الإسلامية في حدود واحدة تحدها عن غير الإسلامية وليس عن بعضها.
وهي الوحدة الجغرافية على عهد الدولة الإسلامية
ولما بعد الخلافة الإسلامية، إذا صح التعبير.
4- الشواهد المعاصرة على إمكانية توحيد البلاد
الواسعة والدويلات المتعددة في حكومة واحدة، وحدود واحدة.
ويضرب لنا الإمام قدس الله سره، مثال الصين التي
كانت موزعة على شكل دويلات صغيرة وقبائل متناحرة، فقررت مجموعة من البشر
يسودهم فهم وثقافة خاصة، على جمع تلك البلدان المتفرقة والشعوب
المتناحرة، في بلاد واحدة وأمة متحدة.
وبهذه الروح المنطلقة والفكر المتحرر من قيود
الاستسلام لإرادة الاستعمار، نجد الإمام المجدد قدس الله سره ينطلق بفكر
تجديدي يحث الأمة على التحرر ليقرب لها البعيد، ويسهّل عليها العسير،
وذلك عبر طرحه مناهج الثقافة التغييرية التي لو تتلمذ عليها الإنسان
تحوّل إلى معجزة على وجه الأرض.
هذا بالنسبة الى نعمة وجود المجدد في الأمة , اما
بالنسبة الى فقدان المجدد فانه كارثه ونقمة وحرمان.
ولكي نعرف حجم الخسارة وكبر الكارثة التي حلّت
بالامه في غياب المجدد الشيرازي الثاني نصير الى حجم النعمة الالهية التي
وهب الله الأمة بوجوده المبارك ومنها:
أولاً: الامام الشيرازي تجسيد لخلق المرسلين
وقد عرف القاصي والداني ما للإمام الشيرازي قدس
الله سره, من خلق محمدي رفيع, فسلْب الامام المجدد من الأمّة كارثة كبرى,
لأنه خسارة لغياب مكارم الأخلاق في عالم متصدٍّ لشؤون الأمّة.
ثانياً: الامام الشيرازي خزانة علم ثر
ففقدان العلم الثر خسارة عظيمة لا تُعَوَّض, وما
كتبه وبحوثه العميقة إلا دلالة على ذلك.
ثالثاً: الامام الشيرازي مشروع للحياة
فقدان العالم المستودع لمشاريع الحياة التي كان
يحملها للامة, يُعَدُّ خسارة كبرى وكارثة عظمى.
رابعاً: فقدان المدافع عن الشريعة
من أحابيل المبتدعين, إنما هو كارثة تاريخية
خطيرة.
خامساً: الامام الشيرازي جندي مرابط
فقدان الجندي المرابط في الثغر الذي يلي فيه إبليس
ضعفة الشيعة, إنما هو انهدام سد منيع ياتي منه أهل الباطل والتحريف
الأخلاقي والعقائدي الخطير.
سادساً: الامام الشيرازي عقلية تجديدية
وفقدان العقلية التجديدية في الأمّة إنما هو سلب
لهذه النعمة, واذا لم تكن الأمّة قد انتفعت من وجوده, وعلومه, بل حاربته,
وأنكرته, فإنما هي قد خسرت خسارتها الكبرى, كخسارة الجاهل لنعمة العالم
الناصح, والابن الجاهل لنعمة الأبّ المربي.
سابعاً: الامام الشيرازي بالمرصاد لكل حاكم ظالم
وفقدان المحامي عن الأمّة امام هجوم الظالمين
كارثة كبيرة على الأمّة.
ثامناً: الامام الشيرازي عقل واع لمخاطر الاستعمار
وفقدان العقل الواعي لمخططات الاستعمار, والعارف
بأسلوب مواجهته وحماية الأمّة من حبائله, إنما هي طامة كبرى, لما يترتب
على الفقدان من سهولة انطلاء مخططاته على الأمّة, فتنخدع الأمّة
بالاستعمار المتلبس بثوب المنقذ المخلص المُخَلِّص, لا المستعمر
المستحمر.
تاسعاً: الامام الشيرازي مدافع شديد ضد الغزاة
وفقدان المدافع عن حياض الاسلام ضد الغزو الفكري
والثقافي والعسكري إنما هو خسارة كبرى ونقمة عظمى, لتعرض الأمّة في
غيابه, الى النهب والسلب وهجوم الاستعمار السافر الكاسح, الذي لا يردعه
رادع ولا يصدعه صادع.
عاشراً: الامام الشيرازي عين ساهرة على الأمّة
ففقدان العين الساهرة على مصالح الأمّة, لكارثة
كبرى وطامة عظمى, لتسبيب وقوع الأمّة طُعْمًا سائغاً للأمم المتوحشة.
حادي عاشر: الامام الشيرازي حامل لواء التثقيف
الاسلامي
وخسارة الراية الداعية الى التوعية والتثقيف, لهي
هوّة كبيرة مؤدية بالأمة الى الجهل, وتلك هي حقيقة منطقية ثابتة, وبديهة
واضحة.
ثاني عشر: الامام الشيرازي داعية للوحدة العملية
اذ يحمل الامام الشيرازي مشروعا عمليا لتوحيد
الأمّة الاسلامية, من دون الدعوة الى تنازل البعض عن معتقداته للآخر,
وفقدان هذا العقل الموحِّد بهذا الشكل وهذا المشروع الوحدوي الجديد,
كارثة لن تُجْبَر.
ثالث عشر: الامام الشيرازي الداعية الوحيد لرفع
القيود
تلك القيود الاستعمارية المعاصرة, كالجغرافيّة
واللّونيّة ووثائق السفر والجنسية وغيرها, وكل ما يمزق بلاد الاسلام
ويفرق المسلمين وفقدان الداعية والعامل على التحرر من هذه القيود كارثة
كبرى.
رابع عشر: الامام الشيرازي المدبِّر الوحيد
للقيادة الجامعة
وقد عرفنا ان الامام الراحل رضوان الله تعالى
عليه, كان هو العالم الوحيد والمرجع المميز في مشروعه القيادي الجامع لكل
المسلمين, من شيعة وسنة, مع الاحتفاظ لكل ٍِ بحيثياته.
ففقدانه فقدان لأعظم عقل أبوي جامع, ومدبِّر لامع,
وفقدان الأمّة للعقل الأبوي هو عين اليتم.
خامس عشر: الامام الشيرازي المفكر المتميز لحكم
الاسلام
فقدان العقل المدبِّر والمُنَظِّر لنظام الحكم في
الاسلام, بما يحفظ للناس سعادتهم, وللنظام قوَّته, وللحكومة أصالتها
الاسلامية, وعدم خروجها عن الشريعة قيد أنملة.
أو لجوئها الى استعارة نظم اشتراكية في الاقتصاد,
ونظم شيوعية في الحكم والإدارة وحفظ الأمن, أو الى النظم الرأسمالية في
الحرية, والعمل على ديكتاتورية دعاة الديمقراطية.
وكلها أوبئة كما حددها الامام الشيرازي قدس الله
سره, فيكون فقدان الأمّة لهذا العقل, ضياع لها في أوحال الحكم, وتخبط بين
الأصالة والضياع.
سادس عشر: الامام الشيرازي العقل المميز في
التنظيم
العقل التنظيمي الناضج, في تأسيس القواعد الشرعية
للتنظيم الاسلامي, ومناهجه المنطلقة من الأصول الاسلامية الثابتة, بموجب
استنباطات فقهية عميقة, لغرض توجيه وبناء دعاة التنظيمات الاسلامية,
لتنظيماتها على الأسس التي يرضاها الله ورسوله, وقد تميز الامام الشيرازي
رِضوانُ اللهِ تَعالى عَلَيِهِ, عن غيره بهذه العقلية والاستنباط وهذه
المنهجية والمناهج.
فيكون فقدان هذا العقل المخطط لهذه المنهج
التنظيمي الناضج, كارثة كبرى, وذلك لإبقاء التنظيمات الاسلامية على
نواقصها المنهجية, الأمر الذي يضطرها الى استعارة مناهجها التنظيمية من
غير الاسلام و كما هو واقع فعلا.
سابع عشر: الامام الشيرازي العقل المجدد في الفقه
وناهيك عن التجديد في الفقه, واستنباطه لفقه
الحياة, وإدخاله الفقه في مناحيها المختلفة بعد ان كان وقفا على بعض
الموارد الفقهية البعيدة عن الفقه العملي, فأسس الامام الراحل رِضوانُ
اللهِ تَعالى عَلَيِهِ, الفقه العملي للاسلام, أو بعبارة أخرى أماط
اللثام عن الفقه العلمي في الاسلام.
فيكون فقدان هذه العقلية المجددة خسارة كبرى,
للأمّة التي لم تكن قد احترمته وانتفعت بعلمه وبوجوده ولعلها تنتفع به
بعد غيابه عنها.
ثامن عشر: الامام الشيرازي مجدد الفكر السياسي
اما التجديد في الفكر السياسي, فمن معاجز عقلية
الامام الشيرازي نَوَّرَ اللهُ ضَريحَهُ, أنه وجد الأمّة تتخبط في عالم
السياسة بين الأصالة النظرية للاسلام, والتبعية العملية للأجنبي في
السياسة, ولذلك عمد الامام المجدد قدس الله سره, الى تأسيس الفكر
السياسي, والنظرية السياسية, وبناء المناهج السياسية على الأسس التي جاء
بها القرآن الكريم والرسول العظيم، واهل بيته الحاملين لعلمه الرصين.
وفقدان هذه العقلية المتميزة, والمبدعة في هذا
المجال, لخسارة كبرى وكارثة عظمى مفضية الى السقوط والانحدار السياسي.
تاسع عشر: الامام الشيرازي مجدد في إصلاح الحياة
لما كان الامام الشيرازي قدس الله سره, يحمل في
داخله مشروعا كاملا للإصلاح في الأمّة, وانجز الغالب الاعظم مما كان
يريد, وبقي القسم الاخر الذي لم يمهله الأجل في تنجيزه, ولم تخدمه الظروف
لذلك ولم تأخذ بيده الأمّة، فقد دعا الاجيال القادمة الى إنجازها
وتنفيذها والعمل بها.
وغياب هذه النعمة وسلبها إنما هو من كبريات
الكوارث التي منيت بها الأمّة, وقد أحس بها من أحس, واغفلها من كان في
عينه رمد, وفي نفسه ثمالة وسكر, من بريق الدنيا الزائلة.
العشرون: الامام الشيرازي مجدد في العمل المرجعي
فالذي يخرج المرجعية القيادية من قمقم الانزواء,
وزاوية الانطواء, الى حيِّز العمل بالعلم، وفضاء القيام بالمسؤوليات
الجسام, والمهام العظام, نعمة كبرى, وفقدانه خسارة عظمى جبرانها ليس
بالسهل اليسير.
الحادي والعشرون: الامام الشيرازي موضع هموم
الأمّة
يمكننا جمع ما قد سبق وغيره مما لم نذكر, في ان
الامام الشيرازي قدس الله سره, الحامل لهموم الأمّة, والروح الكبيرة
الطامحة الى إغاثتها من أوحال الجهل وقيود التخلف.
والرجل الساعي الى نقلها الى عالم التحرر
والرفعة،وحياة السعادة والخير الرفاه, إنما هو نعمة لا يمكن فهم مرادها
حقيقة الفهم, لكون العقول عن فهمها قاصرة, وعن احترامها مقصرة, لكونه من
تلامذة القرآن ومدرسة أهل البيت عليهم السلام. ففقدانه كارثة لا يمكن
استيعاب مقدار الفراغ الذي يحدثه غيابه.
فما عرفت الأمّة قدر النعمة التي بين ظهرانيها,
فحاربتها شر محاربة, وكفرت بأنْعُمِ ربها, فاخذ الله نعمته منها وسلبهم
إياها, فاخذ منها الامام الشيرازي رفع الله درجاته, اليه, فكان يلملم
رحاله عن هذا العالم المنكوس, والامة التي لا تميز بين عدوها من الصديق,
وتتعامل معه تعامل الجاهل مع العالم, ليأتي يوم القيامة ويكون احد ثلاثة
يشكون ربهم في يوم الحساب, فيرون ذلك عند المطالعة في الكتاب, الذي لا
يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها.
كما قال الامام الصادق عليه السلام: ( ثلاثة يشكون
الى الله عزَّ وجلَّ، مسجد خراب لا يصلي فيه اهله، وعالم بين جهال, ومصحف
معلق قد وقع عليه غبار لا يٌقرأ فيه)(1).
فذهب الامام الشيرازي أعلى اللُه مَقامَهُ، نعمة
مسلوبة من هذه الأمّة في عيدها الأضحى, ليقول ان ذلك من دلائل النقمة
وعدم الرضا على هذه الأمّة اذ ان يوم العيد يوم توزيع الجوائز, واذا به
تبارك وتعالى يسلب منها نعمة وجود العالم الرباني فيها, والإمام المجدد,,
والمرجع المجاهد, والفقيه المصلح.وما ذلك إلا على عدم احترام الأمّة
للنعمة, وقد قال تبارك وتعالى كما أسلفنا: < وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ
لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ> .
ولَمّا لم تشكر الأمّة ربها فليس إلا العذاب
الشديد, وهنا جاء الشطر الثاني من الاية ليقول:< وَلَئِن كَفَرْتُمْ
إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ> (إبراهيم/7).
(1) بحار الانوار ج2 ص41, ح4
ب10. |