من هم اليهود؟ ومن هي إسرائيل

هذا سؤال طرحه الإمام الراحل (قده) وكيف تم أكبر عملية تزييف في التاريخ وقد تمت بصمت وتآمر من كل ذوي الأذهان المغلوطة

هيثم المولي

وكيف يتخذون سكان نصف الكرة الغربية معتقدات غير شرعية وثيقة شرعية تجيز لبني إسرائيل اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه بالطرد أو الإبادة وإقامة وطن قومي يهودي فوق هذه الأرض.

وقد فرق سماحة الإمام بين يهود اليوم ويهود الأمس من أتباع موسى الذين لم تعرف لهم جذور في ارض معينة تجمعوا في وقت ما (هو باتفاق المؤرخين القرن العاشرة ق.م) في بعض مرتفعات فلسطين وأقاموا نوعاً من الكيان المزعزع القلق المفكك المتنازع، ظل محصوراً في رقعة لا تتجاوز عشرة أميال مربعة، ولم يعمر أكثر من ثمانية وسبعين عاماً وهي المدة التي حكم فيها داوود سليمان، ثم سباهم البابليون والأشوريون إلى بلاد ما بين النهرين وهناك وضع أحبارهم وكهانهم تاريخهم (التوارة) وفي تدوينهم ذلك التاريخ وصفوا على لسان إلههم (يهوه) وعده لهم بإعطائهم أرض فلسطين (ميراثاً أبدياً. سفر التكوين)

وقد كشف سماحته على حقيقة اليهود الصهاينة وقد قال أن يهود اليوم ليسوا قوم موسى: وإسرائيل اليوم غير إسرائيل الأمس.

المراوغة من أساليب اليهود، وقد قال عنهم سماحته:

اليهود بوسائلهم وأساليبهم اللإنسانية والملتوية التي استخدموها في إقامة دولتهم (اللاشرعية) منذ القدم حتى وعد بلفور..

هذا الكيان اللاشرعي الذي يقوم على وعد دينية مزيفة ما يزال متجذراً في المسيحيين الغربيين خاصة وللعلاقة القائمة بين التوراة اليهودية المحرفة وبين الإنجيل وقد أخذ هذا الكيان ينمو يكبر مع نشوء القوميات في القرن التاسع عشر حتى صار كياناً سياسياً عملت إنجلترا على زرعه في أرض فلسطين وجاءت أمريكا تسقيه من عيون أبنائها ومن دمائهم.

ونبه سماحته إلى أساليبهم المراوغة التي اتبعها (أحد زعماؤهم) حاييم وايزمن (1874 – 1952م) أول رئيس لدولة إسرائيل على انتزاع وعد (بلفور) من الحكومة البريطانية عام (1917) الذي أعطى اليهود ما لا يملكون.

ما السر الذي جعل السياسة البريطانية تفعل ذلك.

يجيب وايزمن (من حقك أن تسأل: ما هي أسباب حماسة الإنجليز لمساعدة اليهود وشدة عطفهم على أماني اليهود في فلسطين؟ الجواب أن الإنجليز لاسيما أصحاب المدرسة القديمة، هم أشد الناس تأثراً بالتوراة، وتدين الإنجليز هو الذي ساعدنا في تحقيق آمالنا، لأن الإنجليزي المتدين يؤمن بما جاء في التوراة من وجوب عودة اليهود إلى فلسطين، وقد قدمت الكنيسة الإنجليزية من هذه الناحية أكبر المساعدات.

يقول سماحته عن مزاعم اليهود: أن الحقيقة التاريخية السالفة الذكر أطلق اليهود عليها اسم (الشتات) وجعلوها عنواناً (لمظلوميتهم) كما يدعون حيث تزعم (الصهيونية) الآن أن القوى الظالمة فرضت عليهم الشتات وحالت عبر التاريخ بينهم وبين عودتهم إلى (أرض الميعاد) لكن التاريخ ينسف هذه المزاعم وهذه الأسطورة، فالمعروف أنهم رحلوا طلباً للعيش قبل أن يطاردهم أحد بل هاجروا قبل السبي البابلي وبعد قيام (مملكة إسرائيل) التي ظهرت على أثر انقسام فلسطين إلى مملكتين (مملكة يهوذا في القدس ومملكة إسرائيل في السامرة بعد وفاة نبي الله سليمان عام (935ق.م) وفي القرن السادس قبل الميلاد زال كل أثر فعلي لليهود في فلسطين، إلا من أندمج منهم بسكان البلاد الأصليين.

ثم اتسع (تشتت) اليهود في مراكز الاقتصاد والتجارة مثل (الإسكندرية وقطاجة) قبل تدمير الهيكل سنة (7م)..

لقد كتب السيد الإمام قبل أكثر من ثلاثة عقود كتابه (هؤلاء اليهود) إيماناً منه بأنه كشف حقيقة هؤلاء الغاصبين لفلسطين وبيان انحرافهم العقائدي وطموحاتهم الاستعمارية، جزء لا يتجزأ من الحرب الإعلامية ضدهم، لتعريف المسلمين بحقيقتهم وما يضمرون من شر وحقد للإسلام وأهله، وهذا ما يجعل المسلمين يحذرون من سياساتهم المضللة ومكرهم الذي تنهد منه الجبال ولكي لا ينخدعوا بما يروج له هؤلاء الصهاينة وأتباعهم ومؤسساتهم الإعلامية في أوربا وأمريكا من أفكار وعقائد هدامة للأخلاق وللقيم والعقائد الدينية بمسميات وشعارات مختلفة لكن هدفها واحد هو إشاعة الفساد في المجتمعات الإسلامية وهدمها من أصلها كما أصدر (قده) فتواه التاريخية التي حرم فيها بيع أو شراء البضائع الإسرائيلية ولما وصلت إلى مسامعه أخبار الاعتداءات الإسرائيلية على المسلمين في جنوب لبنان أصدر بياناً أدان فيه هذه الاعتداءات ودعا إلى مساعدة المتضررين من هذه الاعتداءات وأجاز دفع نصف الحقوق الشرعية (خاصة سهم الإمام) لخدمة هؤلاء المؤمنين الذين حد قوله: (شردوا من ديارهم وأصيبوا بأهليهم وأموالهم)

نحن لا نريد أن نحكم على عقلية اليهود القدماء بمقاييسنا الحالية أو الشخصية الثقافية أو الاجتماعية أو الأخلاقية، ولكننا نحكم على جماعة بني إسرائيل الذين لا يزالون يحملون عقلية أجدادهم القدماء (آباء التوراة) ويؤمنون إيماناً عميقاً بقصصهم الميثولوجية على أنها حقائق خالدة، ويعتبرون أن مصيرهم قد تقرر في ما ورد في تلك القصص من أحداث ويتقرر في ما تضمنه من وعود بأحداث أخرى.

وهم يسلكون في الحياة على هذا الأساس ومن الواجب باعتبارهم فهمهم وفهم سلوكهم على هذا الأساس.. وقد نضطر إلى إصدار الأحكام. والأحكام الجارفة أحياناً على عقليات الشعوب والمجتمعات الأخرى التي لا تزال تعتبر القصص التي رواها الأحبار اليهود والمفاهيم التي علموها أو دونوها كتابها المقدس وعلى عقليات الشعوب التي تمحضها الاحترام أو التقديس.

وقد نبه سماحته وأشار في أكثر من موقع إلى إسرائيل وقال عنها أنها صنيعة الاستعمار حيث قال:

ثياب الاستعمار كثيرة، فكلما بلي ثوب لبس غيرهن وبعد الحرب العالمية الثانية ظهر للدول الاستعمارية أن لعبتهم هذه سوف لن تستمر، وباتت لعبة قديمة ورأوا أن الإسلام لو تحرك بحرية بين هذه البلدان المستعمرة فإنه سيشكل قوة ضاربة خطيرة تعصف بهم وبمصلحتهم في هذه المنطقة الحيوية من العالم وفي مناطق أخرى كثيرة، لذلك فإن إسرائيل (وهي اللعبة الجديدة والثوب الجديد) للاستعمار ستكون كفيلة بتحديد حرية تحرك الدول الإسلامية في هذه المنطقة لذا فيجب أن (تصنع) في هذا المكان الحساس وولدت بعد محاولات بذلتها الصهيونية العالمية واليهودية مستفيدة من كل الظروف العالمية، ولكن ذلك صادف رغبة ملحة وهوى من نفوس الدول الاستعمارية تحقيقاً لمصالحهم.

إذن إسرائيل والخادم المنقذ لمصالحهم، وبالفعل فقد حققت لهم إسرائيل كل مصالحهم وخرج الاستعمار من الباب ليدخل من الشباك كما يقولون ولا ننسى المناخ الفكري والحضاري الذي هيأته الأصولية المسيحية للأيديولوجية الصهيونية وفي الدور الذي أداه الأصوليون المسيحيون قد أد من غير قصد في تمكين الصهيونية من تنفيذ مشروعها على ارض فلسطين.

والدور الذي ما فتى التيار الأصولي يؤديه في تطوير هذا المشروع، لأن أي محاولة لرصد المناخ الحضاري التي نشأت فيه الصهيونية، تستدعي استظهار نوعية العمل الذي مارسه العامل الديني في المجتمعات البروتستانية الأصولية، التي أيقظت الوعي القومي اليهودي – أساس الإيديولوجية الصهيونية وقد أورد سماحة الإمام في كتابه (هؤلاء اليهود) نصوصاً كثيرة من (بروتوكولات حكماء صهيون) الذي يقول عنها: (وقد قرأتها تكراراً، فلم أزد فيها إلا حيرة، ومن العجب أن يرى الإنسان مخططات هذا الكتاب جارية في العالم).

ومن النصوص التي ذكرها سماحته والتي تكشف عن مخططات هؤلاء اليهود الصهاينة وتغلغلهم في دوائر السياسة والاقتصاد العالمي وسعيهم للسيطرة على العالم، ما جاء في البروتوكول الرابع:

(هذا هو السبب الذي يحتم علينا أن ننتزع فكرة الله ذاتها من عقول المسيحيين وأن نضع مكانها عمليات حسابية وضرورية مادية، ثم لكي نحول عقول المسيحيين عن سياستنا، سيكون حتماً علينا أن نبقيهم منهمكين في الصناعة والتجارة وهكذا ستتصرف كل الأمم إلى مصالحها، ولن تفطن في هذا الصراع العالمي إلى عدوها المشترك).

والواقع أن الدهشة تنتاب الكثيرين من معاضدة الغرب الأوربي والأمريكي للوجود الصهيوني في أرض فلسطين.. ومن مشايعة هذا الوجود ومساندته بشتى الوسائل ومختلف السبل.

وقد يلتمس المتسائلون بعض الإجابة في أمور منها مثلاً الزعم أن الفضل في الدعم والتأييد اللذين تمحضهما حكومات أوربا وأمريكا لإسرائيل يعود في معظمه إلى الأقلية اليهودية المؤثرة في الأنظمة السياسية في نصف الكرة الغربي وخاصة إلى قوة اللوبي الصهيوني، والأصوات اليهودية الانتخابية في الولايات المتحدة، والى الدور البالغ الفعالية الذي يمثله المال اليهودي والنجاح الاقتصادي المتعاظم لليهود، وما تولد عنه من ثراء وسطوة ومكانة اجتماعية وتعززه السطوة اليهودية وأحكام قبضتها على وسائل الإعلام وأدوات صنع الرأي والإعلام الصهيوني باعتبار هؤلاء طغى على جماهير الغرب فصاغ قناعاتها على ما تريد الصهيونية وترضى.

ولقد تمكن الصهيونيون من فرض سيطرتهم الكاملة على أهم أجهزة الإعلام والثقافة وكالات الأنباء الصحافة الإذاعة، التلفزيون المسرح والسينما، الكتب ودور النشر.

وبهذا نجحت الصهيونية في أمريكا بالاستيلاء على أهم المواقع في تشكيل الرأي العام الأمريكي.

وقد ركز سماحته في كتابه (هؤلاء اليهود) على أن هؤلاء اليهود المنحرفين والمخربين قد خطوا خطوات كثيرة في طريق تطبيقهم لمخططاتهم والوصول إلى أهدافهم فالمؤسسات المالية الكبرى في العالم هي بيد اليهود أو الصهاينة والماسونين وهذه المؤسسات لا تقرض الدول إلا بشروط منها ما يعرف وتتناقله وسائل الإعلام ومنها ما هو سري لا يعرفه أحد.

إن اليهود خبراء العالم بالإفساد والفتن وقد جاء في بروتوكول صهيوني (أننا نقرأ في شريعة الأنبياء أننا مختارون من الله لنحكم الأرض وقد منحنا الله العبقرية كي تكون قادرين على القيام بهذا العمل) ولتحقيق هذا الهدف فقد أشعلوا الحروب وأثاروا الفتن العرقية والمذهبية في كل مكان وهذا ما يؤكده نص من البروتوكول السابع الذي يقول (في كل أوربا يجب أن ننشر في سائر الأقطار الفتنة والمنازعات والعدوان المتبادلة فإن في هذا فائدة مزدوجة؟

وجاء في بروتوكول آخر (يجب علينا أن نحطم كل عقائد الإيمان. وقد نشرنا في كل الدول الكبرى ذوات الزعامة أدباً مريضاً قذراً للنفوس..

وقد لخص سماحة الإمام إسرائيل بأنها عصابة العنف والإرهاب ولا تترك مناسبة إلا وتطرح فيها عروضها للسلام!! وسلامها الذي تنشره هو أن يقوم على أساس الظلم والغصب وذلك بالاحتفاظ بالأراضي المغصوبة ورفض عودة الفلسطينيين إلى أراضيهم ومن دون أن تبدي تنازلاً لأصحابها الشرعيين فهي غير مستعدة لأن تقدم أي تنازلات.

وقد قال سماحته في هذا: كثيراً ما تظاهروا بهذه العروض الكاذبة، فقد تظاهر زعماءهم بالسلام قبل العدوان الثلاثي على مصر عام (1956م) وتظاهروا بذلك أيضاً قبل الحرب (1967م) فكان هناك ارتباط وثيقاً بين عروضهم هذه وبين توقيت اعتداءاتهم. وإسرائيل ترفض أن تبحث موضوع احتلال القدس وتصر على احتلالها.

الموقف الشرعي من مصالحة اليهود:

يتوقف الموقف الشرعي من اليهود من خلال معرفة عقائدهم المنحرفة والضالة واللاإنساني فهم خلال التاريخ تمردوا على أنبيائهم وهم الوحيدون والأكثر شعب قتل أنبياءه وحرقوا التوراة وكل ما أنزل على أنبيائهم، وقد تحدث القرآن عنهم كثيراً وقد ذكر أنهم لعنوا على لسان أنبيائهم لكن الموقف الآن وهم مغتصبون لأرض فلسطين.

وقد كتب في ذلك (إسرائيل) و(اليهود) عصابات إرهابية ولا علاقة لها بعالم الأمس كما علم أن الصهيونية والاستعمار وجهان لعملة واحدة وعلمنا أيضاً غاية الصهيونية ولدت في قلب الأمة الإسلامية وليس في نيتها الرحيل وحقدها على الإسلام (حقد مقدس) كما يسميه اليهود.

إذن هل هناك وجه للمصالحة معها.. وكيف ستمد يد المصالحة لها؟!

فهل يجوز لك أن تصالح غاصب بيتك وتسميه صديقاً!!

أي أن الصلح والمصالحة مع اليهود غير شرعية لأسباب الكثيرة منها عداؤهم الحقيقي للإسلام والمسلمين وعنصرية دينهم وسعيهم لإفساد العالم.

وبالتالي فالصلح معهم يعني الرضوخ لهيمنتهم والتسليم بسيطرتهم على جزء من أراضي الإسلام وهذا لا يجوز شرعاً ولا يمكن لمسلم أن يجوزه أو يقول به. ويمكن أن نقول أن من مسلمات الفكر العنصري الأوربي، لتبرير استعمارها لفلسطين، النظر إلى اليهود باعتبارهم جنساً أرقى وأسمى من العرب الذين فشلوا في استثمار بلادهم. وجاء اليهود بمواهبهم الفريدة لكي يقودهم في مدارج الرقي والتقدم.

والملاحظ أن الثقافة السائدة في المجتمعات الأمريكية ما فتئت حتى اليوم قول العرب أما إلى مزودي للنفط، وأما إلى إرهابيين عطشيين إلى الدماء، كما هي الحال بالنسبة إلى الفلسطينيين، وشعور الأمريكيين الطبيعي تجاه العرب هو الشعور بالكراهية والتنافر والعنصري، وفي المقابل فإن التأييد الأمريكي لصهيونية هو دعم إيجابي لسياسة استعمارية غربية لا يمكن لتشكيك في أهدافها النبيلة وهي سياسة الاستيطان في أرض صحراوية، وخلق مؤسسات حديثة وحل مشكلات التقنية بكفاءة وبصورة تثير الإعجاب بحسب أفضل التقاليد الغربية.

وعامل آخر هو ازدهار الحضارة اليهودية – المسيحية التي يبدو أنها تتهيأ للانقضاض في غزوة صلبيبة جديدة على منطقة الشرق الأوسط التي ينتمي سكانها إلى الديانة التوحيدية الكبرى – الإسلام -.

والملاحظ أن الإمبريالية اليهودية بلغت في أعادة تنظيم الشرق الأوسط مستوى جديداً من العدوانية لم تبلغه من قبل، تمثل في السياسة الجديدة التي تعود بالعالم إلى أساليب الاستعمار الكولوينالي القديم، والاحتلال الفج الصريح والتهديد بالمدافع والأساطيل الحربية، التي كشفت عن تفاقم سياسات العنف والعدوان مقنعاً أو صريخاً من جانب الإمبريالية.

والواقع أن حرباً لم تكشف من قبل بهذا الوضوح والعراء حقيقة التناقضات والصراعات التي تهز عالم اليوم من الأعماق كما كشفها حروب الخليج الأخيرة، فقد تضمنت محاولات الإمبريالية استغلال الظروف الجديدة لمزيد من النهب للعالم الثالث الفني بثرواته ومنها النفط وغيرها..

فالحروب الخليج كانت دروساً لا ينسى للدكتاتوريات الصغيرة لكي تفهم أن ما تفعله الإمبريالية يتم العقائد اليهودية ولتذهب العدالة الحقيقية والأخلاق إلى الجحيم درساً لبلدان العالم الثالث ولكل من تحدثه نفسه بالتمرد على النظام العالمي الجديد الذي رسمته الدوائر الإمبريالية درساً لكل من يراوده الأمل أو يتطلع إلى اللحاق بركب الحضارة واكتساب التكنولوجيا الحديثة المتطورة والتنمية المستقلة والتقدم أنه درس أبعد بكثير مما انطوت عليه حرب 1967م بالنسبة للأمة العربية كانت حرب 67 نكسة وتراجعاً أما هذه الحروب فهي حكم بالإعدام على العالم الثالث، وبأنه مضي عليه بالتخلف والتبعية إلى الأبد ولا يجوز له التفكير في عبور الهوة المتزايدة الاتساع في الثروة أو في استخدام التكنولوجيا.

ومن المعروف أيضاً أن الدولة اليهودية امتداد عنصري للغرب الاستعماري في قلب العالم العربي، قاعدة استراتيجية وحيدة لا غنى عنها في منطقة حساسة من العالم تفتقر إلى الاستقرار، مليئة بثروات طبيعية لا غنى للعالم عنها.

ومن هنا كان رفع الإمبريالية الأصولية فوق إسرائيل مظلة حماية بالغة الشراسة والتصميم، ممعنة في العنف الدموي درءاً لذي خطر أو شبهة خطر يمكن أن يتهددها أو ينتقص من وضعها كقوة عظيمة إقليمية.

ولكن الصهيونية كنظام متشعب ذو فروع عدة سياسية وتنظيمية وعملية للبورجوازية اليهودية الكبيرة الملتحمة مع الأوساط الاحتكارية في الولايات المتحدة وفي بقية الدول الإمبريالية، تريد إقامة نوع من الدول الاستعمارية تفرض سيطرتها على المنطقة كلها، اقتصادياً على الأقل، وتعمل كتشريك صغير للإمبريالية العالمية تخدمها وتستفيد منها.

ولما كانت إسرائيل تدرك منذ إنشائها أو توحدها) النهائي لن يتحقق وأنها ستظل معرضة لخطر الاقتلاع من الأرض بسواعد أصحاب الأرض، طالما أنها لم تنتزع الاعتراف بشرعية وجودها من ضحاياها أنفسهم، فقد ظلت تعمل في هذا الاتجاه حتى تمكنت من الانتزاع الاعتراف بشرعية وجودها من أفواه القائمين على الشعوب.

وقد عرض سماحة الإمام مواقف الأنظمة العربية من هذا الاعتراف:

1- الأول: دول القبول.

2- الثانية: دول الصمت.

3- الثالثة: دول الرفض

وقد حدد سماحة الإمام موقف الرأي العام للعدو الصهيوني حيث قال نجد أن الرأي العام للعدو والنظام (طرفان لعصا واحدة) وذلك لأن (الكنيست) يضم عدة مجاميع لها برامجها وسياساتها الخاصة بها مثل:

1- مجموعة المعراج

2- مجموعة الليكود

3- الأحزاب الدينية والشيوعية والتكتلات الصغيرة الأخرى فالرأي العام تمثله هذه المجاميع، وهذه المجاميع تمثل الكنيست و(الكنيست تمثل النظام (إذن الرأي العام يمثل النظام)

والمجاميع المذكورة جميعها متفقة على رأي واحد يتلخص في ثلاث نقاط:

1- رفض الانسحاب إلى خطوط (1967م)

2- رفض قيام دولة فلسطينية على أي بقعة من تراب فلسطين

3- رفض التعامل مع منظمة التحرير الفلسطينية تحت أي ظرف

وقد أضاف سماحته:

فإذا كان هذا موقف العدو فعلى أي أساس تتم المصالحة أو السلم أليس ذلك خيانة واستسلاماً واعترافاً بإسرائيل دون تنازلها عن أي شيء، والجدير بالذكر أن الزعيم (بيغن) صرح عند قدوم السادات وقال (إننا لم نطالب من أحد الاعتراف بوجودنا.. إننا نؤيد اعترافاً مشتركاً للطرفين في السيادة والأمن)

فهل هناك ذل واستسلاماً أكثر من هذا..

وقد حدد سماحته أن العلاج هو التمسك بالإسلام لمواجهة إسرائيل لأنه يمتلك القوة الإيمانية والمعنوية لذلك الصراع ويستطيع أن يحسم الكثير من الخلافات ووضع حد للمشاكل والصعوبات.. كما أن الإسلام هو القوة القاهرة التي تتكفل الوقوف بوجه كل المتكبرين والطغاة.

وما إسرائيل كما يقول سماحته إلا (نصل) للأنظمة الطاغوتية وكل قوى التجبر العالمي موجه إلى صدر الإسلام والمسلمين.